لرفع الإنتاجية.. كيف تخلق بيئة تنافسية بين أفراد العمل ؟
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
تُعد المنافسة داخل مؤسسات العمل من المحاور الأساسية التي تؤثر على إنتاجية المؤسسة وبيئتها العامة. تُظهر المنافسة الأخلاقية السمات الحقيقية للأفراد وقدرتهم على الابتكار والتطوير، بينما تؤدي المنافسة غير النزيهة إلى نشوء صراعات وتراجع الروح الجماعية.
كيفيه خلق بيئة تنافسية بين أفراد العمل ؟وقال الدكتور عبد الفتاح درويش أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب السابق بجامعة المنوفية، إن أخلاقيات المنافسة بين الأفراد داخل مؤسسات العمل تعزز مناخ العمل الإيجابي وتُحقق التوازن بين الطموح الفردي والمصلحة العامة.
وتابع عبد الفتاح درويش في تصريح خاص لموقع “صدى البلد” الإخباري، أنه في الواقع الحالي، نجد أن المنافسة داخل مؤسسات العمل قد تكون أحيانًا غير صحية، حيث يلجأ بعض الأفراد إلى استخدام أساليب غير أخلاقية، مثل: التلاعب بالمعلومات، أو تقليل من شأن زملائهم، أو السعي لتحقيق مصالح شخصية على حساب مصلحة الفريق.
وأوضح عبد الفتاح درويش، أن هذه التصرفات لا تُضعف فقط العلاقة بين الزملاء، بل تؤدي أيضًا إلى انخفاض الإنتاجية وتراجع الثقة داخل المؤسسة. كما أن غياب معايير واضحة لتقييم الأداء وتشجيع الكفاءة قد يدفع البعض إلى تصرفات تخالف القيم الأخلاقية.
وعلى الجانب الآخر، فقد أضاف عبد الفتاح درويش، أن المأمول من المنافسة داخل العمل هو أن تكون منافسة شريفة تعتمد على الكفاءة والاجتهاد والالتزام؛ حيث يجب أن تُبنى بيئة العمل على قواعد شفافة، ويتم تقدير الإنجازات بناءً على الأداء الفعلي وليس بناءً على الولاءات أو العلاقات الشخصية.
وأشار عبد الفتاح درويش، إلى أن من الضروري تعزيز قيم التعاون والعمل الجماعي، لأن تحقيق النجاح الفردي داخل مؤسسة لا يمكن أن يكون على حساب نجاح الفريق ككل.
وأكد عبد الفتاح درويش، أنه لتحقيق هذا المأمول، يجب على الإدارات العليا في المؤسسات أن تضطلع بدورها في تعزيز ثقافة أخلاقية تحفز على التنافس البنّاء والتصدي لأي محاولات للهدم أو التشويه.
وأفاد “درويش”، أنه يتم ذلك من خلال وضع سياسات واضحة تُعاقب السلوكيات غير الأخلاقية وتشجع على النزاهة، بالإضافة إلى تقديم برامج تدريبية تُركز على بناء مهارات التعاون والتواصل بين الأفراد داخل المؤسسات.. كما يجب أن تُتيح المؤسسات فرصًا متساوية للجميع، بحيث يشعر كل موظف بأن جهوده معترف بها ومقدرة.
كما يري الدكتور عبد الفتاح درويش، أن أخلاقيات المنافسة داخل مؤسسات العمل تعد عنصرًا حاسمًا في بناء بيئة عمل مثالية تحقق النجاح للأفراد وللمؤسسة ككل، وبينما تُظهر التحديات الواقعية أن هناك حاجة لتحسين الجوانب الأخلاقية في المنافسة، وضرورة الابتعاد عن اتباع سلوكيات غير أخلاقية كافتعال أزمات أو نشر أخبار كاذبة من أجل التشويه.
وأضاف درويش، أنه كل هذه السلوكيات إنما تعكس أنماط من الشخصيات المضطربة والتي تعاني من كبت نتيجة الشعور بالدونية وضعف الثقة بالنفس ونقص الإمكانات الشخصية والمهنية والإدارية.
كما أكد درويش، أن الأمل لا يزال معقودًا على إمكانية تطبيق القيم والممارسات السليمة التي تُحقق التوازن بين الطموحات الفردية والتعاون الجماعي، وهذا سيتأتي من تعاون الأفراد المخلصين الشرفاء الجاديين والباحثين عن التطور الحقيقي لتنمية مهاراتهم الشخصية والمهنية لخدمة مؤسساتهم دون الإنسياق وراء نباح القلة من ضعاف النفوس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العمل المنافسة السلوكيات التنافس مؤسسات العمل المزيد داخل مؤسسات العمل عبد الفتاح درویش المنافسة داخل
إقرأ أيضاً:
شعبة الصيدليات بالجيزة تواصل جهودها في تأهيل الصيادلة الشباب لسوق العمل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تواصل شعبة أصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية بالجيزة، برئاسة الدكتور محمد ألهم، تنفيذ استراتيجيتها لدعم شباب الصيادلة وتلبية احتياجات أصحاب الصيدليات في المحافظة، وتحقيق التواصل الفعال بين المؤسسات الأكاديمية وسوق العمل.
وفي هذا السياق، أعلنت الشعبة عن مشاركتها في الملتقى التوظيفي السنوي لجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا (MUST)، في نسخته التاسعة لكلية الصيدلة، وذلك في إطار سعيها لفتح آفاق جديدة من فرص العمل والتدريب الميداني لطلاب وخريجي الكلية.
وقد شارك أعضاء مجلس إدارة الشعبة في عدد من الجلسات النقاشية مع الطلاب، حيث تم نقل خبرات مهنية من الواقع العملي للصيدليات، وطرح رؤى ومعارف قيمة تساعد في تطوير المهارات العملية للطلاب وتأهيلهم بشكل أفضل لسوق العمل الصيدلي.
كما شهدت الفعاليات نقاش جاد حول إعداد بروتوكول تعاون مشترك بين كلية الصيدلة بجامعة MUST وشعبة الصيدليات بالغرفة، بهدف بناء شراكة استراتيجية في مجالات التدريب والتوظيف والأنشطة العلمية والمهنية، بما يحقق الفائدة للطلاب وأصحاب الصيدليات معًا.
وتؤكد الشعبة أن هذه الجهود تأتي استكمالا نهجها المستدام في تعزيز الكفاءات البشرية بقطاع الصيدلة، حيث نجحت خلال الفترة الماضية في تدريب 100 صيدلي امتياز داخل صيدليات الجيزة، إلى جانب تنظيم ملتقى توظيفي متخصص لتوفير فرص عمل وتدريب عملية لشباب الصيادلة، بما يسهم في تحسين جودة الأداء المهني، وإعداد صيادلة مؤهلين للعمل في منظومة الرعاية الصحية بشكل فعّال.
وأوضحت الشعبة أن هذا النهج يهدف إلى تحقيق التناغم بين الدراسة الأكاديمية داخل الجامعات، والتطبيق العملي على أرض الواقع، في سبيل الارتقاء بمستوى مهنة الصيدلة، وتوفير كوادر قادرة على تلبية متطلبات سوق العمل المتجدد
ومن جانبه، قال الدكتور محمد ألهم رئيس شعبة أصحاب الصيدليات بغرفة الجيزة التجارية ، إن بناء منظومة صحية قوية يبدأ من تمكين الصيدلي علميا وعمليا. لذلك نعمل بكل جهد لربط شباب الصيادلة بسوق العمل من خلال التدريب والتأهيل المستمر، بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات ، مشددا على أن المرحلة القادمة ستشهد المزيد من المبادرات الهادفة لتطوير المهنة وتعزيز فرص العمل داخل المحافظة.