إعلام العدو: حماس جنّدت آلاف العناصر الجدد للذراع العسكري
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
الثورة نت/..
حذّرت مصادر في قيادة المنطقة الجنوبية في “جيش” العدو الصهيوني من أن حماس جنّدت في الأشهر الأخيرة حوالي 4000 عنصر جديد للذراع العسكري.
وبحسب مصادر صهيونية في قيادة المنطقة الجنوبية، على ما ينقل موقع “والا”، هناك شخصيتان مركزيتان تديران قطاع غزة- محمد السنوار المعروف بـ “أبو إبراهيم”، الذي أعاد السيطرة على القوات في قطاع غزة و عز الدين الحداد المعروف بـ “أبو صهيب” المسؤول عن لواء خان يونس وسابقًا كان عضو في المجلس العسكري المقلص.
وأضاف الموقع أنه منذ بداية الحرب نجح الرجلان في التملّص من الإستخبارات “الإسرائيلية” وعمليات الإغتيال المركزة، ويواصلان العمل ضد أساليب عمل الجيش “الإسرائيلي”، وتابع أنه في بعض الأماكن عملت حماس على التأقلم مع القتال ضد القوات في جنوب القطاع.
وأشار الى الآراء في المؤسسة الأمنية منقسمة حيال حجم الإصابة في الذراع العسكري لحماس وإعادة تأهيلها في نصف السنة الأخيرة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
استئصال حماس السبيل نحو إنهاء حكومة نتانياهو اليمينية
يسري يقين محقق من شواهد سياسية عديدة، تبدأ من مظاهر إبقاء سلطة حماس التنظيمية والأمنية في قطاع غزة، والمماطلة في بحث المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة الحالي، وارتفاع منسوب التصريحات الحادة من بعض قادة حماس في ما يخص اليوم الثاني، واستمرار اقتراب عودة الحرب التي يرى فيها بنيامين نتانياهو طوق نجاة ائتلافه الحكومي وطموحاته للبقاء في السلطة، خاصة مع وضوح تماهي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يريد البناء على الأوضاع في المنطقة من خلال استغلال ورقة قطاع غزة لفتح أبواب توثيق العلاقات مع العالم العربي، تحديداً المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر.
ترامب، يدرك أن هناك ملفات دولية أشد تعقيداً، وأن الدعم العربي وعلى رأسه السعودي والإماراتي، سيكون البوابة لتعزيز مقارباته في العديد من هذه الملفات الشائكة، خاصة في ملفي العلاقة مع الصين والحرب الروسية – الأوكرانية. فاللقاء المنتظر بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في الرياض، يؤكد على مكانة المملكة على خارطة السياسة الدولية كقطب يحقق التوازن بين أقطاب العالم وقواه، وهو ما تدركه الدبلوماسية العربية بقيادة الرياض التي تتحرك في هوامش وفقاً لرؤاها السياسية وبالتنسيق مع عمقها الخليجي والعربي.
قرار العواصم العربية الموحد، والذي بدأت ملامحه تتضح عشية انعقاد اجتماع الخماسية العربية في الرياض، وتم وضعه أمام القمة العربية كقرار جمعي معتمد عن الخيمة السياسية العربية الأوسع، يؤكد أن العرب اليوم قرروا تجاوز أطراف الأزمة، إدراكاً منهم بأن الصراع اليوم صراع رؤى ومقاربات سياسية. فالمساق الوحيد يكمن بالذهاب نحو دفع الجميع باتجاه حل دبلوماسي بناءً على رؤية عربية مشتركة ومتكاملة مع أطراف دولية، ولن يكون باستطاعة إدارة الرئيس دونالد ترامب إدارة ظهرها لها.
بات واضحاً أن الرئيس ترامب لا يملك خطة سياسية متكاملة بشأن قطاع غزة، وهو ما يظهر جلياً في تناقض التصريحات الصادرة عنه وعن إدارته في تقديم تفسيرات حول طرق معالجة الوضع في القطاع، وصولاً إلى نقل سكانه وبنائه وفق تصورات سياسية غير واقعية، وغير قابلة للتطبيق، وتحتاج فترة زمنية أكبر من عمر بقائه في البيت الأبيض.
وهو ما التقطته مجدداً الدبلوماسية العربية التي تحركت سريعاً إلى الأمام في محاولة للالتقاء مع الإدارة الأمريكية في منتصف الطريق للوصول إلى استقرار المنطقة، وتحقيق السلام والأمن لشعوبها.
مفتاح استقرار المنطقة ينطلق من مسار واحد ووحيد، هو التخلص من بقايا أطياف يمينية في المنطقة. فلا يعقل أن يبقى الشرق الأوسط رهينة عقائد يمينية تسعى لمصالحها الضيقة على حساب المنطقة وشعوبها. ولعل استئصال حماس من المشهد السياسي الفلسطيني أضحى اليوم مصلحة عربية فعلية التحقيق، ليس فقط لإنقاذ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بل أيضاً لانعكاس ذلك على نزع ذرائع حكومة اليمين الإسرائيلي، وإفراغ سرديتها أمام المجتمع الدولي من زخم الدفع للعودة إلى الحرب. بل إن إنهاء مظاهر قوة حماس في القطاع يعطي قوى المعارضة لبنيامين نتانياهو مقومات القوة السياسية لمحاسبته، وقلب الطاولة عليه بالذهاب نحو انتخابات تنهي هيمنة الأحزاب اليمينية داخل الكنيست الإسرائيلي.
استئصال حماس واستبعادها من حكم قطاع غزة ليس بالمعضلة الكبيرة أو العقدة التي لا يمكن تجاوزها، بالنظر على سبيل المثال إلى ما جرى في لبنان في الأيام القليلة الماضية من تحييد حزب الله عن المشهد السياسي الداخلي اللبناني، وبزوغ عهد رئاسي جديد وحكومة وطنية يسعيان لتكريس الاستقرار، والتخلص من الهيمنة الإيرانية على قرارات الدولة في السلم والحرب، والبقاء في محور إقليمي جلب الموت والدمار لشعوب وعواصم عربية.
اليمينان الإسرائيلي والفلسطيني يعتمدان في معادلات استمراريتهما اليوم على إبقاء الواقع كما هو، والذي يتيح دوام ثباتهما في المشهد السياسي، والمنعكس على المشهدين الإقليمي والدولي.
بقاء حماس هو بقاء للحرب والدمار في ظل استمرار حكومة اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتانياهو وتماهي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. واستئصال حماس هو السبيل الوحيد للتخلص من حكومة نتانياهو، وعقد اتفاق حقيقي شامل تفرضه إدارة الرئيس ترامب. فمسار السلام في المنطقة بعد تداعيات السابع من أكتوبر وارتداداته، يبدأ في الرياض ويمر في واشنطن وينتهي في فلسطين.