“هيئة تنمية المجتمع” و”دبي للبيانات والإحصاء” تطلقان المسح الاجتماعي الثامن لإمارة دبي
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
أعلنت هيئة تنمية المجتمع في دبي عن إطلاق المسح الاجتماعي الثامن لإمارة دبي والذي يأتي بالتعاون مع مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء التابعة لدبي الرقمية، ويندرج ضمن جهود الرصد الميداني للواقع الاجتماعي بما يشمل التعرف على الأوضاع المعيشية للأسر المعيشية الإماراتية وأسر المقيمين وأسر جماعية وتجمعات العمال وتقييم الخدمات وأثر البرامج والسياسات المطبقة في مختلف المجالات الاجتماعية التي تقدم للأسر، بما يسهم في توفير بيانات شاملة تعكس الواقع الاجتماعي في الإمارة.
وقال سعيد أحمد الطاير، المدير التنفيذي لقطاع التطوير الاجتماعي في هيئة تنمية المجتمع:
“تنطلق اليوم الأعمال الميدانية للمسح الاجتماعي الثامن لإمارة دبي والذي يمثل خطوة جوهرية نحو تعزيز فهمنا للواقع الاجتماعي وتحديد احتياجات المجتمع بشكل دقيق. وتعكس شراكتنا مع مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء التزامنا المشترك باستخدام البيانات والإحصاءات كأداة استراتيجية لدعم اتخاذ القرار وتطوير سياسات شاملة تخدم الأفراد والأسر في الإمارة”.
وأضاف: “أثبتت المسوحات الاجتماعية السابقة دورها المحوري في توجيه جهود التنمية المجتمعية، حيث ساهمت مخرجاتها في تصميم برامج ومبادرات وسياسات اجتماعية تلبي تطلعات أفراد المجتمع وتنسجم مع أهدافنا الاستراتيجية. ونسعى من خلال هذا المسح إلى تقييم تأثير الرقمنة على جودة الحياة وتوفير رؤى واقعية تدعم تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاجتماعية 33، والتي ترتكز على تعزيز السعادة والرفاهية لكافة فئات المجتمع.”
من جهتها قال سعادة عفاف بوعصيبة، المدير التنفيذي لقطاع عمليات البيانات والإحصاء – مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء: “يعكس المسح الاجتماعي أهمية الشراكة بين الجهات الحكومية لتحقيق الأهداف العليا وفي مقدمتها أجندة دبي الاجتماعية 33 التي تهدف لتحقيق أعلى مستويات السعادة للأسر، مع ضمان أفضل معايير العيش في مختلف المجالات. كما يعبّر هذا المشروع عن إيماننا المشترك بأهمية البيانات والمعطيات الإحصائية والرقمية ودورها في دعم اتخاذ القرار والتخطيط للمستقبل، ولا سيما في عصر التحول الرقمي حيث تعدّ البيانات بمثابة الأصول الأكثر أهمية لدورها في استكشاف الواقع واستشراف المستقبل وبالتالي التخطيط وبناء الاستراتيجيات الفعالة.”
وأضافت بوعصيبة “انطلاقاً من الأهمية الكبرى لمخرجات هذا المسح الاجتماعي، ندعو الأسر لعدم التردد في المشاركة فيه وتقديم المعلومات الدقيقة والوافية حسب الأسئلة الواردة في المسح، ونؤكد أن البيانات التي سيتم جمعها لن تُستخدم إلا لأغراض التقييم والتطوير وسيتم التعامل معها وفق القوانين والأنظمة المعمول بها من حيث حماية الخصوصية والسرية.”
يعد هذا المسح الثامن من نوعه الذي تطلقه هيئة تنمية المجتمع بالتعاون مع مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء، الأمر الذي يجسد اهتمام الطرفين بالبيانات ودورها في إعطاء صورة حقيقية للواقع الاجتماعي، بما يسهم في دعم صناع القرار على التخطيط واعتماد البرامج التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع وتحقيقاً للأولويات الاستراتيجية والأجندة الاجتماعية في الإمارة. كما يجسد المسح استمرار الشراكة بين الطرفين انطلاقاً من وحدة الأهداف، حيث تعمل هيئة تنمية المجتمع على تنفيذ برنامجها الشامل للمعلومات الإحصائية حول الواقع الاجتماعي، وتتعاون في ذلك مع مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء انطلاقاً من دور المؤسسة باعتبارها الجهة الرسمية الوحيدة المفوضة بإنتاج وإصدار البيانات الإحصائية في دبي.
ويسهم المسح الاجتماعي في إرساء القواعد المعلوماتية حول الوضع الاجتماعي لاستخدامها في تطوير الاستراتيجيات والبرامج وصياغة السياسات، بهدف التعرف على متطلبات واحتياجات وآراء المجتمع ورصدها وتقييم آثار السياسات والبرامج المتصلة بها. كما يهدف لبناء قاعدة بيانات اجتماعية تشمل الآراء والانطباعات حول الواقع الاجتماعي في الإمارة.
ومن بين أهداف المسح أيضاً التعرف على الأوضاع المعيشية للأسر في إمارة دبي بشكل عام على اختلاف جنسياتها، وقياس مؤشرات أداء خطة دبي الاستراتيجية للقطاع الاجتماعي ومؤشرات أداء هيئة تنمية المجتمع. وتشمل قائمة الأهداف أيضاً تقييم مدى إلمام الأفراد بالمهارات الرقمية وتأثير الرقمنة على جودة حياتهم.
وسيتم تنفيذ المسح الاجتماعي بأسلوب النزول الميداني وإجراء المقابلات الشخصية للأسر، ويبلغ حجم العينة المستهدفة في هذا المسح 5100 أسرة في مختلف أنحاء إمارة دبي، بما يشمل الأسر الإماراتية وغير الإماراتية، والجماعية، وتجمعات العمال. وتستمر عملية تنفيذ المسح ابتداء من 17 ديسمبر 2024 ولغاية 4 مارس 2025.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: هیئة تنمیة المجتمع الاجتماعی فی فی الإمارة هذا المسح
إقرأ أيضاً:
مقابلتي مع “حمار”:-حديث الحكمة، البلاء، والحب!
من : د. سمير عبيد ..
حين جلست إلى الحمار. .. فجلست الحقيقة أمامي !.
١-كان يوماً عادياً حين قررت أن أهرب من ضجيج المدينة . لا أريد صراخ الساسة، ولا مواعظ المتكلفين، ولا خطب رجال الدين المنافقين، ولا مقالات المحللين، ولا زيف من يدّعون الحكمة، ولا دجل المتاجرين بالوطن والدين . كنت أبحث عن شيء صادق… ولو للحظة واحدة !
٢-وصلتُ إلى حقلٍ هادئ، وجدتُ فيه حمارًا مربوطًا إلى شجرة. اقتربتُ منه، لا أعلم لماذا… شيءٌ ما في عينيه جذبني، كأن فيهما دعوة صامتة للحوار.فجلستُ على حجرٍ قريب منه، *وقلتُ:
“يا صديقي… يضحكون عليك، ويقولون إنك غبي. هل أنت كذلك فعلاً؟”
نظر إليّ طويلاً… ثم حرّك رأسه بهدوء، كأنما يبتسم، وقال:
“لم أطلب يومًا من أحد أن أكون ذكياً… لكني لم أكذب قط ، ولم أخن قط ، ولم أؤذِ أحدًا. فهل الغباء أن أكون كما أنا؟ أم أن أعيش بوجهين وأتظاهر بما لستُ عليه؟”
*قلت له:
“لكنهم يرونك بلا قيمة، مجرد وسيلة لحمل الأثقال!”
فأجابني بنبرة الصمت الحكيم:
“أنا لا أتكلم كثيرًا، لكني أحمل كثيرًا… هم يتكلمون كثيرًا، ولا يحملون شيئًا.”
*قلت له:
“ألا تتعب؟ من كل هذا؟ من الصمت؟ من البلاء، من الأثقال ؟”
هزّ رأسه وقال:
“التعب جزء من الحياة، لكنه لا يكسرني… البلاء لا يقتل من يقبله، بل من يقاومه بالكذب. أنا أُبتلى بالصمت، وبثقل الظهر، لكن لم أُبتلَ بالخيانة، ولا بالغدر، ولا بالجشع… وهذا عزائي.”
*سألته:
“وما رأيك في الحياة؟”
قال:
“الحياة ليست سهلة، لكن صعوبتها لا تُبرّر للإنسان أن يتحول إلى ذئب. ولا تصفق لمن يغتال عقلك ومستقبلك وطموحك . أنا حمار… لكني لم أفترس، ولم أخدع، ولم أتنافس على منصب، ولم أحمل حقداً على أحد.”
٣-فكرتُ في كلامه… وتذكرت وجوهًا كثيرة:
رجل دين يتحدث عن التواضع، لكنه لا يسمح لأحد أن ينتقده.
سياسي يصرخ باسم الشعب، وهو ينهش في ثرواتهم.
شابٌ يضحك على الحمار، لكنه لا يعرف من هو، ولا إلى أين يمضي وليس لديه دراية بصنع مستقبلة .
٤-*سألته:
“وهل عرفتَ الحب؟”
ابتسم ابتسامة خفيفة، وقال:
“أحببتُ كثيراً… أحببتُ الأرض التي أمشي عليها، وأحببتُ الناس الذين سامحوني حين قسوا عليّ، وأحببتُ البسطاء الذين أعطوني ماء دون أن يسألوا عن نسبي. الحب… ليس كما تتحدثون عنه في أغانيكم وأشعاركم ، الحب أن تبقى وفياً حتى حين تُنسى، أن تكون لطيفًا حتى حين يُساء فهمك.”
٥-*قلت له:
“هل تشتاق أن تكون شيئًا آخر؟”
قال:
“لو خُيّرت… لبقيت كما أنا. لا أعجبني عيون البشر التي ترى الشكل وتنسى الجوهر، ولا أعجبني صراعاتهم التي تبدأ من كلمة وتنتهي بسفك دم. أنا حمار… لا أغير وجهي، ولا لساني، ولا موقفي. ومن يعرفني… يعرفني تمامًا.”
سكتُّ… ولم أجد ما أضيفه.
٥- ثم التفت إليّ وقال:
“تذكّر… لا تسألني لماذا أُخلق حماراً، بل اسأل نفسك: لماذا لم تعد إنساناً؟”
قمتُ من مكاني، وهممتُ بالرحيل، فقال لي:
“أنت تبحث عن الحقيقة… وقد تجدها أحياناً حيث لا تتوقع. في حجرٍ، في فقير، أو حتى… في حمار.”
٦-نظرتُ إليه طويلاً، ثم انحنيتُ باحترام، ومضيتُ.
وفي داخلي، شعرتُ أنني لم أُقابل حمارًا… بل ضميرًا حيًّا، نقيًا، علّمني أكثر مما تعلمتُ في كل فصول الحياة.
هنيئاً للحمار لم يُحاسَب ولم يُخرى مثلما نحن البشر يوم نقف أمام محكمة خالقنا الكريم .. ويا للخزي والفضائح حينها !
منقول سمير عبيد