يمانيون:
2025-04-30@19:21:29 GMT

خانوا أوطانَهم فكيف كان المصير؟

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

خانوا أوطانَهم فكيف كان المصير؟

أنهار السراجي

في عالم تتقاذفه الأمواج العاتية من الأزمات والحروب، يبقى الوطن هو هوية الإنسان وملاذه، هو الحضن الدافئ الذي يحتضن أحلامنا وآمالنا، لكنه في بعض الأحيان يكون ضحية للخيانة، خيانة قد تأتي من الداخل، أَو من أعداء يتربصون في الظلام.

عندما يخون الأفراد أوطانهم، فَــإنَّهم لا يخونون فقط الأرض والتاريخ، بل يخونون القيم والمبادئ التي تربوا عليها، الخيانة ليست مُجَـرّد فعل ضد الدولة، بل هي فأس يقطع أوصال المجتمعات ويفتتها، يكون المصير حزينًا ومؤلمًا، حَيثُ يتحول الأمل إلى يأس، وتغرق الأحلام في ظلمات الفقد.

ويتحول الأمان إلى فوضى، والهدوء إلى أصوات متفجرات، والحرية إلى استعباد، والكرامة إلى الذل والخزي والهوان، والاستقلال إلى الوصاية.

تجارب الشعوب عبر التاريخ تُظهر أن من خانوا أوطانهم غالبًا ما واجهوا مصيرًا مظلمًا؛ فهناك نهاية مأساوية تنتظرهم، حَيثُ يتبدد وهم السلطة والثروة أمام عيون الحالمين.

لقد قدمت تلك الخيانات دروسًا قاسية، تذكرنا بأهميّة الولاء والحب لوطننا؛ فالوطن ليس مُجَـرّد حدود جغرافية، بل هو روح متأصلة في قلوب الناس.

الوطن هو روح، يجمع بين الدول العربية والإسلامية دين واحد، لغة واحدة.

واليوم لم يستفد الخونة من دروس التاريخ، وها هم يجددون الغلط وبأحداث مختلفة.

قد يظن البعض أنني أتحدث عن وطنهم الذي يقيمون به!

لا؛ بل أوطاننا الممتدة من المحيط وحتى الخليج، أوطاننا العربية التي يخذلها أهلها يومًا تلو يوم.

باعوها بثمن بخس واشتراها العدو بالدماء ولم يكونوا يحسبون حساب من المشتري؟

حارب الخائن المخلص، والتكفيري المؤمن، وبعناوين كاذبة لا صحة لها في الدين الإسلامي، لكن واقع الخونة يعكس ما يدعون وما يتغنون به..

فلسطين اليوم يبيعونها العرب “الحكومات العربية”.. حكومات قوية حزبية، وما فعلت لغزة تنكرت.. وتأمرت الجامعات والجماعات الإسلامية وَلم تفعل أي شيء لغزة.

السعوديّة حكومة سلفية منحلة، تركيا دولة إخوانية علمانية، لم يصدر منهم إلَّا الخيانة والخذلان لغزة.

سوريا اليوم باعها أهلها وكانت الصدمة ما تعانيه اليوم من احتلال إسرائيلي، هكذا هو حصاد ما يزرعه الخونة.. كيف كان مصيرهم؟

نحن أُمَّـة يجب أن تملك السيادة؛ لأَنَّها صاحبة دين يعز به أهله ويذل عدوه، تملك الكرامة، تملك القوة والمنعة، تملك الحصن الحصين من الهلاك، لكن جراء خيانتهم جعلتهم أذلة، جبناء، يقتل الأبرياء أمام أعينهم وهم عاجزون، عاجزة حتى ألسنتهم عن النطق، مندهشين بهول الخراب والعبث الذي يعبث العدو بأوطانهم جراء خيانتهم، نهايتهم تكون على يد من قدموا لهم خدمة الخيانة وهم لا يشعرون.

فالخيانة مرض مستعص، مضاعفاته احتلال وقتل وتشريد وتجويع وانتهاك حقوق وحرية.

علاجه المشروع القرآني والرؤية القرآنية والاستفادة من دروس القادة العظماء.

لذلك، يجب أن نستمر في تعزيز تربيتنا على قيم الانتماء والولاء، حتى لا نكرّر أخطاء التاريخ.

لنستمع إلى أنين الأوطان، ولنتعهد بأن نبقى أوفياء لها، نعمل على بناء مستقبل مشرق يسوده الأمل والتسامح، أن الخيانة تهدم الأوطان، لكن الإخلاص يبني الشعوب فلنكن دائمًا حراسًا لوطننا، ونعمل على حمايته من كُـلّ ما يهدّده.

يظل الوطن أغلى ما نملك، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية في حمايته؛ فالخيانة قد تعصف بكل شيء، لكن الحب والولاء سيساهمان في بناء غدٍ أفضل.

مشاركةFacebookTwitterالبريد الإلكترونيTelegram

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

خبراء الطاقة: مصر تملك فرصًا استثنائية لتصدير الطاقة المتجددة

أكدت قيادات قطاع الكهرباء والطاقة أن مصر أصبحت تُمثل لاعبًا استراتيجيًا محوريًا في ملف الطاقة المتجددة عالميًا، بفضل موقعها الجغرافي المتميز بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، وما تمتلكه من موارد طبيعية تؤهلها لتحقيق طفرة في إنتاج وتصدير الطاقة الخضراء، خاصة في ظل تزايد الحاجة العالمية لمصادر نظيفة ومستدامة للطاقة.

محافظ البنك المركزي المصري يستقبل وفدًا صينيا لبحث أوجه التعاون المشتركبشاي: الطاقة المتجددة في مصر ليست فقط بيئية بل ضرورة اقتصادية وأمن قومي

وقالت الدكتورة  صباح مشالي، رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء بوزارة الكهرباء  إن المنطقة الواقعة بين البحر الأحمر والبحر المتوسط تشهد مرور كميات هائلة من الطاقة تقدر بنحو 12 مليار متر مكعب من الغاز تمر عبر 3 أو 4 دول، وهي منطقة حيوية تمثل محورًا رئيسيًا لإمدادات الطاقة نحو أوروبا والأسواق العالمية.

وأضافت خلال مؤتمر غرفة التجارة الأمريكية اليوم الثلاثاء أن هذه المنطقة تستحوذ على 30% من حركة السفن العالمية، و80% من سوق الطاقة العالمي، ما يعزز أهميتها في تأمين تدفقات الطاقة مستقبلًا.

وأشارت مشالي إلى أن هناك تحديًا حقيقيًا يتمثل في التوسع في البنية التحتية لشبكة الكهرباء حتى نتمكن من تحقيق مستهدفات الدولة بالوصول إلى 42% من الطاقة المتجددة بحلول 2030، موضحةً أن تمويل هذه الشبكات تم حتى الآن من خلال قروض سيادية تم توجيهها للشركة المصرية لنقل الكهرباء، لكن هذا النموذج لم يعد مستدامًا.

وأكدت أنه يجري حاليًا البحث عن نموذج تمويلي جديد يضمن الاستدامة ويخفف العبء عن الدولة، ويعتمد على مشاركة القطاع الخاص أو على نموذج تمويل مختلط مثل النموذج الأسترالي بالتعاون مع مؤسسات استثمارية دولية، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بتحصيل العوائد بالجنيه المصري في مقابل التزامات بالدولار.

وفي السياق ذاته، قال المهندس يحيى شنكير، الرئيس التنفيذى السويدى للطاقة  إنه من الضروري تحويل الطاقة المتجددة في مصر إلى مصدر رئيسي للتصدير، وليس فقط للاستهلاك المحلي، لأن قدرة الشبكة الوطنية لا يمكنها استيعاب نسب مرتفعة من الطاقة المتجددة قد تصل إلى 80% من إجمالي الطاقة المنتجة.

وأوضح أن هذا التوجه يحتاج إلى العمل على عدة محاور فنية واستثمارية وتشريعية، مع تطوير برامج لتخزين الطاقة مثل البطاريات المستقلة (Standalone Storage)، لتسهيل استقرار الشبكات.

وأشار شنكير إلى أن هناك بالفعل خطوات جادة لتفعيل الربط الكهربائي بين مصر واليونان وإيطاليا، تشمل تحديد نقاط الربط وتحديث الدراسات الفنية، مؤكدًا أن هذه المشروعات تمثل فرصة لمصر لتحويل مواردها من الطاقة إلى ما يشبه "منتج صناعي" يتم تصديره وجلب العملة الصعبة، على غرار المنتجات المصدّرة.

من جانبه، قال المهندس أسامة بشاي أوراسكوم للإنشاءات إن مصر تمتلك وفرة غير مسبوقة في مصادر الطاقة الشمسية والرياح، تجعلها من بين أكثر الدول كفاءة في إنتاج الطاقة المتجددة، خصوصًا على ساحل البحر الأحمر وفي جنوب البلاد. وأضاف أن مشروعات الطاقة المتجددة في مصر أغلبها تقودها شركات القطاع الخاص، مما يجعلها لا تمثل عبئًا على الموازنة العامة، بل تمثل قصة نجاح حقيقية في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر وخلق فرص عمل.

وشدد بشاي على أن المنافسة في سوق الطاقة المتجددة أصبحت شرسة، خصوصًا مع دول مثل المغرب والسعودية، في ظل محدودية سلاسل الإمداد العالمية التي تهيمن عليها الصين حاليًا في مجالي الألواح الشمسية وتوربينات الرياح.

وأكد على أهمية السرعة في التنفيذ وتسهيل بيئة الأعمال لجذب المستثمرين الدوليين، ودعم تمويل الشبكات الكهربائية حتى يتمكن القطاع من الوفاء بمستهدفات الدولة الطموحة.

واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن مصر تمتلك كافة المقومات البشرية والتقنية والطبيعية لتصبح مركزًا عالميًا للطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، بشرط استمرار التنسيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات التمويل الدولية، والعمل وفق خطة وطنية موحدة تنظر إلى الطاقة المتجددة ليس فقط كخيار بيئي، بل كمصدر استراتيجي للدخل القومي.

طباعة شارك قطاع الكهرباء الطاقة المتجددة الطاقة الخضراء

مقالات مشابهة

  • الأردن أمام العدل الدولية : الاحتلال ينتهك حق تقرير المصير في الأراضي الفلسطينية
  • بين 1982 و2025: المشروع الإسرائيلي التقسيمي يتجدد فكيف نواجهه؟
  • المحويت .. قبائل ملحان والطويلة تُعلن النكف وتُجدّد البراءة من الخونة نصرة لغزة ومواجهةً للعدوان الأمريكي
  • مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة: ندعو دول العالم لدعم شعبنا في تقرير المصير
  • خبراء الطاقة: مصر تملك فرصًا استثنائية لتصدير الطاقة المتجددة
  • بتهمة الخيانة العظمى.. مطالب بإعدام قادة إسرائيليين بسبب 7 أكتوبر
  • مندوب مصر أمام العدل الدولية: إسرائيل تمنع الفلسطينيين من حقهم في تقرير المصير
  • الحراك الشعبي يطالب القضاء بمحاسبة رشيد والسوداني بجريمة الخيانة العظمى
  • الساعة الأخيرة للجنجويد: حين يصبح الهروب هو المصير الوحيد
  • جناح صندوق الوطن يعزز دور الهوية واللغة العربية لدى الشباب