براغماتية عراقية: سياسة متزنة تجاه التطورات السورية
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
17 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: يتبدد القلق من تدخل الفصائل العراقية في الأزمة السورية، حيث برزت مواقف توحي بتوازن وبراغماتية في التعامل مع الوضع هناك.
ورغم التعقيدات التي تهيمن على المشهد الإقليمي، يبدو أن العراق ينتهج سياسة متزنة قائمة على عدم الانجرار إلى صراعات لا تخدم مصالحه الوطنية، مع توافق بين الحكومة والأحزاب والفصائل المسلحة على هذا النهج.
زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بغداد في 13 ديسمبر/كانون الأول، تأتي في سياق التحركات الدولية المتعلقة بالتطورات في سوريا لكن هناك تقارير تقول ان بلينكن حمل رسالة شفهية من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أكدت ضرورة عدم تدخل العراق في الوضع السوري ومنع الفصائل المدعومة من إيران من الانخراط في مواجهات مسلحة ضد الفصائل السورية، وفق ما نقلته صحيفة “الأخبار” اللبنانية.
مستشار رئيس الوزراء العراقي، فادي الشمري، وصف الزيارة بالإيجابية، مشدداً على أهمية الشراكة العراقية-الأميركية ودور بغداد المحوري في الوساطة الإقليمية.
وأشار إلى أن العراق يحرص على اتخاذ قراراته بما ينسجم مع مصالحه العليا وسيادته الوطنية، مؤكداً أن تلك السياسات تأتي في إطار تعزيز الاستقرار الإقليمي وحماية مصالح الشعب العراقي.
رغم ذلك، فإن مواقف الفصائل العراقية المسلحة تحمل نبرة متحفظة إزاء التحركات الأميركية.
فراس الياسر، عضو المكتب السياسي لحركة النجباء، اعتبر التهديدات الأميركية للفصائل العراقية مجرد “حرب نفسية”، مجدداً التأكيد على أن المشروع الأميركي في المنطقة يستهدف تفتيتها وإضعافها، ما يستوجب رفض الإملاءات الخارجية.
في ظل هذه التطورات، يسعى العراق إلى تثبيت سياسة الحياد الإيجابي، مع التزام واضح بعدم التورط في صراعات إقليمية قد تؤدي إلى تفاقم التوترات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
لأول مرة.. البورد العربي يُعتمد في أوروبا برئاسة عراقية
أبريل 13, 2025آخر تحديث: أبريل 13, 2025
المستقلة/- في إنجاز يُعد نقلة نوعية في تاريخ الطب العربي، أعلن وزير الصحة العراقي الدكتور صالح الحسناوي عن اعتماد مراكز للبورد العربي في دول أوروبا، للمرة الأولى، ما يُمهّد الطريق أمام الاعتراف الدولي بالشهادات الطبية العربية وفتح آفاق جديدة أمام الأطباء العرب للعمل والممارسة المهنية في الخارج.
جاء ذلك خلال مشاركة العراق في الاجتماع الدوري للمجلس العربي للاختصاصات الطبية، والذي عُقد في العاصمة الأردنية عمان، بحضور وزراء صحة عرب وممثلين عن جامعة الدول العربية، حيث تم انتخاب العراق لرئاسة المجلس واللجنة الوزارية العليا التابعة له، في خطوة اعتُبرت تقديراً لدوره المتنامي في تطوير النظام الصحي محلياً وعربياً.
العراق يقود المجلس العربي للاختصاصات الطبيةاعتبر الحسناوي أن ترؤس العراق لهذا المجلس المهم يمثل اعترافاً بموقعه العلمي والطبي، ودليلاً على جهوده المتواصلة في النهوض بالقطاع الصحي. المجلس العربي، التابع لجامعة الدول العربية، يعدّ أعلى سلطة علمية وطبية في الوطن العربي، ويضطلع بدور محوري في تطوير التدريب والتعليم الطبي العالي، في اختصاصات تشمل الطب والتمريض والصيدلة.
نحو اعتراف دولي بالشهادات العربيةمن أبرز ما أُعلن خلال الاجتماع، هو الاتفاق على آلية لاعتماد مراكز للبورد العربي في أوروبا، وهو ما اعتبره الحسناوي “نقلة كبيرة” نحو الاعتراف بالشهادة العربية في الدول الأوروبية والعالمية. وتأتي هذه الخطوة استجابة لحاجة ملحة طالما طالب بها الأطباء العرب المهاجرون، الذين يعانون من تعقيدات كبيرة في معادلة شهاداتهم أو الحصول على فرص عمل متكافئة مع زملائهم الدوليين.
تسهيل عمل الأطباء العرب في الخارجالمخرجات الأساسية للاجتماع تضمنت أيضاً وضع آليات لتسهيل عمل الأطباء العرب المهاجرين في الدول الأجنبية، وضمان حصولهم على حقوقهم المهنية كاملة، بما فيها حق الممارسة وفق اختصاصهم. كما دعت التوصيات إلى تعزيز الشراكات العربية في مجال التدريب الطبي، وتوسيع دائرة التعاون المشترك بين الدول العربية في تبادل الخبرات واعتماد النظم الصحية الناجحة.
رؤية جديدة للنهوض بالقطاع الصحي العربيوفي الوقت الذي تواجه فيه المنطقة تحديات صحية متزايدة بسبب الأزمات والنزاعات والتغيرات المناخية، شدد الحسناوي على أهمية الانفتاح على كل ما هو جديد في المجال الطبي العالمي، مشيراً إلى ضرورة الاستفادة من التجارب الدولية وتطويعها لخدمة الواقع الصحي في العالم العربي، وفق أسس علمية ومهنية وإنسانية.
العراق في صدارة المشهد الصحي العربيمع هذا الإنجاز، يرسّخ العراق مكانته كأحد الأعمدة الأساسية في تطوير النظام الصحي العربي، ليس فقط من خلال دوره التنظيمي في المجلس، بل أيضاً من خلال تقديم المبادرات والرؤى المستقبلية الطموحة التي من شأنها أن تنعكس إيجاباً على الأجيال القادمة من الأطباء والممارسين الصحيين.