لبنان يُواجه أزمة مائيّة حادة: الأمطار تتأخر والمياه الجوفية تتراجع...
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
كتبت شانتال عاصي في" الديار": تأخر هطول الأمطار هذا العام في لبنان أثار قلقًا واسعًا على مختلف الأصعدة، سواء البيئية او الزراعية وحتى الاقتصادية، نظرًا لأهمية الأمطار في تأمين المياه وتوازن المنظومة البيئية. وبحسب الخبراء والمراقبين، فقد شهد الموسم الحالي نقصًا حادًا في كميات الأمطار مقارنةً بالسنوات السابقة، مما ينبئ بتبعات خطيرة قد تتفاقم في حال استمرار هذا الجفاف.
وفي هذا السياق، سبق أن أوضح الخبير البيئي كنج أن الأمطار التي شهدها لبنان هذا العام أقل بكثير مقارنة بالعام الماضي. فعلى سبيل المثال، سجلت مدينة طرابلس العام الماضي معدل هطول بلغ 265 ملم، بينما لم يتجاوز هذا العام 135 ملم فقط، في حين أن المعدل العام يتراوح بين 190 و195 ملم. وأكد أن النصف الثاني من الشهر الجاري لا يحمل معه أي بشائر إيجابية، حيث قال: "الأمور لا تزال جافة، فكافة المنخفضات الجوية تقع في غرب المتوسط وليس في شرقه، أو حتى في وسط المتوسط، مما يعني أن لبنان لا يزال بعيداً عن هذه المنخفضات".
الأضرار البيئية الناتجة عن تأخر الأمطار
يُعد تأخر هطول الأمطار مصدر تهديد خطير للمنظومة البيئية في لبنان، حيث تعتمد معظم النباتات والغابات على المياه الشتوية لتستعيد حيويتها وتستمر في نموها بشكل طبيعي. ومع غياب كميات الأمطار الكافية، تتعرض التربة للجفاف تدريجيًا، مما يفقدها خصوبتها ويؤثر سلبًا على نمو النباتات والأشجار. هذا الجفاف لا يُقلل فقط من التنوع البيولوجي، بل يؤدي أيضًا إلى موت مساحات كبيرة من الغطاء النباتي، الأمر الذي يُساهم في زيادة التصحر وتآكل
التربة بفعل الرياح والأمطار القليلة والمتأخرة. كما يُفاقم ذلك خطر اندلاع حرائق الغابات، التي شهدت في السنوات الأخيرة تكرارًا مُقلقًا في لبنان، بسبب الجفاف الطويل وارتفاع درجات الحرارة الناجم عن التغيرات المناخية العالمية.
ولا يقتصر التأثير على السطح فقط، بل ينعكس تأخر الأمطار بشكل مباشر على مصادر المياه الجوفية، إذ يعتمد تجدد هذه المصادر بشكل رئيسي على هطول الأمطار خلال فصل الشتاء. ومع انخفاض كميات الهطول، يتراجع منسوب المياه الجوفية، ما يؤدي إلى نقص ملحوظ في المياه الصالحة للاستخدام سواء للشرب أو للري. هذا الأمر يُشكل تحديًا كبيرًا، خصوصًا في المناطق الريفية والجبلية التي تعتمد على الآبار الارتوازية كمصدر رئيسي للمياه. ويُسهم الجفاف أيضًا في تقليص تدفق الأنهار والينابيع، التي تُعد شريان الحياة للكثير من المناطق اللبنانية، مما يُزيد من حدة أزمة المياه في البلاد.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الأرصاد اليمني يحذر من أمطار رعدية وسيول محتملة في عدة محافظات
يمن مونيتور/قسم الأخبار
أصدر المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر تنبيهات بشأن حالة الطقس المتوقعة في اليمن.
وتشير التوقعات إلى هطول أمطار رعدية متفاوتة الشدة مصحوبة بالبرد على عدد من المحافظات.
وتشمل هذه المحافظات الضالع وإب وذمار والمحويت وحجة وعمران وغرب صنعاء.
كما توقع المركز هطول أمطار متفرقة على أجزاء من تعز والبيضاء ومرتفعات لحج وأبين وشبوة.
وقد تمتد الأمطار لتشمل أجزاء من مرتفعات وسهل تهامة.
وحذر المركز المواطنين في المناطق المعرضة للأمطار من خطر تدفق السيول في الشعاب والوديان.
ونصح بعدم عبور الوديان أو التواجد فيها أثناء هطول الأمطار، إضافة إلى الحذر من العواصف الرعدية والرياح الشديدة.
كما نبه سائقي المركبات على الطرق الجبلية إلى ضرورة توخي الحذر بسبب التدني في مدى الرؤية الأفقية نتيجة للأمطار والضباب.