ظهر الرجل في التقرير وهو يختبئ تحت بطانية، ثم قدمت له المراسلة الماء وقيل له إنه أصبح حرا، ثم خرج ممسكا بذراع الصحفية. قدم الرجل نفسه على أنه "مدني" يدعى عادل غربال، وقال إن أجهزة المخابرات اعتقلته قبل 3 أشهر وتم استجوابه. وبدا شديد التأثرعند إبلاغه بسقوط حكومة الأسد. أهذا مشهد مسرحي أم حقيقة؟

اعلان

اعترفت شبكة "سي إن إن" الأميركية يوم الاثنين، أنها تعرضت للتضليل في إحدى موادها الإعلامية التي بثتها بخصوص الحالة الجديدة التي تعيشها سوريا.

وقالت إن كاميراتها وثقت مشهدا لرجل أفرج عنه من سجن سوري الأسبوع الماضي.

شاهد متابعو الشبكة كبيرة المراسلين الأجانب كلاريسا وارد في تقرير تم تصويره الأربعاء، وهي برفقة حارس أمني من قوات المعارضة التي أطاحت بحكومة بشار الأسد، عندما عثروا على رجل محتجز في زنزانة سجن، بدا أنه منسي.

وبعد أن لاقى التقرير انتشارا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، شكك البعض في مصداقية اللقاء، مشيرين إلى مظهر الرجل وردة فعله الهادئة عند خروجه إلى الشمس لأول مرة منذ أشهر، رأى البعض ذلك غير طبيعي.

غرفة سجن في مركز الاحتجاز الأمني ​​المسمى فرع فلسطين في دمشق بسوريا 14 كانون الأول ديسمبر 2024Hussein Malla/AP

لكن الشبكة أعلنت الاثنين أن اسم الرجل الحقيقي هو سلامة محمد سلامة، وأنه كان يعمل برتبة ملازم في إدارة المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد. وذكرت "سي إن إن" أنها حصلت على صورة للرجل وأكدت هويته من خلال برنامج التعرف على الوجه.

قالت الشبكة: "من غير الواضح كيف انتهى الأمر بسلامة في سجن بدمشق أو لماذا حصل ذلك، ولم تتمكن سي أن أن من إعادة التواصل معه".

Relatedبولندا: على الاتحاد الأوروبي تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة لمكافحة "التضليل" الإعلامي الروسيالاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب التضليل والتدخل في الانتخاباتبوليتيكو: حملة تضليل إعلامي إسرائيلية استهدفت أكثر من 120 عضوًا في الكونغرس الأمريكي

أكدت ذلك منظمة سورية لتقصي الحقائق تدعى "تأكد" أو verify-sy، عندما قالت إن الرجل يدعى سلامة محمد سلامة.

وقال متحدث باسم "سي أن أن" إن موضوع ذهاب الشبكة الأمريكية إلى السجن في ذلك اليوم، لم يكن يعلمه أحد. وأضاف أن قرار الإفراج عن الرجل كان بيد الحارس، وليس فريق الشبكة.

وفي التقرير، ظهرت فرق من منظمة الهلال الأحمر السوري وهي تساعد الرجل الذي بدا أنه في حالة صدمة خارج السجن. وذكرت المنظمة على منصة "اكس" أن الرجل "عثر عليه بدون هوية" وتم "إعادته إلى أحد أقاربه" في العاصمة دمشق. 

هل قامت سي إن إن بتضليل جمهورها عمدًا، أم وقعت ضحية لمعلومات مضللة؟

أعرب البعض عن امتعاضه من وتشكيكه في سلوك الصحفية الأميركية، بعد التساؤلات المتعلقة بالتقرير.

وتُشير التقارير إلى أن وجود كلاريسا وارد في دمشق كان مرتبطًا ببحثها عن أي أثر للصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس. ومع ذلك، لم تقدم تفسيرًا مقنعًا لسبب خلو السجن من أي معتقلين آخرين، مما ترك "عادل غربال" كسجين وحيد، وأثارت طريقة تصرفه المزيد من التساؤلات حول مصداقية التقرير.

امرأة كانت تبحث عن قريبها المفقود في صيدنايا ترمي حذاءها على القافلة التي تقل مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن أثناء زيارته للسجن في دمشق 16 كانون الأول ديسمبر 2024Omar Albam/AP

وتساءلت منصة "فيريفاي - سوريا": "باعتبارنا سوريين أولًا وصحفيين ثانيًا، يجب أن نسأل: هل قامت سي إن إن بتضليل جمهورها عمدًا لتبييض صورة أبو حمزة، أم أنها كانت ضحية لمعلومات مضللة؟".

وأضافت:"إذا كان الاحتمال الثاني هو الصحيح، فما الذي قاد الشبكة إلى هذا الخطأ، خاصة في وقت نجح فيه السوريون بكشف الجرائم والانتهاكات التي فشل العالم في توثيقها على مدار عقود؟".

رفضا للفكرة الثانية، كتب كبير المراسلين الأجانب في فوكس نيوز تري ينغست: "الهجمات ضد كلاريسا لا أساس لها من الصحة وسخيفة. إنها صحفية نزيهة ومحترفة".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أنقرة تعد العدّة لاجتياح بري في سوريا وجهود أمريكية لاحتواء الوضع الجولاني يدعو لرفع العقوبات عن سوريا ويؤكد بأنها لن تكون منصة لمحاربة إسرائيل الحرب بيومها الـ438: صفقة التبادل وشيكة في غزة والجيش الإسرائيلي يتوغل خارج المنطقة العازلة بسوريا سوريابشار الأسدإعلامتضليل ـ تضليل إعلاميسجونهيئة تحرير الشام اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب بيومها الـ438: صفقة التبادل وشيكة في غزة والجيش الإسرائيلي يتوغل خارج المنطقة العازلة بسوريا يعرض الآن Next أنا صهيوني والحاخامات وأصدقائي اليهود كانوا دوما إلى جانبي.. بايدن يحتفل بعيد حانوكا في البيت الأبيض يعرض الآن Next فون دير لاين: سقوط الأسد يفتح أفقا جديدا للشعب السوري وأردوغان يؤكد أهمية دعم دمشق بالمرحلة القادمة يعرض الآن Next مراهقة تقتل مدرّسا وتلميذا داخل مدرسة وتنتحر.. حدث في أمريكا حيث يفوق عدد قطع السلاح عدد السكان يعرض الآن Next لأصحاب الحقائب العامرة.. "فيا مونت نابوليوني" في ميلانو يتربع على عرش أغلى شوارع التسوق في العالم اعلانالاكثر قراءة الجولاني يدعو لرفع العقوبات عن سوريا ويؤكد بأنها لن تكون منصة لمحاربة إسرائيل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز أوكرانيا تعلن مسؤوليتها عن اغتيال قائد عسكري روسي بارز في موسكو ترامب: تركيا أرادت الاستيلاء على سوريا منذ آلاف السنين ومفتاح البلاد بيد أردوغان فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسورياإسرائيلدونالد ترامبهيئة تحرير الشام ضحاياجو بايدنروسيافرنساتغير المناخغزةإعصارطالبانالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: سوريا إسرائيل دونالد ترامب هيئة تحرير الشام ضحايا جو بايدن سوريا إسرائيل دونالد ترامب هيئة تحرير الشام ضحايا جو بايدن سوريا بشار الأسد إعلام تضليل ـ تضليل إعلامي سجون هيئة تحرير الشام سوريا إسرائيل دونالد ترامب هيئة تحرير الشام ضحايا جو بايدن روسيا فرنسا تغير المناخ غزة إعصار طالبان یعرض الآن Next سی إن إن

إقرأ أيضاً:

بماذا تحلم إسرائيل في سوريا ما بعد الأسد؟

أنقرة (زمان التركية) – تشن إسرائيل حملة كبيرة لزعزعة الاستقرار والدمار في سوريا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، مما يضع السلطة الجديدة في سوريا بمأزق كبير.

وانتهكت إسرائيل القانون الدولي بشكل صارخ وتجاهلت سيادة سوريا بقصفها البلاد بشكل متهور واستيلائها بشكل غير قانوني على المزيد من الأراضي السورية.

فور الإطاحة بنظام الأسد، شنت القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية مئات الهجمات مما أدى إلى القضاء على بقية جيش النظام السابق. ولم تكتفي تل أبيب بالسيطرة على مرتفعات الجولان المحتلة فحسب، بل سرعان ما سيطرت القوات البرية الإسرائيلية على المزيد من الأراضي في جنوب غرب سوريا وإنشاء “منطقة عازلة” بها.

وتزعم إسرائيل أن كل هذه الخطوات ضرورية من أجل أمنها القومي، حيث طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بنزع سلاح جنوب سوريا محذرا من أن القوات المرتبطة بالحكومة السورية الجديدة يجب أن تبقى خارج هذه المنطقة من سوريا، في حين تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بإبقاء قوات الاحتلال لبلاده في سوريا لفترة غير محددة من الزمن.

وفي نهاية فبراير/ شباط الماضي، أعلن كاتس أن إسرائيل “لن تسمح لجنوب سوريا بأن يصبح جنوب لبنان”.

يرى العديد من المراقبين أن موقف إسرائيل بعد تغيير النظام في سوريا هو محاولة لمنع الاستقرار وإعادة الإعمار والتنمية في البلد الذي مزقته الحرب وليس مخاوف أمنية مشروعة.

وذكر يوسف جان، المحلل في برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون، خلال العريضة التي تقدم بها لموقع The New Arab أن الأمر بمثابة نزعة توسعية أكبر من كونه دفاعي ومن الصعب زعم غير ذلك.

ما تريده إسرائيل في نهاية المطاف ألا تصبح سوريا دولة قوية نهائيا بصرف النظر عمن يتولى إدراتها.

وفي ضوء التطورات الإقليمية مثل الضعف الشديد لحزب الله في لبنان العام الماضي وسقوط الأسد في سوريا، تحاول إسرائيل خلق حقائق جديدة على الأرض في منطقة الشام. وفي هذا النظام الذي تفرضه إسرائيل، لن تكون أي دولة أو جهة فاعلة غير حكومية في وضع يمكنها من تحدي الهيمنة العسكرية لإسرائيل أو إجبار تل أبيب على دفع ثمن موقفها من الإبادة الجماعية في غزة أو توسعها في مبادرتها الاستعمارية في الضفة الغربية أو عدوانها الذي لا يمكن تصوره في لبنان.

وذكرت كارولين روز، مديرة معهد نيو لاينز، أن إسرائيل تفضل جارا ضعيفا وغير مستقر لن يهدد بهجوم مضاد أو هجوم مضاد عبر الحدود.

وأفاد كرم شعار، مدير الاستشارية المحدودة وكبير الباحثين غير المقيمين في معهد نيو لاينز، أن ما تحاول إسرائيل تحقيقه هو في الأساس إرسال إشارات واضحة إلى حكومة دمشق مفادها “نحن أعداء ونريد أن تستمر هذه العلاقة على هذا النحو” قائلا: “أعتقد أن هذا في الواقع يخدم مصالح إسرائيل، فما الذي يمكن أن يكون أفضل من وجود دولة ضعيفة ومجزأة لدرجة أنها يمكن أن تقول الكثير من الأشياء السلبية لك، لكنها لا يمكن أن تؤذيك بشكل فعلي؟ ليس لديهم القدرة على إيذائك. هذا عدو مثالي، وجميع السياسيين بحاجة إلى عدو. بالتأكيد عدو ضعيف، وهذا يساعد الإسرائيليين في الحصول على الدعم من الولايات المتحدة. هذا يساعدهم في الحصول على الدعم من الاتحاد الأوروبي من خلال تصوير أنفسهم كضحايا “.

التصدي لتركيا في سوريا

احتمال وجود تحالف عسكري بين تركيا وسوريا ما بعد الأسد يهدد رؤية إسرائيل لسوريا وبالتالي بقية بلاد الشام، فاللاعبون/المخططون الإسرائيليون يشعرون بالقلق من أن تلعب أنقرة دورا في حماية سوريا من عدوان تل أبيب وربما ردع إسرائيل عن الهجمات المستقبلية.

في هذا الإطار، فإن أحد الأهداف الرئيسية وراء قصف إسرائيل والاستيلاء الأراضي في سوريا هو منع تركيا من خلق بصمة عسكرية في البلد الذي مزقته الحرب.

وفي الوقت الذي يتهم فيه المسؤولون الإسرائيليون أنقرة بالرغبة في “حماية” سوريا، فإنهم يعربون عن قلقهم الشديد بشأن عواقب نفوذ تركيا المتزايد في سوريا. ويمكن اعتبار تنفيذ إسرائيل هجمات دمرت البنية التحتية العسكرية في سوريا في الأسابيع الأخيرة على أنها طريقة تل أبيب لمنع تركيا من إقامة موقع عسكري في سوريا.

قاعدة التيفور الجوية، التي تتمتع بموقع استراتيجي في غرب تدمر في وسط سوريا ويستخدمها النظام المخلوع منذ سنوات عديدة، تربط دمشق وحمص ببعضهما البعض. لذا فإن إسرائيل مصممة على تدمير جزء كبير من هذه القاعدة عبر الضربات الجوية الأخيرة. واستهدفت تل أبيب في عمليات عسكرية أخرى البنية التحتية الدفاعية في أماكن أخرى من سوريا، بما في ذلك في دمشق وحماة.

تدمير إسرائيل لهذه البنية التحتية العسكرية يعمل على تقويض قدرة أنقرة على إرسال مسيرات ومعدات لوجستية ثقيلة وأنظمة دفاع جوي إلى هذه المناطق من سوريا.

وردا على هذه الضربات الجوية، انتقد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إسرائيل لتأجيجها عدم الاستقرار في المنطقة “عن طريق التسبب في الفوضى وتغذية الإرهاب”. وذهب فيدان إلى حد وصف إسرائيل بأنها أكبر تهديد للأمن في الشرق الأوسط.

وفي تعليق منها على الأمر، أوضحت روز أن إسرائيل حاولت جعل تركيا تُعيد التفكير في إنشاء منشآت عسكرية دائمة أو شبه دائمة في سوريا وتعميق العلاقات الدفاعية مع الحكومة المؤقتة قائلة:”نفذت إسرائيل هجمات على قاعدة تيفور بعد أنباء عن تركيب تركيا لأنظمة دفاع جوي بالقاعدة. وزعم نتنياهو أن الوقت محدود لشن الهجوم لتجنب استهداف الوجود التركي”.

وعلى الرغم من هذا، أكد فيدان أن تركيا لا تريد مواجهة الإسرائيليين وأن الحكومة المؤقتة بقيادة أحمد شرع في سوريا يمكنها وضع سياساتها الخاصة ضد إسرائيل.

وفي خطوة مثيرة، استضافت أذربيجان، التي تجمعها علاقات وطيدة مع كل من تركيا وإسرائيل، مباحثات تهدف لخفض التصعيد بين أنقرة وتل أبيب في سوريا. وذكر مكتب نتنياهو في بيانه أن الطرفين طرحا مصالحهما في المنطقة واتفقا على مواصلة مسار الحوار للحفاظ على الاستقرار الأمني. وأعلن الوفد الإسرائيلي في أذربيجان أن خط تل أبيب الأحمر سيكون قاعدة تركية في منطقة تدمر. وصرح مسؤول إسرائيلي أن “مسؤولية حكومة دمشق منع مثل هذه الأنشطة التركية وأن أي نشاط يعرض إسرائيل للخطر سيهدد إدارة الشرع”.

حقيقة أن الولايات المتحدة مثل أذربيجان هي حليف وثيق لكل من تركيا وإسرائيل يدل على أن واشنطن لديها مصلحة في تهدئة التوترات بين أنقرة وتل أبيب في سوريا.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد تطرق قبل يومين من اجتماع الوفدين التركي والإسرائيلي في أذربيجان إلى دور تركيا في سوريا ما بعد الأسد خلال لقائه مع نتنياهو في المكتب البيضاوي. وأشاد ترامب بعلاقته الرائعة مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي وصفه بأنه “زعيم قوي و ذكي حقق شيئا لم يستطع أي شخص آخر تحقيقه.

وكانت تلك إشارة، على الأقل في نظر ترامب، إلى تركيا التي نسقت عملية الإطاحة بنظام الأسد في أواخر العام الماضي.

وطالب ترامب نتنياهو بحل أي مشكلات عالقة مع تركيا قائلا: “كما تعلمون، لدي علاقة جيدة جدا مع تركيا وقادتها وأعتقد أنه يمكننا حلها. آمل ألا تكون هذه مشكلة. ولا أعتقد أنها ستكون مشكلة”.

على الرغم من أن البيت الأبيض في تحالف وثيق للغاية مع إسرائيل في الحرب على قطاع غزة، فإن قضية دور تركيا في سوريا ما بعد الأسد يمكن أن تكون مصدر توتر بين ترامب ونتنياهو. فعلى عكس وجهة نظر إسرائيل لأنقرة في سوريا باعتبارها تهديدا خطيرا لمصالح إسرائيل، يبدو أن ترامب يتخذ موقفا إيجابيا بشأن دور تركيا في سوريا.

على الأقل في الوقت الحالي، لا يبدو أن مثل هذه التوترات حول سوريا في العلاقات التركية الإسرائيلية على وشك الحل على الرغم من جهود واشنطن وباكو للحد من الاحتكاك بين أنقرة وتل أبيب، فعد فترة وجيزة من اجتماع الوفدين في أذربيجان، صرح أردوغان في خطابه في منتدى أنطاليا الدبلوماسي بأن “تركيا لن تسمح بانجرار سوريا إلى دوامة جديدة من عدم الاستقرار” واتهم إسرائيل بمحاولة تقويض “الثورة” التي أطاحت بالأسد.

ومستقبلا، من المرجح أن تكلف الديناميكيات النابعة من صراع تركيا وإسرائيل على النفوذ في سوريا ستُكلّف الكثير من أجل تشكيل عملية الانتقال الهشة في البلد الذي مزقته الحرب وموقعه في النظام الجيوسياسي في المنطقة.

يؤكد مهران كفراما، الأستاذ الحكومي في جامعة جورج تاون في قطر، أن تحول سوريا لدولة ضعيفة ومنهارة بعد عام 2011 جعلها ساحة حرب لدول كإيران وروسيا وقطر والمملكة العربية السعودية وأن سوريا تحولت لمنطقة تنافس بين تركيا وإسرائيل في ظل الظروف الجديدة بالوقت الراهن قائلا: “لا يريد أي من الطرفين صراعا مفتوحا في هذه العملية ولا يريدان مواجهة الولايات المتحدة. وتهدف الهجمات الإسرائيلية في سوريا إلى زيادة التكلفة اللوجستية لنشر القوات التركية في البلاد وضمان أن تصبح المرافق غير صالحة للاستخدام لأي أغراض عسكرية في المستقبل “.

إضعاف إيران في سوريا وإشراك الدروز

لا تزال سياسة إسرائيل الخارجية تجاه سوريا تركز إلى حد كبير على إيران على الرغم من أن سقوط الأسد لم يقضِ كليا على نفوذ إيران في سوريا، فضمان ألا تكون سوريا مرة أخرى قناة سلاح لحزب الله أو دولة توفر أي عمق استراتيجي للجماعة اللبنانية المدعومة من طهران هو أولوية قصوى لصانعي السياسة الإسرائيليين.

ويرى جان أنه على الرغم من أن الحكومة السنية الجديدة في دمشق ليست من المعجبين بطهران فإن إسرائيل لا تترك الأمر للصدفة. لذا تستهدف إسرائيل الكيانات التي تشتبه بارتباطها بإيران وبقايا حزب الله.

وترى تل أبيب أنه لا يمكن السماح لسوريا بأن تصبح ممرا للأسلحة أو نقطة ارتكاز استراتيجية لإيران. وتصر تل أبيب على بناء منطقة عازلة في سوريا يمكنها حماية إسرائيل من أي جماعة تعتبرها معادية سواء كانت جماعات مرتبطة بإيران أو قوات مدعومة من تركيا مرتبطة بالحكومة السورية الجديدة.

وأوضح جان أن تواصل إسرائيل مع الدروز في سوريا هو جزء من مساعيها لإقامة منطقة عازلة قائلا: “إسرائيل تريد أكثر من مجرد النجاح التكتيكي على المدى الطويل، فهى تسعى إلى تحويل سوريا ما بعد الحرب إلى دولة تعترف بالخطوط الحمراء الأمنية لها وحتى هيمنتها في الجولان. حاليا ، تراهن من خلال الاستيلاء على الأراضي على إمكانية التفاوض لاحقا بالتخلي عن بعض الأجزاء من المنطقة العازلة بل والاعتراف بها مقابل الضمانات”.

يبدو أن إسرائيل تحرز بعض التقدم في سوريا في الوقت الحالي، غير أن هناك بعض المخاطر التي تتعرض لها تل أبيب، حيث يحذر بعض الخبراء من أن مثل هذا النهج من المرجح أن يأتي بنتائج عكسية مشيرين إلى أن إسرائيل تحاول تعزيز العلاقات مع الأقلية الدرزية السورية من خلال الاستيلاء على المزيد من الأراضي في سوريا وقصف أجزاء من البلاد.

ويرى جان أن سعى اسرائيل لتشكل سوريا ما بعد الأسد يبدو ناجحا بالوقت الراهن حيث تسيطر إسرائيل على جنوب سوريا وتم طرد إيران وتتصرف تركيا بحذر ولا يمكن لدمشق أن تتراجع، غير أن هناك مشكلة وهى أن الاحتفاظ بهذه المنطقة على المدى الطويل محفوف بالمخاطر.

وأشار جان إلى انزعاج بعض الجماعات الدرزية من سيطرة إسرائيل على المنطقة واندلاع بعض المواجهات بالفعل قائلا: “الاستراتيجية التي تؤمن الحدود اليوم يمكن أن تأتي بنتائج عكسية إذا كانت تنفر الحلفاء المحليين أو توحد السوريين. وقد يزداد الضغط الدولي أيضا. لا يزال لروسيا قوات في سوريا وقد لا تتسامح مع وجود إسرائيلي دائم”.

بغض النظر عن كيفية تطور هذه الديناميكيات، من الواضح أن إسرائيل تعتقد أنها تعزز مصالحها الإقليمية من خلال تعميق الانقسامات العرقية والدينية في سوريا للحد من احتمال قيام دولة سورية قوية وموحدة تنبثق من سقوط الأسد. وإذا امتلكت الجماعات الدرزية في السويداء منطقة حكم ذاتي، فقد يشكل هذا التطور سابقة من شأنها أن تدفع مجتمعات الأقليات الأخرى إلى زيادة مطالبها بالحكم الذاتي.

هذا النهج تجاه سوريا، الذي ترغب تل أبيب من خلاله تفكيك الدولة العربية، له جذور عميقة في تاريخ إسرائيل، حيث يعود تاريخ عقيدة “تحالف الأقليات” بالسياسة الخارجية الإسرائيلية، التي تتعامل بهاا تل أبيب مع مجتمعات الأقليات في الدول العربية مثل لبنان والعراق والسودان، إلى عقود.

التطبيع السوري مع إسرائيل

لدى واشنطن رغبة في رؤية التطبيع بين إسرائيل وسوريا. وقد أعرب مبعوث ترامب الخاص لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن هذا الأمر.

وإذا انضمت الحكومة السورية الجديدة إلى اتفاقات أبراهام، فسيتعين فهم ذلك في سياق نقاط ضعف البلاد ورغبة دمشق في اكتساب الشرعية في نظر الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى، إذ يبدو أن رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية هو الأولوية القصوى للشرع والمقربين منها. وهذا يتطلب تحسين صورة الحكومة السورية، التي تهيمن عليها هيئة تحرير الشام، في واشنطن والعواصم الأوروبية.

لذلك ليس من المستبعد أن يجبر الضغط الغربي والإسرائيلي دمشق على قبول شكل من أشكال التطبيع مع تل أبيب.

ويوضح كفراما أن الإدارة السورية الجديدة أظهرت ترددا واضحا أو افتقار للقدرة فيما يتعلق بالاعتداءات الاسرائيلية أو سرقة المعدات العسكرية السورية وما يعكس اهتمام دمشق في الوقت الراهن على الأقل بتعزيز قوتها السياسية أكثر من الدفاع عن المصالح الوطنية للبلاد قائلا: “إذا كان هذا هو الحال بالفعل، فيمكننا أن نرى أن تطبيع في العلاقات بين سوريا وإسرائيل بحوافز اقتصادية ودبلوماسية كافية من واشنطن “.

إذا وافقت دمشق على التطبيع مع إسرائيل، فستكون هناك تكاليف عالية تدفعها حكومة الشرع. ويؤكد شعار أنه حتى وإن أبدت اسرائيل استعدادا لإبرام اتفاق سلام مع دمشق، فإن الشرع سيكون “مترددا جدا” في قبوله نظرا لمعرفته برد الفعل على مثل هذا الاتفاق للسلام.

وأضاف شعار أنه لا يعتقد أن تقترح إسرائيل هذا إن لم تسترد سوريا جميع الأراضي المحتلة نظرا لأن هذا الأمر سيضع الشرع في مأزق.

هذا وأفاد جان أن استمرار احتلال إسرائيل للأراضي السورية “أزال محادثات السلام السورية الإسرائيلية من على الطاولة” حتى وإن أعلن الشرع انفتاحه بشكل عامعلى التطبيع مع تل أبيب مشيرا إلى أن عدوان إسرائيل بعد الأسد على سوريا “قضى على أي فرصة للتطبيع مع دمشق على الأقل في المدى القصير”.

وشدد جان أن هضبة الجولان لا تزال تشكل عقبة أساسية قائلا: “وكما ذكر الشرع في فبراير، فإن هذه القضية حساسة من الناحية السياسية لدرجة لا يمكن حتى طرحها في ظل مواصلة إسرائيل لاحتلال أراضي سورية. ولم تحتفظ إسرائيل بالجولان فحسب، بل توسّعت إلى ما أبعد من ذلك “.

وأكد جان أن كل صاروخ يسقط على الأراضي السورية يزيد من غضب الشعب ويجعل التطبيع انتحارا سياسيا لدمشق وأنه لا يمكن لأي زعيم سوري، وخاصة زعيم يحاول تعزيز شرعيته بعد الحرب، أن يتحدث عن السلام في ظل الطائرات الإسرائيلية لبلاده وهو ما يجعل التطبيع غير ممكن على المدى القريب.

Tags: أحمد الشرعاتفاقيات أبراهامالتطبيع بين سوريا واسرائيلالتطورات في سورياالدروزالغارات الاسرائيلية على سوريا

مقالات مشابهة

  • استشهاد أسير فلسطيني قبل 3 أيام من الإفراج عنه من سجون الاحتلال
  • شركة كهرباء السودان: تأخر عودة الخدمة يعود إلى تكرار عمليات القصف التي استهدفت الشبكة
  • دينا أبو الخير: الأصل في الإسلام تحمل الرجل كل تكاليف الزواج.. فيديو
  • التعليم العالي تطلق عمل أول فريق إعلامي جامعي تطوعي بجامعة ‏دمشق ‏
  • بعد عودته من دمشق... سوريّ يتعرّض للسرقة في دير عمار
  • هل تنضم سوريا إلى اتفاقيات ابراهام؟
  • بماذا تحلم إسرائيل في سوريا ما بعد الأسد؟
  • حاكم الشارقة: اشتراطات استلام المنزل الحكومي تؤمّن للزوجة الاستقرار (فيديو)
  • ‏”تجارب ملهمة نحو مستقبل سوري واعد” في ملتقى الذكاء الاصطناعي ‏بدمشق
  • فتح الطرق المؤدية إلى حيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب تنفيذاً للاتفاق الموقع بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية