التحَرّك وفق المعايير القرآنية
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
د. شعفل علي عمير
عندما نقفُ في هذا العصر المتغير، حَيثُ تتحَرّكُ القوى العالمية باندفاع نحو تعميق الصراعات وتكريس الهيمنة، ندرك الحاجة الملحة للاعتماد على المبادئ القرآنية لتوجيه خطواتنا، يأتي في مقدمة هذه المبادئ أن نكونَ أعزةً على الكافرين، حَيثُ تتجسد هذه العزة بموقف حازم وقوي في مواجهة قوى الاستبداد والعدوان، يتضح هذا التحدي في حاضرنا جليًّا في السياسات العدائية لـ “إسرائيل” والولايات المتحدة، اللتين تمثلان رأسَ الكفر والشر.
هذا ليس مُجَـرّد توصيف بل تجسيد للواقع الذي تعاني منه أمتنا الإسلامية والعربية بشكلٍ يومي؛ فالجرائم والانتهاكات التي ترتكبها هذه القوى تتطلب منا موقفًا صريحًا وصادقًا، موقفًا لا يختبئ وراء الشعارات أَو يختفي في صمت الجبن، ففي الوقت الذي تُضخ فيه الأموال العربية لزرع الفتن وتقسيم الأُمَّــة، نجد أن القضية الفلسطينية، بقضيتها الإنسانية ومقاومتها الشريفة، تقف وحيدة دون أن يقدم لها أي دعم ممن يسمَّون مسلمين، دعم لشعب يتألم ويقاوم، ومجاهدون يفتقرون حتى إلى أبسط الموارد للدفاع عن الكرامة والحرية، هذه المقاومة تستحق كُـلّ دعم ممكن، فهل يعقل أن يُتركوا يواجهون المجهول بأيدٍ فارغة بينما يُسخر المال في جوانب تخدم أعداء الأُمَّــة مثل إشعال الفتن بين المسلمين.
الآية الكريمة {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}، تدعونا لأن نحدّد من هم أُولئك الذين يقفون بشجاعة ضد الانتهاكات الأمريكية والإسرائيلية، إنه اختبار حقيقي لمواقفنا، وضوء كاشف لأعمق مبادئنا، فهل نكون من الذين يرفعون رايةَ العزة ويقفون في صفِّ الحق والعدالة، أم نترك أنفسنا غارقين في صمت المذلة والانكفاء؟
ويجب أن نسلِّطَ الضوءَ على أن الطريق نحو هذه العزة ليس مفروشًا بالورود، بل يتطلب تضحيات ووحدة صف لا تتزحزح أمام الضغوط؛ فالوقت قد حان لسماعِ الأصوات الجريئة، الأفعال الصادقة، والاستجابة النبيلة لدعم إخوتنا في فلسطين، لنتوقف عن التساؤلات ونعمل معًا لتحقيق العزة التي نستحقها.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
المكتب الإعلامي بغزة يتهم الصليب الأحمر بـ«ازدواجية المعايير».. ما السبب؟
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الخميس، في بيان له إدانته للصليب الأحمر متهما إياه بـ«ازدواجية معايير» خلال تسلم وتسليم جثامين المحتجزين الإسرائيليين والشهداء الفلسطينيين.
اختلاف المراسموقال مدير عام المكتب الإعلامي إسماعيل الثوابتة، في تدوينة عبر منصة «إكس» (تويتر سابقا): «بينما يُجري الصليب الأحمر مراسم رسمية مُهيبة عند تسلُّم جثث الأسرى الإسرائيليين، يُسلِّم جثامين الشهداء الفلسطينيين في أكياس زرقاء تُلقى داخل شاحنات تفتقر لأبسط مقومات الكرامة الإنسانية، وهذا التمييز الصارخ في التعامل يعكس ازدواجية المعايير ويفضح العجز الدولي عن تحقيق العدالة والإنصاف».
وتسلمت إسرائيل اليوم جثامين 4 محتجزين إسرائيليين بعد تسليم الفصائل الفلسطينية لهم للصليب الأحمر في خان يونس جنوب غزة.
احترام الفصائل الفلسطينية لحرمة الميتوعكست المشاهد صباح اليوم الخميس في خان يونس، احترام الفصائل الفلسطينية حرمة الموتى، إذ وضعوا كل شخص في تابوت عليه اسمه واليوم الذي قتل فيه مع إضافة عبارة «قتل على يد جيش الاحتلال»، وحمّلت الفصائل الفلسطينية في بيان لها الخميس، الجيش الإسرائيلي مسؤولية مقتل الأسرى الأربعة إثر قصفه أماكن احتجازهم، بينما عاملتهم المقاومة في قطاع غزة بإنسانية وحاولت إنقاذهم.
من أصحاب الجثامين الأربعة؟وتعود الجثامين الأربعة إلى أم وطفليها والأسير عوديد ليفشتس، وجرى تسليمها ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير الماضي بوساطة أمريكية مصرية قطرية.