لطالما كان الخزف الصيني مرادفًا للأناقة والدقة والجمال، حيث حمل على مدى قرون إرثًا غنيًا يعكس التاريخ الثقافي للصين. ولكن في العقود الأخيرة، شهد هذا الفن تحولات جذرية نقلته من إطار الحرفة التقليدية إلى منصة الفن المعاصر الذي يتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية. 

 

هذا التطور لا يعكس فقط تجديدًا في التقنية والمواد، بل يعكس أيضًا فلسفة جديدة تسعى لدمج روح الثقافة الصينية مع متطلبات الحداثة العالمية.


ويبرز جريدة وموقع الفجر في هذا المقال عن فن الخزف الصيني الحديث
 

الجذور التقليدية للخزف الصيني

الخزف الصيني التقليدي، المعروف عالميًا باسم "البورسلين"، ارتبط بمدن مثل جينغدتشن، التي تعد عاصمة الخزف الصيني. كانت الأنماط التقليدية تعتمد على رموز ثقافية ودينية مثل التنين، الفينيق، وزهور الفاوانيا، مع ألوان مميزة مثل الأزرق والأبيض. كان لهذه الأعمال دور رئيسي في تصدير الثقافة الصينية إلى العالم عبر طريق الحرير.

من الحرفة إلى الفن: بداية التحول

مع انفتاح الصين على العالم في أواخر القرن العشرين، بدأت الموجة الجديدة من فناني الخزف في استكشاف طرق لتجاوز القوالب التقليدية. وجد هؤلاء الفنانون أنفسهم في مواجهة سؤال محوري: كيف يمكنهم الحفاظ على روح التراث بينما يواكبون التغيرات السريعة في العالم المعاصر؟

بدأت الإجابة بالابتكار. مزج الفنانون تقنيات تقليدية، مثل استخدام الزجاج الحراري أو الطلاءات اليدوية، مع عناصر من الفنون البصرية الحديثة مثل التجريد، النحت، والتقنيات الرقمية. ظهرت أشكال جديدة لا تقتصر على الأواني أو الأطباق، بل تمتد إلى منحوتات خزفية تعبر عن قضايا معاصرة مثل الهوية، البيئة، والعولمة.

الفنانون الرواد في هذا المجال

1. آي وي وي (Ai Weiwei): يُعتبر من أبرز الفنانين الصينيين الذين ساهموا في تحويل الخزف إلى فن معاصر. في عمله الشهير Sunflower Seeds، استخدم ملايين البذور الخزفية المصنوعة يدويًا لتسليط الضوء على قضايا الإنتاج الضخم والقوة العاملة.
 

2. شاو يانغ (Shao Yang): استلهم أعماله من الطبيعة، حيث يقدم منحوتات خزفية تجمع بين الأشكال العضوية والتصميمات التجريدية، مما يعكس توازنًا بين الإنسان والطبيعة.
 

3. لين تاو (Lin Tao): يدمج في أعماله عناصر من الثقافة الصينية التقليدية، مثل الكتابات الكلاسيكية والخط، مع تصميمات مستقبلية، مما يخلق حوارًا بصريًا بين الماضي والحاضر.
 

4. تشانغ جينغ (Chang Jing): تستكشف أعمالها دور المرأة في المجتمع الصيني المعاصر من خلال أشكال خزفية مبتكرة تعكس قصصًا شخصية وثقافية.

 

الحداثة والتحديات العالمية

مع الاعتراف الدولي المتزايد، أصبح الخزف الصيني الحديث جسرًا يربط بين الشرق والغرب. مع ذلك، يواجه الفنانون تحديات تتعلق بالحفاظ على هويتهم الثقافية وسط تأثيرات العولمة، وكذلك الضغوط التجارية التي قد تدفع بعضهم إلى التضحية بالأصالة من أجل السوق.

الخاتمة

يمثل الخزف الصيني الحديث شهادة على قدرة الفنون التقليدية على التكيف مع الزمن دون فقدان هويتها. إنه دعوة للتأمل في كيفية الحفاظ على التراث الثقافي وتجديده ليظل نابضًا بالحياة في عصر التحولات السريعة. وبينما يعيد الفنانون الصينيون تعريف هذا الفن، يبقى الخزف الصيني رمزًا خالدًا للجمال والتنوع الثقافي.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفجر الفني

إقرأ أيضاً:

"الخزف الفني" دبلومة مهنية جديدة بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان

أعلنت كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان عن دبلومة ( الخزف الفني)، وذلك تحت رعاية الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان، الدكتورة ميسون قطب عميد الكلية، وهى دبلومة مهنية مقدمة للمتخصصين وغير المتخصصين في مجال الخزف الفني، بما يدعم خلق فرص عمل جديدة لمن يرغب في تغيير مسار عمله، كما تدعم ريادة الأعمال والعمل الحر.

حيث تحرص كلية الفنون التطبيقية على تقديم هذه الدبلومات المهنية إنطلاقاً من دورها المجتمعي لتطوير مهارات جميع الفئات وتوفير فرص توظيف أفضل.

وتبلغ مدة الدبلومة المهنية 24 ساعة معتمدة مقسمة على فصلين دراسيين، بواقع 12 ساعة معتمدة للفصل الدراسى الواحد.

ويشترط لقيد الدارس أن يكون حاصلاً على درجة البكالوريوس/ ليسانس أو ما يعادلها من الكليات والمعاهد العليا الحكومية والخاصة.

هذا ويستمر التقديم حتى ٢٠ فبراير 2025 من خلال اللينك هذا اللينك

https://www.facebook.com/share/p/15c5TNKH8m/

ويهدف برنامج الدبلومة المهنية (الخزف الفني) إلى دعم سوق العمل بتأهيل كوادر متخصصة في مجال الخزف الفني بما يحقق القدرة على التعامل مع المشاريع المرتبطة سواء بالعمل أو الإدارة، ورفع كفاءة وخبرات العاملين بالمشروعات المهتمة بالخزف الفني بما يدعم المتطلبات الإنتاجية والإبداع المهني.

كما تتيح الدبلومة الفرص للراغبين في تعلم مهنة الخزف من غير المتخصصين من خريجي الكليات والمعاهد المختلفة للارتقاء بمستوى الإبداع الفني لحرفة الخزف، بما يمكنهم من ممارسة العمل به بخلفية علمية وتدريب متقن يؤهلهم للعمل في مشروع صغير مع تلافي الخسارة.

وفي نهاية الدبلومة وبعد اجتياز المدة المحددة (24 ساعة معتمدة) يحصل المتقدم على شهادة معتمدة.

مقالات مشابهة

  • تراجع خسائر شيني 4.2% خلال 6 أشهر
  • دبلومة مهنية جديدة عن الخزف الفني بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان
  • أستاذ قانون معاصر: شهادات البابا تواضروس حول حكم الإخوان تاريخية
  • الخزف الفني.. دبلومة مهنية جديدة بـ"فنون تطبيقية" حلوان
  • "الخزف الفني" دبلومة مهنية جديدة بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان
  • أخنوش يبرز الدور المحوري للصناعة التقليدية في الترويج السياحي لوجهة المغرب عالمياً
  • «الشارقة للأدب الأفريقي».. نافذة على الحرف اليدوية والأزياء التقليدية
  • ‎أسعار الكتب الخارجية الترم الثاني 2025.. من الصف الرابع إلى السادس الابتدائي
  • شهادة حول عصر مضطرب من تاريخ تونس المعاصر.. كتاب جديد
  • جناح عُمان بمعرض الكتاب يشهد توهجاً للعلاقات العمانية المصرية والفنون التقليدية العُمانية