كتبت شانتال عاصي في" الديار": تأخر هطول الأمطار هذا العام في لبنان أثار قلقًا واسعًا على مختلف الأصعدة، سواء البيئية او الزراعية وحتى الاقتصادية، نظرًا لأهمية الأمطار في تأمين المياه وتوازن المنظومة البيئية. وبحسب الخبراء والمراقبين، فقد شهد الموسم الحالي نقصًا حادًا في كميات الأمطار مقارنةً بالسنوات السابقة، مما ينبئ بتبعات خطيرة قد تتفاقم في حال استمرار هذا الجفاف.


وفي هذا السياق، سبق أن أوضح الخبير البيئي كنج أن الأمطار التي شهدها لبنان هذا العام أقل بكثير مقارنة بالعام الماضي. فعلى سبيل المثال، سجلت مدينة طرابلس العام الماضي معدل هطول بلغ 265 ملم، بينما لم يتجاوز هذا العام 135 ملم فقط، في حين أن المعدل العام يتراوح بين 190 و195 ملم. وأكد أن النصف الثاني من الشهر الجاري لا يحمل معه أي بشائر إيجابية، حيث قال: "الأمور لا تزال جافة، فكافة المنخفضات الجوية تقع في غرب المتوسط وليس في شرقه، أو حتى في وسط المتوسط، مما يعني أن لبنان لا يزال بعيداً عن هذه المنخفضات".
الأضرار البيئية الناتجة عن تأخر الأمطار
يُعد تأخر هطول الأمطار مصدر تهديد خطير للمنظومة البيئية في لبنان، حيث تعتمد معظم النباتات والغابات على المياه الشتوية لتستعيد حيويتها وتستمر في نموها بشكل طبيعي. ومع غياب كميات الأمطار الكافية، تتعرض التربة للجفاف تدريجيًا، مما يفقدها خصوبتها ويؤثر سلبًا على نمو النباتات والأشجار. هذا الجفاف لا يُقلل فقط من التنوع البيولوجي، بل يؤدي أيضًا إلى موت مساحات كبيرة من الغطاء النباتي، الأمر الذي يُساهم في زيادة التصحر وتآكل
التربة بفعل الرياح والأمطار القليلة والمتأخرة. كما يُفاقم ذلك خطر اندلاع حرائق الغابات، التي شهدت في السنوات الأخيرة تكرارًا مُقلقًا في لبنان، بسبب الجفاف الطويل وارتفاع درجات الحرارة الناجم عن التغيرات المناخية العالمية. 
ولا يقتصر التأثير على السطح فقط، بل ينعكس تأخر الأمطار بشكل مباشر على مصادر المياه الجوفية، إذ يعتمد تجدد هذه المصادر بشكل رئيسي على هطول الأمطار خلال فصل الشتاء. ومع انخفاض كميات الهطول، يتراجع منسوب المياه الجوفية، ما يؤدي إلى نقص ملحوظ في المياه الصالحة للاستخدام سواء للشرب أو للري. هذا الأمر يُشكل تحديًا كبيرًا، خصوصًا في المناطق الريفية والجبلية التي تعتمد على الآبار الارتوازية كمصدر رئيسي للمياه. ويُسهم الجفاف أيضًا في تقليص تدفق الأنهار والينابيع، التي تُعد شريان الحياة للكثير من المناطق اللبنانية، مما يُزيد من حدة أزمة المياه في البلاد.  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مدبولي: مصر لن تتأخر عن دعم الفلسطينيين

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الرئيس الفلسطيني أشاد بالموقف المصري الداعم للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن مصر لن تتأخر عن دعم الفلسطينيين.
 

وأضاف خلال كلمته بمؤتمر صحفي اليوم، أنه تم إستقبال الرئيس السيسي لرئيس الكونجرس اليهودي العالمي، والرئيس أكد على حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وتابع: “تم الإعلان عن موعد القمة العربية المصغرة التي ستقوم بالإعداد للقمة الكبيرة يوم 4 مارس، والتي نأمل وضع تصور واضح لموضوع إعادة إعمار غزة فى الفترة القادمة، وهناك أخوة وروابط أزلية بين السعودية ومصر وتنسيق المواقف فى كل المجالات خلال الفترة القادمة”.

مقالات مشابهة

  • أمطار الخير على مناطق بالدولة
  • الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية: أزمة البحر الأحمر لا يمكن السيطرة عليها
  • إجراء عراقي مهم لحل أزمة اللبنانيين العالقين في إيران
  • أزمة النزوح السوري: لبنان لم يعد قادرًا على تبني شعار العودة الطوعية
  • ظاهرة ارتفاع المياه الجوفية في زليتن: الأسباب والتداعيات البيئية
  • ما حذرنا منه قد وقع.. أزمة سيولة حادة تشل حركة المشاريع في العراق
  • مدبولي: مصر لن تتأخر عن دعم الفلسطينيين
  • بعد تأخر الانسحاب الإسرائيلي: هل تلوح حرب جديدة في جنوب لبنان؟
  • «المواقع الخمسة» في جنوب لبنان تثير أزمة بين فرنسا وجيش الاحتلال
  • ردة فعل يزيد الراجحي بعد تأخر الدريم عن رحلة طيران .. فيديو