انفتاح غربي حذر على القيادة السورية الجديدة واستعداد لفتح سفارات
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
استقبلت العاصمة السورية دمشق المزيد من الوفود الغربية، التي أبدت استعدادا حذرا ومشروطا للتعاون مع القيادة الجديدة في البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد، في حين قال مسؤول أميركي إن بلاده ستسعى لضمان حدوث "انتقال سلمي للسلطة".
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الثلاثاء، إن وفدا دبلوماسيا من باريس عقد اجتماعا في دمشق مع ممثلين عن السلطات الانتقالية السورية.
وأوضحت أن الوفد زار مقر السفارة الفرنسية في دمشق، المغلق منذ عام 2012، للعمل على إعادة فتحه.
وذكرت الوزارة أن الوفد حث السلطات السورية على "التمسك بمبادئ ثورة 2011 من أجل انتقال سياسي شامل وحماية الأقليات".
وأشارت إلى أن الوفد الفرنسي أكد للسلطات في دمشق "اهتمامنا بقضايا الأمن المشترك ومحاربة تنظيم الدولة والجماعات الإرهابية".
وأظهرت صور من دمشق عددا من العسكريين الفرنسيين -الذين وصلوا برفقة الوفد الدبلوماسي- أمام مبنى السفارة في العاصمة السورية.
تحركات أوروبيةفي السياق نفسه، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن الاتحاد يسعى لاستئناف عمل بعثته في سوريا بكامل طاقتها.
وأوضحت في كلمة أمام البرلمان الأوروبي بستراسبورغ، اليوم الثلاثاء، أن بعثة الاتحاد -التي تقوم مقام السفارة- لم تغلق رسميا في سوريا قط، لكن لم يكن هناك سفير معتمد في دمشق أثناء الحرب.
إعلانوقالت كالاس "نريد أن تستأنف هذه البعثة العمل بكامل طاقتها"، وأضافت أنها طلبت من رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي الذهاب إلى دمشق للتواصل مع القيادة الجديدة في سوريا والجماعات المختلفة الأخرى.
من جانبها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين -عقب اجتماعها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة اليوم- أنه ينبغي على الاتحاد الأوروبي "تكثيف" علاقاته مع هيئة تحرير الشام التي قادت عملية الإطاحة ببشار الأسد، مشيرة إلى أن الدبلوماسيين الأوروبيين سيعودون إلى دمشق.
الرئيس التركي يستقبل رئيسة المفوضية الأوروبية في أنقرة (الفرنسية)وقالت فون دير لاين "علينا الآن تكثيف تعاملنا المباشر مع هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى"، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي وحلفاءه "لا يمكنهم السماح بعودة تنظيم الدولة الإسلامية" في سوريا.
ورأت المسؤولة الأوروبية أن "خطر عودة التنظيم حقيقي"، وأشارت إلى ضرورة "احترام وحدة الأمة (السورية) وحماية الأقليات".
وذكرت فون دير لاين أن الرئيس أردوغان "له دور أساسي في استقرار المنطقة".
وكانت ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا قد بدأت بالفعل اتصالات مع هيئة تحرير الشام.
رؤية أميركيةوفي سياق متصل، قال مسؤول الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، في تصريحات إعلامية، إن من مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة أن تصبح سوريا "ذات سيادة ومستقرة وآمنة ولا تشكل تهديدا لجيرانها".
وأضاف أن واشنطن تعمل مع المجتمع الدولي وما وصفها بالمعارضة السورية، لضمان تحقيق "انتقال سلمي للسلطة إلى حكومة تلبي تطلعات الشعب السوري".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تركز على الحفاظ على وجودها في شرق سوريا "لملاحقة تنظيم الدولة وتجنب الفراغ".
من ناحية أخرى، أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن استعدادها للتحاور مع السلطات الجديدة في دمشق، داعية إلى توخي "أقصى درجات الحذر" إزاء هيئة تحرير الشام.
إعلانوقالت في كلمة أمام البرلمان، اليوم الثلاثاء، إن "الإشارات الأولى تبدو مشجعة، لكن لا بد من توخي أقصى درجات الحذر"، مشيرة إلى "ضرورة إقران الأقوال بالأفعال، ونحن سنحكم على السلطات السورية الجديدة بناء على أفعالها".
وأضافت "أفكر خصوصا في المسيحيين الذين سبق أن دفعوا ثمنا غاليا جدا، وغالبا ما كانوا عرضة للاضطهاد".
وقبل سقوط نظام بشار الأسد، كانت إيطاليا قد أعادت فتح سفارتها في دمشق مطلع الصيف الماضي، لتكون أول دولة بين دول مجموعة السبع تتخذ هذه الخطوة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاتحاد الأوروبی هیئة تحریر الشام فی سوریا فی دمشق إلى أن
إقرأ أيضاً:
على خطى أمريكا وبريطانيا.. ألمانيا تعلن إجراء محادثات مع قادة الإدارة السورية الجديدة
أعلنت الخارجية الألمانية، اليوم الثلاثاء، أن مسؤول ألماني كبير يجري محادثات مع قادة الإدارة الجديدة في دمشق ويناقش المرحلة الانتقالية وحقوق الإنسان ومستقبل سوريا.
وفي وقت سابق من اليوم، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن برلين تعتزم إجراء محادثات مع ممثلين عن هيئة تحرير الشام في دمشق يوم الثلاثاء، لتنضم بذلك إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في إجراء اتصالات مع الفصائل المعارضة التي قادت الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد هذا الشهر.
مبعوث الأمم المتحدة: سوريا أمام فرصة حقيقية للمضي نحو السلامإيران تعلن استعدادها لإعادة فتح سفارتها بـ سوريا في هذه الحالةموسكو: نراقب عن كثب تطور الوضع في سورياوذكر متحدث باسم الوزارة أن أول محادثات لدبلوماسيين ألمان مع ممثلين عن الحكومة المؤقتة، التي عينتها هيئة تحرير الشام، ستركز على عملية انتقالية في سوريا وحماية الأقليات.
وأضاف المتحدث في بيان “كما يجري استكشاف الإمكانيات لوجودٍ دبلوماسي في دمشق”، مؤكدا أن برلين تراقب هيئة تحرير الشام عن كثب بالنظر إلى أن جذورها تعود لأيديولوجية تنظيم القاعدة.
وأردف المتحدث “يمكن القول في ضوء المتاح، إنهم يتصرفون بحكمة حتى الآن”.
وأدى الصراع السوري إلى لجوء نحو مليون سوري إلى ألمانيا. وأثار انتهاء الصراع نقاشا في ألمانيا عن إجراءات اللجوء، المعلقة حاليا بالنسبة للسوريين لحين تقييم الوضع في بلدهم.
وقال المتحدث إن ألمانيا تتواصل بشكل وثيق مع شركائها، ومن بينهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول عربية، بشأن سوريا.