يمانيون:
2025-03-26@05:05:03 GMT

التحَرّك وفق المعايير القرآنية

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

التحَرّك وفق المعايير القرآنية

د. شعفل علي عمير

عندما نقفُ في هذا العصر المتغير، حَيثُ تتحَرّكُ القوى العالمية باندفاع نحو تعميق الصراعات وتكريس الهيمنة، ندرك الحاجة الملحة للاعتماد على المبادئ القرآنية لتوجيه خطواتنا، يأتي في مقدمة هذه المبادئ أن نكونَ أعزةً على الكافرين، حَيثُ تتجسد هذه العزة بموقف حازم وقوي في مواجهة قوى الاستبداد والعدوان، يتضح هذا التحدي في حاضرنا جليًّا في السياسات العدائية لـ “إسرائيل” والولايات المتحدة، اللتين تمثلان رأسَ الكفر والشر.

هذا ليس مُجَـرّد توصيف بل تجسيد للواقع الذي تعاني منه أمتنا الإسلامية والعربية بشكلٍ يومي؛ فالجرائم والانتهاكات التي ترتكبها هذه القوى تتطلب منا موقفًا صريحًا وصادقًا، موقفًا لا يختبئ وراء الشعارات أَو يختفي في صمت الجبن، ففي الوقت الذي تُضخ فيه الأموال العربية لزرع الفتن وتقسيم الأُمَّــة، نجد أن القضية الفلسطينية، بقضيتها الإنسانية ومقاومتها الشريفة، تقف وحيدة دون أن يقدم لها أي دعم ممن يسمَّون مسلمين، دعم لشعب يتألم ويقاوم، ومجاهدون يفتقرون حتى إلى أبسط الموارد للدفاع عن الكرامة والحرية، هذه المقاومة تستحق كُـلّ دعم ممكن، فهل يعقل أن يُتركوا يواجهون المجهول بأيدٍ فارغة بينما يُسخر المال في جوانب تخدم أعداء الأُمَّــة مثل إشعال الفتن بين المسلمين.

الآية الكريمة {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}، تدعونا لأن نحدّد من هم أُولئك الذين يقفون بشجاعة ضد الانتهاكات الأمريكية والإسرائيلية، إنه اختبار حقيقي لمواقفنا، وضوء كاشف لأعمق مبادئنا، فهل نكون من الذين يرفعون رايةَ العزة ويقفون في صفِّ الحق والعدالة، أم نترك أنفسنا غارقين في صمت المذلة والانكفاء؟

ويجب أن نسلِّطَ الضوءَ على أن الطريق نحو هذه العزة ليس مفروشًا بالورود، بل يتطلب تضحيات ووحدة صف لا تتزحزح أمام الضغوط؛ فالوقت قد حان لسماعِ الأصوات الجريئة، الأفعال الصادقة، والاستجابة النبيلة لدعم إخوتنا في فلسطين، لنتوقف عن التساؤلات ونعمل معًا لتحقيق العزة التي نستحقها.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

لجنة التحقيق والتقصي بأحداث الساحل: استمعنا لشهادات المئات وعاينّا 9 مواقع ودونّا 95 إفادة وفق المعايير القانونية

دمشق-سانا

أكد المتحدث باسم اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري ياسر الفرحان أن اللجنة استمعت في اللاذقية إلى شهادات المئات من الأهالي والشهود، وعاينت 9 مواقع، ودونت 95 إفادة وفق المعايير القانونية، رغم خطورة التحرك في مناطق الأحداث، بسبب وجود مسلحين من فلول النظام البائد بمحيطها.

وقال الفرحان خلال مؤتمر صحفي اليوم: استجابةً لمقتضيات الأحداث المؤلمة التي وقعت في الساحل السوري أيام السادس والسابع والثامن من آذار وما تلاها، واستناداً إلى قرار السيد رئيس الجمهورية الصادر بتاريخ 9 آذار، بدأت اللجنة عملها بتنظيم لوائحها الداخلية وتوزيع المهام على أعضائها، وتشكيل فريق إداري وتقني مساعد لها، وفي اعتماد خطوط رئيسية لمنهجيتها ومعايير وآليات عملها، بالتوازي مع بحثها في السياق الزمني للأحداث الجسيمة، ورسمها وفق ذلك لخطتها وخريطة تحركها.

وأضاف الفرحان: ابتداءً من صباح يوم الجمعة 14 آذار انتقلت اللجنة إلى أرض الواقع في مناطق وقوع الحوادث في محافظة اللاذقية، وأجرت لقاءات مع الجهات الرسمية المدنية والعسكرية والأمنية والشرطية والقضائية في جلسات مشتركة ومنفصلة، استمعت خلالها إلى مشاهداتهم وتلقت المعلومات التي طلبتها منهم، كما زارت اللجنة حي الدعتور بسنادا في مدينة اللاذقية، ومناطق جبلة والقرداحة والحفة وقراها، كالعوامية وقبو العوامية والبصة وصنوبر وسطامو وشريفة والشير والمختارية وبرابشبو، حيث قابلت هناك المئات من أفراد العائلات والشهود وعاينت 9 مسارح في مواقع الانتهاكات التي تعرضوا لها، واستمعت إلى حوادثهم وقصصهم، ووثقت المشاهدات والملاحظات التي شهدتها هناك.

وبين الفرحان أن اللجنة أجرت عشرة انتقالات إلى نقاط تعرض القوات الحكومية لاعتداءات ومواقع الاشتباكات في جبلة والقرداحة كالكلية البحرية والمخفر والمشفى الوطني وعدد من أماكن الدفن وأماكن إيداع الموتى مجهولي الهوية، واستمعت إلى شهادات الشهود هناك ووثقت مشاهداتها وملاحظاتها، وخصصت في مركز اللجنة بمدينة اللاذقية 4 غرف للاستجواب والاستماع للشهود، ودونت حتى اليوم ما يتجاوز95 إفادة وفقا للأصول والمعايير القانونية، بما في ذلك تضمين من يطلب وضعه في إجراءات حماية الشهود، كما تلقت أكثر من 30 بلاغاً صوتياً ومكتوباً من خلال التواصل المباشر مع أعضائها، وحرصت على جدولة ذلك على أجندتها المقبلة بالتقصي والتحقيق لشأن البلاغات الواردة.

وأشار الفرحان إلى أن اللجنة أجرت من خلال خبرائها فحصا لـ93 مقطعاً من الأدلة الرقمية المتداولة أو التي حصلت عليها بشكل خاص، وتتابع عملها في إطار ذلك لاستيضاح الحقيقة وتحديد هوية المتورطين، ومع استمرار اللجنة في عملها بتقصي الحقائق والاستماع إلى الشهود في اللاذقية فإنها تخطط للانتقال خلال المدة المقبلة إلى مناطق طرطوس وبانياس وحماة وإدلب.

وقال الفرحان: اجتمعت اللجنة الوطنية المستقلة مع اللجنة الدولية للتحقيق في سوريا التابعة للأمم المتحدة، ومع المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ومع فريق المبعوث الأممي إلى سوريا، في إطار تعزيز التعاون الدولي والاستفادة من الخبرات والمعلومات المتوفرة، وكانت الاجتماعات مع أطراف الأمم المتحدة المختصة إيجابية جداً، وتم تداول كل الظروف والمعايير والإجراءات التي يمكن من خلالها ضمان التزام اللجنة بالمعايير الدولية، وكان هناك ترحيب من هذه الأطراف بعمل اللجنة التي رحبت هي أيضا بالتعاون مع الأمم المتحدة في تقديم المشورة والخبرة والمعلومات.
وأعرب الفرحان عن تقدير اللجنة لدور الشهود وعائلات الضحايا في التعاون معها، وهي تكرر تأكيدها على احترام خصوصياتهم، وتضمين من يطلب منهم عدم الإفصاح عن بياناتهم الشخصية، وتشير إلى استمرارها في الاستماع إلى مزيد منهم، وتوفير خطوط اتصال دائمة بينهم وبين اللجنة، داعياً المنظمات الحقوقية السورية إلى التعاون مع اللجنة ومشاركة المعلومات الموثقة والأدلة التي قد يكونون حصلوا عليها، وتؤكد اللجنة احترامها لخصوصية المعلومات ومصادرها ومعايير التعامل معها في الحفظ والنشر والتداول.

وبين الفرحان أن الظروف ليست مثالية لكن اللجنة تتخذ أفضل التدابير الممكنة للإيفاء بمهامها، وهي تحتاج إلى تعاون وتضامن الجميع من أجل كشف الحقيقة والمضي في مسارات العدالة، موضحاً أن اللجنة دخلت إلى كل هذه المناطق التي وقعت فيها اعتداءات ولاحظت أن المنطقة ليست آمنة بسبب وجود مسلحين من فلول النظام البائد كانوا يتوزعون في المناطق المحيطة بعمل اللجنة، لكن أعضاءها كانوا يصرون على تنفيذ المهام المطلوبة منهم.

وأوضح الفرحان أنه ربما تكون هناك انطباعات أولية تشكلت لدى بعض أعضاء اللجنة، لكن هذا لا يصل إلى قناعة كاملة، ولا يرقى ليكون بصورة تمثل ربما ترجيحاً لتحديد هوية المتورطين، وبالتالي من المبكر الإفصاح عن النتائج، وستفصح اللجنة عن كل التفاصيل في تقريرها النهائي عندما تتوصل بقناعات كاملة ومؤكدة ومقترنة بالأدلة إلى ترجيح هوية المتورطين في الأحداث.

وأشار الفرحان إلى أنه بانتظار صدور قانون العدالة الانتقالية هناك مطالبات بتأسيس هيئة وطنية مستقلة للعدالة الانتقالية، وهناك رغبة لدى السوريين بمن فيهم ذوو الضحايا بإنشاء محكمة وطنية خاصة لملاحقة المتورطين بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا، منوها بالدور المهم للجهات الإعلامية في دعم شفافية عمل اللجنة، وفي تعزيز حق الجميع بمعرفة الحقيقة.

مقالات مشابهة

  • ياسمينا العبد في مواجهة التحـ.ـرش بـ «لام شمسية».. وردود الأفعال تصدمها
  • اختتام مسابقة الشهيد القائد القرآنية وتكريم الفائزين في الحديدة
  • شيخ الأزهر: لولا أسماء الله الحسنى لكثرت التصورات عن رب العزة
  • لجنة التحقيق والتقصي بأحداث الساحل: استمعنا لشهادات المئات وعاينّا 9 مواقع ودونّا 95 إفادة وفق المعايير القانونية
  • السوداني يؤكد اهتمام الحكومة بدعم المراكز القرآنية واقامة المؤتمرات
  • «السايح» يستقبل السفير فرنسا.. مناقشة سير العملية الانتخابية وفق «أعلى المعايير»
  • بالتعاون مع مؤسسة أبو العينين الخيرية.. انطلاق المسابقة القرآنية للطلاب الوافدين بخريجي الأزهر
  • العزة لله ولليمن
  • أمير الكويت يحذّر مثيري الفتن في ملف الجنسية
  • السوداني يوجه بإعداد خطط للإسراع بعملية إصلاح مصرفي الرافدين والرشيد وفق المعايير الدولية