المستقبل الاقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب (٤- ١٠)
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
تناولنا فى المقالات السابقة أن عودة ترامب تعلن عن تبعثر أوراق الإقتصاد العالمى خاصة فى الدول العربية، بسبب السياسات الخاصة المرتبطة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتى انخرطت فى صراعات مدتها 231 عاما من أصل 248 عاما من وجودها، وإستناداً على شعار ترامب «أمريكا أولاً»، فإن توجهاته تعكس هذا الشعار، ففى الولاية السابقة عام 2017 اتسمت السياسات الإقتصادية لترامب بتوجهاتها الداعمة للنمو الاقتصادى المحلى وتعزيز القوة التنافسية، وفى هذه السلسلة من المقالات سوف نتناول تأثير ذلك على الدول العربية بصورة منفردة، وفى هذا المقال سوف نتناول الأثر الاقتصادى على الجانب السورى، الذى يمر بأكبر فوضى فى تاريخه عبر عنها ترامب بأن سوريا فى فوضى، لكنها ليست صديقتنا، وأضاف، لا ينبغى للولايات المتحدة أن يكون لها أى علاقة بما يحدث، هذه ليست معركتنا، لندع الأمور تجرى، دون أن نتدخل، ولكن يجب وضع تعاطف سوريا من إنطلاق عملية «طوفان الأقصى» فى الحسبان، والأخذ فى الاعتبار نجاح سوريا فى حرب عام 2006 عبر حزب الله فى إجهاض ولادة «شرق أوسط جديد»، ما يحدث الآن فى سوريا ما هو إلا تحديد لقواعد جديدة لموازين القوى، تراها مصر بشكل واضح، بعد انتظار أكثر من 400 يوم من حرب ميلاد شرق أوسط جديد، وعمليا تشير كثير من التقارير إلى حاجة الاقتصاد السورى إلى نحو 10 سنوات من أجل العودة إلى مستويات 2011، بعد أن فقد نحو 85% من قيمته خلال 12 عاماً ليصل إلى تسعة مليارات دولار فى 2023 مقابل 67,5 مليار دولار فى 2011، أما الآن فالقيمة تقترب من الصفر، فالنظام السورى دمر الاقتصاد بجعله إحتكاريا محصوراً بعدد من الأفراد، وبذلك تراكمت الأرباح، كما لم يكن هناك سوق اشتراكى ولا سوق حر، كان هناك سوق يمكن تسميته بـ رأسمالية النخبة أو العائلة، وبالتالى لم يكن هناك سياسات مالية أو نقدية بل مجرد اقتصاد حرب يسعى إلى دعم الآلة العسكرية للنظام ضد شعبه، امتزج هذا بدعم بشار الأسد للفساد خاصة الفساد الإدارى الذى استشرى فى النخب السورية والمراكز البحثية والجامعات، عبر تقليد الفاسدين للمناصب، مما نجم عنه ضياع للأمن القومى السورى، وإذا كانت سوريا مع نهاية السنة الثامنة من النزاع السورى، والذى بدأ عام 2011 خسرت إقتصاديا ما يفوق 442 مليار دولار، وهذا الرقم الهائل لا يعبر وحده عن معاناة شعب أصبح 10 مليون منه على الأقل لاجئين، إلا أنه من المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 800 مليار دولار بعد إنهيار نظام بشار والسقوط الإقتصادى لسوريا، وبالتالى نرى أنه من المبكر الحديث عن مستقبل الدولة السورية، ولكن يمكن تحديد سيناريوهات محتملة أبرزها سيناريو استمرار الوضع الراهن مقترنا بفوضى الانقسامات الجغرافية والطائفية، كذلك سيناريو التقسيم الفعلى إلى مناطق نفوذ بين اللاعبين الرئيسيين، وهو ما قد يؤدى إلى تفاقم النزاعات بين الأطراف، خاصة على الحدود والموارد، أيضاً سيناريو التسوية السياسية الشاملة من خلال اتفاقات دولية تقضى بتشكيل حكومة جديدة، وهو سيناريو يتطلب تنازلات كبرى وإصلاحات دستورية كبيرة لإعادة بناء الثقة بين الشعب والحكومة، لكنه يظل الأكثر استدامة، السيناريو الأخير الفوضى الشاملة بانهيار كامل، وفقدان السيطرة، وبروز فصائل جديدة تتقاتل على السيطرة، وهو سيناريو يجعل من سوريا ساحة حرب مفتوحة لجميع الأطراف الدولية، مما سيزيد من التدخلات الأجنبية ويعزز الإرهاب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لعل وعسى المستقبل الاقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب ٤ ١٠ د علاء رزق الاقتصاد العالمي الدول العربية الولايات المتحدة الأمريكية
إقرأ أيضاً:
مع صعود النفط.. هبوط معظم البورصات الأوروبية والآسيوية
صعدت أسعار النفط، في تعاملات اليوم الثلاثاء، “حيث جرى تداول العقود الآجلة للخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” عند 70.86 دولار للبرميل، فيما تم تداول العقود الآجلة للخام العالمي مزيج “برنت” عند 74.11 دولار للبرميل”.
وفي أسواق العملة، “تراجع سعر الدولار الأمريكي، “ليصل إلى 153.83 ين ياباني من 154.14 ين، كما تراجع اليورو ليصل إلى 1.0486 دولار من 1.0513 دولار”.
في سياق متصل، هبطت مؤشرات الأسهم الأوروبية والآسيوية، و”هبط مؤشر “داكس” الألماني بأقل من 0.1% ليصل إلى 20306.22 نقطة، فيما ارتفع مؤشر كاك “40” الفرنسي بأقل ممن 0.1%، وتراجع مؤشر “فوتسي 100″ البريطاني بنسبة 0.6% إلى 8210.20 نقطة”.
وبحسب وكالة اسوشيتد برس، “تراجع مؤشر “نيكي 225” القياسي الياباني بنسبة 0.2% إلى 39364.68 نقطة، فيما صعدت أسهم مجموعة “سوفت بنك”، المدرجة في الولايات المتحدة عند الإغلاق بنسبة 4.4%، وانخفضت الأسواق الصينية، حيث تراجع مؤشر “هانغ سنغ” في هونغ كونغ بنسبة 0.1% ليصل إلى 19773.60 نقطة، كما تراجع مؤشر “شنغهاي” المجمع بنسبة 0.7% ليصل إلى 3361.49 نقطة”.
ووفق الوكالة، “ارتفع مؤشر “ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200” الأسترالي بنسبة 0.8% ليصل إلى 8314 نقطة، فيما تراجع مؤشر “تايكس” التايواني بنسبة 0.1%، وتراجع مؤشر “سيت” في بانكوك بنسبة 1.7%”.