خالد الجندي يشرح أسرار البديهيات في القرآن ويكشف أبعاد جديدة لمعاني الآيات
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
في حلقة جديدة من برنامج "لعلهم يفقهون" الذي يُعرض على فضائية DMC، تناول خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، موضوعًا شيقًا حول أنواع البديهيات التي يتضمنها القرآن الكريم، كاشفًا عن ثلاثة أنواع رئيسية: البديهيات الحسابية، البلاغية، والعقلية.
وأكد الجندي أن هذه الأنواع، رغم وضوحها الظاهري، تحمل في أعماقها دلالات ومعاني تتطلب التفكر والتأمل العميق لفهمها.
البديهيات الحسابية.. أكثر من مجرد أرقام
استشهد الجندي بآية من سورة البقرة: "فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم، تلك عشرة كاملة"، موضحًا أن هذه الآية ليست مجرد معادلة حسابية. فرغم أن الحساب يبدو بسيطًا، إلا أن الجندي لفت الانتباه إلى أن استخدام كلمة "تلك" بدلاً من كلمات مثل "هذه" يضفي بعدًا مختلفًا.
وأوضح أن "تلك" تشير إلى الثبات واليقين، وتؤكد على أن هذه الأيام العشرة ليست مجرد أرقام بل هي عبادة مكتملة العناصر تتطلب الالتزام والتأمل.
وأشار إلى أن النص القرآني لو اكتفى بذكر العدد فقط، كأن يقول "ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم"، لكان المفهوم حسابيًا بحتًا.
لكن إضافة "تلك عشرة كاملة" يعكس أن الأمر يتعدى الحساب ليؤكد على وحدة العبادة ككل، مما يجعل هذه الأيام العشرة جزءًا لا يتجزأ من رحلة إيمانية أكبر.
البديهيات البلاغية سر اختيار الكلمات
توقف الجندي عند اختيار القرآن للمفردات والأسلوب البلاغي في تقديم المعاني، حيث أوضح أن كل كلمة تُستخدم بعناية لتعكس معنى أعمق. في هذه الآية تحديدًا، جاءت كلمة "كاملة" لتبرز أن العشرة ليست مجرد عدد عشوائي، بل تمثل اكتمال العبادة والطاعة، بما يعكس المعاني الجوهرية للقرآن الكريم التي ترتبط بالروح والعقل معًا.
وأكد الجندي أن هذا النوع من البلاغة هو ما يميز القرآن الكريم، حيث تحمل الكلمات معاني ظاهرة وباطنة تتكشف لمن يتأمل النصوص ويتدبرها بعمق.
البديهيات العقلية مدخل للتفكر
أما البديهيات العقلية، فشرح الجندي أنها تُظهر مدى ارتباط القرآن بالمنطق والعقل، حيث يقدم النصوص التي تبدو بسيطة لكنها في الحقيقة تدعو للتفكر والتحليل. فالقرآن لا يقدم معلومات مباشرة فقط، بل يحفز العقل على البحث في الأسباب والحكمة وراء كل تفصيل، كما في الآية المذكورة، حيث تساءل: لماذا اختار النص هذه الصياغة؟
رسالة تدبرية للمسلمين
اختتم خالد الجندي حديثه برسالة للمشاهدين، داعيًا إياهم إلى عدم الاكتفاء بالقراءة السطحية للنصوص القرآنية، بل البحث عن المعاني العميقة والبديهيات التي تربط بين العقل والقلب.
وأكد أن القرآن الكريم هو كتاب متعدد الطبقات في معانيه، وكلما تعمق الإنسان فيه، اكتشف المزيد من الحكم والدروس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خالد الجندي برنامج لعلهم يفقهون المزيد
إقرأ أيضاً:
مؤمن الجندي يكتب: قائد على حافة الانفجار
وسط المشهد المشحون، وقف القائد محاطًا بالعيون، يترقب الجميع كلمته أو حتى نظرة.. في داخله عاصفة تغلي، لكن الصمت كان خياره الوحيد، فالقيادة ليست في اتخاذ القرارات وقت السكون، بل في ترويض النفس وقت الغضب، وكظم الغيظ حين يكون الانفجار أسهل الطرق.
مؤمن الجندي يكتب: بلا وداع مؤمن الجندي يكتب: حين تتلاشى الألوانليس القائد من يُعرَّف بموقعه، بل بمواقفه، تلك اللحظات التي تتسلل فيها الأزمات فجأة، وتتعرى النفوس أمامها دون درع أو قناع؛ القائد الحقيقي يُقاس في لحظات الانفعال، حيث يُختبر صبره وحكمته! لكن، ماذا لو تحدث الغضب قبل الحكمة؟ وماذا لو صرخ الانفعال في وقتٍ كان الصمت فيه أبلغ رد؟
هي لحظة واحدة تكفي لتقلب الموازين! لحظة يسقط فيها القائد في فخ انفعاله، فينسى أن العيون لا تتركه، وأن كلماته تصبح سهامًا تُحدّد المسار.. القائد ليس معصومًا، لكنه مُطالَبٌ دائمًا بما يفوق طاقة البشر.
محمد الشناوي، قائد الأهلي، وعملاق حراسة مرماه، حمل أمانة القيادة على كتفيه لسنوات، لكنه في لحظة غضب بعد خسارة كأس التحدي أمام باتشوكا المكسيكي، خرج عن الإطار الذي ما دام احتضنه.. جاء الرد على أحد الجماهير من المدرجات، كأنه صرخة من قلبٍ مثقل بالإحباط، لكنه لم يكن مجرد رد، بل كان رسالة غير مقصودة بأن حتى الجبال قد تهتز عندما تضغط عليها الرياح.
فن التحكم في الذاتالقائد يواجه ليس فقط خصومه، بل نفسه أولًا! فالغضب حين يخرج عن السيطرة لا يكشف عن الضعف فقط، بل قد يجرّ معه صورة رسمها الزمن بصبرٍ وجهد، والشناوي لم يكن يومًا مجرد لاعب؛ هو قائد، وشخصية لا تقف عند حدود الميدان، لكن تلك اللحظة كانت شاهدة على صراع داخلي بين إنسانية القائد ومثالية الصورة التي يريد الجميع أن يراها.
من وجهة نظري أن الحياة دائمًا تمنح فرصة للتصحيح، والقائد الحقيقي هو من يعيد الإمساك بزمام الأمور.. محمد الشناوي سيبقى قائدًا، لكنه اليوم أمام فرصة ليُعيد تعريف قيادته، ويثبت أن لحظات الانفعال ليست النهاية، بل بداية لرحلة أعمق في فن التحكم بالذات.
في النهاية، أرى أن القائد قد يغضب، لكن قوته الحقيقية تكمن في قدرته على تحويل ذلك الغضب إلى وقودٍ للمضي قدمًا، دون أن يُحرق من حوله.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا