أكد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، أن دبي برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، تواصل تطوير البنية التحتية المتقدمة وتوفير البيئة المناسبة لتعزيز الخدمات اللوجستية الذكية وتبنّي أحدث حلول النقل الجوي التي تعزز مكانة دبي في صدارة مدن المستقبل.


جاء ذلك خلال إطلاق سموّه، بحضور سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة رئيس سلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة، أول خدمة من نوعها في الشرق الأوسط للتوصيل باستخدام الطائرات بدون طيار، حيث دشّن سموّه طلب الخدمة الأول عبر المنصة المتواجدة في جامعة “روتشستر للتكنولوجيا – دبي”، التي تشكل إحدى نقاط الهبوط ضمن شبكة التوصيل المتكاملة بالطائرات بدون طيار في واحة دبي للسيليكون، فيما انطلق الطلب من إحدى نقاط التوصيل المعتمدة في الواحة.
وقال سموّه ” مستمرون في دعم مقومات الاقتصاد المتنوّع والمرن والرقمي للاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة في دبي وتمكين صناعة الطيران والنقل الجوي في دبي، وتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص كمحفز للبحث والتطوير وتحقيق النمو المستدام ضمن مختلف القطاعات، لاسيما قطاع التنقّل الذكي، دعماً لمستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 لتكون دبي ضمن أفضل 3 مدن اقتصادية في العالم”.
وأشار سموّه إلى أهمية دعائم النمو الاقتصادي القائم على تبنّي أحدث وسائل التنقّل الحضري وتعزيز البحث والتطوير والابتكار وقال ” على مدى السنوات الماضية أطلقنا حزمة برامج تمكّن تصميم وتطوير الحلول الريادية لمدن ومجتمعات المستقبل الذكية في دبي، والرامية إلى تعزز التكامل الاقتصادي بين مختلف القطاعات، وتوظف التكنولوجيا في خدمة المجتمع؛ بما في ذلك برنامج دبي لتمكين النقل بالطائرات بدون طيار، وبرنامج دبي للروبوتات والأتمتة، وبرنامج دبي للبحث والتطوير، بالإضافة إلى خطة دبي السنوية لتسريع تبني استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، واليوم نحصد النتائج النوعية ونواصل المشاريع التحولية التي ستضاعف حجم اقتصاد دبي بحلول عام 2033″.
وأضاف سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ” مستقبل التقنيات الروبوتية والنظم ذاتية القيادة للأغراض والخدمات التجارية والاقتصادية وتطبيقات الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار والتحوّل الرقمي واستخدامات الذكاء الاصطناعي أصبح واقعاً نعيشه في دبي اليوم”.
وذكّر سموّه بأن دبي كانت منذ وقت طويل الرائدة في إدراك الفرص واستشراف آفاقها مبكراً قائلاً ” دبي سبّاقة في تحفيز البحث والتطوير والابتكار وتفعيل فرص واستخدامات الطائرات بدون طيار في خدمة الأفراد والمجتمعات وقطاعات الأعمال واختبار حلولها وتطبيقاتها لتسهيل الخدمات والارتقاء بجودة الحياة وتعزيز النمو الاقتصادي بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، وقد استضافت منذ 10 سنوات جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان، لتشجيع تطبيقات هذه التكنولوجيا. واليوم دبي تُكمِل التجهيزات والمتطلبات لإطلاق عمليات التوصيل باستخدام الطائرات بدون طيار”.
حضر الإطلاق، معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ومعالي مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، ومعالي الفريق طلال بالهول الفلاسي، رئيس جهاز أمن الدولة بدبي، وعدد من كبار المسؤولين.
ويأتي مشروع التوصيل باستخدام الطائرات بدون طيار بالشراكة بين كل من هيئة دبي للطيران المدني وسلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة “دييز” وبالتعاون مع مؤسسة دبي للمستقبل، حيث تضافرت الجهود لإطلاق المشروع الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، من خلال تطوير المجال الجوي في واحة دبي للسيليكون واستحداث مسارات جوية خاصة ومتناغمة مع الاستخدامات الاعتيادية للمجال الجوي، ضمن المنطقة الاقتصادية المتخصصة بالمعرفة والابتكار والمنضوية تحت مظلة “دييز”.
وأكد سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، أن الريادة المستمرة لدبي في كل ما يتعلق بقطاع الطيران والخدمات اللوجستية وتنقّل المستقبل، هي نتيجة للرؤية الاستشرافية لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، والتي وضعت دبي في مصاف الوجهات الأكثر تطوراً على مستوى العالم في تقديم حلول النقل الجوي والطيران، وأضافت إلى ذلك التميّز في البحث والتطوير واختبار تقنيات المستقبل الواعدة في مجالات الطائرات بدون طيار والخدمات المرتبطة بها، وتفعيل الاستفادة منها للأغراض التنموية وتسخيرها في خدمة الإنسان والمجتمعات دعماً لجهود التنمية والبناء وتعزيز مقومات الرخاء.
وشكّلت الاختبارات التجريبية في واحة دبي للسيليكون تتويجاً لاتفاقية تفعيل مخرجات “برنامج دبي لخدمات النقل بطائرات بدون طيار”، والتي شهد توقيعها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في العام 2021 بين مجموعة من الجهات الحكومية والخاصة، ضمت واحة دبي للسيليكون، ومؤسسة دبي للمستقبل، وهيئة دبي للطيران المدني، وهيئة الطرق والمواصلات، ومستشفى فقيه الجامعي، وماجد الفطيم، والإمارات للشحن الجوي.
وكانت واحة دبي للسيليكون شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية سلسلة من العمليات التجريبية لعمليات التوصيل باستخدام الطائرات بدون طيار للتأكد من تطبيق أعلى معايير أمن وسلامة الطيران المستحدثة لهذه العمليات، وذلك بالتعاون مع هيئة دبي للطيران المدني، وشركة “كيتا درون” الرائدة في هذا المجال وصاحبة أشهر منصة للتوصيل بالطائرات بدون طيار على مستوى الصين، حيث يعد هذا المشروع أول مشروع للشركة خارج الصين.
وبهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور محمد الزرعوني، الرئيس التنفيذي لسلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة: ” نلتزم في سلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة بدعم المبادرات التي توظف التكنولوجيا المتقدمة في تحسين جودة الحياة اليومية، وتوفير بيئة نموذجية لها لاختبار الحلول الذكية قبل تطبيقها بشكلٍ واسع، إذ نفخر بأن نكون شريكاً رئيسياً لبرنامج دبي لتمكين النقل بالطائرات بدون طيار”.
وأضاف ” ملتزمون بتعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص في مجال اختبار وتطبيق المبادرات والمشاريع الواعدة في مجال التنقل الذكي، وعمليات توصيل الطلبات بالطائرات بدون طيار في واحة دبي للسيليكون، التي أصبحت مختبراً لأحدث التقنيات الذكية، ونشهد اليوم إنجازاً جديداً في مسيرة التحوّل نحو مستقبل الابتكار القائم على التكنولوجيا، وتقديم الخدمات الذكية الأكثر تطوراً لسكان دبي، دعماً لاستراتيجية الإمارة وتعزيزاً لمكانتها العالمية كأفضل مدينة للعيش والعمل”.
وقال سعادة محمد عبدالله لنجاوي، مدير عام هيئة دبي للطيران المدني: ” تلتزم الهيئة بالمساهمة الحيوية في تعزيز مكانة دبي باعتبارها من أفضل المدن جاهزية للمستقبل، ومركزا عالميا للابتكار في قطاع الطيران ويعكس هذا الإنجاز الجديد في مجال التوصيل بالطائرات بدون طيّار، الجهود المتواصلة التي تبذلها الإمارة بتوجيهات القيادة الرشيدة، التي أولت أهمية كبيرة لتطوير حلول نقل آمنة وفعالة تسهم في تعزيز اقتصاد دبي المستقبلي وجعلها النموذج الأبرز في تطوير وتطبيق الحلول الذكية في مجال الطيران”.
وأضاف ” من المتوقع أن تصل نسبة تغطية توصيل الطلبات بالطائرات بدون طيار في دبي إلى 33% من مساحتها بحلول عام 2030، لتكون الإمارة رائدة في مستقبل النقل الذكي كما سنواصل دورنا الريادي في خلق فرص جديدة عبر تنظيم وتشغيل الطائرات بدون طيار والتمهيد لاحتواء جميع أنواع التكنولوجيا الناشئة والواعدة في مجال الطيران بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية لضمان سلامة العمليات الجوية واستخدام أحدث التقنيات بما يعزز كفاءة الخدمات اللوجستية المتطوّرة”.
وأكد سعادة خلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن هذا الإنجاز يجسّد الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة وحرصها على الاستثمار في تصميم وتنفيذ المستقبل، ويعكس النجاحات والإنجازات البارزة التي حققتها دبي في مجال تطوير البنى التحتية وتوفير منظومة متكاملة لدعم نمو النقل والتوصيل والخدمات اللوجستية الذكية على مدار السنوات الماضية.
وقال إن مؤسسة دبي للمستقبل تحرص على التعاون والتكامل مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة تنفيذاً لتوجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بتسريع العمل والإنجاز في مختلف القطاعات الاقتصادية والمستقبلية، وسنواصل العمل مع كافة الشركاء عبر كافة مشاريعنا وبرامجنا ومبادراتنا ، لنرسخ معاً ريادة دبي كواحدة من أفضل مدن العالم جاهزية لفرص المستقبل.
وتشكل “كيتا درون” الذراع الدولية المتخصصة في التوصيل بالطائرات بدون طيار لشركة “ميتوان” التكنولوجية في الصين.

وقال الدكتور ينيان ماو، نائب رئيس شركة “كيتا درون”.. ” يتماشى مشروعنا الأول من نوعه في الشرق الأوسط مع استراتيجية النمو التي تنتهجها الشركة الأم ويسرّنا أن نحظى بشراكة مثالية مع هيئة دبي للطيران المدني، حيث تم استقبال وفد من الهيئة في جمهورية الصين الشعبية لإجراء المقارنات اللازمة والتأكد من استيفاء جميع المتطلبات، وكذلك الشراكة مع سلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة التي توفر للشركات والمستثمرين ثلاث مناطق اقتصادية مميزة، وتحتضن المنصة الأولى لتأسيس حضورنا ونمونا في هذه المنطقة. ونحن حريصون، من خلال تواجدنا في واحة دبي للسيليكون، على توفير حلول التوصيل بالطائرات بدون طيار، ونتطلع إلى توسيع نطاق المبادرة في دبي والمنطقة”.
وقال الدكتور يوسف العساف، رئيس جامعة روتشستر للتكنولوجيا في دبي ” سعداء بالشراكة المميزة مع جميع الأطراف من القطاعين الحكومي والخاص في مشروع اختبار وتنفيذ وتدشين أول نظام لتوصيل الطلبات بالطائرات بدون طيار في الشرق الأوسط ضمن واحة دبي للسيليكون، التي ترسخ موقعها كمنصة لتقنيات المستقبل، متطلعين أن تُمكننا المشاركة في هذا المشروع الريادي من تطوير مهارات الكفاءات الأكاديمية، وتمكين المواهب المحلية وتوفير بيئة مختبر أكاديمي وبحثي عالمي المستوى”.
ويمكن للطائرات بدون طيار العمل في مختلف مناطق المدينة بمساعدة خوارزميات متطورة تتحكم في حركتها، وتقنية تحديد المواقع المدمجة متعددة المستشعرات، وهي طائرات مزودة بمراوح منخفضة الصوت مطورة داخلياً، بالإضافة إلى مظلة ونظام تحكم بالطيران.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الشیخ حمدان بن محمد بن راشد آل مکتوم دبی للمناطق الاقتصادیة المتکاملة القطاعین الحکومی والخاص هیئة دبی للطیران المدنی التوصیل بالطائرات بدون فی واحة دبی للسیلیکون الطائرات بدون طیار فی الخدمات اللوجستیة فی الشرق الأوسط دبی للمستقبل نائب رئیس رئیس مجلس فی مجال فی دبی دبی فی

إقرأ أيضاً:

هل تتحول اليمن إلى “مستنقع ” يستنزف الولايات المتحدة ؟! 

 

حيروت -ترجمة ” الموقع بوست ”

 

وصف الرئيس دونالد ترامب، سابقًا، التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط بأنه “أسوأ قرار اتُخذ على الإطلاق”، وتولى منصبه متعهدًا بـ”إنهاء هذه الحروب التي لا تنتهي”.

 

 

 

وفي بعض المناطق، التزمت الإدارة بذلك. فقد بدأت الولايات المتحدة بخفض كبير في عدد قواتها في سوريا، مُحققةً بذلك هدفًا يعود إلى ولاية ترامب الأولى، وتُهدد بالانسحاب من الحرب في أوكرانيا، سواءً تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال أم لا.

 

 

 

ولكن في الوقت نفسه، ورطت الإدارة القوات الأمريكية بهدوء في صراع مفتوح آخر في الشرق الأوسط، صراع يُهدد بالتحول إلى مستنقع مُستنزف ومُشتت للانتباه، وهو المستنقع الذي تعهد ترامب بتجنبه.

 

 

 

في 15 مارس/آذار، بدأت الولايات المتحدة حملة من الضربات الجوية، المعروفة باسم “عملية الفارس العنيف”، ضد الحوثيين، الجماعة المسلحة المدعومة من إيران والتي تسيطر على جزء كبير من اليمن وتطلق النار على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر منذ بداية الحرب في غزة في عام 2023.

 

 

 

نفذت إدارة بايدن، بالإضافة إلى الجيش الإسرائيلي، عددًا من الضربات ضد الحوثيين، لكن الحملة الأمريكية الجارية أوسع نطاقًا بكثير. فقد سُجِّلت ما لا يقل عن 250 غارة جوية حتى الآن، وفقًا لبيانات مفتوحة المصدر جمعها معهد دراسات الحرب ومعهد أمريكان إنتربرايز.

 

 

 

ووفقًا لبعض التقارير، قُتل أكثر من 500 مقاتل حوثي، بمن فيهم عدد من كبار القادة، على الرغم من أن الجماعة تميل إلى الصمت بشأن خسائرها. كما وثَّق مشروع بيانات اليمن، وهو مجموعة رصد، أكثر من 200 ضحية مدنية في الشهر الأول من القصف. وأسفرت أكبر ضربة حتى الآن، على محطة نفط رئيسية على ساحل اليمن، عن مقتل أكثر من 74 شخصًا الأسبوع الماضي.

 

 

 

وقال مسؤول دفاعي أمريكي لموقع Vox إن الضربات دمرت “منشآت قيادة وتحكم، ومنشآت تصنيع أسلحة، ومواقع تخزين أسلحة متطورة”.

 

 

 

وتبدو الإدارة راضية عن النتائج حتى الآن.

 

 

 

قال بيتر نغوين، مدير الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي، لموقع “فوكس”: “إن الضربات المستمرة ضد الحوثيين هي أول عملية بهذا الحجم تنفذها الولايات المتحدة ضد قوات الحوثيين، وهم الآن في موقف دفاعي”.

 

 

 

ردًا على الانتقادات الموجهة إلى بيت هيغسيث، وزير الدفاع المتعثر، بشأن استخدامه جهازًا شخصيًا لإجراء أعمال حكومية حساسة، طلب ترامب مؤخرًا من الصحفيين “سؤال الحوثيين عن أحواله”.

 

 

 

الصراع المُغفَل في اليمن، شرح موجز

 

 

 

باستثناء التسريب العرضي لخطط الحرب التي وضعتها الإدارة الأمريكية عبر تطبيق سيجنال الشهر الماضي، لم تحظَ العملية إلا بقدر ضئيل من الاهتمام أو النقاش العام، وهو أمرٌ لافتٌ للنظر بالنظر إلى نطاقها.

 

 

 

لا شك أن الحوثيين يتعرضون لأضرار جسيمة، لكن موارد الجماعة ومعداتها متناثرة ومخبأة على مساحة واسعة، مما يجعل استهدافها صعبًا. إن سجل القوى العظمى في هزيمة الجماعات المتمردة بالقوة الجوية ليس مُلهمًا.

 

 

 

صرح محمد الباشا، المحلل الدفاعي المتخصص في الشأن اليمني ومؤلف تقرير الباشا، لموقع Vox قائلًا: “بالضربات الجوية وحدها، لن تتمكن من هزيمة الحوثيين”، مشيرًا إلى أن الجماعة نجت من ثماني سنوات من حملة جوية عقابية شنتها قوة عسكرية بقيادة السعودية مدعومة من الولايات المتحدة.

 

 

 

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الهدف ليس القضاء على الحوثيين، بل وقف هجماتهم على حركة الملاحة عبر البحر الأحمر، والتي بدأتها الجماعة المتحالفة مع إيران، المعادية بشدة لإسرائيل، ردًا على حرب إسرائيل على غزة.

 

 

 

وقال ترامب: “عليهم أن يقولوا “لا للقصف” لتلك الهجمات حتى يتوقف القصف. أعلن الحوثيون عن توقف هجماتهم على السفن عند دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة في يناير، لكنهم استأنفوا هجماتهم في أوائل مارس ردًا على منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة.

 

 

 

يشهد البحر الأحمر هدوءًا نسبيًا منذ بدء عملية “الفارس الخشن”، لكن الحوثيين تعهدوا بمواصلة القتال وأطلقوا عددًا من الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، بما في ذلك صاروخ يوم الأربعاء.

 

 

 

وقال نغوين: “يجب أن تتوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر، ولذلك ستستمر عملياتنا حتى يحدث ذلك. بمجرد توقفها، سنكون على الأرجح بخير. لكنهم لم يتوقفوا، ونقدر أن إرادتهم لمواصلة العمليات لا تزال قائمة”.

 

 

 

في الواقع، في خطاب تحدٍّ ألقاه هذا الأسبوع، أعلن رئيس الحكومة المدعومة من الحوثيين، مهدي المشاط، أن الجماعة “لا تردعها الصواريخ أو القنابل أو القاذفات الاستراتيجية يا ترامب”، وسخر من ترامب لأنه “وقع في مستنقع استراتيجي”.

 

 

 

لكن الموارد المخصصة للصراع كانت كبيرة. فقد نقل البنتاغون مجموعة حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة للانضمام إلى مجموعة أخرى موجودة هناك. كما نقل ما لا يقل عن بطاريتي صواريخ باتريوت، بالإضافة إلى نظام الدفاع الصاروخي ثاد – أحد أكثر الأنظمة تطورًا في الترسانة الأمريكية – من آسيا إلى الشرق الأوسط.

 

 

 

بعد مرور أكثر من شهر بقليل، لا يزال من المبكر جدًا إعلان حالة التورط.

 

 

 

لكن الموارد المخصصة لهذا الصراع كانت كبيرة. فقد نقل البنتاغون مجموعة حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة للانضمام إلى مجموعة أخرى موجودة هناك. كما نقل بطاريتي صواريخ باتريوت على الأقل، بالإضافة إلى نظام الدفاع الصاروخي ثاد – أحد أكثر الأنظمة تطورًا في الترسانة الأمريكية – من آسيا إلى الشرق الأوسط.

 

 

 

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه في الأسابيع الثلاثة الأولى فقط من الحملة، استخدمت الولايات المتحدة ذخائر بقيمة 200 مليون دولار، وأن المسؤولين العسكريين قلقون بشأن تأثير ذلك على المخزونات التي ستحتاجها البحرية في حال وقوع هجوم صيني على تايوان.

 

 

 

وعلى عكس آمال الكثيرين في إدارة ترامب – بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس – الذين يجادلون بأن الولايات المتحدة يجب أن تحول تركيزها من الشرق الأوسط للاستعداد لصراع محتمل مع الصين، فإن الولايات المتحدة تنقل مواردها من آسيا إلى الشرق الأوسط.

 

 

 

بافتراض أن الحوثيين لن يرفضوا ذلك في المستقبل القريب، يصبح السؤال المطروح هو إلى متى ستواصل الولايات المتحدة العملية. هذا الأسبوع، أصدر البيت الأبيض تقريرًا مطلوبًا قانونًا إلى الكونغرس حول العملية، ينص على أن الضربات ستستمر حتى “ينحسر التهديد الحوثي للقوات الأمريكية وحقوق الملاحة والحريات في البحر الأحمر والمياه المجاورة”. لكن صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت مؤخرًا أن المسؤولين يدرسون تقليص الضربات.

 

 

 

هذا سيناريو يثير قلق باشا، محلل الشؤون الدفاعية. الحوثيون، الذين كانوا حتى وقت قريب جماعةً غامضةً إلى حدٍ ما خارج منطقتهم، قد سيطروا بالفعل على العاصمة اليمنية، ونجوا من حربٍ استمرت لسنواتٍ مع التحالف الذي تقوده السعودية، وأثبتوا – منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 – أنهم الأكثر قدرةً ومرونةً بين وكلاء إيران في الشرق الأوسط.

 

 

 

“إذا لم يُكبّلهم هذا أو يُهزموا أو يُضعَفوا، فسيكونون قادرين على القول: ‘لقد هزمنا ترامب، أقوى جيشٍ في العالم. نحن لا يُمكن إيقافنا'”، هذا ما قاله باشا.

 

 

 

أما بالنسبة لاستعادة حركة الملاحة عبر البحر الأحمر، فقد ارتفعت حركة المرور عبر هذا الممر المائي الحيوي استراتيجيًا بشكلٍ طفيفٍ الشهر الماضي، لكنها لا تزال أقل بكثيرٍ من مستوياتها قبل بدء هجمات الحوثيين في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومن المرجح أن يستغرق الأمر فترةً طويلةً من الهدوء لشركات الشحن – والأهم من ذلك، الشركات التي تُؤمّنها – لتفترض أن المخاطر قد خفت.

 

 

 

قد يكون البديل هو انخراط الولايات المتحدة بشكلٍ أعمق في الصراع. بدأت حملة إدارة أوباما ضد داعش أيضًا كعملية جوية قبل أن يُرى ضرورة إرسال قوات برية ودعم الجماعات المسلحة المحلية، مما أحبط إدارةً كانت قد تعهدت أيضًا بتقليص التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.

 

 

 

ووفقًا للتقارير، تدرس الفصائل اليمنية المدعومة دوليًا والمعارضة للحوثيين استغلال هذه اللحظة لشن حملة برية للقضاء على الجماعة نهائيًا. ولم يتخذ المسؤولون الأمريكيون قرارًا بعد بشأن دعم هذه العملية.

 

 

 

يقول معظم المحللين والمسؤولين إن مشاركة القوات الأمريكية في العمليات البرية في اليمن أمر مستبعد للغاية، ولكن حتى الدعم المحدود لعملية برية سيظل مثالًا آخر على دعم الولايات المتحدة للجماعات المسلحة في حرب أهلية فوضوية في الشرق الأوسط – وهو بالضبط نوع الموقف الذي انتقد ترامب الإدارات السابقة لوقوعها فيه.

 

 

 

مع ذلك، فإن الضربات لا تستهدف الحوثيين فحسب، بل يُنظر إليها أيضًا على نطاق واسع على أنها استعراض قوة تجاه الراعي الرئيسي للجماعة، إيران. تُجري الإدارة الأمريكية حاليًا جولة جديدة من المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، ولم يستبعد ترامب العمل العسكري – الذي يُرجَّح أن تقوده إسرائيل – ضد الإيرانيين في حال فشل تلك المحادثات.

 

 

 

لا يزال من الممكن أن تُغادر الولايات المتحدة اليمن بسرعة، ولكن بالنظر إلى التاريخ الحديث، لن يكون مُفاجئًا أن يُعلَّق التحوّل الأمريكي الموعود بعيدًا عن الحرب في الشرق الأوسط مرة أخرى.

 

 

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة بشأن القضية الفلسطينية
  • باكستان تسقط طائرة تجسس هندية بدون طيار في منطقة كشمير
  • ديرمر : الحرب ستنتهي خلال 12 شهرا من الآن
  • رئيس الحكومة استقبل وفدا من معهد الشرق الأوسط - واشنطن
  • مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس يحتفل بعيد تحرير سيناء
  • هل تتحول اليمن إلى “مستنقع ” يستنزف الولايات المتحدة ؟! 
  • بحضور محافظ الدقهلية..رئيس جامعة المنصورة يطلق "الأسبوع العلمي الدولي الأول"
  • الجبير يبحث مع المبعوث الصيني مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط
  • الشرق الأوسط: ديناميكيات قديمة وآفاق جديدة
  • هنا الزاهد سفيرة الشرق الأوسط لـ ماركة عالمية