مسؤول أميركي سابق: نظام الأسد أدار آلة موت شبيهة بالحقبة النازية
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
كشف السفير الأميركي السابق المعني بجرائم الحرب، ستيفن راب، عن أدلة جديدة من مواقع المقابر الجماعية في سوريا، موضحا أن النظام السوري المخلوع كان يدير "آلة موت" شبيهة بما شهده العالم خلال الحقبة النازية. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 100 ألف شخص تعرضوا للتعذيب والقتل في سوريا منذ عام 2013.
وقال راب، الذي زار مواقع لمقابر جماعية في بلدتي "القطيفة" و"نجها" قرب دمشق، إن هذه المواقع تحتوي على أدلة واضحة عن نظام ممنهج للقتل.
وأشار السفير السابق إلى أن آلاف الأشخاص شاركوا في هذه المنظومة، بدءا من اعتقال الضحايا، مرورا بتعذيبهم وتجويعهم حتى الموت، ووصولا إلى دفنهم في خنادق جماعية. ويعمل راب، الذي سبق أن عمل في الادعاء أمام محاكم جرائم الحرب في رواندا وسيراليون، مع منظمات حقوقية سورية لتوثيق الأدلة وتحضيرها لأي محاكمات مستقبلية.
ولفت راب إلى أن نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد كان عبارة عن "منظومة إرهاب تحولت إلى آلة موت".
مواقع المقابر الجماعيةوفقا لتقديرات منظمة الطوارئ السورية، تم دفن ما لا يقل عن 100 ألف جثة في بلدتي القطيفة ونجها، القريبتين من العاصمة دمشق. وتعد هذه المواقع شاهدا رئيسيا على حجم الجرائم والانتهاكات المرتكبة خلال الحرب.
إعلانوأبانت صور حللتها وكالة "رويترز" عن أعمال حفر واسعة النطاق في هذه المناطق بين عامي 2012 و2014، واستمر النشاط حتى عام 2022. كما كشفت الصور عن وجود خنادق كبيرة استُخدمت كقبور جماعية، بالإضافة إلى شاحنات كبيرة يُعتقد أنها كانت تنقل الجثث من مواقع التعذيب والاحتجاز إلى هذه المقابر الجماعية.
من جهتها، أفادت اللجنة الدولية المعنية بالأشخاص المفقودين بوجود ما يصل إلى 66 موقعا لمقابر جماعية مجهولة الهوية، مع وجود أكثر من 157 ألف بلاغ عن مفقودين. وأشارت المديرة العامة للجنة، كاثرين بومبرجر، إلى أن الوصول إلى هوية المفقودين يتطلب جهودا طويلة لجمع عينات الحمض النووي من الأسَر ومن بقايا الجثث.
وتحدث سكان محليون، كانوا يعيشون بالقرب من مواقع المقابر، عن رؤيتهم المستمرة لشاحنات التبريد وهي تنقل الجثث لدفنها في خنادق طويلة. ولاحظ أحد المزارعين بالقرب من مقبرة نجها أن الشاحنات كانت تأتي ليلا محملة بالجثث لتفرغها في خنادق محفورة مسبقا.
وظهر الحديث عن المقابر الجماعية لأول مرة خلال جلسات محاكمة في ألمانيا والأسئلة التي طُرحت أمام الكونغرس الأميركي. وشهد أحد المنشقين -يعرف باسم "حفار القبر"- على عمله في مواقع الدفن الجماعي في سوريا، أن ما بين 300 إلى 600 جثة كانت تنقل أسبوعيا من مستشفيات عسكرية وأفرع أمنية في دمشق إلى مواقع المقابر الجماعية مثل القطيفة ونجها.
المطالبات بالمساءلةوطالبت منظمات حقوقية بضرورة حماية مواقع المقابر الجماعية لضمان الحفاظ على الأدلة الجنائية واستخدامها لاحقا في المحاكمات الدولية. وشددت على أهمية حماية هذه المواقع من العبث الذي قد يؤدي إلى ضياع أدلة حاسمة.
ودعا أهالي المفقودين إلى محاسبة المسؤولين عبر القضاء السوري الشرعي أو المحاكم الدولية، وأعربوا عن رفضهم لأي محاولات للتستر على الجرائم، مؤكدين أن العدالة لا تتحقق إلا من خلال مساءلة شفافة وعلنية.
إعلانوناشدت اللجنة الدولية، الدول والمنظمات الحقوقية إلى التعاون مع أسر الضحايا للمساعدة في الكشف عن مصير أحبائهم، ودعت إلى تقديم عينات الحمض النووي من أقارب المفقودين ومطابقتها مع رفات الضحايا لتحديد هوياتهم.
ومع فرار الأسد إلى روسيا وإنكار حكومته لجميع الانتهاكات، يبقى مستقبل محاسبة المسؤولين عن الجرائم معلقا في ظل غياب آليات دولية واضحة لتحقيق العدالة. ومع ذلك، يرى الحقوقيون أن توثيق الجرائم المستمر والعمل على بناء ملفات قانونية محكمة يمكن أن يبقي ملف المحاسبة مفتوحا لتحقيق العدالة لاحقا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
البرازيل تنتفض ضد ترامب على خلفية ترحيل مهاجرين.. استدعاء مسؤول رفيع المستوى
تطورات متسارعة شهدتها الأمريكتين «الشمالية والجنوبية»، بعد مرور 8 أيام فقط من وصول دونالد ترامب لسدة الحكم في الولايات المتحدة، إثر إعلانه حالة طوارئ وطنية على الحدود الجنوبية بلاده، ونشر المزيد من القوات بالمنطقة.
البرازيل، أحدث دولة تدخل على خط الأزمة التي فجرتها الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب في 20 يناير الجاري، واستدعت «برازيليا»، مسؤولا أمريكيًا كبيرًا، لمناقشة ترحيل مهاجرين برازيليين، وفق لما ذكرته وكالة انباء «سبوتنيك» الروسية.
وكان الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، قال في وقت سابق، إن بلاده لا تريد أي خلاف مع ترامب، معربًا عن أمله في بقاء الولايات المتحدة شريكاً تاريخياً للبرازيل
البرازيل تستدعي أعلى مسؤول أمريكيوزارة الخارجية البرازيلية، أشارت في بيان، أصدرته حول عملية الاستدعاء، أنها استدعت جابرييل إسكوبار، أعلى مبعوث أمريكي في برازيليا، على خلفية معاملة مهينة لمهاجرين برازيليين، مضيفة أن المسؤول الأمريكي، التقى بممثلي الوزارة، في الوقت الذي تكثف فيه «واشنطن» عمليات الترحيل، بما في ذلك على متن رحلات جوية عسكرية تنقل مهاجرين مقيدين.
تكبيل مرحلون بالأصفادوكان مرحلون برازيليون، وصلوا في وقت سابق، إلى بلادهم مكبلين بالأصفاد، فيما قال بعضهم أنهم تعرضوا لسوء المعاملة أثناء الرحلة، وحكومة الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، قالت في وقت سابق، إنها ستطلب توضيحات من المسؤولين الأمريكيين بشأن ما أسمته المعاملة المهينة للبرازيليين على متن رحلة ترحيل، يوم الجمعة الماضي.
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، قال في مقابلة مع قناة «إل إس اي» الفرنسية قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إن وصول كامالا هاريس الى الحكم سيكون أمرا جيدا من أجل تعزيز الديمقراطية.