بوابة الوفد:
2025-01-18@00:49:45 GMT

علي جمعة: لا تسألوا الله الصبر بل اللطف

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، بهذه الآية الكريمة يبدأ الدكتور علي جمعة حديثه حول فضيلة الصبر ومعناه في حياة المؤمنين، مؤكدًا أن الصبر ليس مجرد احتمال للشدائد، بل هو منهج عميق يحمل أبعادًا إيمانية وروحية.

أنواع الصبر: ممدوح ومذموم

يوضح جمعة عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك أن الصبر ينقسم إلى نوعين: صبر ممدوح وصبر مذموم.

فالصبر الممدوح هو الذي يكون "بالله، وفي الله، ولله"، أي أن يعتمد الإنسان على الله ويحتسب عنده، بينما الصبر المذموم هو "الصبر عن الله"، وهو أن يغفل الإنسان عن ذكر الله ويتجاهل حكمته في الابتلاء.

ويضيف: "ينزل الله علينا المحن لا انتقامًا منا، بل حبًا لنا. نحن صنعته، وهو ينظر إلينا برأفة ورحمة، وإذا تجلّى علينا بالجلال كسا ذلك الجلال بالجمال. فالمصائب تأتي لتذكرنا بالله، ولتعيدنا إلى الطريق المستقيم".

الابتلاء... رسالة حب ورحمة

يشرح د. جمعة أن الابتلاء ليس عقابًا بل رسالة من الله، تحمل في طياتها تذكيرًا ورحمة. واستدل على ذلك بحديث النبي ﷺ: "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة". فالمصائب مثل الموت والكوارث تذكّرنا بضعفنا وافتقارنا إلى الله، وتحفّزنا على التوبة والعودة إلى العبادة الخالصة.

الصبر والصلاة... مفتاح الفرج

يشير د. علي جمعة إلى ارتباط الصبر بالصلاة في الآية الكريمة، موضحًا أن الصلاة هي صلة العبد بربه، وهي مفتاح لتهذيب النفس والابتعاد عن الفحشاء والمنكر. كما أن الصلاة هي "خير موضوع"، فمن يسجد لله يجد الخير كله.

ويقول: "الصبر في الله ومع الله يرفعنا إلى مرتبة عظيمة، حيث يقول الله: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}. إنها جائزة عظيمة أن يكون الله مع الصابرين، ويجعلهم في مقام القرب".

لا تسألوا الله الصبر بل اللطف 

وحذر د. جمعة من طلب الصبر مباشرة في الدعاء، قائلاً: "سيدنا رسول الله ﷺ سمع رجلاً يدعو: اللهم أنزل عليّ الصبر، فقال له: سألت الله البلاء. لا تطلبوا الصبر، بل اسألوا الله اللطف، وإذا نزل البلاء قولوا: اللهم اجعلنا من الصابرين ومع الصابرين".

 

اختتم الدكتور علي جمعة حديثه برسالة إيمانية عميقة، مفادها أن الصبر ليس مجرد احتمال للشدائد، بل هو باب لمعية الله ورحمته، وهو الوسيلة التي بها يرتقي الإنسان في مدارج الإيمان. وأكد: "الصبر بالله ولله وفي الله هو جوهر العبادة، وهو ما يضمن لنا الفوز بمعية الله ورحمته في الدنيا والآخرة".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رسول الله سيدنا رسول الله النبي الدكتور علي جمعة والصلاة علي جمعة حديث النبي علی جمعة

إقرأ أيضاً:

هل التغيير يأتي من البشر أم من المولى عز وجل؟ ..علي جمعة يرد

اجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن سؤال ورد اليه مضمونة:"هل التغيير يأتي من البشر أم من المولى عز وجل؟".

ليرد جمعة، موضحا: ان الله عز وجل يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. إذًا، هي دائرة؛ فهناك أشياء يفعلها البشر، وما يفعله البشر يدور بين الإيجاب، مثل الحب والرحمة، وبين السلب، مثل التدمير، والتفجير، والتكفير، والكراهية، والغضب.  

فإذا كان الإنسان يسير على الحلال ويسير على مجموعة الأخلاق التي تزكي النفس؛ فإن الله يغيره من حال إلى حال أفضل منه. والتغيير الإلهي يختلف عن التغيير البشري؛ فالتغيير البشري مناطه الاختيار، أما التغيير الإلهي فمناطه الخلق.  

من المفروض أن أكون دائمًا، وأنا أسير في رحلة حياتي، حريصًا على التفكير في الخير، لأن الله تعالى هدانا إلى طريقَي الخير والشر، حيث قال: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ}.  
إذًا، الله تعالى أمرنا بكل إيجابية، وأمرنا بكل ما هو مليح؛ أمرنا بالصلاة، والبر، والصدقة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والانتهاء عن كل سلبية. فإن فعلنا هذه الأوامر، غيَّر الله حالنا من الحال التي نحن عليها إلى أحسن منها.  

لننظر إلى حال المسلمين في مكة في بداية الأمر، عندما رأى الله حالهم الإيجابي، غيَّر حالهم إلى الحبشة، حيث وجدوا الأمن بعد الاضطراب، والاستقرار بعد القلق النفسي. وبعد ذلك، زاد تمسكهم وارتباطهم بخالقهم سبحانه وتعالى، فغيَّر الله حالهم من الحبشة إلى المدينة، حيث تأسست دولتهم وبدأت فتوحاتهم وتوسعاتهم من الشرق إلى الغرب وسادوا العالم.  

قال الله جل شأنه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. بالفعل، غيَّر الله حالهم إلى أفضل مما كانوا عليه.  

على سبيل المثال، نجد عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - عندما قال له سعد بن الربيع - رضي الله عنه -: "اختر ما شئت من مالي وزوجاتي"، أجابه عبد الرحمن بن عوف: "بارك الله لك في زوجاتك وفي مالك، ولكن أرشدني إلى السوق". فأرشده إلى السوق. وكان عبد الرحمن بن عوف تاجرًا ناجحًا، حتى إنه عندما توفي لم يتمكنوا من حصر ثروته لكثرتها.  

وقد قال النبي ﷺ: "إن عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً". فقال بعض أصحاب النظرة القاصرة والقلوب القاسية: إن عبد الرحمن بن عوف لكثرة ماله لم يكن الله راضيًا عنه.

ولكن أهل العلم والبصيرة فسَّروا ذلك تفسيرًا رائعًا وجميلاً، فقالوا: إن الذي يحبو هو الطفل الصغير، فكأن عبد الرحمن بن عوف سيكون في براءة الأطفال، ليس عليه شيء يُؤاخذ عليه عند دخوله الجنة.  

هذا التفسير الذي أدركه أهل الله جاءهم عن طريق البصيرة التي رزقهم الله إياها.  

فالتغيير الذي يتم من قِبَل الخلق مناطه الاختيار، أما التغيير الذي يتم من الله فمناطه الخلق. فالله سبحانه هو المحيي المميت، وهو الخالق، وهو الموفق. وكلما اتقينا الله وخشيناه وغيرنا أنفسنا، غيَّر الله حالنا إلى أحسن حال، وفتح لنا أبواب الخير، والسعة، والأمن، والأمان.

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف وكبار رجال الدولة يشهدون أول جمعة "بمسجد مصر "تحت إشراف الوزارة
  • وزير الأوقاف يحضر أول جمعة بمسجد مصر الكبير.. والمفتي خطيبًا
  • وزير الأوقاف وكبار رجال الدولة يشهدون أول جمعة بمسجد مصر الكبير
  • وزير الأوقاف وكبار رجال الدولة يشهدون أول جمعة بمسجد مصر الكبير تحت إشراف الوزارة.. صور
  • المفتي: الابتلاء ليس رزقا بل منحة إلهية للمؤمنين.. فيديو
  • بعد ضمه رسميا لوزارة الأوقاف.. أول صلاة جمعة من مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية
  • دعاء ثاني جمعة من شهر رجب
  • هل التغيير يأتي من البشر أم من المولى عز وجل؟ ..علي جمعة يرد
  • سنة التدافع وحكمة القصص القرآني.. تفسير الآية 252 من سورة البقرة
  • جمعة: التغيير بين اختيار البشر وإرادة الله