المسلة:
2025-03-25@22:52:42 GMT

أدب الطفل: مسؤولية بناء الأجيال وصناعة الوعي

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

أدب الطفل: مسؤولية بناء الأجيال وصناعة الوعي

17 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة:

رياض الفرطوسي

تعليم الأطفال اللغة العربية ليس مجرد مهمة تعليمية عابرة، بل هو مسؤولية عميقة تتطلب رؤية تربوية واعية وفهماً دقيقاً لاحتياجات الطفل النفسية والثقافية. إن غرس حب اللغة العربية في نفوس الأطفال يبدأ من مراحل التعليم الأولى، وعندما يفقد الأطفال التعليم الصحيح في هذه المرحلة، فهذا يشير إلى وجود خلل عميق في المنظومة التعليمية.

دور المعلم في بناء شخصية الطفل : لا يمكن لأي معلم أن يؤدي دوره بفعالية إذا كان يفتقر إلى المعرفة الكافية بثقافة الطفل واحتياجاته. المعلمون في المراحل الأولى من التعليم يتحملون مسؤولية كبيرة في تشكيل وعي الأطفال اللغوي والثقافي.

لذلك، لا يمكن أن يكون معلم اللغة العربية ناجحاً ما لم يكن مطلعاً على مجموعة واسعة من كتب أدب الأطفال والناشئة.

المعلم بحاجة إلى فهم أن التعليم ليس مجرد تلقين للمعارف، بل هو تفاعل حي بينه وبين الطفل يعتمد على الإبداع والتواصل الفعّال. فالمعلم الذي يقرأ في أدب الأطفال يكتسب أدوات تساعده على تقديم اللغة العربية بطريقة مشوقة وممتعة للطفل، مما يعزز ارتباط الطفل بلغته الأم ويشجعه على التعبير بها بطلاقة.

الكتابة للأطفال عملية حساسة للغاية، لأنها تعكس أفكار الكاتب ومخاوفه وقيمه. الأطفال، بطبيعتهم، أذكياء ويميزون بين ما هو ممتع وما هو تلقيني ممل. لذلك، يجب أن تُقدم المادة الأدبية للأطفال بأسلوب جذاب ومبدع بعيداً عن أسلوب الوعظ المباشر.

أدب الأطفال ليس مجرد أداة للتعليم، بل هو وسيلة للتثقيف والمتعة. يجب على الكتاب الذين يوجهون أعمالهم للأطفال أن يكسروا الصور النمطية التقليدية، ويقدموا محتوى يواكب اهتمامات الطفل ويستجيب لتساؤلاته بأسلوب تلقائي بعيد عن التلقين السطحي.

يواجه أدب الأطفال في العالم العربي قيودًا ثقافية تحد من تنوع موضوعاته. ومع ذلك، يجب على الكُتاب اقتحام القضايا الحساسة التي تؤثر على حياة الأطفال واليافعين، مثل الأمراض النفسية، التنمر، الانتحار، تعاطي المخدرات، الزواج المبكر، وحتى الميول الجنسية.

معالجة هذه القضايا بأسلوب مناسب لعمر الطفل ومستواه الفكري تساعد على خلق وعي مبكر وتمكن الطفل من مواجهة تحديات الحياة بثقة ووعي. كيف يكون تعلم اللغة نافذة على العالم ؟ تعليم الأطفال حب اللغة العربية وإتقانها ليس فقط حفاظاً على الهوية الثقافية، بل هو تمكين لهم من الإبداع والتواصل مع العالم.

اللغة ليست وسيلة للتعبير فحسب، بل هي نافذة للتفكير والتعلم والنمو. لذا، فإن تحسين تعليم اللغة العربية للأطفال يبدأ من إعداد معلمين مؤهلين، وكتابة أدب أطفال يتسم بالجاذبية والعمق، ومواجهة القيود الثقافية التي تعيق تطور هذا المجال.

أدب الأطفال ليس رفاهية أو مجالًا ثانوياً، بل هو أساس لبناء أجيال قادرة على التفكير النقدي والإبداعي. المعلمون والكتاب يحملون مسؤولية كبيرة في هذا المجال، وعليهم أن يدركوا أن المستقبل يبدأ من الطفل، وأن التعليم الحقيقي هو الذي يفتح أمام الطفل آفاقًا واسعة ويجعله محبًا للمعرفة واللغة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: اللغة العربیة أدب الأطفال

إقرأ أيضاً:

علامات تشير إلى أن طفلك يعاني من ضعف السمع

روسيا – يعاني بعض الأطفال من مشكلات ضعف السمع التي قد لا تكون ملحوظة بالنسبة للأهل أحيانا، فما هي العلامات التي تشير إلى أن الطفل يعاني من هذه المشكلة؟

حول الموضوع قالت الطبيبة الروسية وأخصائية أمراض الأذن داريا زينوفييفا في مقابلة مع صحيفة Gazeta.Ru:”تعتبر مشاكل السمع عند الأطفال مسألة خطيرة ويجب ملاحظتها بالوقت المناسب لكي نمنع تأثيرها على الطفل، حتى نتمكن من التعرف على مشاكل السمع عند الطفل في الوقت المناسب من الضروري معرفة أعراضها، وهذه الأعراض تكون سلوكية في الغالب”.

وأضافت:”يمكننا أن نلاحظ أن الطفل يعاني من مشكلات في السمع عندما لا يستجيب للأصوات، فمثلا لا يستجيب عندما نناديه باسمه، أو لا يتفاعل مع الأصوات العالية المحيطة به مثل صوت إغلاق باب بقوة”.

ويمكن أن نلاحظ أن الطفل يعاني من مشكلات في السمع عندما نلاحظ أنه يعاني من صعوبة في الكلام أو لفظ الكلمات والجمل التي يلفظها الأطفال الآخرون بنفس سنه.

كما أشارت الطبيبة إلى أن الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع يرفعون مستوى الصوت إلى حد كبير عند مشاهدة التلفاز على سبيل المثال، كما يتحدثون بصوت عال، وقد يشتكون من مشكلات طنين الأذن، أو قد يلاحظ عليهم أنهم متأخرون عن زملائهم في المدرسة بفهم الدروس.

وشددت زينوفييفا على ضرورة أن يكون الأهل منتبهين لملاحظة أي مؤشر سلوكي غير طبيعي عند الطفل في أعوامه الأولى، وخصوصا السلوكيات التي قد تشير إلى ضعف السمع عند الطفل، وفي حال ملاحظتها يجب عرض الطفل على الطبيب المختص فورا لمعالجة هذه المشكلات وأسبابها.

المصدر: إزفيستيا

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: في غزة أكبر عدد للأطفال مبتوري الأطراف بالتاريخ الحديث
  • مكتب أممي: في غزة أكبر عدد للأطفال مبتوري الأطراف بالتاريخ الحديث
  • هيئة المواصفات تمنع حلوى السجائر للأطفال وتصادر منتجات مخالفة بعدة محافظات
  • محافظ المنيا: الأم أيقونة العطاء ودورها عظيم فى بناء الأجيال
  • الحماية الدولية للأطفال في غزة
  • التربية ومنظمة كيمونكس تبحثان آلية وضع نظام عمل لتأمين بيئة مريحة وآمنة للأطفال
  • مؤسسة المباركة تطلق «حكايا الصباح» لتعزيز مهارات الأطفال في اللغة العربية
  • علامات تشير إلى أن طفلك يعاني من ضعف السمع
  • صوت خالد في ذاكرة الأجيال.. عامان على رحيل «أبلة فضيلة»
  • «أمهات مصر» يشيد بتعاون التعليم والري ويدعو لإطلاق مبادرة «رواد الوعي المائي»