تبلغ مساحة الجبل الجليدي «إيه تو ثري إيه» 3800 كيلومتر مربع (1500 ميل مربع)، أي أكبر من ضعف مساحة لندن الكبرى، ويبلغ سمكه 400 متر (1312 قدماً). انفصل عن القارة القطبية الجنوبية في عام 1986؛ لكنه سرعان ما علق قبالة الساحل مباشرة. وأدى عمق الجبل الجليدي إلى انغماس قاعه في قاع بحر ويديل، وهو جزء من المحيط الجنوبي؛ حيث ظل ثابتاً لأكثر من 30 عاماً، ثم بدأ في التحرك شمالاً في عام 2020، ولكن منذ الربيع، كان يدور في مكانه، بعد أن حوصر في عمود دوار من الماء بالقرب من جزر أوركني الجنوبية، وفق هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

وقالت هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي، إن الجبل الجليدي «إيه تو ثري إيه» ينجرف الآن نحو الشمال.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أندرو مايجرز، عالم المحيطات في هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي: «من المثير أن نرى الجبل الجليدي يتحرك مرة أخرى بعد فترات من التجمد. نحن مهتمون بمعرفة ما إذا كان سيسلك المسار نفسه الذي سلكته الجبال الجليدية الكبيرة الأخرى التي انفصلت عن القارة القطبية الجنوبية». ويُعتقد أن الجبل الجليدي «إيه تو ثري إيه» سيغادر المحيط الجنوبي في نهاية المطاف ويدخل المحيط الأطلسي؛ حيث سيواجه مياهاً أكثر دفئاً، ومن المرجح أن يتفكك إلى جبال جليدية أصغر حجماً ويذوب في النهاية.

ويقوم الدكتور مايجرز وهيئة المسح البريطانية بالقطب الجنوبي بفحص تأثير الجبال الجليدية على النظم البيئية المحلية، بعد مرورها من خلالها.

قبل عام، جمع الباحثون على متن سفينة الأبحاث الملكية «السير ديفيد أتينبورو» بيانات من المياه المحيطة بـ«إيه تو ثري إيه».

وقالت لورا تايلور، عالمة الكيمياء الحيوية الجيولوجية التي كانت جزءاً من الطاقم: «نعلم أن هذه الجبال الجليدية العملاقة يمكن أن توفر العناصر الغذائية للمياه التي تمر عبرها، مما يخلق أنظمة بيئية مزدهرة في مناطق أقل إنتاجية»، وتابعت: «ما لا نعرفه هو الفرق الذي يمكن أن تحدثه الجبال الجليدية المعينة، وحجمها وأصولها في هذه العملية».

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العالم الشمال عاما أكبر جبل جليدي المزيد الجبال الجلیدیة الجبل الجلیدی

إقرأ أيضاً:

الجبال لا تهتز

 

 

بين جبلَي الحفا ونقم في قلب صنعاء، تدور معركة لا تُقاس بعدد الغارات، بل تُقاس بميزان الإرادة والصمود والكلفة الباهظة للعدو. أربع عشرة غارة أمريكية على جبل الحفا في يومٍ واحد، تضاف إليها غارات أخرى طالت محافظات يمنية مختلفة، لم تكن سوى صرخة عجز في وجه معادلة جديدة باتت اليمن يكتبها بحبر النار والصبر: معادلة الاستنزاف المفتوح وسقوط الهيبة الأمريكية.
الحفا ونقم ليسا مجرد تضاريس في الجغرافيا، بل رمزان لصمود شعب لا يُهزم وعقلية مقاومة تُدير الحرب كما تُدار المعارك الكبرى. أمريكا، التي حسبت أن القصف المتنقل من جبل إلى آخر سيُربك الجبهة الدفاعية اليمنية، فوجئت أن النتيجة ثابتة في كل مرة: لا أهداف عسكرية محققة، لا شلل في القدرات اليمنية، ولا حتى تأثير في المعنويات. فقط هدر في الذخيرة، ونزيف في الخزينة، وفشل يتكرّر في كل طلعة جوية.
كل غارة تُكلّف ملايين الدولارات. كل صاروخ يُطلق على جبال صنعاء يستهلك من مخزون الشركات الأمريكية التي فقدت أسواقها وسمعتها. في المقابل، تُدار المعركة من الجانب اليمني بأدوات محلية، وطائرات وصواريخ تضرب حيث يجب أن تضرب: البحر الأحمر، النقب، ميناء “إيلات”، وقلب المصالح الصهيونية. بينما أمريكا تُنفق، اليمن يُوجع. المعادلة واضحة: الاستنزاف مستمر، والضحية الأكبر فيه هي واشنطن.
لم تَعُد أمريكا تصنع الانتصارات، بل تُسجّل الهزائم المتراكمة. فشل استخباراتي في تحديد أهداف مؤثرة، عجز ميداني عن تعطيل أي قدرة هجومية يمنية، وارتباك سياسي في تبرير كل هذه الضربات الفارغة. وبينما كانت الطائرات الأمريكية تعربد فوق جبال صنعاء، كانت المسيّرات اليمنية تُحلق في عمق البحر والاحتلال، لتؤكد أن الردع ليس مجرد شعار، بل معادلة مكتملة الأركان.
لم تكتفِ أمريكا باستهداف جبل الحفا مرارًا، بل تداولت القصف بينه وبين نقم، في محاولة مستميتة لتشتيت القدرات الدفاعية. لكنها لم تدرك أن الجبال التي تشهد على تاريخ الصراع، تعرف كيف تصمد، وتحفظ سرّ المعركة القادمة. نقم والحفا لا يهتزّان، بل يثبتان أن الصواريخ لا تُسقط السيادة، وأن نيران الغزاة تعود بردًا وسلامًا على أصحاب الأرض.
ما يحدث اليوم ليس مجرد غارات، بل إعلان دفين عن بداية النهاية للهيبة الأمريكية. كل صاروخ يسقط على نقم أو الحفا، يسقط معه وهم التفوق الأمريكي، ويُراكم خسائر لا تُحصى في المال والسمعة والاستراتيجيات، لم تعد واشنطن تملك سوى خيار واحد: أن تواصل الغرق في مستنقع الاستنزاف الذي فُتح عليها من جبال اليمن.
إنها حرب تستهلك أمريكا أكثر مما تؤذي اليمن، حرب تسقط الأقنعة وتكسر الهيبة وتفضح العجز. واليمن، من بين الركام، لا يصمد فقط… بل يصنع ملامح نظام عالمي جديد. نقم والحفا لا يهتزّان، بل يهزّان أمريكا.

مقالات مشابهة

  • وفاة أكبر معمرة في العالم عن 116 عاماً.. واللقب ينتقل إلى إنجلترا
  • روسيا رابع أكبر اقتصاد في العالم خلال العام 2024
  • وزير التجارة الفنلندي يزور ميناء طنجة امتوسد : إنه أحد أكبر الموانئ في العالم
  • وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر ناهز 116 عاما
  • الجبال لا تهتز
  • القيادات الإسلامية البريطانية: منهج رابطة العالم الإسلامي يُمثّل نموذجًا إسلاميًّا معاصرًا بالغ الأهمية والتميّز يتعيّنُ استلهامُه وتدريسُه للأجيال
  • العالم يستعد للحرب…الإنفاق العسكرى يصل أعلى مستوى منذ 40 عاما
  • افتتاح أكبر مساحة فنية غامرة في العالم في المنطقة الثقافية في أبوظبي
  • كيف تلاعب العصر الجليدي الأخير بصفائح الأرض التكتونية؟
  • قرغيزستان.. وجهة سرية لمحبي المغامرة والهدوء بين الجبال والوديان