موقع النيلين:
2025-05-02@14:17:15 GMT

ولا تركنوا إلى الذين ظلموا

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

يبدو أن أمريكا تحاول استغلال محمد الجولاني (اسمه الحالي الرسمي: أحمد الشرع) كشاهد ملك، لتمرير أجندتها الإستراتيجية في المنطقة، ومنها إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط الجديد، ووفق المنظور الجيواستراتيجي المعد سلفاً، والذي يرمي لإقصاء روسيا من منطقة البحر الأبيض المتوسط، وإبعاد حليفتها إيران من سوريا ولبنان، وتسليم تركيا ملف الشرق الأوسط الجديد، وتهيئة الظروف لإقامة أنظمة سياسية صديقة، وتحويل كافة المنطقة وحكوماتها على غرار النظام التركي، الذي يقوم على التداول السلمي للسلطة، وتطبيق مبادئ الديمقراطية التعددية، والتعاون في ملف محاربة الإرهاب، وإجراء علاقات دبلوماسية تطبيعية مع إسرائيل.

ذلك لأن أمريكا كانت قد اعتقلت الجولاني عام 2003م، عندما كان يقاتل ضد الغزو الأمريكي وفي صفوف المقاومة العراقية. وبعد إطلاق سراحه، وفي عام 2011م انضم لجبهة النصرة مع البغدادي، الذي عينه أميراً على سوريا، ضمن منظومة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) فوضعته أمريكا على قائمة الإرهاب وعلى رأسه جائزة بمبلغ عشرة مليون دولار.

بيد أنه اختلف مع منظمة القاعدة والبغدادي، وشكل في عام 2016م “جبهة فتح الشام”، ثم في عام 2017م أعلن عن إنشاء “هيئة تحرير الشام”، وصرح وقتها للصحافة الأمريكية: “أنه لا يجوز شرعاً الهجوم على الأمريكان ولا الأوربيين من غير المسلمين”.

الأمريكان واقعيون جداً في تناول أمور السياسة العامة والأمن القومي، ويتعاملون مع مَن يختلف معهم عند الحاجة، ويسري ذلك حتى على زعماء عصابات المخدرات، وعتاة المجرمين، وقادة الدول. ولدى أجهزة الاستخبارات الأمريكية قوانين وإجراءات غير معلنة وترتيبات خاصة، تتم صياغتها خارج المحاكم، وبالتنسيق مع النائب العام، وهيئات الإتهام، لتحويل المتهمين الخطرين لشهداء ضد منظوماتهم، للإستفادة من تفكيك الشبكات وجمع المعلومات.

للأسف معظم هؤلاء المتعاونين تنتهي حياتهم إما بالتصفية الجسدية، أو بالسجن المؤبد، إلا إذا نجحوا في إخفاء أنفسهم في الوقت المناسب. وقد حدثت هذه الترتيبات الخاصة مع العديد من قادة شبكات المخدرات في أمريكا الجنوبية، مثل الكولمبي بابلو اسكوبار، والعديد من نزلاء قوانتنامو، والحارس الشخصي للرئيس العراقي صدام حسين؛ ورئيس بنما، مانويل نورييغا، الذي تم استخدامه كعميل في السي آي إيه، ثم تم غزو بلاده عام 1989م عندما لم يحترم حدود استخدامه، فألقي القبض عليه وأودع السجن بولاية فلوريد، ثم نفي للسجن في فرنسا.

بعض المحللين يضم للقائمة د. جون قرنق دي مابيور، قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان SPLM الذي صرح لوسائل الإعلام بتفضيله وحدة السودان، بدلا من الإنفصال، الذي أقرته اتفاقية نيفاشاعام 2005م، وكان من شهودها الموثوقين وزير الخارجية الأمريكي كولن باول، الذي مهر توقيعه مع الشهود. ويعتقد أن قرنق تمت تصفيته في ظروف غامضة، عبر احتراق طائرة الرئيس اليوغندي الحالي يواري موسوفيني عام 2005م. وتضم القائمة الرئيس الباكستاني الأسبق محمد ضياء الحق، الذي قضى نحبه كذلك بصورة مفاجئة، إثر احتراق طائرته الرئاسية وفي ظروف غامضة عام 1988م.

ربما تشكل هذه الحوادث مصداقية للمثل الشائع الذي يحذر من التعاون مع الظلمة:
” من أعان ظالما سلطه الله عليه”..
والمولى سبحانه وتعالى يأمر عباده المؤمنين ويحذرهم من سوء عاقبة التعاون والتماهي مع الظالمين:
” ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار” – الآية ١١٣ – سورة هود.

دكتور حسن عيسى الطالب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

المفروح به هو المحزون عليه

# المفروح به هو المحزون عليه

د. #حسام_العودات

يلبس #العريس #بدلة_سوداء ، فهو لون عيشته المستقبلية

وكما يقال في الأثر : المفروح به هو المحزون عليه

مقالات ذات صلة الزوبعة 2025/05/02

وهذ طبعا ليس حال الجميع ، فكما يقول المثل الشعبي : #المرة_الحرة مثل #الذهب بالصرة

متمنيا من قراء الرابية وعبدون عدم طلب الترجمة ، فالصرة في العامية تكون في بطن المواطن ، لكنها أيضا كيس قماشي يتم إخفاؤه في الصدور أمام عظمة القص ، كما قال المشروحون ، ويحوي ما تيسر من عيديات ، ووصفات الأطباء ، لأجساد أنهكها وخز الأنسولين

لكن طقوس الطورتة لم ترد في تراث الأسلاف ، ولا في كتب السماء ، فلماذا على العرسان أن يطعموا بعضهم لقمة كيك في الصالة بين المعازيم ، وهناك من بين الحضور عيون قد فاقت في الحسد بصيرة زرقاء اليمامة ؟!!!!!!!!

وكم رأينا من طلاق وشجار عندما يبالغ أحد الأطراف بخفة الدم ، ويماطل في اطعام الشريك

فكم تذرعنا بصفعة الأخ الأكبر حين همّ العرسان بواقعة الطلاق ، وحمرة المكياج على الخدود ما زالت ندية ،

فهل هي لقمة جائع يقال فيها : كيف أنت وقصعة من ثريد ؟

فيقول صاحبنا : آكلها وأقول هل من مزيد

فلندع طقوس الأوثان جانبا ، وليمضي يوم الزفاف دون تكدير

وليكن شريك العمر عونا على الخطوب ، بدلا من قطعة كيك تجلب هما ، أكثر رعبا من فواتير عيشنا ، وأكبر من ( فقسة ) العريس أحيانا حين يزول مكياج الصالون ، وحين تتبدد نسمات العطور من صنع ديور ، وأخوه في سلب الجيوب شانيل

ولنطرد شياطينا تفسد الزفات ، رفقا بلقمة البنزين في سيارات من شاركوا ، وتضامنا مع فواتير الفرح التي تنتظر نقوط الأقارب ، فثوب الزفاف مرهون ، وشيكات الدائنين تتوعد العريس بشكوى المحاكم ، وعدس السجون

مقالات مشابهة

  • المفروح به هو المحزون عليه
  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • مظاهرات بميناء “مرسين” ضد استخدامه لنقل أسلحة إلى إسرائيل
  • فوائد تناول البصل الأخضر.. وكيف يمكن استخدامه في الوجبات اليومية؟
  • السفير الليبي يتعرض لهجوم في مجلس الأمن بسبب استخدامه مصطلح “المحرقة” لوصف ما يجري في غزة- (فيديو)
  • الدُّب … الذي بكته السماء !
  • أمريكا تبحث ترحيل المهاجرين الذين لديهم سجلات إجرامية إلى ليبيا
  • هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟
  • الأسرى الذين أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية.. دورهم بقيادة النهضة الفكرية
  • من هدوء المدينة إلى نار الاشتباكات والطائفية... ما الذي حدث في جرمانا السورية؟