الملتقى الأسبوعي في الجامع الأزهر يناقش موقف الفكر الحداثي من السنة النبوية
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
عقد اليوم الثلاثاء، الملتقى الأسبوعي "ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة" في الجامع الأزهر، حيث تمحور النقاش حول موضوع "الفكر الحداثي والسنة النبوية".
شهد الملتقى حضور مجموعة من الشخصيات البارزة في الأوساط الأكاديمية والدينية، من بينهم أ.د. عبد الفتاح العواري، العميد السابق لكلية أصول الدين بالقاهرة، وأ.د.
افتتح الدكتور عبد الفتاح العواري الملتقى بتسليط الضوء على موقف الفكر الحداثي من السنة النبوية، حيث وصف هذا الموقف بأنه "موقف عداء وكراهية".
وبيّن أن الفكر الحداثي يروج لأفكار تحمل الحقد والخبث تجاه السنة، محذراً من "السموم القاتلة" التي تسعى لتجريد الشباب من هويتهم ودينهم. وأكد العواري على ضرورة تحصين العقول من هذه الهجمات عبر الملتقيات والندوات العلمية التي يقيمها الأزهر الشريف.
وأضاف العواري أن أغلب هؤلاء الذين يهاجمون السنة النبوية ليس لديهم المؤهلات اللازمة للحديث في الدين، حيث يسعون لتجريد السنة من قدسيتها، معتبراً أن السنة هي وحي معصوم يأتي من نفس المصدر الذي جاء منه القرآن الكريم. وذكر أن "الوحي نوعان: وحي متلو وهو القرآن، ووحي غير متلو وهو السنة، التي تفسر وتعزز ما جاء في القرآن".
في ختام كلمته، أشار العواري إلى أن هناك من ينظر إلى السنة على أنها عائق أمام تقدم الأمم، وهذا تصور خاطئ، مشدداً على أن التفريط في السنة يعني التفريط في أصول الإسلام.
أوضح أن السنة تمثل التطبيق العملي للقرآن، وأن اتباعها يسهم في صلاح المجتمع وكسب رضا الله.
من جانبه، تطرق أ.د. ربيع الغفير إلى المحاولات المستمرة من أعداء الإسلام للنيل من القرآن والسنة، وكذلك من شخصية النبي محمد ﷺ. وأشار إلى أن هذه المحاولات تتضمن التشكيك في صحة السنة النبوية، وذلك من خلال التشكيك في رواة السنة وصحابة رسول الله، ظناً منهم أنهم بذلك يستطيعون التأثير على مكانة السنة.
وحذر الغفير من المخططات التي تهدف إلى النيل من سنة النبي محمد ﷺ، مشدداً على أهمية وعي الأمة الإسلامية بمثل هذه المخططات، وأن يكونوا حذرين لكي لا تتحقق أهدافهم الخبيثة.
وأكد أن النبي محمد ﷺ تنبأ بهذه المؤامرات، مما يستوجب على الأمة أن تكون في حالة استعداد وحذر لحماية دينها.
اختتم الملتقى بتأكيد الحضور على ضرورة تعزيز الفكر الديني الصحيح ونشر الوعي بين الشباب لحمايتهم من التأثيرات السلبية للفكر الحداثي، مما يسهم في الحفاظ على الهوية الإسلامية والتقاليد النبوية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر الملتقى الأسبوعي المزيد السنة النبویة
إقرأ أيضاً:
ملتقى الأزهر: بيت المقدس أرض المحشر والمنشر وموضع البعث يوم القيامة
استأنف الجامع الأزهر أمس الأحد، ملتقى الأزهر للتفسير ووجوه الإعجاز القرآني، تحت عنوان: «المسجد الأقصى في القرآن الكريم»، وذلك ضمن الملتقى الأسبوعي الذي يُعقد يوم الأحد أسبوعيا.
شارك في الملتقى الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور صلاح عاشور، أستاذ التاريخ وعميد كلية اللغة العربية الأسبق، وأدار اللقاء الدكتور رضا عبد السلام، الرئيس الأسبق لإذاعة القرآن الكريم.
في مستهلّ اللقاء، أكّد الدكتور إبراهيم الهدهد أنّ ذكر المسجد الأقصى في القرآن الكريم لم يقتصر على آية الإسراء، كما يظن بعض الناس، بل ورد في عددٍ من السور، منها: البقرة، وآل عمران، والأعراف، والقصص، والمؤمنون، وسورة ق، لافتًا إلى أن بيت المقدس هو أرض المحشر والمنشر، والموضع الذي يُبعث فيه الخلق يوم القيامة.
وأشار فضيلته إلى أن النبي ﷺ نبّه إلى فضل المسجد الأقصى، وأمر بشدّ الرحال إليه، فإن لم يستطع المسلم الوصول إليه، فليُسرج فيه زيتًا، أي يسهم في عمرانه ودعمه، مستدلًا بحديثه ﷺ: «فمن أسرج فيه زيتًا فكأنما صلى فيه»، مؤكدًا أن هذا الحديث الشريف يُحمّل الأمة بمختلف أطيافها—عامةً وعلماءً وحكامًا—مسؤولياتٍ تجاه المسجد الأقصى.
وأوضح الدكتور الهدهد أنّ القول بأن المسجد الأقصى كان قبلةً لليهود هو قول باطل، إذ لم ينسبه القرآن إليهم قط، بل خاطبهم بقوله تعالى: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ﴾، ولم يقل: "عن قبلتنا"، مشيرًا إلى دقّة التعبير القرآني الذي ينفي نسبتهم للمسجد الأقصى، ويؤكد أنه قبلة المسلمين وحدهم، وأرض النبوات، وموضع البركة التي بارك الله فيها وحولها.
من جانبه، أشار الدكتور صلاح عاشور إلى المكانة العظيمة التي يحتلها المسجد الأقصى في نفوس المسلمين، مستشهدًا بعادة «المجاورة» التي درج عليها العلماء والعباد في أروقته، كما جاور العلماء البيت الحرام، مذكرًا بما فعله الزمخشري في مكة حتى لُقّب بـ«جار الله».
وبيّن الدكتور عاشور أنّ افتتاح سورة الإسراء بذكر المسجد الأقصى هو تصريح قرآني بمكانته، وإشارة إعجازية بتحديد الزمن بلفظ: ﴿لَيْلًا﴾، ممّا يدل على وقوع الرحلة في جزء من الليل، ويُعزّز المعجزة النبوية ويُجسّد التوأمة الروحية والدينية بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، ويؤكّد أن الأقصى جزء لا يتجزّأ من هوية الأمة الإسلامية.
كما حذّر فضيلته من محاولات الاحتلال الصهيوني لهدم المسجد الأقصى، بذريعة البحث عن ما يُسمّى "هيكل سليمان"، موضحًا أنّها دعاوى باطلة تُستخدم كستارٍ لتهويد المسجد وهدمه وتدنيسه، في منطقة سكنها العرب منذ القدم، مؤكدًا أن بيت المقدس وفلسطين ستبقيان عربيةً خالصة، مهما طال العدوان، ومهما حاول العدو المحتل تزييف التاريخ.
وفي ختام الملتقى، شدّد الدكتور رضا عبد السلام على أنّ المحتل يسعى إلى اختلاق شرعيةٍ تاريخية في أرض فلسطين، وهي أرض عربية خالصة، وستظل كذلك إلى يوم الدين، مشيرًا إلى أنّ التاريخ نفسه يشهد على عروبة القدس وفلسطين، وأن محاولات التزييف لن تنجح أمام وعي الأمة وثباتها.