تشهد محافظة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي منذ انقلابها، تصاعداً ملحوظاً في جرائم السرقة والنهب المسلح، التي أصبحت تهدد أمن المواطنين بشكل غير مسبوق.

الغريب في الأمر أن عشرات من هذه الجرائم تقع بالقرب من مراكز أمنية وأقسام شرطة يديرها قيادات وعناصر تابعون للمليشيا، ما يثير تساؤلات حول تواطؤ القيادات الحوثية مع عصابات الجريمة المنظمة.

في حادثة لافتة، تعرضت محلات تجارية لتاجر يدعى معاذ راجح للسرقة ليلة أمس، على بعد أمتار قليلة من مديرية أمن مدينة القاعدة بمحافظة إب.

وأثارت الحادثة غضباً واسعاً في أوساط المواطنين الذين اعتبروا وقوع الجريمة قرب مركز أمني دليلاً على غياب القانون وتواطؤ الجهات الأمنية مع العصابات.

مصادر محلية أكدت أن جرائم التقطّع والنهب باتت شائعة في المحافظة، وتشمل مناطق عدة منها نقيل بعدان وقرية ذي شامة.

في إحدى الجرائم، تعرض المواطن نور الدين الصايدي لعملية تقطّع وتهديد بالسلاح، حيث تم نهب أمواله وممتلكاته بالكامل بالإكراه.

وتشير المصادر إلى أن بعض هذه العصابات مرتبطة بقيادات حوثية بارزة، ممن تم تعيينهم في مواقع أمنية بعد الانقلاب المسلح عام 2014م، كما أن بعض أفراد العصابات خرجوا من السجون بموجب صفقات مشبوهة أبرمتها المليشيا.

ليست المرة الأولى فقد سبق ذلك سرقة العديد من المحلات التجارية في مدينة إب في جنح الظلام خلال الأشهر الماضية تحت أنظار الأجهزة الأمنية الحوثية دون أن يتدخلوا أو يحركوا ساكناً بل تقيد تلك الحوادث ضد مجهولين.

تكرار هذه الوقائع يعكس تواطؤاً صريحاً أو فشلاً ذريعاً، ويؤكد تفشي حالة الانفلات الأمني في ظل سيطرة الحوثيين.

وتتزايد مخاوف سكان إب من تفاقم الأوضاع الأمنية، حيث تحولت المحافظة إلى مسرح للنهب والتقطّع. فقد شهد حي البيحاني مقتل الشاب ربيع الحداد بعد تعرضه لسطو مسلح، وارتفعت مطالبات الأهالي بضرورة محاسبة العصابات ومن يقف وراءها.

ويرى مراقبون في إفادتهم لوكالة خبر، أنه من خلال هذه الحوادث يتضح أن الانفلات الأمني في محافظة إب ليس مجرد نتيجة لعجز أمني، بل هو انعكاس لسياسات ممنهجة تتبعها المليشيا الحوثية، حيث يتم تعيين أصحاب سوابق جنائية في مواقع أمنية حساسة، ما ساهم في تحويل الأجهزة الأمنية إلى مظلة لحماية الجريمة.

وأشاروا إلى أن استمرار التواطؤ الواضح بين قيادات مليشيا الحوثي وعصابات الجريمة المنظمة يشكل تهديداً مباشراً لحياة وممتلكات اليمنيين. وإذا لم يتم التصدي لهذه الجرائم بحزم، فإن الأوضاع مرشحة للتدهور بشكل أكبر، لتصبح محافظة إب نموذجاً مأساوياً لغياب الدولة وانتشار الجريمة في ظل سيطرة المليشيات.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

مناقشة سبل تعزيز التعاون بمجالات «مكافحة الجريمة» مع الاتحاد الأوروبي

عُقد اجتماعٌ ضمّ ممثلين عن وزارتي الداخلية والخارجية بحكوكة الوحدة الوطنية، إلى جانب الأجهزة ذات العلاقة، مع الوفد الزائر من الاتحاد الأوروبي، وذلك لمراجعة نشاطات بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة في إدارة الحدود في ليبيا (اليوبام).

وتناول الاجتماع “تقييم ومراجعة أداء البعثة الحالية، والنظر في احتياجات الوزارة وفقًا لرؤيتها المستقبلية، بالإضافة إلى مناقشة سبل تعزيز التعاون في مجالات مكافحة الجريمة، والهجرة غير الشرعية، وتأمين وإدارة الحدود المتكاملة، وبناء القدرات الأمنية”.

كما تطرق النقاش إلى “آليات تحسين التنسيق بين الجهات الأمنية المختلفة، مع التركيز على تطوير برامج التدريب الأمني وتعزيز البنية التحتية”.

ويأتي هذا الاجتماع “في إطار جهود وزارة الداخلية الرامية إلى الارتقاء بكفاءة الأجهزة الأمنية، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، بما يتماشى مع استراتيجيات الوزارة وتوجيهات رئيس اللجنة العليا للهجرة وأمن الحدود، بهدف تعزيز الأمن الوطني”.

مقالات مشابهة

  • تزايد الإعدامات في السعودية.. هل تستخدم قضايا المخدرات ذريعة للتصفية السياسية؟
  • أخبار محافظة قنا..الإعدام شنقاً لـ3 أشقاء بدشنا..مراكز متقدمة لتعليم قنا بالإلقاء الشعرى
  • مقتل وإصابة أكثر من 9 الف مواطن يمني بسبب ألغام المليشيات الحوثية
  • إحصائية: مقتل وإصابة أكثر من 9 آلاف مواطن جراء الألغام الحوثية
  • الحديدة تتعرض لأربع غارات جوية وسط تكتم من الحوثيين
  • تزايد الهجمات العسكرية في شمال بوركينا فاسو
  • خُط الصعيد.. حكاية «بعبع» يعود للقرين العشرين
  • بودكاست أول الخيط يوضح 4 أسئلة تكشف عن الجاني خلال معاينة مسرح الجريمة
  • مناقشة سبل تعزيز التعاون بمجالات «مكافحة الجريمة» مع الاتحاد الأوروبي
  • الذهب يواصل الارتفاع مع تزايد عدم اليقين الجيوسياسي