تحول واسع.. دوافع موقف الحوثيين بعد سيطرة الفصائل السورية على دمشق؟
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد تمكن الفصائل السورية المسلحة فجر الثامن من ديسمبر 2024 من السيطرة على العاصمة السورية دمشق ورحيل الرئيس السوري «بشار الأسد» بعد حوالي 11 يوما من العملية التي حملت اسم "درع العدوان"؛ بدأت ملامح تغيير في موقف الميليشيا الحوثية، فبعدما كانت تنتقد تحركات الفصائل السورية وتؤكده دعمها لـ"الأسد" بدأت تغير من حدة لهجتها بالإعلان عن رغبتها في التعاون مع الأطراف الجديدة المسيطرة على المشهد السوري الراهن تحت مزاعم محاربة الاحتلال الإسرائيلي.
وتجدر الإشارة إلى أن زعيم الميليشيا «عبدالملك الحوثي» كان قد وصف ما يحدث في سوريا في خطاب متلفز له في 5 ديسمبر 2024، بأنه يأتي تحت عناوين "تحرير الشام" الهادفة لخدمة مساعي أمريكا وإسرائيل لصرف الاهتمام كلياً عن القضية الفلسطينية بهدف تصفيتها في أجواء من الانشغال التام عنها، وأضاف وقتها أن هناك أنظمة إسلامية كبرى تقوم بإثارة الفتن في الأمة كـ"عربون" طاعة لـلرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" قبل توليه رئاسة البيت الابيض، وذلك في مقابل تدمير وإحراق بلدان وفعل ما يخدم العدو.
تحول حوثي
وبعد سيطرة الفصائل السورية على دمشق، بدأ الحوثيون في توجيه الانتقادات لـ«بشار الأسد» (رغم العلاقة الجيدة التي كانت تجمعهم) بالقول أنه رفض التعاون مع الميليشيا لتحرير الجولان، إذ أشار نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي بالقوات الحوثية «عبدالله بن عامر»، في 9 ديسمبر 2024، أن صنعاء سبق وتقدمت بعرض للرئيس السوري "بشار الأسد" للمساهمة بفتح جبهة الجولان في سوريا، قائلاً، "لن نكشف سراً عند القول أن اليمن قبل وبعد الطوفان طرح أكثر من مرة وبكل جدية إمكانية فتح جبهة الجولان مع المساهمة وكان الرد في كل مرة يمكن وصفه بالسلبي"، وأضاف أن النظام السوري كان يمتلك الصواريخ بأنواعها مع أكبر قوة مدرعات وطيران ومع ذلك انتهى وتداعى دون أن يفتح معركة واحدة مباشرة ضد اسرائيل من جهته، ورغم أنه كان يدعم مقاومة لبنان لكنه لم يفعل شيئاً للجولان المحتل.
دعم «الجولاني»
وبعد أيام قليلة بدت ملامح التغيير في موقف الحوثيين بإبداء رغبتهم في التعاون مع الحكام الجدد لسوريا، وكانت البداية بمدير مكتب رئاسة الجمهورية الحوثي «أحمد حامد» الذي قال في تصريح له في 10ديسمبر 2024، أن المقاتلين في سوريا إذا تحركوا لمواجهة العدو الإسرائيلي فسيكون الحوثيون إلى جانبهم بكل ما يستطيعوا في تحرير الجولان المحتلة والمناطق التي تقدم إليها الاحتلال، مشيراً إلى أن "غزة وفلسطين تنتظر جيش تحرير الشام ما الذي سيقدمه لهم وهي قلب الشام وجرحه الدامي، وما الذي سيعمله الجولاني وجيش تحرير الشام من أجل تحرير الجولان السوري، وقد عبر العدو الإسرائيلي الحدود ودخل المنطقة العازلة في الجولان ومركز القنيطرة".
في ضوء ما تقدم، يمكن القول أن الميليشيا التي كانت في البداية تنتقد تحركات الفصائل السورية المسلحة خوفاً من أن ينتقل ذلك إلى اليمن وخاصة المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيا، وتسعى في الوقت الراهن لإيصال رسالة للأطراف المسيطرة حالياً على المشهد السوري مفادها أنها لا تعارضهم ولا تخالفهم النهج، وإنما حريصة على تعزيز أواصر التعاون خلال الفترة المقبلة من أجل الرد على إسرائيل ومواجهة جميع تحركاتها الرامية للسيطرة على المنطقة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحوثي سوريا الجولاني الاحتلال الإسرائيلي غزة الفصائل السوریة
إقرأ أيضاً:
سائق سوري: نقلت جثث معتقلين لريف دمشق 10 سنوات بعهد الأسد
قال حسين علاوي الذي كان سائق شاحنة في عهد نظام الأسد إنه ظل ينقل جثث المعتقلين إلى القطيفة بريف دمشق 10 سنوات بعد أن امتلأت المنطقة المخصصة لدفن الجثث في منطقة التل السورية.
وفي حديث للأناضول، أوضح علاوي أنه كان سائق شاحنة لنقل جثث من ثلاجات المستشفيات والسجون ومراكز التعذيب إلى منطقة التل ومناطق أخرى في عهد نظام الأسد بين عامي 2011 و2024.
وأشار إلى أنه كان ينقل جثث السجناء الذين فقدوا حياتهم في سجن صيدنايا من ثلاجات مستشفى حرستا العسكري إلى منطقة التل شمال العاصمة دمشق لدفنها.
ولفت إلى أن الجثث التي دُفنت في منطقة واسعة بمنطقة التل شمال دمشق لم تكن تحمل أسماء بل كانت مرقمة.
وأضاف: "عندما كانت المشارح تمتلئ، كنا ننقل الجثث في شاحنات أسبوعيا. شاحنتان أسبوعيا. أحيانا كان هناك 200-250 جثة في الشاحنة".
وأردف: "حملنا الجثث لمدة عام تقريبا. وعندما امتلأ هذا المكان (التل)، حملناها إلى منطقة القطيفة لمدة 10 سنوات. آخر مرة نقلت فيها جثثا إلى منطقة القطيفة كانت عام 2019".
وذكر أنه نقل الجثث للمرة الأخيرة قبل سقوط النظام بنحو 10 إلى 15 يوما، وأنه رأى علامات تعذيب على بعض الجثث التي حملوها إلى منطقة نجها بريف دمشق.
يشار إلى أن الأناضول رصدت مساحة واسعة من منطقة التل شمال دمشق تظهر حفرت واسعة لم يتم تغطيتها بعد.
ومن المنتظر أن تقوم قوات الأمن الحكومية وفرق الدفاع المدني بعمليات حفر في المنطقة للتأكد من استخدامها من قبل النظام البائد لدفن جثث المعتقلين في مقابر جماعية فيها.
وبعد الإطاحة بنظام الأسد، عثر على العديد من مواقع المقابر الجماعية، أكبرها كان في دمشق.
وعلى ضوء الشهادات، برزت منطقة التل كأكبر موقع للمقابر الجماعية التي تم تحديدها حتى اليوم.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بسطت فصائل سوريا سيطرتها على البلاد، منهيةً 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد.