الاحتلال يرتكب ثلاث مجازر جديدة في غزة ويواصل قصف مستشفى كمال عدوان
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
الثورة / متابعة/محمد الجبري
تتواصل جرائم العدو الصهيوني على قطاع غزة بارتكاب عدة مجازر وحشية والتي نفذتها غارات طيران الاحتلال وقذائف مدفعيته مخلفة العشرات من الشهداء والجرحى والذين أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن.
حيث ارتكبت قوات الاحتلال امس ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 33 مواطنا، وإصابة 79 آخرين ، فيما لا يزال عشرات الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأعلن مصدر طبي في مستشفى العودة، بوصول شهيد و33 إصابة جراء قصف طائرات الاحتلال الحربية مركبة في منطقة الحساينة غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وبذلك ترتفع حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 45.059 شهيدا، و107.041 مصابا، منذ السابع من أكتوبر 2023.
واستشهد 10 مواطنين من عائلة واحدة، بينهم أطفال ونساء، وأصيب آخرون، إثر استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لشقة سكنية لعائلة الترك بالقرب من موقف جباليا بمنطقة ميدان فلسطين، وسط محافظة غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية استهدفت مجموعة من المواطنين قرب مدرسة التابعين شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين
وأدانت الأمم المتحدة قصف العدو الصهيوني مدرسة تؤوي نازحين جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 12 فلسطينيًّا، واستهدفت مدفعية الاحتلال مناطق شرق بلدة خزاعة شرقي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، في بيان له، أمس: إن المدرسة المستهدفة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» غرب مدينة خانيونس، كانت تؤوي نازحين.. لافتا إلى استشهاد وإصابة مدنيين جراء قصف المدرسة.
وأعرب المتحدث الأممي عن إدانته للقصف الصهيوني الذي استهدف النازحين، ومشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تقدمت بطلب للقيام بثلاث عمليات إنسانية لجلب الغذاء والمياه إلى شمال غزة.. مؤكداً أن سلطات العدو الصهيوني رفضت جميع الطلبات.
وفي تطور خطير شمال القطاع، أطلقت الطائرات المسيّرة أكثر من10 قنابل على مستشفى كمال عدوان، كما دفعت قوات الاحتلال بـ 3 روبوتات متفجرة في محيطه.
ويعاني المستشفى من انقطاع كامل للتيار الكهربائي ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة القصف المتكرر والحصار المفروض على المنطقة.
من جانبه وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأوضاع في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة ب «كارثية ومروعة».
وفي جنوب غرب محافظة غزة، أطلقت آليات الاحتلال نيرانها بشكل كثيف في منطقة تل الهوا، بينما استهدفت البوارج الحربية مناطق محيط دوار العلم، عزبة الندى، ومنطقة الفردوس غرب رفح.
في المقابل لقي جنديان من جيش العدو الصهيوني مصرعهما، وأصيب خمسة آخرين في كمين نصبته المقاومة الفلسطينية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت وسائل إعلام العدو الصهيوني، بأن جنود الاحتلال «وقعوا بين قتيل وجريح جراء انهيار مبنى تم تفخيخه مسبقًا».
وحول الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، استشهد ثلاثة شبان فلسطينيين برصاص الاحتلال الصهيوني خلال اعتداءات الاحتلال على مدن وبلدات نبابلس وقلقيلية بالضفة الغربية المحتلة.
وفي نابلس، شيع الفلسطينيون جثمان الشهيد محمد ياسر أبو كشك (18 عاما)، إلى مثواه الأخير في مخيم عسكر الجديد شرق نابلس.
و كانت أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد مواطن فلسطيني برصاص وات العدو الصهيوني في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، ووصول الشهيد إلى مستشفى رفيديا الحكومي من مخيم عسكر.
كما استُشهد شابان فلسطينيان برصاص قوات العدو الصهيوني، أمس الثلاثاء، قرب منطقة صوفين شرق مدينة قلقيلية.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر وفقا لوكالة الانباء الفلسطينية بأن طواقمها نقلت شهيدين، تم استلامهما قرب جدار الفصل والتوسع العنصري في منطقة «صوفين» شرق قلقيلية، وتم نقلهما إلى مستشفى قلقيلية الحكومي.
إلى ذلك هاجمت مجموعة من قطعان المستوطنين، فجر أمس الثلاثاء، منزلاً بقضاء مدينة رام الله، تزامنا مع تجدد حملة الاعتقالات والمداهمات من قبل جيش العدو الصهيوني في مناطق عدة بالضفة الغربية المحتلة.
وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام بأن المستوطنين اعتدوا على منزل في بلدة المزرعة الغربية قضاء رام الله، وكسروا مركبة فلسطينية وحاولوا إحراقها.
واعتقلت قوات خاصة من جيش العدو شابا من مركبة قرب مدخل بلدة سنجل شمال رام الله، إلى جانب اعتقال شاباً آخر بعد مداهمة منزلهم في بلدة المزرعة الغربية، وشاب ثالث عقب مداهمة منزله في حي سطح مرحبا بمدينة البيرة.
كما اعتقلت قوات العدو، شاباً من بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، واحتجزت عددا من المواطنين من بلدتي حوسان ونحالين غربا. وطالت اعتقالات قوات العدو سليمان خالد العمور (29 عاما)، بعد دهم منزل والده وتفتيشه.
واقتحمت قوات العدو بلدتي نحالين وحوسان وداهمت عددا من منازل المواطنين وفتشتها، واقتادت حوالي 35 مواطنا الى ساحة جامع أبو بكر الصديق في حوسان، واحتجزتهم وسط البرد القارس، وأخضعتهم لتحقيق ميداني قاس، قبل أن تطلق سراحهم.
وداهمت قوات العدو بلدة جبع جنوب جنين، تزامنا مع استمرار أجهزة السلطة في فرض حصار على مخيم جنين، وسط تجاهل لكافة الدعوات الوطنية والفصائلية لإنهاء العملية الأمنية والتوقف عن ملاحقة المقاومين.
واقتحمت آليات العدو العسكرية بلدة جبع، وداهمت عددا من منازل المواطنين وفتشتها وعبثت في محتوياتها، بينما داهمت وحدات خاصة تابعة لقوات العدو منزلا في مدينة طوباس.
وتسللت وحدات خاصة إلى منطقة «الثغرة» في الجهة الشرقية من طوباس، وداهمت منزلاً، فيما دفع العدو بتعزيزات عسكرية من حاجز تياسير شرق طوباس، إلى المدينة.. وانتشر جنود العدو في المنطقة، بالتزامن مع سماع صوت إطلاق نار متقطع.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حرب ضد المستشفيات.. كيف يواصل الاحتلال كذبه لتدمير القطاع الصحي في غزة؟
لم يسلم القطاع الصحي في قطاع غزة من استهداف قوات الاحتلال، بل كان في قلب القصف والتدمير على مدار أشهر العدوان الوحشي المستمر منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تحت ذراع وأكاذيب ثبت تداعيها أمام الحقائق والشهادات المستقلة.
وأقدم جيش الاحتلال الأحد، على قصف مبنى مستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، في مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير مبنى الإسعاف وتضرر مباني الاستقبال والصيدلية والمختبر ومحطة توليد الأكسجين الطبي المخصصة لمرضى العناية المكثفة.
كذبة مستشفى الشفاء
استهلت قوات الاحتلال تدميرها الممنهج للقطاع الصحي، مبكرا، حين استهدفت مجمع الشفاء الطبي، الأكبر في قطاع غزة، فبعد وقت قليل من بدء العدوان البري على قطاع غزة، اقتحمت قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي، في الـ16 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 بعد تمهيد وقصف جوي عليه، زاعمة وجود أسلحة فيه، وأنفاق للمقاومة أسفله.
عاثت قوات الاحتلال خرابا وتدميرا في أبنية وأروقة وأقسام المستشفى، لكنها لم تعثر على ما زعمته، وحين اكتشفت تداعي روايتها، نشرت بعض قطع السلاح الخاصة بالقوات الشرطية التي كانت تؤمن المستشفى في حينه، زاعمة أنها تابعة لعناصر المقاومة، قبل أن تنسحب منه وتعود إليه بعد أشهر على حين غزة، وتحديدا في الـ18 من آذار/ مارس 2024، مرتكبة فيه مجازر مروعة وإعدامات فظيعة، ومدمرة كل مرافقه لتحيله كومة من الركام والأنقاض.
وفي حينه، أدلى شهود عيان من مستشفى الشفاء بغزة بشهادات مروعة لـ"عربي21" كشفوا فيها عن إعدام عشرات المعتقلين من النازحين والجرحى، في أروقة وأقسام المستشفى المدمر، في أعقاب الحصار والعدوان الذي استمر أسبوعين انطلاقا من منتصف آذار/ مارس 2024.
ودحضا لمزاعم الاحتلال قال الطبيب النرويجي مادس جيلبرت، الذي عمل في مستشفى الشفاء بقطاع غزة لمدة 16 عاما، إن إسرائيل لم تستطع تقديم أي دليل يثبت صحة ادعاءاتها حول وجود قاعدة عسكرية بالمستشفى.
وذكر جيلبرت حينها قائلا: "عملت في مستشفى الشفاء لمدة 16 عامًا، تجولت في كل مكان بداخله، والتقطت الصور والفيديو، وتحدثت مع المرضى والعاملين، ونمت في المستشفى ولم أر قط قاعدة عسكرية".
وشبه جيلبرت مزاعم الاحتلال، بموقف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول في مجلس الأمن الدولي، حين قدم مزاعم كاذبة بأن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل". قائلا: "إسرائيل مدمنة على الكذب".
مستشفيات أخرى
لم تسلم معظم المستشفيات الكبيرة الرئيسية من بطش وتدمير قوات الاحتلال، تحت الذريعة نفسها، فلقد عمدت قوات الاحتلال إلى تدمير مستشفى بيت حانون، الوحيد الذي كان يقدم الخدمة الطبية في المدينة الحدودية شمال القطاع، ولاحقا تعمدت قصف وتدمير وإحراق المستشفى الإندونيسي في جباليا شمال القطاع.
وفي جريمة أخرى قبل أشهر قليلة، حاصرت قوات الاحتلال مستشفى الشهيد كمال عدوان في منطقة مشروع بيت لاهيا، على أطراف مخيم جباليا، حيث اعتقلت طاقمه الطبي، وعلى رأسهم مدير المستشفى، حسام أبو صفية، وشردت المرضى والجرحى فيه، واعتقلت بعضهم، قبل أن تدميره بالكامل بالقذائف المدفعية، والقصف الجوي.
لم تسلم مستشفيات أخرى في قطاع غزة أيضا، فلقد تعرض مستشفى الصداقة التركي جنوب غزة للنسف والتدمير، ومستشفى القدس للقصف والحرق، ومستشفى شهداء الأقصى في دير البلح للقصف مرات عدة، كما لاقى مستشفى ناصر، الأكبر في خانيونس نفس المصير حيث قصف عدة مرات، كان آخرها قبل نحو ثلاثة أسابيع فقط، ومن قبله مستشفى أبو يوسف النجار في رفح.
واستهدف الاحتلال عموما 36 مستشفى خلال حرب الإبادة المستمرة، فضلا عن عشرات المراكز الصحية والعيادات العامة والخاصة. وفق إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي.
تدمير ممنهج ومدروس
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف هذه المستشفيات طوال شهور حرب الإبادة، إما بالقصف أو الحرق أو التدمير، أو العمل على إخراجها عن الخدمة.
وعلى إثر هذا التدمير الواسع للقطاع الطبي، أجمع محللون تحدثت إليهم "عربي21" سابقا على أن تدمير المستشفيات كان ممنهجا ومدروسا بدقة، والهدف المباشر منه تطبيق سياسة التهجير الواسعة للأهالي من مناطقهم، إذ لن يتمكن أي من الفلسطينيين من البقاء في بيته أو منطقته دون غطاء طبي تقدمه المستشفيات في منطقته. ولهذا عمدت قوات الاحتلال إلى تحييد المستشفيات بتدميرها وإخراجها عن الخدمة، كأحد وسائل الإبادة والتطهير العرقي التي مارستها، جنبا إلى جنب مع سياسة القتل والتجويع والتعطيش والحصار والعقاب الجماعي، التي لا زالت تمارس في قطاع غزة حتى الآن.