صحف عالمية تدعو للتعامل مع الحكومة السورية وتحذر من إفشال الانتقال السياسي
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
واصلت الصحف العالمية التأكيد على ضرورة التعامل مع الحكومة السورية الجديدة بما يضمن وحدة البلاد، ويدعم الانتقال السلمي للسلطة، محذرة من أي محاولة لإفشال هذه التجربة.
ففي مجلة "فورين أفيرز"، قال الكاتب سام هيلر إن على المجتمع الدولي المحافظة على وحدة الأراضي السورية، مؤكدا أن الفوضى والتفكك "يمثلان أسوأ خيارات السوريين والمنطقة".
وعلى الرغم من التحفظات المفهومة لبعض الدول بشأن هيئة تحرير الشام، فإن الكاتب يرى أن على هذه الدول أن تكون حريصة على نجاح عملية انتقال السلطة في سوريا، وعدم التدخل فيها أو إفشالها نهائيا.
تنسيق مع موسكوأما صحيفة "الغارديان" التي دخلت إلى قاعدة حميميم العسكرية، فنقلت عن مسؤول روسي أن موسكو تأمل في إقامة علاقات ودية مع الحكومة السورية الجديدة، ووفقا للمسؤول، فقد بدأت روسيا قبل أسبوع اتصالات مع هيئة تحرير الشام لتنسيق الشؤون العسكرية.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول في "تحرير الشام" أنه "لن تكون هناك خطوط حمراء في المفاوضات مع الروس"، وأن هذه المفاوضات "ستستند إلى المصالح الإستراتيجية وليس الأيديولوجية".
وفي "نيويورك تايمز"، أشار تحليل إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لم يذكر سوريا بتاتا خلال اجتماع تلفزيوني استمر ساعة مع كبار القادة العسكريين، ولم يقل أي شيء علنا حتى الآن عن انهيار حليفه المقرب بشار الأسد".
إعلانونقلت الصحيفة عن المحلل العسكري أنطون مارداسوف أن سقوط الأسد "يشكّل موضوعا مؤلما في موسكو حاليا"، وأنه "من الأفضل ألا تصرح موسكو بأي شيء".
وفي متابعة للوضع الميداني، أجرت صحيفة الإندبندنت مقابلة مع علاء عمران -رئيس الشرطة الجديد في مدينة حمص– قال فيها إن الاعتقاد كان سائدا بأنه من الصعب السيطرة على حمص بسبب تنوعها الديني.
وأكد عمران أن كل الأمور حاليا أصبحت تحت السيطرة، وأنه "لم تكن هناك محاولات لقتل أي شخص خلال الأسبوع الماضي"، مضيفا أن نجاح الهجوم الاستثنائي ضد قوات بشار الأسد "يعزى إلى سنوات من التخطيط لليوم التالي، وليس فقط للمُعدات العسكرية المتطورة".
لا بد من وقف الموت
وفي سياق متصل، قالت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها إن إسرائيل "تواجه واحدة من أكثر المراحل خطورة في تاريخها"، وإن الوقت قد حان "لإعلاء شأن الحياة على الموت عبر إنهاء الحرب في قطاع غزة، وإنقاذ الرهائن (الأسرى)".
وطالبت الصحيفة الإسرائيليين بالنزول إلى الشوارع واللجوء إلى كافة الأساليب غير العنيفة لإجبار الحكومة الإسرائيلية على اختيار المسار الصحيح.
كما نقلت "يديعوت أحرنوت" عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن إسرائيل تدرس الرد على التصعيد الذي تمارسه جماعة أنصار الله (الحوثيين) اليمنية، مضيفة أن "صبر تل أبيب بدأ ينفد"، وأنها "تنظر في تنفيذ هجمات كبيرة ضد الحوثيين".
وأخيرا، قال موقع "ذا هيل" الأميركي إن "حملة القمع التي تشنها قوات الأمن الفلسطينية ضد الجماعات المسلحة في شمال الضفة الغربية، أجبرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على تعليق خدماتها بما في ذلك التعليم.
وأشار الموقع إلى أن السبب وراء قرار السلطة الفلسطينية بشن الحملة "غير واضح، لا سيما أن مثل هذه الإجراءات لا تحظى بدعم الجمهور الفلسطيني".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء كندا يدعو إلى انتخابات مبكرة للتعامل مع تهديد ترامب
دعا رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني -أمس الأحد- إلى إجراء انتخابات مبكرة في 28 أبريل/نيسان المقبل، قائلا إنه يحتاج إلى تفويض قوي للتعامل مع التهديد الذي يشكله الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي "يريد أن يكسرنا حتى تتمكن أميركا من امتلاكنا".
وتظهر هذه التصريحات مدى تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وكندا، الحليفتين القديمتين والشريكتين التجاريتين، منذ أن فرض ترامب رسوما جمركية على كندا وهدد بضمها للولايات المتحدة لتكون الولاية رقم 51.
ورغم أن الانتخابات المقبلة كانت مقررة في 20 أكتوبر/تشرين الأول القادم، فإن كارني (60 عاما) يأمل الاستفادة من التعافي الملحوظ الذي يحققه حزبه الليبرالي باستطلاعات الرأي منذ يناير/كانون الثاني الماضي، عندما بدأ ترامب تهديده وأعلن رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو استقالته.
وفاز كارني -الذي تولى منصب محافظ البنك المركزي مرتين ولا يحظى بأي خبرة سابقة في السياسة أو الحملات الانتخابية- برئاسة الحزب الليبرالي قبل أسبوعين من خلال إقناع أعضاء الحزب بأنه أفضل شخص للتعامل مع ترامب.
وقال كارني في خطاب إلى الأمة "لقد طلبت للتو من الحاكمة العامة حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات في 28 نيسان/أبريل. وقد وافقت" في إشارة إلى ممثلة الملك تشارلز الثالث في كندا العضو بالكومنولث البريطاني.
إعلانوعند أداء اليمين رئيسا للوزراء في 14 مارس/آذار الجاري، قال كارني إنه قادر على العمل مع ترامب وإنه يحترمه. لكنه أوضح للصحفيين أمس "نحن نواجه أكبر أزمة في حياتنا بسبب الإجراءات التجارية غير المبررة التي يتخذها الرئيس ترامب وتهديداته لسيادتنا".
وتابع "يجب أن يكون ردنا هو بناء اقتصاد قوي وتعزيز الأمن في كندا. يدّعي الرئيس ترامب أن كندا ليست دولة فعلية. إنه يريد كسرنا حتى تتمكن أميركا من امتلاكنا. لن نسمح بحدوث ذلك".
ولم يرد البيت الأبيض حتى الآن على طلب للتعليق على تصريحات كارني.
وقد أرجأ ترامب يوم 6 مارس/آذار فرض رسوم جمركية تبلغ 25% على بعض السلع الكندية لمدة 30 يوما. لكنه فرض بعد ذلك رسوما جمركية على واردات الصلب والألمنيوم، وهدد بفرض رسوم جمركية مضادة على سلع إضافية، منها منتجات الألبان والأخشاب الكندية، في الثاني من أبريل/نيسان القادم.
ويثير ترامب حفيظة الجارة الشمالية لبلاده باعتباره أن سيادتها مصطنعة وكذلك حدودها، وحضّها على الانضمام إلى الولايات المتحدة بصفتها الولاية الـ51.
وترافقت هذه التصريحات مع حرب تجارية يشنّها ترامب مع فرضه رسوما جمركية على الواردات من كندا، وهو ما يمكن أن يلحق أضرارا جسيمة باقتصادها.
وعادة ما تهيمن قضايا محلية على غرار كلفة المعيشة والهجرة على الانتخابات الكندية. لكن في هذه المرة، يتصدّر المشهد موضوع رئيسي واحد "من يمكنه التعامل مع ترامب على نحو أفضل؟".
وقد انقلب المشهد السياسي الكندي بعد مواقف ترامب تجاه كندا المنضوية مع الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتي تعد أحد أقرب شركائها تاريخيا.
وكانت شعبية ترودو -الذي تولى السلطة عام 2015- متراجعة على نحو كبير عندما أعلن تنحيه، في حين كانت استطلاعات الرأي تفيد قبل بضعة أسابيع أن حزب المحافظين بقيادة بيار بوالييفر هو الأوفر حظا للفوز بالانتخابات.
إعلانلكن هامش تقدّم المحافظين بالاستطلاعات تقلّص منذ أن تولى كارني زعامة الليبراليين، وبات محلّلون يصفون السباق الانتخابي الذي تطغى عليه مواقف ترامب بأنه محتدم للغاية.
وبوالييفر (45 عاما) سياسي متمرّس تم انتخابه للمرة الأولى بعمر 25 عاما. وهو ناشط مخضرم يوصف أحيانا بأنه شعبوي ومن دعاة النزعة الليبرتارية (التحررية).
أما كارني فقد أمضى حياته المهنية خارج معترك السياسة والسباقات الانتخابية. وعمل خلال أكثر من عقد في مصرف غولدمان ساكس ليرأس بعد ذلك المصرف المركزي الكندي، ومن ثم المصرف المركزي للمملكة المتحدة (بنك إنجلترا).
ويمكن للأحزاب الأقل تمثيلا أن تواجه صعوبات إذا سعى الكنديون إلى منح تفويض كبير لأحد هذين المرشحين، وذلك لتدعيم موقف البلاد بمواجهة ترامب.
ويطلق كارني حملته اليوم من مقاطعة نيوفندلاند ولابرادور الواقعة على سواحل المحيط الأطلسي، في وقت يطلق بوالييفر حملته من تورنتو أكبر مدن البلاد.
ومن جهته، يبدو أن ترامب لا يبالي بهوية الفائز بمضيّه قدما في زيادة الرسوم الجمركية على واردات بلاده من كندا وشركاء تجاريين رئيسيين آخرين اعتبارا من 2 أبريل/نيسان المقبل.
وقال ترامب هذا الأسبوع "لا يهمني من سيفوز هناك" وأضاف "لكن قبل فترة وجيزة، قبل دخولي على الخط وتغييري تماما للانتخابات التي لا أكترث لها، كان حزب المحافظين متقدّما بفارق 35 نقطة".