قال القائد العسكري لهيئة تحرير الشام مرهف أبو قصرة، المعروف بأبي حسن الحموي، الثلاثاء إن كل الفصائل المعارضة ستنضوي ضمن مؤسسة عسكرية جديدة، موضحاً أن سيطرة السلطة الانتقالية ستشمل مناطق القوات الكردية في شمال شرق سوريا.

وفي مقابلة في أحد فنادق مدينة اللاذقية الساحلية، طالب المسؤول العسكري، وهو من أبرز قادة تحالف الفصائل الذي يتولى السلطة الجديدة في دمشق، الولايات المتحدة بحذف هيئة تحرير الشام وقائدها أحمد الشرع المعروف بأبي محمّد الجولاني من قائمة "الإرهاب" .




وقال أبو قصرة 41 عاماً، إن "بناء المؤسسة العسكرية هو خطوة قادمة بالتأكيد ويجب أن تنضوي كل الوحدات العسكرية بما فيها الجناح العسكري للهيئة تحت هذه المؤسسة" مضيفاً "عقلية الفصيل لا تتوافق مع عقلية الدولة" التي تعتزم السلطة الجديدة بناءها، بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد الذي فر إلى روسيا.
وعن حلّ جناح الهيئة العسكري، أجاب "بالتأكيد.. سنكون إن شاء الله من أول المبادرين وسنبقى مبادرين لأي توجه يحقق المصلحة العامة للبلد".

ورغم إبداء الإدارة الذاتية الكردية التي تسيطر على مساحات شاسعة في شمال وشرق البلاد، استعدادها للحوار مع السلطة الجديدة في دمشق، قال المسؤول العسكري إن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، "ستُضّم" إلى الإدارة الجديدة، مؤكداً أن "سورياً لن تتجزأ ولن توجد فيها فدراليات".


واعتبر أبو قصره، المقل في ظهوره الإعلامي رغم توليه قيادة الجناح العسكري للهيئة منذ 5 أعوام، أن تصنيف الهيئة وقائدها على قائمة "الإرهاب" أمر "جائر".
وقال: "نطالب الولايات المتحدة والدول كلها بإزالة هذا التصنيف. عن شخصه وعن الهيئة ككل" حتى "تُزال هذه القيود عنها، إذ أنها في المحصلة ستنخرط في مؤسسات الدولة"، مؤكداً في الوقت ذاته أن الشرع
وتابع "نعرف الشيخ الشرع منذ زمن ولم نر منه إلا حرصاً على مصالح الثورة السورية وحرصاً على بناء البلد وحرصاً على إسقاط النظام" موضحاً أن توجهه العام كان ولا يزال أنّ "سوريا لن تكون منطلقاً لعداء أي دولة، سواء في الإقليم أو خارجه".
وعلى وقع غارات كثيفة تشّنها إسرائيل منذ الإطاحة الأسد، على عشرات المواقع العسكرية ومستودعات الصواريخ والمطارات العسكرية في سوريا، تزامناً مع توغل قواتها في المنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل، طالب أبو قصرة المجتمع الدولي بإيجاد حلّ، واصفاً ما يجري على التراب السوري بـ "جائر".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب في سوريا سقوط الأسد

إقرأ أيضاً:

لماذا تتحفظ مصر على الوضع في سوريا؟

القاهرة- منذ الإطاحة بنظام الأسد بدا الموقف المصري حيال ما يحدث في سوريا متحفظا في طريقة تعامله مع السلطة الجديدة بدمشق، وتجلت دلائل ذلك على مدار الشهر الماضي عبر مواقف دبلوماسية وتصريحات رسمية، كان آخرها ما قاله وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال كلمته ضمن الاجتماع الوزاري العربي حول سوريا.

وخلال كلمته في الاجتماع الوزاري الموسع الذي عقد الأحد بالعاصمة السعودية الرياض، شدد الوزير المصري على ضرورة "عدم إيواء عناصر إرهابية" على الأراضي السورية، داعيا إلى تكاتف الجهود الدولية للحيلولة دون أن تصبح دمشق "مصدرا لتهديد استقرار المنطقة أو مركزا للجماعات الإرهابية".

قبل ذلك بيومين فقط، وصف وزير الخارجية المصري، خلال حوار تلفزيوني، الحكومة السورية الجديدة بـ"سلطة الأمر الواقع".

غير أن ذلك الموقف المتحفظ لم يمنع مصر ممثلة في وزير خارجيتها أن تكون شريكة في التوافق العربي -الذي خرج به اجتماع الرياض- على دعم سوريا ورفع العقوبات المفروضة عليها.

تحفظ مصري

منذ الإطاحة بنظام حزب البعث، أوائل الشهر الماضي، ظهر التحفظ المصري على التغيرات الجذرية بسوريا، حيث تأخرت القاهرة نسبيا في التواصل مع دمشق الجديدة، إذ أجرى وزير الخارجية المصري اتصالا هاتفيا بنظيره السوري، بعد نحو شهر كامل من تولي السلطة الجديدة قيادة البلاد.

إعلان

وتعددت التصريحات الرسمية بخصوص الوضع السوري، واصفة إياه بالمقلق والممهد لتداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها.

وأبدى سياسيون وإعلاميون موالون للسلطة المصرية مخاوفهم وتحذيراتهم مما وصفوه بوصول ما أسموه تنظيمات مسلحة لسدة الحكم في سوريا وخطورة تصدير فكرهم لدول أخرى.

وأصدرت السلطات المصرية قرارا، مطلع الشهر الجاري، يشترط حصول السوريين القادمين من كافة أنحاء العالم إلى القاهرة على تصريح من "جهات معنية" دون تحديد ماهية تلك الجهات.

محددات الموقف

بدوره، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، كلمة الوزير خلال اجتماع الرياض الأخير بمثابة محددات للموقف المصري حيال سوريا.

وأضاف -في تصريحات تلفزيونية- أن موقف القاهرة تجاه دمشق يرتكز على عناصر أساسية هي ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ودعم المؤسسات الوطنية للقيام بأدوارها، وتبني عملية سياسية شاملة تضم مكونات الشعب دون إقصاء لأي طرف.

وأكد خلاف حرص القيادة المصرية على ألا تكون سوريا حاضنة للإرهاب.

وعن وصف وزير الخارجية للقيادة السورية بـ"سلطة الأمر الواقع"، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن هذا المصطلح يوثق الواقع الفعلي في دمشق ويعكس طبيعة ظروف المرحلة الانتقالية الاستثنائية هناك.

وأوضح أن المصطلح يستخدم في مواقف سياسية تشهد فيها أي دولة انهيارا للسلطة التنفيذية خلال فترة وجيزة، وينتج عن ذلك تفكك لمؤسسات الدولة وفراغ بالمشهد السياسي تملؤه عناصر تقرر أخذ زمام الأمور رغم كونها غير منتخبة نظرا لظروف المرحلة الاستثنائية، حسب قوله.

طائرة مساعدات إنسانية وصلت إلى دمشق من القاهرة أوائل الشهر الجاري (مواقع التواصل) أكثر وضوحا

الخبير المتخصص في علم الاجتماع السياسي، عمار علي حسن، رأى أن الموقف المصري من المسألة السورية يبدو أكثر وضوحا، حتى لو لم يمتثل بالضرورة لكل شروط الدبلوماسية التي التزم بها آخرون.

إعلان

وأوضح، في تصريح للجزيرة نت، أن هناك دولا عربية أخذت مسار احتواء السلطة الجديدة في سوريا، تماشيا مع طلب غربي، دون أن يعني هذا بالضرورة رضاها التام عنها.

وأضاف "هناك من أيد السلطة الجديدة، وهناك من تخوف من قطع طريق إمداد المقاومة اللبنانية بالسلاح والمؤونة، وهناك من رحب لتخليص بلد عربي من نفوذ إيراني وصل حد الاحتلال"، حسب قوله.

أما السلطة في مصر، وفق الخبير السياسي نفسه، "فهي تقارب الأمر من عدة زوايا أولها ما يتعلق بالنظر بعين الريبة إلى نوايا تركيا الراعية للسلطة الجديدة بسوريا، وكونها تحل محل إيران هناك، وثانيها يخص علاقة جبهة تحرير الشام بالغرب الذي يرحب بها ويشجعها ويحتويها ولو إلى حين".

وثالث الزوايا، يضيف المتحدث، يتعلق بهزيمة الجيش السوري على يد فصائل مسلحة، ثم تدمير مقدراته على يد إسرائيل، "هذا المسلك لا يروق للسلطة المصرية التي ترى الجيش الوتد الرئيسي لتثبيت الدولة".

ولم تفت عمار حسن الإشارة إلى مخاوف القيادة المصرية حيال تهديد وحدة سوريا، بخاصة حال تجدد حرب أهلية، موضحا رفض القاهرة القاطع لوصول جماعة سياسية إسلامية إلى السلطة ومخاوف من تأثير هذا على جماعات نظيرة بمصر ربما ترى في النموذج السوري الراهن مثلا يُحتذى، وفق قوله.

واستطرد "هناك خبرة مصرية مريرة مع تنظيمات كوّنها مصريون في الخارج ومارست الإرهاب في الداخل مثلما حدث بعد انتهاء الحرب الأفغانية ضد السوفيات من ظهور ما سمي تنظيم طلائع الفتح الذي كونه جهاديون مصريون كانوا في أفغانستان، واليوم تخشى مصر من تكرار الأمر انطلاقا من سوريا".

قلق القاهرة

ومن جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية، خيري عمر، أن وصف الدبلوماسية المصرية للقيادة السورية بـ"سلطة الأمر الواقع" لا يعد انتقاصا من السلطة القائمة بقدر ما هو توصيف واقعي من الناحية القانونية.

وأوضح، للجزيرة نت، أن وضع القيادة السورية الحالية مؤقت لحين إجراء الانتخابات أو إقرار التوافق السياسي عبر حوار وطني، وأردف "على ذلك الأساس تريد الدبلوماسية المصرية تحديد الوضعية القانونية للقيادة السورية، وبالتالي تحديد آليات تمثيل الشعب السوري وعقد الاتفاقيات الخارجية".

إعلان

وعن القلق مصري حيال تصدير الإرهاب من سوريا إلى الدول الأخرى، قال الأكاديمي "بعد سقوط الحكومات التي استقرت لوقت طويل، يحدث فراغ يكون مصدر قلق للدول الأخرى كون السلطة الجديدة لا تكون كاملة السيطرة على كامل إقليم الدولة".

وضرب مثالا بالحالة الليبية وكيف تأثرت القاهرة من نقل أسلحة إلى سيناء من ليبيا، وأضاف "كانت هناك مجموعات متداخلة مسلحة خلال الحرب الأهلية في سوريا، ومن بينها من يحمل الجنسية المصرية، وبالتالي فالقاهرة قلقة من أن تشارك بعض منها في عمليات إرهابية".

في عام 2017، كان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد حذر من أن تتحول الجهات الواقفة وراء الحرب في سوريا إلى مصر.

في الإطار نفسه، أكد السفير المصري الأسبق، محمد العرابي، أن مصر تمتلك رؤية إستراتيجية وتتخذ خطوات مدروسة بعناية لذلك، فهي لا تسرع الخطوات نحو النظام السوري الجديد.

وأضاف -في تصريح تلفزيوني- أن القيادة المصرية حريصة على مصلحة الشعب السوري في المقام الأول، موضحا أن وصف الدبلوماسية المصرية للقيادة السورية بـ"سلطة الأمر الواقع" دقيق وفي محله.

مقالات مشابهة

  • ماذا قال باسم ياخور عن السلطة الجديدة في سوريا؟
  • أي نموذج في الحكم سيطبقه إسلاميو سوريا بعد وصولهم إلى السلطة؟
  • سوريا .. الإدارة الجديدة: الخيار العسكري مطروح ضد رافضي إلقاء السلاح
  • السيد القائد يكشف مصير العمليات العسكرية ضد اسرائيل بعد الاتفاق
  • ألمانيا تدعو روسيا لإغلاق قواعدها العسكرية في سوريا
  • سوريا بقيادة الشرع.. حكم معتدل أم إشعال للإرهاب العالمي؟
  • تداول فيديو مزعوم عن إطلاق نار في منطقة للعلويين في سوريا.. ما حقيقته؟
  • مسيرة إسرائيلية تقصف رتل آليات لإدارة العمليات العسكرية في سوريا
  • لماذا تتحفظ مصر على الوضع في سوريا؟
  • شروط مصر لتطبيع العلاقات مع سوريا الجديدة