مما لا شك فيه أن السوريون تخلصوا من حكم عائلة الأسد الذى جسم على صدورهم وكبل حريتهم وجوعهم وشردهم واعتقلهم ونكل بهم أكثر من نصف قرن من الزمان.. فرحة السوريون بالخلاص من هذا الحقبة كاحلة السواد فرحة لا توصف عبروا عنها فى الشوارع والميادين فى الحوارى والأزقة، كسروا تماثيل صنعها جلاديهم رأيناها تطُرح أرضا وتُضرب بالنعال وتُداس بالأقدام، بعدما فتحوا زنازين الأسد وحطموا أقفال سجون شيدها ساجينهم حجبت عنهم شمس الحرية وغيبت عنهم أحبائهم لأكثر من ٥٤ عاما.
. فرار الأسد خَلْف أيضا قلقا وارتباكا فى المنطقة بل فى العالم أجمع وإعادة حسابات وتخوفات مشروعة فيما هو قادم من الزمان.. أول المنزعجون بعد هروب الأسد هى الكيان الصهيونى الذى لم يتأخر فى الرد على هروب الأسد بأن قام بتدمير البنية التحتية لكل المواقع العسكرية السورية من مطارات وقواعد عسكرية وموانئ بحرية ومخازن أسلحة ومنظومات دفاع جوى وبحرى وبرى، ليجعل من
سوريا دولة منزوعة السلاح.. العدو الإسرائيلى لم يكتف بهذا بل سيطر واحتل على مساحات ومواقع فى هضبة الجولان المحتلة وقرر بناء مستوطنات أخرى فى الجولان المحتل غير مكترث بأى قوانين دولية أو اتفاقيات أُبرمت أو معاهدات وقُعت فهذا هو عهد اليهود وعقيدتهم فى نقض الوعود والعهود.. فلا وعود لهم ولا عهود معهم فقد نقضوا عهودهم مع رسول الله فى فجر الإسلام.. بعد فرار الأسد وسيطرت
الفصائل المسلحة وعلى رأسها جبهة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولانى، أصبح مصير العديد من دول المنطقة وحكامها فى مهب الريح خوفا من عودة التيار الإسلامى إلى الساحة بعدما ظنوا أنهم تخلصوا منه ونجوا من تبعاته.. قيام أبو محمد الجولانى وفور دخوله دمشق وتوجهه إلى الجامع الأموى مع قواته ومناصريه له دلالة واضحة فى الإعلان عن التذكير بتوجه وعقيدة الجولانى السنية.. قرارات وتصريحات الجولانى أثارت لعاب أمريكا والغرب وبدأوا فى إعادة حساباتهم وتغيير مواقفهم من جبهة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولانى، وصل الحال بأمريكا أن رفعت الجبهة من قوائم الإرهاب وتخلت عن قرارها بجائزة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يساعد فى القبض على «الجولانى».. تصريحات «الجولانى» بأن الأولوية لديه فى استقرار سوريا وتوفير حياة كريمة مستقرة للسوريين وترتيب البيت السورى من الداخل وأنه لا وقت وليس ضمن أولوياته الدخول فى صراع مع إسرائيل أو تصفية الحسابات مع إيران أفشلت مخططات العدو الإسرائيلى فى جرجرة الشرع ورفاقة إلى مواجه مع العدو هدفها إثارة الفوضى فى سوريا.. قرارات الجولانى بحل الجيش وإلغاء التجنيد الإجبارى بعد تجريد سوريا من جيشها وتدمير بنيتها العسكرية من قبل إسرائيل أصبح السؤال المطروح من يحمى سوريا ويدافع عن أمنها وترابها وشعبها؟ قرارات الشرع بنزع سلاح الفصائل المسلحة قرار صائب إن تم تنفيذه خاصة بعدما أصبح وجود فصائل مسلحة لا مبرر له بعد السيطرة على الأوضاع فى سوريا.. توحيد الفصائل وجمع شمل الشعب السورى بكل مكوناته أمر محمود لو تم خاصة أن هذه الفصائل لكل فصيل منهم معتقداته ومذهبه والذى وحدهم فقط هو كرههم للأسد الذى فر وهرب من عرينه بعدما تخلى عنه جيشه وشعبه وداعميه.. أهم ما يشغل السوريون هو إقرار دستور يرضى عنه السوريين وغيرهم ويعبر بصورة إيجابية عما ستكون عليه سوريا بعد هروب الأسد.. ما يشغل السوريون هو وجود جيش قوى يحمى سوريا وشعبها ولا يتدخل فى السياسة أو الحياة العامة للمواطنين.. ما يهم السوريون هو الحياد الإيجابى للسلطة فى الانتخابات لا تزويرها وأن يحكم سوريا ما يريده ويختاره الشعب السورى فى انتخابات حرة نزيهة تشهد منافسة حقيقية بين مرشحين بعيدا عن التزوير وتدخل السلطات لإنجاح مرشح بعينه خاصة مع إعلان أحمد الشرع زعيم جبهة تحرير الشام عزمه على الترشح لرئاسة سوريا.. ما يهم السوريون هو وجود حياة ديمقراطية حقيقية وحرية وكرامة إنسانية وعيشة هنية.. فهل سيتحقق للسوريين ما يريدون؟
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية:
ما بعد هروب الأسد
الفصائل المسلحة
قوائم الإرهاب
إقرأ أيضاً:
تضم رفات أطفال ونساء.. العثور على مقبرة جماعية في سوريا
أفادت وسائل إعلام سورية، الثلاثاء، بالعثور على مقبرة جماعية في ريف حمص الغربي.
وأكد موقع تلفزيون سوريا، عثور مواطنين في منطقة سهل البقيعة بريف حمص الغربي، الإثنين، على مقبرة جماعية في مصرف صحي وسط حقل زراعي.
ووفق تلفزيون سوريا، فإن المقبرة تضم رفات عدة أشخاص بينهم نساء وأطفال، وتوزعت على حفرتين متجاورتين للصرف الصحي.
ونقل الموقع عن منصات سورية قولها، إن سهل البقيعة، تعد من أبرز المناطق التي سجلت حالات اختفاء قسري وعمليات اعتقال تعسفي طالت المئات من السكان، في ظل سيطرة قوات نظام الرئيس السابق بشار الأسد والمليشيات الموالية لها عليها.
وكان المرصد السوري قد رصد الشهر الماضي، العثور على مقبرة جماعية بمدينة حمص في محيط جامع علي بن أبي طالب بحي دير بعلبة تضم رفات أشخاص قتلوا في مجزرة يعتقد أنها ارتكبت من قبل قوات نظام الأسد عند دخولها للحي في عام 2013 وقد تم التعرف على جثتين.
وبلغت حصيلة المقابر الجماعية المكتشفة وفق توثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ سقوط نظام الأسد 24 مقبرة جماعية، احتوت على رفات 2683 ضحية.