بوابة الوفد:
2025-02-21@11:50:30 GMT

ما بعد هروب «الأسد»

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

مما لا شك فيه أن السوريون تخلصوا من حكم عائلة الأسد الذى جسم على صدورهم وكبل حريتهم وجوعهم وشردهم واعتقلهم ونكل بهم أكثر من نصف قرن من الزمان.. فرحة السوريون بالخلاص من هذا الحقبة كاحلة السواد فرحة لا توصف عبروا عنها فى الشوارع والميادين فى الحوارى والأزقة، كسروا تماثيل صنعها جلاديهم رأيناها تطُرح أرضا وتُضرب بالنعال وتُداس بالأقدام، بعدما فتحوا زنازين الأسد وحطموا أقفال سجون شيدها ساجينهم حجبت عنهم شمس الحرية وغيبت عنهم أحبائهم لأكثر من ٥٤ عاما.

. فرار الأسد خَلْف أيضا قلقا وارتباكا فى المنطقة بل فى العالم أجمع وإعادة حسابات وتخوفات مشروعة فيما هو قادم من الزمان.. أول المنزعجون بعد هروب الأسد هى الكيان الصهيونى الذى لم يتأخر فى الرد على هروب الأسد بأن قام بتدمير البنية التحتية لكل المواقع العسكرية السورية من مطارات وقواعد عسكرية وموانئ بحرية ومخازن أسلحة ومنظومات دفاع جوى وبحرى وبرى، ليجعل من سوريا دولة منزوعة السلاح.. العدو الإسرائيلى لم يكتف بهذا بل سيطر واحتل على مساحات ومواقع فى هضبة الجولان المحتلة وقرر بناء مستوطنات أخرى فى الجولان المحتل غير مكترث بأى قوانين دولية أو اتفاقيات أُبرمت أو معاهدات وقُعت فهذا هو عهد اليهود وعقيدتهم فى نقض الوعود والعهود.. فلا وعود لهم ولا عهود معهم فقد نقضوا عهودهم مع رسول الله فى فجر الإسلام.. بعد فرار الأسد وسيطرت الفصائل المسلحة وعلى رأسها جبهة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولانى، أصبح مصير العديد من دول المنطقة وحكامها فى مهب الريح  خوفا من عودة التيار الإسلامى إلى الساحة بعدما ظنوا أنهم تخلصوا منه ونجوا من تبعاته.. قيام أبو محمد الجولانى وفور دخوله دمشق وتوجهه إلى الجامع الأموى مع قواته ومناصريه له دلالة واضحة فى الإعلان عن التذكير بتوجه وعقيدة الجولانى السنية.. قرارات وتصريحات الجولانى أثارت لعاب أمريكا والغرب وبدأوا فى إعادة حساباتهم وتغيير مواقفهم من جبهة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولانى، وصل الحال بأمريكا أن رفعت الجبهة من قوائم الإرهاب وتخلت عن قرارها بجائزة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يساعد فى القبض على «الجولانى».. تصريحات «الجولانى» بأن الأولوية لديه فى استقرار سوريا وتوفير حياة كريمة مستقرة للسوريين وترتيب البيت السورى من الداخل وأنه لا وقت وليس ضمن أولوياته الدخول فى صراع مع إسرائيل أو تصفية الحسابات مع إيران أفشلت مخططات العدو الإسرائيلى فى جرجرة الشرع ورفاقة إلى مواجه مع العدو هدفها إثارة الفوضى فى سوريا.. قرارات الجولانى بحل الجيش وإلغاء التجنيد الإجبارى بعد تجريد سوريا من جيشها وتدمير بنيتها العسكرية من قبل إسرائيل أصبح السؤال المطروح من يحمى سوريا ويدافع عن أمنها وترابها وشعبها؟ قرارات الشرع بنزع سلاح الفصائل المسلحة قرار صائب إن تم تنفيذه خاصة بعدما أصبح وجود فصائل مسلحة لا مبرر له بعد السيطرة على الأوضاع فى سوريا.. توحيد الفصائل وجمع شمل الشعب السورى بكل مكوناته أمر محمود لو تم خاصة أن هذه الفصائل لكل فصيل منهم معتقداته ومذهبه والذى وحدهم فقط هو كرههم للأسد الذى فر وهرب من عرينه بعدما تخلى عنه جيشه وشعبه وداعميه.. أهم ما يشغل السوريون هو إقرار دستور يرضى عنه السوريين وغيرهم ويعبر بصورة إيجابية عما ستكون عليه سوريا بعد هروب الأسد.. ما يشغل السوريون هو وجود جيش قوى يحمى سوريا وشعبها ولا يتدخل فى السياسة أو الحياة العامة للمواطنين.. ما يهم السوريون هو الحياد الإيجابى للسلطة فى الانتخابات لا تزويرها وأن يحكم سوريا ما يريده ويختاره الشعب السورى فى انتخابات حرة نزيهة تشهد منافسة حقيقية بين مرشحين بعيدا عن التزوير وتدخل السلطات لإنجاح مرشح بعينه خاصة مع إعلان أحمد الشرع زعيم  جبهة تحرير الشام عزمه على الترشح لرئاسة سوريا.. ما يهم السوريون هو وجود حياة ديمقراطية حقيقية وحرية وكرامة إنسانية وعيشة هنية.. فهل سيتحقق للسوريين ما يريدون؟
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ما بعد هروب الأسد الفصائل المسلحة قوائم الإرهاب

إقرأ أيضاً:

نشاط عسكري روسي متزايد في ليبيا والسودان بعد سقوط الأسد في سوريا

شددت مجلة "فورين بوليسي" على عمل روسيا على تعزيز وجودها في كل من السودان وليبيا، وذلك بعد سقوط حليف موسكو في سوريا بشار الأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي.

وقالت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن حكومة السودان وافقت على بناء روسيا لأول قاعدة عسكرية لها في أفريقيا قرب ميناء بورتسودان، حسبما  أعلن وزير الخارجية السوداني علي يوسف أحمد الشريف، بعد لقاء في موسكو مع وزير الخارجية سيرغي لافروف.

ومن خلال تأمين قاعدة عسكرية لها على ساحل البحر الأحمر، فإن روسيا ستنضم إلى الولايات المتحدة والصين اللتان أقامتا قواعد عسكرية في جيبوتي، وفقا للتقرير.

وأضافت المجلة أن خروج القوات الروسية من سوريا بعد انهيار نظام الأسد، دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  لنقل أرصدته العسكرية إلى ليبيا والسودان، وذلك حسب  عدة مصادر أمنية متعددة.

وتكشف الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية بأن روسيا تقوم بتوسيع في جنوب-شرق ليبيا والواقعة قرب الحدود مع كل من السودان وتشاد.


وتظهر الصور أن روسيا قامت بإعادة بناء مدرج وبنت منشآت للتخزين وزادت من قدراتها اللوجيستية. وكانت آخر مرة استخدمت فيها القاعدة هي عام 2011 حيث تمركزت فيها قوات الرئيس السابق معمر القذافي.

ويسيطر عليها حاليا خليفة حفتر الذي يقود ما يعرف باسم الجيش الوطني الليبي، حسب التقرير.
ونقل التقرير عن المنبر الاستقصائي للشرق الأوسط "إيكاد" في منشور على منصة "إكس"، قوله "تعتبر هذه التطورات متساوقة مع  استراتيجية روسيا لإنشاء عدة قواعد عسكرية في ليبيا".

وتمنح قاعدة معطن السارة "موسكو السيطرة على الطرق وتسهيل حركة المعدات العسكرية والجنود إلى منطقة الساحل وبدون أن تكون عرضة للرصد في الموانئ والمطارات الدولية".

ورصدت المخابرات الأوكرانية حركة الجنود والطائرات العسكرية عشرة مرات منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر، حيث قامت برحلات من  قاعدة حميميم في سوريا إلى شرق ليبيا.

وعبر الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع عن إمكانية الحفاظ على علاقات مع روسيا، وفقا للتقرير.

وفي نهاية كانون الأول/ ديسمبر، قال "لا نريد خروج روسيا من سوريا بطريقة تؤثر على علاقتها مع بلدنا".

وزار وفد روسي في بداية الشهر الحالي دمشق للتفاوض حول الكيفية التي تحتفظ فيها روسيا بقواعدها العسكرية. ولكن من المنطقي أن يقوم الرئيس بوتين بالتحوط على رهاناته وتوزيع أرصدته العسكرية.

ففي السودان دعمت روسيا طرفي الحرب هناك، حيث زودت موسكو في البداية قوات الدعم السريع بالأسلحة، ثم تعهدت بتقديم مزيد من الدعم العسكري للجيش السوداني مقابل منحها موافقة لبناء قاعدة بحرية على البحر الأحمر.

وتحدث السودان عن فكرة القاعدة البحرية في عام 2017 أثناء حكم عمر أحمد حسن البشير الذي أطاحت به ثورة شعبية عام 2019. وتم التوصل لاتفاق بشأن القاعدة في عام 2020 ولكنه انهار بعد اندلاع القتال بين طرفي الحكم في السودان في نيسان/أبريل 2023.

وفي محاولة للبحث عن حلفاء لمواصلة الحرب، أعلن السودان في الأسبوع الماضي، عن تعزيز العلاقات مع إيران. وفي ليبيا، فقد تقاسم التأثير بها الحكومة التي تدعمها تركيا في غرب البلاد وتلك التي يقودها حفتر في شرق البلاد وبدعم من روسيا ومصر والإمارات العربية المتحدة.

وقدمت روسيا إلى حفتر السلاح والمعدات. وفي الوقت نفسه وقعت شركة النفط الروسية "روسنفط" اتفاقية طويلة الأمد لتطوير حقول النفط الليبية، وفقا للتقرير.

ولعبت قاعدة حميميم الجوية في سوريا دورا مهما في عمليات شركة المرتزقة السابقة "فاغنر" والتي أعيد تسميتها بـ "الفيلق الأفريقي"، عندما نشطت في مالي وبوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر.

وكشف تحقيق لشبكة "سي إن إن" عن تغير في حركة الدعم الروسي لحلفائها في أفريقيا، فبدلا من انطلاق الطائرات من سوريا، تنطلق الآن من ليبيا إلى باماكو، عاصمة مالي.

وإلى جانب قاعدة معطن السارة، نقلت روسيا  معداتها إلى القاعدة الليبية، الخادم في شرق بنغازي وكذا الجفرة والتي كانت نقطة تمركز سابقة لمجموعة "فاغنر"، حيث أصبحتا مركز عمليات روسية في أفريقيا.

وبحسب المجلة، فإن البحرية الروسية تبحث عن ميناء تحت سيطرة حفتر. وذكرت وسائل إعلام سورية في أواخر كانون الثاني/يناير أن عقد إيجار روسيا لميناء طرطوس السوري لمدة 49 عاما قد تم إلغاؤه.


وقالت الاستخبارات العسكرية البريطانية، في بيان، نشر على موقع "إكس" الشهر الماضي، إن "قدرة روسيا على تقديم الدعم اللوجستي لكل من جيشها والمتعهدين العسكريين الخاصين في إفريقيا، إلى جانب الحد من الضرر على سمعتها والناجم عن سقوط نظام الأسد، ستكون بالتأكيد من أولويات الحكومة الروسية".

ويشير المحللون إلى أن قاعدة بحرية روسية بديلة قد تتشكل أيضا في ميناء طبرق بشرق ليبيا، وهو ما من شأنه أن يسمح لموسكو بالاحتفاظ بقدراتها في غرب إفريقيا مع توفير مركز استراتيجي ضد حلف الناتو على البحر الأبيض المتوسط.

وفي نهاية المطاف، فإن هذه القواعد الروسية الاستراتيجية في شرق ليبيا ستمنح حفتر المزيد من القوة في المفاوضات التي تشرف عليها الأمم المتحدة بشأن مستقبل ليبيا، مما قد يؤدي تأجيل الانتخابات الوطنية.

مقالات مشابهة

  • جدل واسع على منصات التواصل بعد ظهور الشرع ممتطيا حصانا أسود.. ما القصة؟
  • شاهد: أحمد الشرع ممتطيا الحصان الأسود.. ظهور غير رسمي للرئيس السوري
  • سوريا الجديدة.. الأب ينتقد سياسات لابنه الرئيس
  • سوريا.. اتفاق على دمج (قسد) في الجيش الجديد وترتيب لزيارة الشرع الى شمال شرقي البلاد
  • سوريا.. بعد سقوط نظام الأسد هل سترفع العقوبات عنها؟
  • نشاط عسكري روسي متزايد في ليبيا والسودان بعد سقوط الأسد في سوريا
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم تعليق عقوبات مفروضة على سوريا في هذه المجالات
  • الحريري يهنئ الرئيس الشرع.. توليه دليل على تحرر سوريا من الطغيان
  • سوريا والنرويج تبحثان التعاون في المجال الصحي
  • سعد الحريري: تولّي الشرع رئاسة سوريا دليل على تحررها من الطغيان