تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عندما يأتي شهر كيهك كلّ عام، ونبدأ في الانشغال بتسابيحه الجميلة، يطفو على السّطح هذا السؤال: مَن هو «صوفونيوس» المذكور في بعض المدائح العربيّة التي نشدو بها في تسابيح كيهك؟ هل هو صَفَنيا النبي أم شخصٍ آخَر؟!

سنحاول بنعمة المسيح في هذا المقال اكتشاف مَن هو صوفونيوس؟

في البداية مِنَ المهمّ أن نعرف أنّ المدائح العربيّة لشهر كيهك كلّها كُتِبَت حديثًا في القرن السابع عشر والثامن عشر بواسطة مجموعة من المرتّلين وبعض الآباء الكهنة وأحد البطاركة «البابا مرقس الثامن».

يجيء ذِكر صوفونيوس في المدائح مصحوبًا بنبوءةٍ ملخّصها أنّ تجسُّد السيّد المسيح سيكون مثل نزول قطرات مياه من السماء على الأرض بدون وجود سحاب، إشارة إلى ولادة السيّد المسيح بدون زرع بشر.. ولنأخُذ بعض أمثلة من هذه المدائح:

- «صفونيوس قال قولًا موصوف، عن حَبَلِك بالملك القدوس، مثل مطر ينزل على الصوف، السلام لكِ يا أم بخريستوس» «مديح التوزيع الكيهكي للقمّص متّاؤس البهجوري».
- «صوفونيوس خَبّر، عن ميلاد بِخريستوس، أنّه ينزل كندى ومطر، ماريا تي بارثينوس» «مديح على ثيؤطوكيّة الإثنين للمعلّم غبريال».
«صوفونيوس شرح بكلام، عن تدبير اللاهوتيّة، ينزل كالقَطْر بغير غمام، طوباكِ يا زين البشريّة» «مديح العُلَّيقة على ثيؤطوكيّة الخميس للمعلّم غبريال».

 فِكرة نزول الندى على الأرض بدون وجود سحاب جاءت في حياة جدعون، كعلامة طلبها من الله فأعطاها له، عندما وضّع جزّة صوف في البيدر فنزل طَلٌّ على الجُزّة وحدها، بينما كان جفافٌ على الأرض كلّها.. «قضاة 6: 36-40».. وكان هذا إشارة أنّ الله سيأتي ويحلّ بقوّته المعجزيّة ويرافق جدعون في الحرب، ويخلِّص شعب إسرائيل على يده..

عندما نبحث عن هذا المعنى في سِفر صَفَنيا الذي هو أحد الأنبياء الصغار، فسوف لا نجده نهائيًّا من قريب أو بعيد.. ولكنّنا سنجد المعنى في موضع آخَر في سِفر المزامير، فقد جاء ما يلي في المزمور 72 الذي يتكلّم عن المسيح الملك الآتي لكي يخلّص البائسين ويقضي لمساكين الشعب ويسحق الظالم: «ينزل مثل المطر على الجُزاز، ومِثل الغيوث الذارفة على الأرض..». «مز72: 6».. والعجيب أنّ هذا المزمور كتبه سليمان الحكيم، وليس داود أو أحد المرنمين.. فإذا كان معنى كلمة «الحكمة» باللغتين اليونانية والقبطيّة هو: «صوفيا Sofia» فليس ببعيد أن يكون «صوفونيوس» المقصود هو «سليمان صاحب الحكمة» الذي تنبّأ عن مجيء المسيح متجسِّدًا بدون زرع بشر لكي يخلّص شعبه، وأَدْرَجَ هذا المعنى مع مجموعة أخرى من النبوءات الجميلة في مزموره البديع.

جدير بالذِّكر أن الكنيسة وضعت آية طويلة من هذا المزمور 72 قبل إنجيل باكر في قراءات عيد الميلاد المجيد.

من هنا يتّضح لنا بكلّ تأكيد أن «صوفونيوس» المذكور في مدائح شهر كيهك ليس هو صَفَنيا النبي، بل في الأغلب هو سليمان الحكيم «ذو الحكمة» وهو الذي قَصَدَتْهُ المدائح الكيهكيّة لتأكيد تحقيق نبوءته في المزمور 72 عن السيّدة العذراء التي حبلت بالسيّد المسيح المُخلِّص بدون زرع بشر، وقدّمته لنا محمولًا على ذراعيها.

لقد أتى السيّد المسيح إلينا متجسِّدًا كقطرات الندى، لكي يروي قلوبَنا القفرة بندى نعمته.. كلّ كيهك وحضراتكم بخير.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: كيهك على الأرض

إقرأ أيضاً:

القس رفعت فكري: دعوة السيد المسيح تقوم على السلام والمحبة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد القس رفعت فكري، الأمين العام المشارك عن العائلة الإنجيلية بمجلس كنائس الشرق الأوسط،  أن تعاليم السيد المسيح تقوم على السلام والمحبة، وليس العنف والقتل والإرهاب.

وأوضح: أن المؤتمر الدولي حول فهم الصهيونية المسيحية وآثارها على المسيحيين في الشرق الأوسط، والمنعقد حاليًا في عمان – الأردن، يهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة حول العلاقة بين المسيحية والصهيونية، مشددًا على رفضه لمصطلح "المسيحية الصهيونية"، مؤكدًا أن هناك فقط مسيحيين يتبنون الفكر الصهيوني.

وأوضح فكري، في تصريح خاص لـ البوابة نيوز، أن المؤتمر ناقش التأثيرات السلبية للصهيونية المسيحية على المسيحيين في فلسطين، حيث يعاني المسيحيون الفلسطينيون نتيجة لدعم بعض المسيحيين الصهاينة لدولة إسرائيل.

 كما تناول المؤتمر الجذور التاريخية للصهيونية، وكشف عن الأفكار الخاطئة المبنية على تفسيرات مغلوطة لنصوص العهد القديم، مثل الادعاء بأن إسرائيل هي شعب الله المختار، وأن الله وعدهم بالأرض من النيل إلى الفرات.

وشدد فكري على أن النصوص الكتابية يجب أن تُفسر في سياقها التاريخي والحضاري، ولا يجوز إخراجها عن إطارها لتبرير العنف والإرهاب، مؤكدًا أن المسيحيين في فلسطين لن يعيشوا حياة طبيعية إلا في ظل تحقيق العدالة والسلام، بعيدًا عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف فكري أن المؤتمر يمثل دعوة للمسيحيين في أمريكا والغرب لإعادة النظر في دعمهم لدولة إسرائيل، حيث يؤثر هذا الدعم سلبًا على مسيحيي فلسطين والأراضي المقدسة. 

كما شدد على أهمية الفهم العميق لنصوص الكتاب المقدس.

مقالات مشابهة

  • دعاء استقبال شهر شعبان مكتوبة .. كلمات احرص عليها قبل قدوم رمضان
  • قداس الذكرى 21 لنياحة الراهب القمص ثاؤفيلس المُحرقي .. صور
  • القس رفعت فكري: دعوة السيد المسيح تقوم على السلام والمحبة
  • د. الحسبان يكتب .. عن اليرموك وازمتها والساحر الذي يهز قبعته فتلد أرنبا
  • المطران جوزيف نفاع يترأس قداسًا بمناسبة عيد الكلمة في كنيسة مار يوحنا المعمدان
  • الأب رفعت بدر يقدم لوحة لكنيسة معمودية المسيح للبابا فرنسيس
  • النائبة عايدة نصيف: تصريحات ترامب بشأن تصفية القضية الفلسطينية مرفوضة
  • اختاره السيد المسيح.. الكنيسة تحتفل بذكرى نياحة القديس بروخورس أحد 70 رسولا
  • شاهد بالفيديو.. الفنان جمال فرفور ينزل الشارع ويرقص مع جنود الجيش على الطريقة العسكرية احتفالاً بانتصارات القوات المسلحة الأخيرة ويصرخ (أمن يا جن)
  • مطران الكنيسة اللاتينية بمصر يحتفل بعيد القديس يوحنا دون بوسكو بالزيتون