مركز جامع الشيخ زايد الكبير يفتح أبواب متحف “نور وسلام” أمام الزوار
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
أبوظبي – الوطن:
برعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، أعلن مركز جامع الشيخ زايد الكبير عن فتح متحف “نور وسلام” أبوابه أمام الجمهور، اليوم الأربعاء الموافق 18 ديسمبر 2024م.
بهذه المناسبة عقد المركز مؤتمرًا صحفيًا، صرح خلاله سعادة الدكتور يوسف عبدالله العبيدلي قائلا: “ينطلق متحف “نور وسلام”، من رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة، وقيادتها الرشيدة في إثراء المشهد الثقافي في الدولة، وإحياء مكنونات الحضارة الإسلامية، ونتاجها الذي يتسم بالتنوع والثراء، ويعكس عصورًا من العمق المعرفي في العلوم، والحرفية والإبداع في الفنون والآداب، ويفصح في الوقت ذاته عن تشجيع الثقافة الإسلامية للعلوم والفنون، كما ينطلق من رؤية الدولة في إرساء مفاهيم التواصل الحضاري، على أسس السلام والاحترام المتبادل، ودورها الرائد كحاضن لقيم التسامح، وذلك من خلال التعبير عن جوهر الثقافة الإسلامية، وما تتميز به من مفاهيم الوحدة والتقارب والوسطية، بتقديم تجربة المتحف الذي صُمم ليجمع بين الأجواء المميزة وطرق العرض المبتكرة، لمجموعة منتقاة من القطع الأثرية والتحف والمعروضات ذات القيمة التاريخية الفنية والعلمية والأدبية، عبر خمسة مجالات حضارية، تقدم تجارب سردية ملهمة، تثري زيارة مرتادي الجامع، الذين يقصدونه من مختلف أنحاء العالم، معززاً في الوقت ذاته رسالة المركز في جعل الجامع منصة للحوار الحضاري، ومواكبًا للحراك الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وجهودها في نشر الوعي الثقافي بين الأجيال، واتخاذ المفاهيم الحضارية لغةً للتقارب بين الجميع”.
محتوى ثقافي ورسالة حضارية
يستهدف المتحف بمحتواه الثقافي المتنوع مختلف الثقافات والفئات، شاملًا الباحثين والمتخصصين والمهتمين بشؤون الثقافة والتراث والعلوم والفنون، ويقدم رسائله من خلال تجارب تفاعلية وحسية متنوعة، شاملًا بذلك فئة الأطفال التي خصص لها مجموعة من التجارب الجاذبة، التي تقرب إلى أذهانهم رسالة المتحف الحضارية، في القسم المخصص للعائلة.
وبهدف نشر رسالته على أوسع نطاق، يقدم المتحف مضمونه الحضاري، بسبع لغات هي العربية والإنجليزية والصينية والإسبانية والفرنسية والروسية والأوردو، من خلال تقنية تمكّن المستخدم من تفعيلها على الشاشات الرقمية المصاحبة للتجارب الثقافية ضمن أقسام المعرض، وتجدر الإشارة إلى أن اختيار تلك اللغات جاء وفق دراسة أجراها المركز لأكثر الجنسيات ارتيادا للجامع.
5 أقسام تقدم تجارب متنوعة
وتم خلال المؤتمر الصحفي استعراض أقسام المتحف، حيث القسم الأول من المتحف “قيم التسامح-فيض النور”، يقدم رسائل التسامح والتعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تمتد جذورها على هذه الأرض منذ أن استوطنها البشر قبل آلاف السنين، ورسختها رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان– طيب الله ثراه- وحكمته.
أما القسم الثاني فهو قسم “القدسية والعبادة – المساجد الثلاثة”، الذي يتيح للزوار من مختلف أنحاء العالم التعرف عن قرب أكثر الجوامع قدسية في العالم الإسلامي، وهي: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، وعلى الجوانب المستلهمة منها في جامع الشيخ زايد الكبير على الصعيدين الروحي والمعماري.
ويحمل القسم الثالث من المتحف مسمى “جمال وإتقان – روح الإبداع”، ويسلط الضوء على الإنتاج العلمي والثقافي الثري للحضارة الإسلامية عبر العصور.
وقبل الوصول إلى القسم الرابع يمر الزوار بقسم العائلة، الذي يوفر فرصة مميزة للعائلات لاستكشاف القصص بشكل جماعي ضمن أجواء تفاعلية ممتعة تجذب الأطفال، ومن خلال تجارب حسية، تتناول مواضيع عدة، مثل بناء المسجد، والأشكال الهندسية، وطرق استخدام الاسطرلاب، وغيرها.
ويأتي القسم الرابع من المتحف تحت اسم “جامع الشيخ زايد الكبير – التسامح والانفتاح”، ويتضمن نموذجاً لجامع الشيخ زايد الكبير، يتوسط المتحف ويجسد قيم السلام والتسامح والتنوع التي ينادي بها الدين الإسلامي، تعلوه ثريا تحاكي ثريا الجامع -أحد أبرز الملامح الجمالية في الجامع-، ويضم هذا القسم عدة محطات تفاعلية، تتيح للزوار استكشاف تفاصيل الجامع وقصة نشأته، وجمالياته وبديع فنون العمارة الإسلامية التي تجلت بوضوح في جميع زواياه، كما يطلع هذا القسم زائري المتحف على تجربة فريق عمل المركز ودور كل منهم في تجسيد رسالة الجامع ورؤيته الحضارية.
أما القسم الأخير في المتحف فيأتي تحت عنوان “الوحدة والتعايش”، واستلهم هذا القسم تجربته، من جماليات الجامع وأحد أبرز تفاصيله التي تنطوي على رسالة الوحدة والتعايش، وهي تصاميم الزهور المستوحاة من أنحاء مختلفة في العالم، حيث يقدم هذا القسم تجربة تفاعلية جاذبة وملهمة تتيح للزائر ربط منطقته الجغرافية في أي مكان في العالم بقيم الجامع وفنونه.
محتوى تاريخي ثقافي يعبر عن العمق والثراء
ويزخر المتحف بمجموعة منتقاة من التحف والمعروضات، التي تعود إلى عصور إسلامية مختلفة، وتتمحور حول مواضيع متنوعة، ومن أهم ما تشمل معروضات المتحف: جزء من حزام الكعبة المشرفة (القرن 20)، ودينار عبدالملك بن مروان-أول مسكوكة إسلامية ذهبية-(77 ه)، وكتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (1296م /695ه)، ويتناول تخريج أحاديث موطأ الإمام مالك من الحديث الشريف ومدونات الفقه الإسلامي، وصفحات القرآن المخطوطة بالذهب من المصحف الأزرق (القرن 9-10 م)، وكتاب أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار (القرن 14 م)، واسطرلاب أندلسي (القرن 14م)، إضافة إلى المجموعة الشخصية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه-، وغير ذلك من الأعمال الفنية العريقة والمعاصرة، والأطروحات العلمية والطبية، والزخارف والخطوط، والأعمال الفنية المعدنية والخشبية والرخامية، والمنسوجات، وعدد من الأعمال الفنية المعاصرة.
“قبة السلام” وجهة ثقافية جديدة
تجدر الإشارة إلى أن المتحف يقع في “قبة السلام” الوجهة الثقافية الجديدة في الإمارة والدولة، التي تضم عدداً من الأنشطة الثقافية منها مكتبة الجامع المتخصصة في علوم الحضارة الإسلامية وفنونها، والمسرح الذي يحتضن الفعاليات والمناسبات الدينية والوطنية والثقافية والمجتمعية، ومتحف “نور وسلام” وتجربة (ضياء التفاعلية- عالم من نور)، إضافة إلى ما احتضنت مساحات “قبة السلام” من المعارض المؤقتة التي تتميز بقيمتها الثقافية، ورسائلها الحضارية، التي تعزز رسالة الجامع ودوره الثقافي، من خلال تقديم محتواها الثقافي والإنساني في إطار معرفي تفاعلي متنوع، ومنها: معرض (الحج رحلة في الذاكرة)، الذي تتبع التطور التاريخي لرحلة الحج والإرث المرتبط بها عبر العصور المختلفة، ومعرض (النقود الإسلامية تاريخ يكشف)، الذي سرد تاريخ سك النقود عبر العصور الإسلامية، ومعرض (الأندلس تاريخ وحضارة)، الذي أتاح للزوّار استكشاف ملامح التراث الأندلسي، وأهم شخصياته ومدنه وأعماله الأدبية وتحفه الفنية.
تجربة “ضياء التفاعلية- عالم من نور”
تشكل تجربة (ضياء التفاعلية- عالم من نور)، التي تتضمن عرضاً ضوئياً تفاعلياً بتقنية (360) درجة، إضافة نوعية للتجارب الثقافية في المركز إذ تقدم رسالتها من خلال مؤثرات صوتية وحسية مصحوبة بالرياح، لمنح الزائر الفرصة لخوض تجربة حسية غامرة وملهمة تبدأ بالفضاء المستنير بنجوم السماء، إلى أرض الإمارات العربية المتحدة، وإرثها الأصيل، حيث تتطلب تصميم التجربة استخدام ما يزيد على(1,500,000,000) المليار والنصف من الوحدات الضوئية، وتنتقل التجربة بالزائر بين الواحات الخضراء، والجبال الشاهقة، والسواحل الهادئة والصحراء الذهبية، التي تعبر عن الهوية الإماراتية، وصولًا إلى المنارات الشامخة، والقباب الضخمة، وغيرها من تفاصيل معمارية في جامع الشيخ زايد الكبير، الذي أنشأه الوالد المؤسس الشيخ بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه-، ليكون منارة للتسامح والتعايش وملتقى للثقافات، في دلالة على أصالة قيم السلام والتعايش مع الجميع على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة.
تعاون مثمر وجهود متكاملة
وفي إطار إثراء المحتوى الثقافي للمتحف كونه منجزًا يواكب مسيرة الدولة في إثراء الحركة الفكرية والثقافية، تعاون المركز مع كلٍ معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، ومعالي محمد المر، ومجموعة الصباح الآثارية- دار الآثار في الكويت، في إثراء السرد الثقافي للمتحف من خلال تقديم عدد من الإهداءات والقطع المعارة ذات القيمة الثقافية والتاريخية، كما تجدر الإشادة بالتعاون المثمر لكل من الأرشيف والمكتبة الوطنية، في أبوظبي، ودائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، وبيت العائلة الإبراهيمية، ومتحف الاتحاد، ومتحف ساروق الحديد للآثار، ودار الآثار والمتاحف في رأس الخيمة، ومتحف رأس الخيمة الوطني.
كما تعاون المركز مع عدد من أبرز الفنانين المحليين والعالميين الذين شاركوا بأعمالهم الفنية المعاصرة والمستوحاة من روح الفنون الإسلامية، لتعزيز الرسالة الحضارية والمحتوى الثقافي للمتحف: عبد القادر الريّس، وإدريس خان، وعثمان خنجي، كما شارك كلٌ من: نجاة مكي، وليلى جمعة، وعبدالرحيم شريف، تجاربهم في مجال الفنون الإسلامية.
إصدار ثقافي جديد في الموروث الثقافي الإسلامي
وتعزيزًا لمضمون المتحف، وإثراءً لمجموعته الثقافية، أصدر المركز، كتاب (نور وسلام، رحلة الإيمان والإلهام والتعايش) بنسختيه العربية والإنجليزية، حيث ستتم إتاحة اقتنائه قريبًا في كلٍ من متجر(نور وسلام)، ومكتبة الجامع المحاذيان للمتحف في (قبة السلام) بمركز جامع الشيخ زايد الكبير.
ومما تجدر الإشارة إليه أن اسم المتحف “نور وسلام” مستلهمٌ من رسالته في إحياء الموروث الثقافي الإسلامي من العلوم والفنون التي أنارت البشرية عبر عصور متتالية كما استُلهِم من رسالة المعرض الهادفة لمد جسور التقارب بين الثقافات على أسس السلام والتسامح.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
ثقافة الشيوخ تناقش إنشاء متحف للصحافة المصرية
ناقشت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار بمجلس الشيوخ برئاسة الدكتور محمود مسلم فى اجتماعها اليوم، الاقتراح برغبة المقدم من النائب رامي جلال عضو المجلس حول إنشاء متحف للصحافة المصرية بحضور علاء ثابت وكيل الهيئة الوطنية للصحافة.
وقال الدكتور محمود مسلم خلال الاجتماع إن الصحافة المصرية لها تاريخ كبير سواء نشر الوعي او المقاومة وكانت الصحافة المصرية صاحبة مواقف على مر التاريخ.
واستعرض النائب رامي جلال الاقتراح برغبة مؤكدا أنه بحلول عام 2028 يمر 200 سنة على بداية الصحافة في مصر وهي فرصة لإنشاء متحف لحفظ التراث ا والأرشيف الصحفي لتحفيز البحث الإعلامي العلمي والأكاديمي وحفظ الأحداث السياسية التاريخية وادراج المتحف في المسارات السياحية المختلفة بالتعاون مع الصحافة المحلية والدولية.
واستعرض النائب مقترحة بأن يكون المتحف في وسط القاهرة او العاصمة الإدارية الجديدة ويكون إلكتروني باستخدام أحدث التكنولوجيا وأن يكون هناك تعاون حكومي ودعم من القطاع الخاص ورعاية من الصحف لإنشاء المتحف.
وأضاف رامي جلال أن يتم تقسيم المتحف إلي قاعات منها قاعة الأرشيف وقاعة للحوادث وقاعة للتكنولوجيا لمعرفة خطوات الخبر وقاعة لكبار الكتاب والصحفيين إضافة إلى قاعات تفاعلية
وأشار عضو مجلس الشيوخ إلى أن الصحافة المصرية أقدم صحيفة في المنطقة ومصر دولة عظمى ثقافيا ولابد من مكان جامع لكل التراث والتاريخ الصحفي الصحفي.
وقال الدكتور محمود مسلم خلال المناقشات إنه من الممكن أن يكون هناك متحف او قاعة للصحافة بأحد المتاحف الكبرى للتراث والمقتنيات ولكن الأرشيف يكون في مراكز الأبحاث وان الأرشيف موجود لكافة الصحف بالأهرام مشيرا الى اهمية وجود متحف أثري مهنة عظيمة قامت بدور تاريخي كبير.
وقال علاء ثابت، وكيل الهيئة الوطنية للصحافة إن الصحافة المصرية تستحق ان يكون لها متحف مشيرا الى أن مؤسسة الأهرام بها متاحف متفرقة صغري منها متحف الكاميرات ومتحف للصور تضم 6 مليون صورة إضافة الجزء التاريخي برسائل القراء والشعراء ووثائق الزعماء
وأضاف أن الهيئة الوطنية للصحافة شكلت لجنة عليا لحصر المقتنيات في كل المؤسسات الصحفية وتوثيقها ومنها مقتنيات فنية لرسامين وأنه مع استخدام التكنولوجيا والوسائل الحديثة يمكن تقديم قاعدة بيانات ضخمة.
وأشار إلى أن الأهرام لديها 250 الف وثيقة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر إضافة للصور ويمكن من خلال الذكاء الصناعي ان يتم حوارمع الزعماء من خلال كم التصريحات والصور وهو ما يكون نقطة جذب للاستفادة من التكنولوجيا.
وتابع علاء ثابت إن المؤسسات الصحفية ليس لديها الإمكانيات الكافية لجمع كل التراث الصحفي إضافة إلى ضرورة وجود تشريع ينظم ذلك الأمر وبالتالي فإن التمويل مهم جدا لجمع كل هذه المقتنيات وشدد ثابت على أهمية المتحف وأنه لا يوجد متحف واحد يجمع كل فنون الصحافة في مصر.
وقال النائب عماد الدين حسين، عضو اللجنة إن المؤسسات بسبب الدعم تحتاج لتمويل لحفظ ارشيفها وبعض الصحف أرشيفها من عشر سنوات غير موجود.
وأشاد عماد حسين بالمقترح مطالبا ان يكون هناك تشريع يلزم المؤسسات بتوفير نسخة من ما لديها
وأوصت اللجنة بمخاطبة قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار لإنشاء متحف للصحافة اوقاعة التراث الصحفي باخد المتاحف الكبري وان الهيئة الوطنية للصحافة ابدت استعدادا للتعاون
كما ناقشت اللجنة اقتراح برغبة مقدم من النائب عمرو عزت حول البحيرة المسحورة بالفيوم وضرورة وضعها ضمن المقاصد السياحية.
واستعرضت اللجنة مقترح النائب عمرو عزت الذي أكد أن منطقة البحيرة منطقة رائعة والمياه بها عذبة رغم أن الكثبان الرملية تحيط بها وتقع بالقرب من بحيرة قارون مطالبا بادراحها ضمن المقاصد السياحية.
وأوصت اللجنة بالاهتمام بالمنطقة والترويج لها في إطار الاهتمام بالمقاصد السياحية في الفيوم.