سيأخذ الغبار أو التراب الذي خلّفه نظام بشّار الكثير من الوقت قبل أن يمسحه السوريون عن وجه دمشق وحلب وإدلب وحمص ومعرة النعمان وجميع المدن السورية. النفق ما بين العهد الجديد والقديم مظلم وطويل ولن يعبره السوريون بسهولة إلا بالوحدة والتكاتف والعمل نحو المصير المشترك الواحد الذي يحمي الفسيفساء السورية التي تضم أطيافا متعددة مثل السنّة، وهم الأغلبية الطاغية، والأقليات الأخرى التي تضم المسيحيين والأكراد والدروز واليزيديين والعلويين.
أثبت هذا السقوط الدراماتيكي السريع لنظام بشّار، أن إيران الطائفية إلى أفول سريع قادم. والسبب في ذلك هو أن الأيديولوجية الإيرانية، طائفية بامتياز، وتجرّ إلى عواقب وخيمة وخير دليل على ذلك الدمار الذي تحدثه في الأنظمة العربية التي تخضع لها مثل لبنان وسوريا واليمن والعراق. لم ينجح العراقيون في عبور النفق الذي بناه الأمريكيون بعد الإطاحة بنظام صدام حسين، ومازالوا يبحثون عن المخرج الذي يأخذهم إلى الحياة التي ينشدها كافة أطياف الشعب. ولم ير اليمنيون بعد، النور الذي يقولون أنه سيأتي في نهاية النفق منذ الإطاحة بنظام علي عبدالله صالح، حيث عاث الحوثيون، وكلاء النظام الإيراني، فساداً في اليمن، بنفس الطريقة التي يفعلها حزب الله في لبنان. كل ذلك أدّى إلى تهافت الطريقة الإيرانية في المنطقة وهشاشتها.
أما سقوط نظام بشّار السريع، وانتصار السوريين المفاجئ، فيكشف عن الفلسفة التي يستند إليها كل طرف. انتهج بشار الظلم لكل أطياف شعبه فقد كان النظام يعذّب كل من يخالفه بالحديد والنار ولعل قصة قيصر وسامي التي انفجرت في 2014 والتي تتعلّق بملفات التعذيب في سجون النظام، قد كشفت الكثير من الجرائم التي لا يمكن وصفها. كشف سامي مؤخراً عن اسمه الحقيقي على أنه أسامة عثمان بعد سقوط النظام في مقابلة مع جريدة الشرق الأوسط. كما تكشف قصص السجون المرعبة في دمشق وحلب وغيرهما والتي ظهرت إلى السطح، عن الجرائم البشعة التي ارتكبها النظام، والتي تعكس غياب أي قيمة أخلاقية يستند إليها النظام. كانت مسألة تهافت النظام، مسألة وقت، خاصة بعد أن أمعن في الظلم، وأصبح عدوّ الأرض وأهلها.
البيان الذي أعلنته وزارة الخارجية في المملكة، يلخّص الاستراتيجية التي تساعد الشعب السوري الشقيق في عبور هذا النفق، وتأمين سلامته، وحقن الدماء، وتجاوز الويلات التي عانى منها طويلا.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يهنئ السعودية بمناسبة «يوم التأسيس» والتي تتزامن مع الأعياد الوطنية الكويتية
هنأ وزير الخارجية عبدالله اليحيا المملكة العربية السعودية الشقيقة بمناسبة ذكرى تأسيس الدولة السعودية (يوم التأسيس) والتي تتزامن مع الأعياد الوطنية الكويتية متمنيا دوام التقدم والازدهار للمملكة.
وأعرب الوزير اليحيا في تصريح للصحفيين خلال مشاركته اليوم الأربعاء حفل سفارة المملكة لدى البلاد بمناسبة (يوم التأسيس) عن سعادته بمشاركة الأشقاء في السعودية بهذه المناسبة.
من جانبه قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى البلاد الأمير سلطان بن سعد في تصريح صحفي إن ذكرى تأسيس الدولة السعودية (يوم التأسيس) يوم عظيم يفخر به كل مواطن سعودي لأنه بداية تأسيس الدولة السعودية التي نراها الآن.
وأضاف الأمير سلطان بن سعد أن تاريخ تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود في ال22 من فبراير 1727 استمر منذ ذلك الوقت وحتى الآن في ابنائه وذريته الأئمة والملوك وكما قامت عليها الدولة السعودية الاولى استمرت عليها الدولة السعودية الثانية والمملكة العربية السعودية على الدين الحنيف والشرع الاسلامي ومواقفها دائما ثابتة ومؤيدة لما يخدم مصالحها ومصالح الدين الاسلامي.
وذكر أن الحضور اليوم يعكس مكانة المملكة وحبها لدى الشعب الكويتي حيث حضر الحفل عدد من المسؤولين وكبار الشخصيات بالدولة وممثلي البعثات الدبلوماسية لدى البلاد.
وردا على سؤال حول الاجتماع الامريكي الروسي الذي تستضيفه المملكة قال الأمير سلطان بن سعد إن المملكة العربية السعودية قبلة العالم الآن فالجميع يتطلع إلى ما ستقوم به وستفعله وكافة التصاريح والتفاصيل ستصدر عبر وزارة الخارجية السعودية.
وجاء الاحتفال بـ(يوم التأسيس) بناء على الأمر الملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي صدر في يناير 2022 بأن يكون يوم 22 فبراير يوما للتأسيس ويصبح إجازة رسمية ليكون رمزا للعمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة وارتباط مواطنيها بقادتها.
ويعد الاحتفال بيوم التأسيس مناسبة وطنية للاحتفاء بذكرى تاريخ تأسيس الدولة السعودية ككيان سياسي يحقق الوحدة والاستقرار والازدهار وفي هذا اليوم أصبحت (الدرعية) عاصمة الدولة السعودية الأولى