أشاد الخبير المصري أبوبكر الديب بالنهضة العمرانية والتحول الحضري في الصين، التي قال إنها تشهد تطورا حضريا سريعا وتنمية متكاملة في كل المجالات، ما جعلها تمثل نموذجا تنمويا فريدا في العالم.

وعاد الديب، مستشار المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، قبل أيام قليلة من الصين بعد "زيارة مثمرة للغاية كانت الأولى له"، أطلع خلالها عن قرب على حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين.

وزار الديب خلال الزيارة عدة مقاطعات ومدن، من بينها بكين وشينجيانغ وقوانغدونغ وإلخ.

وقال الديب في مقابلة مع وكالة "شينخوا": "منذ أن وطأت قدماي مطار بكين لفت انتباهي التنسيق الحضاري والبصري لكل شيء، فالمطار يذخر بالتكنولوجيا العالية مع دقة التصميم والإبداع".

وأضاف أنه "ما أن تخرج إلى شوارع بكين حتى ترى تنسيقا عمرانيا هائلا وشعبا طيبا ودودا يستمع جيدا ثم يتكلم بابتسامة تكشف عن رحابة صدره، والجميع يعمل بلا كلل أو ملل وبإنتاجية عالية".

وتابع "اعتقدنا في البداية أن ذلك التنسيق الحضاري والبصري والنهضة العمرانية يقتصر فقط على بكين العاصمة لكننا تجولنا في مقاطعات ومدن كثيرة ولم نجد إلا ذلك الجمال في كل مكان"، مشيرا إلى أن الصين حققت قفزة كبيرة في التحول الحضري وتسير الآن في نهضة كبرى بقيادة الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وواصل الديب "لقد انتابني شعور بالدهشة والإعجاب بما وصلت إليه الصين من تقدم ونهضة وحضارة، فهناك تنمية حضرية متكاملة وتطور حضري سريع في كل مدن الصين، وأنا بصدد تأليف كتاب عن النهضة الصينية".

كما أشاد بـ"التطور الكبير في التكنولوجيا الصينية في كل المجالات كالزراعة والصناعة والهندسة المعمارية والاتصالات والطاقة وغيرها، كما حققت الصين تقدما سريعا وهائلا في مجالات مثل البنية التحتية والتصنيع فائق التقنية وبراءات الاختراع والتطبيقات التجارية، وهي الآن تحتل مرتبة رائدة على مستوى العالم في مجالات متعددة".

وأكد "الأمر الجيد أن الصين لم تحقق نهضتها باستعمار ونهب غيرها بل حققتها بجهد أبنائها المخلصين ورسم طريق لنهضتها يجمع بين تراثها الفكري من جهة والتعلم من التجارب العالمية من جهة أخرى".

وأوضح الديب، الذي كان زار متحفا لتاريخ لحزب الشيوعي الصيني في بكين، أن الحزب الشيوعي الصيني قام بدور محوري في "المعجزة الصينية" بعد أن حقق نجاحات استثنائية رغم التحديات المحلية والعالمية حيث ساهم قادة الحزب في بناء مجتمع متماسك ودولة مستقرة.

وأوضح أن الحزب الشيوعي الصيني أرسى نموذج التنمية النشط والنمو الاقتصادي المستدام والسريع أساسا قويا لتحقيق نهضة الصين، ونجح في تحقيق تنمية شاملة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية.

واعتبر أن التجربة الصينية شكلت نموذجا تنمويا فريدا قياسا إلى حجم الإنجازات المحققة في إطار زمني محدد، ونوه بأن دولا عدة تدرس تجربة التنمية الصينية للاستفادة منها.

وأشاد الخبير المصري بتجربة الصين في القضاء على الفقر، وقال إن الصين قدمت تجربة واضحة ومثالية لمكافحة الفقر.

وتابع أن الصين لم تكتف بمحاربة الفقر علي أراضيها فقط بل تساعد ملايين الفقراء في العالم من خلال المشروعات التنموية التي تنفذها.

وشدد على أن مبادرة "الحزام والطريق" عززت التنمية في الدول المشاركة وضخت قوة دفع جديدة فيها باعتبارها منصة للتعاون والكسب المشترك، مشيرا إلى أن المبادرة حققت إنجازات من خلال خلق فرص ومكاسب كبيرة للعالم وتعزيز الرخاء المشترك.

وأكد الديب أن المبادرة الصينية نمت لتصبح واحدة من أكبر منصات التعاون الدولي في ظل مرونة وحيوية التعاون في إطار "الحزام والطريق".

ولفت إلى أن الاقتصاد الصيني يقود العالم نحو الاستقرار والتنمية رغم تباطئ الاقتصادين الأوروبي والأمريكي، ونوه بأن التزام الصين بالانفتاح ضخ زخما في الاقتصاد العالمي.

وعن العلاقات المصرية-الصينية، أوضح الديب أنها علاقات متميزة شهدت تطورا بشكل ملحوظ فى كافة المجالات، وأثبتت قدرتها على مواكبة التحولات الدولية والإقليمية، وخلوها من أي تعارض فى الأهداف الاستراتيجية للدولتين.

وأضاف أن مصر أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، وكذلك أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقة تعاون استراتيجي مع الصين.

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

دولة عربية تضغط للدفع بالسعودية نحو التصعيد باليمن.. ما هو السبب؟؟

مقالات مشابهة سامسونج تُعلن أسعار هواتف Galaxy S25 وS25 Ultra في الأسواق العربية

‏20 ساعة مضت

انقطاع مفاجئ للكهرباء السعودية في نجران وعسير وجيزان

‏21 ساعة مضت

انهيار جديد للريال اليمني أمام الدولار والريال السعودي في عدن

‏يوم واحد مضت

شركة في عدن تتواصل مع شركات إندونيسية لطباعة عملة نقدية جديدة

‏4 أيام مضت

ترامب يضع شرطًا ثقيلًا على السعودية لتكون أول دولة يزورها.. ماهو !؟

‏5 أيام مضت

السعودية تفتتح أضخم مشاريعها في اليمن والذي سينقذ آلاف المواطنين من الموت

‏أسبوع واحد مضت

في السياسة لا شيء يحدث صدفة كذلك ما يحدث في الصحراء من صراع بين الرمال والرياح فكل حركة لها اسبابها وخلفياتها…انها المصالح والتعقيدات بين الدول ولاعجب ان ترى حلفاء الامس اعداء اليوم او كما يقول المثل الشعبي في تعز “قولوا لعبدالله وعامر ماحلا يرجع يمر” انه تصوير رائع لفكرة أن الزمن يغير الأشياء، وأن ما كان يُنظر إليه يوما على أنه جميل أو مقبول، قد يتحول مع مرور الوقت إلى نقيضه، ليصبح أكثر مرارة.. انها السياسية ولعبة المصالح ياسادة لندخل في صلبا لموضوع . 

 الإمارات، التي لطالما قدّمت نفسها كنموذج فريد في الانفتاح والاقتصاد العالمي، تجد نفسها اليوم في موقع المراوغ الذي يدفع بجيرانه إلى حافة الهاوية، على أمل أن يبقى رأسها فوق الماء… كان حلم الإمارات، منذ عشرين عاما، أن تتصدر المشهد في كل المجالات الترفيهية ، لكن هذا الحلم لم يكن مستعدًا لمواجهة التحول السعودي الجذري رؤية 2030، التي قادتها الرياض لم تكن مجرد برنامج اقتصادي، بل زلزالا استراتيجيا يعيد ترتيب الأولويات والمراكز في المنطقة.

الإمارات، التي استثمرت عقودا في بناء نموذجها الاقتصادي المفتوح، فوجئت بظهور السعودية كقوة جديدة تنافسها في قلب ملعبها. انتقال الشركات العالمية الكبرى من دبي إلى الرياض كان بمثابة جرس إنذار، يهدد مكانة الإمارات كمركز مالي وترفيهي لا يُضاهى.

في مواجهة هذا التحول، يبدو أن أبوظبي اختارت الرد بطريقة لا تخلو من المغامرة، وربما المكر. التحول السعودي لم يكن مجرد تهديد اقتصادي للإمارات، بل كان أيضا تحديا لموقعها كمركز ثقافي وترفيهي في المنطقة. ان المتابع للإعلام الإماراتي اليوم يلاحظ بأنه يدفع أكثر من اللازم باتجاه الحرب في اليمن، وبشكل أدق، محاولة الدفع بالسعودية للتصعيد ضد أنصار الله نرى ذلك من خلال استضافة محللين إسرائيليين يتم طرح أسئلة عليهم كلها تصب في اتجاه مضمون واحد، وهو الدفع بالسعودية للتصعيد في اليمن وعلى ما يبدو، أن الخلافات العميقة بين السعودية والإمارات كبيرة، بدات تبرز، على السطح ولذلك، فإن ابو ظبي ترغب وبشدة في ضرب بيئة الاستثمارات في الرياض، وذلك من خلال توليد ضغط امريكي يدفع بالسعودية للتصعيد مجددا الأمر الذي سيدفع صنعاء إلى إطلاق صواريخ على الرياض، مما يهدد بيئة الاستثمار هناك، وبالتالي تكون الفرصة كبيرة للإمارات بعودة المستثمرين إليها. . الإمارات تواجه اليوم تحديات كبيرة على أكثر من صعيد، لعل أبرزها الهجرة الجماعية للشركات العالمية الكبرى التي نقلت مقراتها إلى الرياض، بعد عقود من تمركزها في دبي كعاصمة اقتصادية إقليمية.

في مواجهة هذه التحولات، يبدو أن الإمارات قد وجدت في ملف الحرب في اليمن أداة للضغط واستعادة جزء من مكانتها. تحاول الإمارات تقديم نفسها بأنها تتفق تماما مع الكيان الإسرائيلي بضرورة التصعيد ضد الحوثيين،وبانهم خطر لابد من القضاء عليه ولكن لا بد أن تكون السعودية رأس حربة في هذه المعركة وبالتالي، لا بد على إسرائيل أن تضغط على أمريكا، التي بدورها ستضغط على الرياض وتقنعها بضرورة التصعيد ضد الحوثيين لكن ما هو خلف هذا الخطاب الإعلامي أكثر أهمية. الإمارات تراهن على أن العودة إلى التصعيد ستؤدي إلى استهدافات حوثية مباشرة للسعودية، خاصة العاصمة الرياض، وهو أمر قد يهدد البيئة الاستثمارية المزدهرة هناك. وهي رؤية تبدو جزءاً من لعبة تنافسية شرسة، تسعى من خلالها الإمارات إلى استعادة الاستثمارات التي فقدتها لصالح السعودية، ولو عبر تعقيد المشهد الأمني والسياسي في الرياض ولا يمكن قراءة هذه التحركات بمعزل عن العلاقة المتصاعدة بين الإمارات وإسرائيل أبوظبي، التي عززت شراكتها مع تل أبيب في السنوات الأخيرة، تسعى إلى توظيف هذه العلاقة في تعزيز نفوذها الإقليمي ومن هنا، فإن التحريض الإعلامي ضد الحوثيين، وربطه بدعوات إسرائيلية وأمريكية للتصعيد، يظهر كجزء من استراتيجية إماراتية أوسع تهدف إلى جعل السعودية رأس الحربة في أي مواجهة قادمة، بينما تبقى الإمارات في الخلف، مستفيدة من كل التداعيات المحتملة.

السياسة والإعلام في هذا السياق ليسا منفصلين ما يُبث على الشاشات هو انعكاس مباشر لما يدور في الغرف المغلقة، حيث تُعقد الصفقات وتُرسم الاستراتيجيات. الإمارات تُدرك أن لديها نافذة فرص محدودة لإعادة ترتيب موقعها الإقليمي، خصوصاً بعد ان اصبحت السعودية واجهة رئيسية للترفيه في المنطقة ولهذا، فإن ابو ظبي تعمل بكل أدواتها الممكنة، من الضغط السياسي إلى التحريض الإعلامي، لتوجيه الأحداث بما يخدم أجندتها.

تحاول الإمارات دائما أن تكون أقرب إلى كل تفاصيل التطبيع السعودي الإسرائيلي، ليس فقط بوصفها جزءا من هذا المشروع بل كمركز لما تسميه “الابراهيمية” في المنطقة هي لا تكتفي بمراقبة الأحداث، بل تسعى أن تكون في موقع المستشار، تُملي على

إسرائيل كيف يمكنها التعامل مع السعودية، مشيرةً إلى أن الطريق إلى التطبيع يجب أن يمر عبر شروط واضحة، أولها أن يكون التصعيد في اليمن هو المدخل لتلك المرحلة.

ابوظبي، التي ترى في نفسها عرابة العلاقات الإسرائيلية-السعودية، لا تخجل من اللعب على الحواف، ساعية لخلق واقع جديد تكون هي صاحبة الكلمة الفصل فيه في الاخير يبقى السؤال الأهم هل ستنجر الرياض إلى هذا الفخ، أم ستتمكن من قراءة المشهد بوعي مختلف، يحفظ لها مكتسباتها الاقتصادية والسياسية بعيداً عن محاولات الاستدراج الإماراتية بضغوط أمريكية؟ لقد كانت الحرب في اليمن درسا مكلفا للجميع، ويبدو أن السعودية قد تعلمت منه الكثير… لكن لا أحد يعلم إن كانت قد استوعبت الدرس بالفعل؟، أم أن عودة ترامب قد رفعت هرمون الهياط في عروقها، وجعلتها تعيد النظر في حساباتها؟…

الأمر ليس مهماً بالنسبة لصنعاء، فهي جاهزة لكل الاحتمالات، بينما الرياض إن أرادت السلم، فهي تعلم تماماً ما عليها من التزامات، وإن أرادت الحرب، فإن ما ينتظرها سيجعلها تتصدر المشهد في المنطقة كالعادة في ترفيه من نوع اخر يبدأ بالانفجارات المدوية وينتهي باشتعال النيران لأطول فتره ممكنة .
 

عرب جورنال / كامل المعمري

ذات صلة

الوسومابو ظبي الحرب في اليمن السعودية اليمن

السابق عاجل وردنا الان: شاهد أول صورة لضبط قاتل المعلمة نسرين بعد فراره من عدن إلى صنعاءاترك تعليقاً إلغاء الرد

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

آخر الأخبار دولة عربية تضغط للدفع بالسعودية نحو التصعيد باليمن.. ما هو السبب؟؟ ‏3 دقائق مضت عاجل وردنا الان: شاهد أول صورة لضبط قاتل المعلمة نسرين بعد فراره من عدن إلى صنعاء ‏ساعتين مضت الخضيري يكشف حقيقة الأساس العلمي لفوائد خلط التين بزيت الزيتون ‏11 ساعة مضت بشرى سارة لمستخدمي ثريدز.. ميتا تكشف بدء الإعلانات على المنصة مع ميزات جديدة ‏19 ساعة مضت تقرير يكشف تفاصيل مرعبة: جوجل تعمّق تعاونها التقني مع الجيش الإسرائيلي في حرب غزة ‏20 ساعة مضت سامسونج تُعلن أسعار هواتف Galaxy S25 وS25 Ultra في الأسواق العربية ‏20 ساعة مضت عطور بريطانية فاخرة تُصنع من الصرف الصحي.. مفارقة غريبة ‏20 ساعة مضت اكتشاف قمم عملاقة مدفونة تحت الأرض تفوق ارتفاع إيفرست بـ100 مرة ‏21 ساعة مضت “واتساب” يطلق ميزة ثورية للمحادثات المقفلة.. طريقة تفعيلها ‏21 ساعة مضت انقطاع مفاجئ للكهرباء السعودية في نجران وعسير وجيزان ‏21 ساعة مضت علماء: أنظمة الذكاء الاصطناعي تتجاوز الخط الأحمر وتحذيرات من “التكاثر الذاتي” ‏22 ساعة مضت “أوبن إيه آي” تطلق برنامج ذكاء اصطناعي لتنفيذ المهام عبر الإنترنت ‏22 ساعة مضت © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة   |   لموقع الميدان اليمني

مقالات مشابهة

  • الجالية الصينية: الإمارات نموذج عالمي للتنوع الثقافي
  • الصين تحظر الاستيراد من عدة دول بينها عربية
  • الصين تحظر استيراد ماشية ومنتجات حيوانية من عدة دول بينها عربية
  •  الصين تشق طريقا سريعا حول منزل رجل رفض إخلاءه 
  • دولة عربية تضغط للدفع بالسعودية نحو التصعيد باليمن.. ما هو السبب؟؟
  • وزير الاتصالات: مصر والهند تجمعهما علاقات تاريخية ومشتركة في المجالات الاستراتيجية
  • "جامعة التقنية" تبحث التعاون الأكاديمي مع جامعة بكين الصينية
  • رئيس دولة عربية يعلن نيّته تسليم السلطة إلى «ابنه»
  • مضايقات بكين تدفع الفلبين لتعليق إجراء مسح في بحر جنوب الصين
  • خبراء سياسيين: مصر تشهد تطورا أمنيا هائلا.. وشكلت حائط صد أمام الجرائم والإرهاب