صدى البلد:
2025-01-17@18:13:15 GMT

خالد عامر يكتب: مصر والتحديات الإقليمية

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

كشف اجتماع رئيس الجمهورية  قبل أيام في مقر القيادة الإستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة مع كبار قادة القوات المسلحة المصرية والشرطة والأجهزة الأمنية والذي أعقبه لقاء مع القيادات الإعلامية، عن تأهب الدولة المصرية وجاهزيتها في ضوء المستجدات الأخيرة بالشرق الأوسط، وما أسفر عنه الوضع في سوريا وغزة. وقد كان لزاما أن يحاط الرأي العام بالموقف الحالى.

 
فما تشهده مصر في آخر أيام شهر ديسمبر 2024 من تزايد التهديدات والتحديات، كثير، والمشهد ليس بجديد، لأن مصر دائما مستهدفة فكل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحداث الهدف الحقيقي منه مصر. الأزمة الاقتصادية التي نعيشها الآن سببها رفض مصر مشاريع التقسيم وتهجير سكان قطاع غزة من جانب والأزمة الدولية التي بدأت بجائحة كورونا ثم الحرب الروسية ثم رفع الفائدة في الفيدرالي الأمريكي مرات عديدة لإرباك أسواق العالم ثم طوفان الأقصى.. كل هذا يجعل مصر في حالة حرب وعدوان همجي يستهدف مصادرة الوعي الجمعي للمصريين لاستخدامهم في إسقاط مصر من خلال إطلاق الشائعات.

نجت مصر من فخ التوريط في مواجهات مباشرة سواء في ليبيا أو إثيوبيا أو السودان أو البحر الأحمر أو حتى في غزة، لأن ما تملكه أنت كمواطن مصري الآن من حقوقك البسيطة مثل منزل آمن تنام فيه أنت وأسرتك أفضل من خيام على حدود دولة، كما هو الحال الان مع من ضاعت أوطانهم.

أتعلم أن هناك الآن ملايين الناس يحلمون أن يمشوا في الشارع مطمئنين. هذه الأمنية أصبحت مستحيلة لنصف دول الإقليم، إما بسبب اندفاع حكامها أو سذاجة شعبها. 

فما شهدته القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة قبل أيام توثيق للقاء هو الأهم في زخم الأحداث الأخيرة،  تلك رسائل للخارج والداخل بأن مصر الدولة والجيش في جاهزية قصوى تتزامن مع المشهد العام في الشرق الأوسط.

مبعث قلق الدولة المصرية يرجع إلى القراءة الواعية للمشهد الحالى والتاريخ القديم، هناك مخططات لتقسيم الشرق الأوسط نجحت في دول عديدة مثل لبنان، العراق، سوريا، السودان، ليبيا، واليمن.. إلا أنه أخفق في مصر بفضل الله وقوة جيشها والقراءة الواعية من القيادة السياسية.

فشل مخطط إسقاط الدولة المصرية في أعقاب ما جرى في يناير  2011 وفشل مخطط جعل سيناء وطنا بديلا للفلسطينيين وتم القضاء على الإرهاب في سيناء.. العدو الآن يستتر وراء تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة وأبواق إعلامية خارجية تسعى للنيل منك والمخاطر تزداد، لأجل هذا لابد من الإشادة والتأكيد على قوة الدولة المصرية وجيشها، فمصر دولة قوية بتماسك شعبها.. ادعم بلدك، ثق في جيشك وحافظ عليه، هو صمام الامان وسفينة النجاة.. حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا رئيس الجمهورية العاصمة الإدارية المزيد الدولة المصریة

إقرأ أيضاً:

عادل الباز يكتب: المليشيا تتفكك!!

1 بعد تحرير مدني، ضجت الأسافير بمجموعة من الفيديوهات تم تداولها بكثافة، وجلّها صدرت من داخل أروقة المليشيا من بعض منسوبيها. كشفت تلك الفيديوهات هشاشة البناء الداخلي للمليشيات والأزمات المتعددة التي ترزح تحتها، إضافة إلى فقدان الثقة في القيادة.
2
شكا كثير من المتحدثين في الفيديوهات من غياب القيادة التي لا تظهر في ميادين القتال ولا تقود القوات في المعارك، مقارنة مع قيادات الجيش التي تسعى ليل نهار بين المتحركات المختلفة، مما ساهم ويساهم في رفع الروح المعنوية للجنود. ليس هناك أسباب تقدمها تلك القيادات كمبرر لاختفائها، مما يجعل المقاتلين ضحية لهواجسهم حول موت تلك القيادات أو هروبها من محرقة الحرب التي يكتوون هم بنارها.
3
أكثر ما استغربت له هو شكوى جنود المليشيا من عدم صرفهم للمرتبات لأشهر، ومطالبتهم الملحة للقيادة بتوفير التمويل اللازم، مؤكدين أن سرقاتهم و”شفشفتهم” لن تتوقف لأنهم بحاجة للمال ليبقوا على قيد الحياة. ما حيّرني هو كيف يمكن أن يُترك جيش كامل يقاتل بلا قضية ولا أموال لشهور، هؤلاء المخدوعين إنما يقاتلون لأجل المال فقط، إذ لا قضية ولا مشروع لديهم في حربهم هذه. الذين جاؤوا للقتال مع المليشيا إنما جاؤوا بدوافع “الشفشفة”، ولكن الآن تمت “شفشفة” كل شيء وصلت إليه بندقيتهم ولم يبقَ شيء، فلماذا يقاتلون الآن؟ الإجابة على هذا السؤال هي ما قاد للانهيارات والهزائم التي تشهدها المليشيا الآن. هذا الوضع ينطبق أيضًا على المرتزقة الذين أُوتِيَ بهم من أصقاع العالم، فلا هدف لهم إلا المال، فإذا انعدم – وهو ما حدث الآن – سيهربون؛ فلا يمكن أن يقاتلوا في قضية لا تخصهم بالمجان، ولذا نشهد هروب المرتزقة الآن إلى تشاد وجنوب السودان بكثافة.
4
يشكو الجنود من عدم وجود ذخائر وعدم وجود وقود، مع سيل من الاتهامات إلى القادة الذين “يشفشفون” بنزين المتحركات ولا يمنحون ذخيرة كافية للجنود. يكشف هذا انهيار منظومة الإمداد في المليشيا، وهذا ما يفسر ترك الجنود للعربات والفرار راجلين من ميادين المعارك. كما يكشف نوع الصراع الداخلي بين الجنود وقياداتهم الذين لا يقتنعون بتصرفاتهم، بل يتهمونهم بالسرقة.
5
من مظاهر التفكك الداخلي الذي تعاني منها المليشيا أيضًا، الصراعات المستمرة بين مكوناتها، وهذا حدث قبل تحرير الجزيرة ويحدث الآن. لقد شهدنا كيف تقاتل المسيرية والرزيقات في الخرطوم، وتقاتل الرزيقات والدينكا في الحاج يوسف، وشهدنا الخلاف بين السلامات ومجموعة من المكونات المختلفة في المليشيا بعد تحرير مدني.
هكذا تتداعى المليشيا من الداخل مع كل هزيمة وتقدم للجيش، ولم يعد يجدي تبرير الهزائم بأنها انسحاب تكتيكي، فلم يعد الجنود يفهمون هذه الانسحابات التكتيكية سوى أنها هروب من الحرب دون وجود أدنى خطة للعودة لمسارح العمليات التي انسحبوا منها. فمنذ انسحاباتهم التكتيكية من سنجة وجبل موية والدندر والسوكي، لم تعد قواتهم لأي موقع من المواقع التي يقولون إنهم انسحبوا منها تكتيكيًا.!!
6
إضافة إلى التفكك الداخلي الذي تعاني منه المليشيا حاليًا، فإننا نشهد تفككًا في تحالفاتها الخارجية. يكاد الخلاف الداخلي بـ(تقدم) بين الداعين لقيام حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع وبين المعارضين لها ، يكاد يعصف بالتحالف. وهذا كله بسبب سياسات المليشيا التي لم تعد تثق في حلفائها. ويؤشر على ذلك التفكك أيضًا بين المليشيا و(تقدم)، الحملة الإعلامية التي يشنها منسوبو المليشيا على قيادات داخل (تقدم)، وأبرزهم خالد سلك، الذي تجرأ وهنّأ أهله في الجزيرة بعودتهم بعد عام عانوا فيه الأمرّين، لم يسلم خالد من شتائم منسوبي (تقدم)، إضافة إلى أن الاتهامات أصبحت علنية بأن (تقدم) هم أبناء دولة 56 ومتماهون مع الكيزان!
7
من ناحية أخرى، وبالإشارة إلى رفض السلطات الكينية استضافة مؤتمر صحفي لقائد الدعم السريع امس ، يبدو أن تحالف المليشيا مع داعميها الخارجيين يشهد اهتزازًا غير مسبوق. فمن فرش البساط الأحمر للمتمرد دقلو إلى منع قيام مؤتمر صحفي له وينبئ ذلك بتغييرات كبيرة في علاقات المليشيا الخارجية. السبب الأساسي في تقديري هو العقوبات الأمريكية على قيادات المليشيا؛ فليس ثمة دولة ترغب في تحمل تحركات مليشيا متهمة بالإبادة الجماعية، حتى لو كان رئيسها مرتشيًا مثل روتو!. الهزائم المستمرة للمليشيات في ميادين الحرب أيضًا ألقت بظلالها على تدهور علاقاتها الخارجية، وكان الكفيل الأساسي للمليشيات قد أبلغ الأمريكيين الشهر الماضي أنه سيتوقف عن تزويد المليشيا بالسلاح.
8
أدى هذا التفكك الداخلي للمليشا مع ترافق تفكك علاقاتها الخارجية إلى بدايات الانهيار المتسارع الذي تشهده الان في مسارح العمليات المختلفة، وآخرها أمس، حيث سلم في مدينة طابت 150 من جنودها بكامل عتادهم للقوات المسلحة، إضافة إلى الهروب الجماعي الذي تشهده قرى الجزيرة الآن لجنود المليشيا.
قوات المليشيا في وسط السودان الآن، إما مهزومة معردة، أو مستسلمة وأمامها الآن خياران: إما أن تستسلم أو أن تواجه الموت الزؤام. فأيهما ستختار؟ أرجو أن تختار الخيار الأول؛ فهو أسلم لجنودها. ولقيادتها التي تواجه جرائم الإبادة الجماعية دوليًا.

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • فيلم 6 أيام .. إيرادات أول يوم عرض بالسينمات المصرية
  • طاقة النواب تتفقد محطة أبيدوس 1 للطاقة الشمسية الأضخم في الشرق الأوسط وأفريقيا
  • أشرف سنجر: نجاح الاتفاق بين إسرائيل وحماس إنجاز كبير للإرادة المصرية
  • عادل الباز يكتب: المليشيا تتفكك!!
  • اليمن.. أُمَّـةٌ تقلبُ موازينَ الشرق الأوسط
  • وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط سابقا: نأمل تنفيذ حلول إيجابية لإنهاء الصراع الفلسطيني
  • د. خالد حسنين يكتب… شيخ الأحرار
  • وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط سابقا: يجب وقف إطلاق النار بغزة وضمان الحقوق الإنسانية
  • شاهد | ترامب سأفتح أبواب الجحيم على الشرق الأوسط .. كاريكاتير
  • الشيخ الخليلي يعلق على تهديدات ترامب وحرائق أمريكا