مؤمن الجندي يكتب: انكسار روح
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
في حياة كل إنسان لحظات تشبه الخريف، حيث تتساقط أوراق الأمل واحدة تلو الأخرى، حتى يصبح المشهد مليئًا بالفراغ والبرد! تتكرر المواقف وكأنها تعيد رسم ذات السيناريو، كما لو أن هناك حلقة مفقودة أو خطأ خفيًا في مسار حياتك.. تسأل نفسك في لحظة صدق نادرة: لماذا أنا؟ لماذا يتكرر هذا الألم كأنه عقاب دائم؟
مؤمن الجندي يكتب: عرّافة الكواكب في شقة "سِباخ" مؤمن الجندي يكتب: حين تتلاشى الألوانالسقوط ليس مجرد نهاية؛ بل هو رسالة مبطنة! قد تكون تلك اللحظة التي تنكسر فيها إرادتك هي اللحظة ذاتها التي تحتاج فيها إلى أن تعيد بناء ذاتك؛ أحيانًا، تكون الأزمة مجرد مرآة تعكس ذلك "الشيء الخاطئ" في حياتك، ذلك الركن المهمل الذي تخفيه عن نفسك قبل الآخرين.
في المشهد الأخير لمباراة الأهلي أمام باتشوكا، وقف محمود كهربا على بعد خطوات من تسديد الكرة، ليس فقط في شباك المنافس، بل في ذاكرة كل من يترقب لحظة الفرح! وبينما تهاوت الكرة بعيدًا عن المرمى، تهاوى الأمل مع خطواته المتثاقلة، تراجع وكأن العالم بأسره بات مكانًا ضيقًا لا يسعه.
في أعماق الطائرة التي تحلق على ارتفاع آلاف الأقدام، شاهدت صورة لمحمود كهربا يجلس في مقعده، منزوٍ كأن العالم بأسره قد ضاق عليه. بين يديه كتاب الله، يتلو آياته بصوت خافت لا يسمعه سوى قلبه المثقل، كان وجهه يحكي قصة لا تحتاج إلى كلمات؛ عيناه مسكونتان بحزن شفيف، وجبينه يروي عن انكسار روح تبحث عن ملاذ! كأنما الهواء من حوله أثقل، والصمت أكثر صخبًا.. بدا كمن يطلب من السماء أن تمسح عن صدره غبار الألم، أن تمنحه إشراقة أمل، أن تعيد ترتيب الفوضى التي تسكن أعماقه.. فهو الآن في لحظة مواجهة، ليس مع الجماهير التي تنتقده، ولا مع الإدارة التي تنتظر منه الاعتذار، بل مع نفسه! لماذا كل هذه الأحداث المتعاقبة في حياتك؟ الأمر أشبه بدعوة لإعادة ترتيب الفوضى الداخلية، لمعرفة أين يوجد الخطأ؟
كما أن العشب الأخضر يتعافى بعد كل موسم قاحل، كذلك نحن! من تلك اللحظات القاسية، يُولد التغيير، لكن فقط حين نقرر مواجهة أنفسنا بصدق.. كهربا ليس سوى رمز لحكاية إنسانية تتكرر: لحظة سقوط، يأس، ثم بزوغ نور خافت في الأفق؛ الاختبار الحقيقي ليس في السقوط، بل في النهوض واستعادة الاتجاه الصحيح.
أسير الهزيمة وطريق الهروبالسقوط المتكرر ليس دائمًا فشلًا، بل أحيانًا يكون تدريبًا قاسيًا يهيئك لقادم أصعب! كل مرة تعثر فيها هي درس، وكل درس يحمل رسالة.. إن كنت ترى العثرة هزيمة، ستبقى أسيرًا لها، لكن إن قررت أن ترى فيها معلمًا، ستكتشف أنها تدفعك لتطوير نفسك، لتقوية نقاط ضعفك، ولتصبح شخصًا مختلفًا، أقوى، وأصدق مع ذاته.
في النهاية، حين تتكرر الأزمات، اعلم أن الإجابة ليست في الخارج، بل بداخلك وعلاقتك الروحانية مع الله! قد يكون الحل في تغيير نظرتك، أو في مواجهة ما تهرب منه منذ سنوات! أو البحث عن الخطأ.. أن تملك شجاعة السؤال: ماذا علي أن أترك؟ وماذا علي أن أبدأ؟ الإجابة لن تكون سهلة، لكنها حتمًا موجودة؛ وحين تجدها، ستكتشف أن السقوط كان الخطوة الأولى نحو الوقوف بشكل أقوى مما كنت تتصور.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: كهربا محمود كهربا الأهلي الأهلي وباتشوكا كأس التحدي أزمة كهربا مؤمن الجندي يكتب مؤمن الجندی
إقرأ أيضاً:
الزلزال السوري كما يراه عباس عراقجي: السقوط كان متوقعا
18 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن رؤية طهران للأحداث الأخيرة في سوريا، التي أسفرت عن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، واعتبر أن هذه التطورات لم تكن مفاجئة بل نتيجة تراكمات تمتد لسنوات. وأشار إلى أن التحركات الخارجية، بما في ذلك الهجمات الإسرائيلية المكثفة وجهود دولية لإضعاف الحكومة السورية، قد أسهمت في هذا السقوط السريع.
سياق السقوط السريع
أوضح عراقجي أن ما حدث كان نتيجة تحولات عميقة بدأت منذ سنوات، وشملت تدخلات عسكرية وهجمات ممنهجة استهدفت البنية التحتية السورية. أضاف أن الجمود السياسي للحكومة السورية ورفضها التفاعل مع مبادرات إدماج المعارضة قد عجّل من انهيار النظام. وأكد أن طهران نقلت إلى دمشق مرارًا مخاوفها بشأن الوضع المتدهور، لكنها لم تجد تجاوبًا كافيًا من القيادة السورية.
الدعم الإيراني ومحدداته
أكد عراقجي أن دعم إيران للنظام السوري كان دائمًا مشروطًا بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها. وأوضح أن التدخل الإيراني منذ 2011 كان يهدف إلى منع سقوط الدولة في براثن الإرهاب، مشددًا على أن أي تدخل إيراني كان يتم بناءً على طلب رسمي من الحكومة السورية، بخلاف الاحتلال الأمريكي لأجزاء من سوريا.
المحادثات الأخيرة مع الأسد
في اللقاء الأخير الذي جمعه بالرئيس السوري، قال عراقجي إنه كان صريحًا في مناقشة التحديات والفرص الممكنة. وأوصى بأهمية بدء حوار شامل مع المعارضة غير الإرهابية، لتفادي الانهيار. لكنه أوضح أن مستوى التعاون بين البلدين لم يكن كافيًا لتفادي الأزمة.
مستقبل سوريا في الرؤية الإيرانية
أعرب عراقجي عن اعتقاده بأن مستقبل سوريا يعتمد على حكومة تمثل إرادة الشعب وتضمن وحدة البلاد وسيادتها. وأكد أن إيران تدعم أي جهد للحوار الوطني وإعادة الإعمار بالتعاون مع الدول الإقليمية والدولية. ودعا إلى مؤتمر دولي لمعالجة ديون سوريا والمساهمة في بناء اقتصادها.
العلاقات الإقليمية وأثرها على سوريا
اعتبر عراقجي أن الأزمة السورية تمثل جزءًا من صراع إقليمي أوسع، حيث تلعب قوى خارجية دورًا كبيرًا في زعزعة استقرار المنطقة. وأشار إلى أن التعاون الإقليمي، بما في ذلك مع تركيا، يمثل طريقًا أساسيًا لحل الأزمات المشتركة، مع التركيز على منع التدخلات الأجنبية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts