مقتل مسؤول عسكري روسي بهجوم في موسكو تبنته كييف
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
دينا محمود (لندن، موسكو)
أخبار ذات صلةقُتل مسؤول كبير في الجيش الروسي صباح أمس، بانفجار قرب مبنى سكني في جنوب شرق موسكو، في هجوم تبنته كييف.
وقالت لجنة التحقيق الروسية المكلّفة التحقيقات الرئيسية في البلاد في بيان «انفجرت عبوة ناسفة كانت موضوعة في دراجة سكوتر متوقفة قرب مدخل مبنى سكني في شارع ريازانسكي في موسكو»، مضيفة «قُتل قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسية إيغور كيريلوف ومساعده» في الانفجار، مشيرة إلى أن «تحقيقاً جنائياً فتح في اغتيال العسكريَين في موسكو».
في غضون ذلك، اعتبرت دوائر سياسية وتحليلية في واشنطن، أن الأزمة الأوكرانية وتحقيق تقدم على صعيدها، يمثلان فرصة واختباراً في الوقت نفسه، للرئيس المنتخب دونالد ترامب، مؤكدة أن النهج الذي ستتبعه الإدارة الجمهورية المقبلة حيال ذلك الملف، ربما سيحدد طبيعة سياستها الخارجية، على مدار السنوات الأربع القادمة.
وبحسب هذه الأوساط، يمكن أن تستند أي صفقة تتوسط فيها إدارة ترامب على ذلك الصعيد، إلى قبول حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينيسكي تقديم تنازلات إقليمية، مقابل حصولها من الغرب على ضمانات أمنية، تكفل حصول كييف على عضوية حلف شمال الأطلسي «الناتو»، والاتحاد الأوروبي كذلك.
وأشار المحللون، إلى أن إعراب زيلنيسكي مؤخراً عن استعداد حكومته، لتقديم مثل هذه التنازلات بجانب المعطيات الحالية في ميدان المعارك، يتيحان الفرصة لترامب لاغتنام الفرصة السانحة له، لطي صفحة الأزمة التي أدت لاندلاع القتال الأعنف من نوعه في القارة الأوروبية، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945.
ومن شأن ذلك، تمكين الرئيس المنتخب من تحقيق اختراق على الساحة الدولية، قد يفيده لا في ترسيخ أقدام إدارته على الصعيد الخارجي فحسب، وإنما أيضاً في تعزيز موقفه في مواجهة منتقديه في الداخل.
ولكن المحللين أكدوا، في تصريحات نشرتها مؤسسة «أتلانتيك كاونسيل» الأميركية المرموقة للأبحاث على موقعها الإلكتروني، ضرورة ألا يتصور ترامب أن بوسعه تحقيق هدفه المتفائل المتمثل في إنهاء المعارك بين موسكو وكييف بين عشية وضحاها، كما سبق له أن صرح خلال حملته الانتخابية.
فوسط توقعات بأن يكون عام 2025 حاسماً، فيما يتعلق بجهود إحلال السلام في أوكرانيا، أكد المتابعون لهذا الملف، أن أي مفاوضات مرتقبة لطي صفحته، ستكون على الأغلب متوترة ومحفوفة بالمخاطر، مشددين على أهمية أن يكون الهدف من عودة الجانبين الروسي والأوكراني إلى طاولة التفاوض، بحث التوصل إلى حل دائم لا هدنة مؤقتة.
وأشار هؤلاء، حسب تقرير نشرته مجلة «ذا أتلانتيك» الأميركية، إلى أنه بمقدور إدارة ترامب أن تضع نصب عينيها إيجاد وقف لإطلاق النار اعتباراً من مارس المقبل، مؤكدين أن ذلك يبدو هدفاً واقعياً في الوقت الحاضر.
واعتبر متابعو الملف الأوكراني، أن التحدي الأكبر الذي ستواجهه الإدارة الأميركية المقبلة، لا يتمثل في مجرد نجاحها في حمل طرفيْ الأزمة، على العودة إلى طاولة المفاوضات، وإنما أن يتسنى لها إقناعهما بالبقاء هناك كذلك، مع ضمان أن أي وقف محتمل لإطلاق النار بينهما، لن يمثل مجرد وقفة تكتيكية بالنسبة لأيْ منهما.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الجيش الروسي روسيا موسكو كييف واشنطن دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي حلف شمال الأطلسي الناتو الاتحاد الأوروبي
إقرأ أيضاً:
محللون: مقتل الأسير عيدان ألكسندر قد يدفع ترامب للمطالبة بإنهاء الحرب
ألقى فقدان الاتصال بالأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر حجرا كبيرا في مياه المفاوضات الراكدة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، لأن مقتله سيدفع بصبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو النفاد والمطالبة بوقف الحرب، كما يقول محللون.
وكان الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة قد أعلن اليوم الثلاثاء فقدان الاتصال مع آسري ألكسندر بعد قصف المكان الذي كانوا فيه من جانب الجيش الإسرائيلي.
وقال أبو عبيدة إن القسام تحاول التواصل مع آسري ألكسندر، متهما تل أبيب بالسعي لقتل الأسرى مزدوجي الجنسية عمدا للتخلص من ضغط هذا الملف.
ورجح روب أرليت المدير السابق لحملة ترامب في ولاية ديلاوير أن يدفع هذا التطور بصبر ترامب نحو النفاد ومطالبة الطرفين بالعمل على إنهاء الحرب فورا والتوصل إلى اتفاق يرضي الجميع.
نفاد صبر ترامب
وفي مداخلة على قناة الجزيرة قال أرليت إن موت أي مواطن أميركي من شأنه أن يستفز ترامب الذي "يركز على بناء السلام في نهاية المطاف"، متوقعا أنه في حالة تأكد مقتل ألكسندر بنيران الجيش الإسرائيلي فإن ذلك ستكون له تداعيات على العلاقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ولا يمكن التكهن حاليا بما ستؤول إليه الأمور بين ترامب ونتنياهو بسبب هذا التطور كما يقول أرليت، لكنه أعرب عن اعتقاده بأنه سيترك أثرا سيئا لأن ترامب سيطالب بالمحاسبة والشفافية، ولن يحمل مقتل ألكسندر أخبارا جيدة إلى أي من الطرفين.
إعلانمن جانبه، رجح الباحث السياسي سعيد زياد أن يكون ألكسندر قد قتل لأن أغلبية الأسرى التي أعلنت المقاومة فقدان الاتصال بالمسؤولين عن حراستهم غالبا ما كان مقدمة لإعلان مقتلهم في هجمات إسرائيلية كما حدث مع حاييم بيري وأمير كوب، حسب قوله.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبلت قبل أسابيع بالإفراج عن ألكسندر بعد مفاوضات مباشرة أجرتها مع الولايات المتحدة، لكن إسرائيل أفشلت هذه الصفقة لأنها تحاول التخلص من هؤلاء الأسرى، كما يقول زياد.
واتهم زياد الجانب الإسرائيلي بالسعي لقتل الأسرى مزدوجي الجنسية حتى يتخلص من ضغوط المفاوضات، وقال "إنها لا تتفاوض على أسير تعرف مكانه وإنما تقتله".
وأعاد الباحث السياسي التذكير بحديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما قال في أول الحرب إنه سيعتبر الأسرى الـ250 كلهم في عداد القتلى.
ووفقا لزياد، فإن نتنياهو يستغل ملف الأسرى لإطالة أمد الحرب واستئصال الفلسطينيين وليس لوقفها، مشيرا إلى اعترافه بأن إسرائيل ما كان لها أن تفكر في إعادة احتلال قطاع غزة لولا أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وعلى الرغم من ذلك فإن الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين يعتقد أن الحديث عن فقدان الاتصال بهذا الأسير سيزيد نفاد الصبر الشارع الإسرائيلي، خصوصا لو تأكد مقتله.
وسيؤكد مقتل ألكسندر للإسرائيليين أن الحكومة الحالية لا تتعلم من أخطاء الماضي البعيد وليس القريب فقط، لأنها تفعل اليوم ما فعلته قبل أكثر من 10 سنوات مع الجندي الأسير هدار غولدن.
ومن المتوقع أيضا أن يلقي هذا التطور بمزيد من الصعوبات على نتنياهو الذي واجه أزمة حاسمة في المفاوضات خلال اليومين الماضيين، فضلا عن احتمال اتهامه بالفشل من جانب اليمين المتطرف، برأي جبارين.
إعلانوتزامنا مع الإعلان عن فقدان الاتصال بألكسندر بثت كتائب القسام رسالة مصورة إلى عائلات الأسرى الإسرائيليين قالت فيها "كونوا مستعدين، قريبا سيعود أبناؤكم في توابيت سوداء"، مضيفة أن "قيادتكم وقّعت على قرار إعدام الأسرى، وجهزوا أماكن دفنهم".
والسبت الماضي، بثت الكتائب تسجيلا مصورا لألكسندر يناشد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل للإفراج عنه، متهما نتنياهو بالتخلي عن الأسرى.
وكان هذا التسجيل هو الثاني لألكسندر بعد تسجيل بثته الكتائب يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 قال فيه إنه لا يريد أن يكون مصيره مثل مواطنه الأميركي هيرش غولدبرغ بولين الذي أعلنت المقاومة مقتله بنيران الجيش الإسرائيلي.