قصة رفع "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب وتداعيات الأمر
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رفع "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب موضوع حساس ومعقد، ويعتمد على عدة عوامل سياسية وأمنية وقانونية.
ففي الوقت الحالي، لا يزال العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، تصنف "هيئة تحرير الشام" كمنظمة إرهابية بسبب روابطها السابقة مع تنظيم القاعدة وبعض ممارساتها في سوريا.
ومع ذلك، هناك جدل مستمر حول ما إذا كانت الهيئة قد أظهرت تحولات في استراتيجياتها أو سياستها التي قد تجعلها مؤهلة لإعادة تصنيفها.
هناك بعض العوامل التي قد تؤثر في اتخاذ قرار بهذا الصدد، ومنها:
التحولات الداخلية
منذ تأسيس "جبهة النصرة" في 2012، ثم تحولها إلى "هيئة تحرير الشام"، عملت الهيئة على تحسين صورتها على الساحة الدولية عبر تغيير خطابها الداخلي وتقديم نفسها كمجموعة محلية تحارب النظام السوري ولا تتبنى الأيديولوجيا الجهادية العالمية التي كانت تتبعها في الماضي. هذا التغيير قد يكون دافعًا لبعض الأطراف للنظر في رفع التصنيف الإرهابي.
الضغوط الدولية
بعض الدول قد تكون تحت ضغط لتقييم الوضع في سوريا بشكل أعمق، خاصة في ظل تطورات عسكرية ودبلوماسية في المنطقة.
و التحولات التي تجري في العلاقات الإقليمية أو الدولية قد تساهم في إعادة النظر في تصنيف الهيئة.
التطورات العسكرية والسياسية
الوضع العسكري والسياسي في سوريا قد يؤثر على هذا القرار، حيث تواصل "هيئة تحرير الشام" العمل في مناطق معينة في الشمال السوري، وتملك نفوذًا مهمًا في تلك المناطق، مما يثير تساؤلات حول تأثيرها على الاستقرار المحلي.
الموقف الأمريكي والغربي
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يزالان على موقفهما الرافض من رفع تصنيف "هيئة تحرير الشام" كمنظمة إرهابية، بالنظر إلى صلاتها القديمة مع تنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات المتطرفة.
وفي النهاية، القرار بشأن رفع "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب يتطلب توافقًا دوليًا، خاصة من القوى الكبرى، وهو ليس أمرًا بسيطًا بل يعتمد على تطورات الوضع العسكري والسياسي في سوريا بالإضافة إلى الموقف الدولي.
تداعيات الأمر في حال حدوثه
إذا تم رفع "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب، فإن ذلك قد يحمل العديد من التداعيات على المستويات السياسية، العسكرية، والإنسانية في المنطقة وعلى الساحة الدولية.
وهذه أبرز التداعيات:
تغيير في المعادلة العسكرية في سوريا
فرفع التصنيف الإرهابي قد يمنح "هيئة تحرير الشام" دفعة معنوية ومادية.
و قد تحصل على دعم أكبر سواء من خلال الاعتراف الدولي أو من خلال رفع القيود المفروضة عليها من قبل بعض الأطراف الإقليمية.
انعكاس على التوازن العسكري
قد يؤدي ذلك إلى تعزيز نفوذ الهيئة في مناطق الشمال السوري، حيث تواصل السيطرة على بعض المناطق الحيوية. وهذا قد يزيد من تعقيد الوضع العسكري ويؤثر على مجريات الحرب السورية.
التداعيات على العلاقات الدولية
بعض الدول قد ترى في هذه الخطوة فرصة لتحسين علاقاتها مع "هيئة تحرير الشام"، خاصة إذا تم الاعتراف بتطورها وتغير سياساتها.
و هذا قد يؤدي إلى فتح قنوات دبلوماسية جديدة، خصوصًا في سياق محاربة تنظيم داعش أو التفاوض على حلول في سوريا.
غضب دولي
على الجانب الآخر، دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية قد تعارض هذا التحرك، مما قد يؤدي إلى توترات دبلوماسية في العلاقات مع هذه الدول. كما قد يؤدي إلى انتقاد حلفاء هذه الدول الذين ما زالوا يتبنون موقفًا صارمًا ضد الهيئة.
تأثير على جهود مكافحة الإرهاب
رفع التصنيف الإرهابي قد يثير القلق في بعض العواصم الغربية حول احتمال استعادة الهيئة لأنشطتها المرتبطة بالإرهاب، وهو ما قد يعقد جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة.
زيادة التجنيد للجماعات الجهادية
قد يؤدي رفع التصنيف إلى تشجيع العناصر المتطرفة في المنطقة على الانضمام إلى الهيئة، مما قد يزيد من الخطر الإرهابي في سوريا والبلدان المجاورة.
التداعيات الإنسانية
في حال زادت قوة "هيئة تحرير الشام"، قد يزداد الضغط على المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، خاصة إذا فرضت الهيئة سياسات شديدة على السكان.
من جهة أخرى، قد تسهم الخطوة في زيادة الاستقرار النسبي في بعض المناطق التي تشرف عليها الهيئة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قوائم الإرهاب مستقبل سوريا تداعيات من قوائم الإرهاب هیئة تحریر الشام رفع التصنیف فی المنطقة فی سوریا قد یؤدی
إقرأ أيضاً:
شروط مصر لتطبيع العلاقات مع سوريا الجديدة
القاهرة (زمان التركية)ــ قال تقرير إن القاهرة قررت اختيار النهج البراجماتي في الوقت الراهن على الأقل، فيما يتعلق الأمر بالعلاقات السياسية سوريا، بعد نظام بشار الأسد.
وقال تقرير لـ«الأهرام ويكلي» إن مصر كانت حذرة في التعامل مع النظام السياسي الجديد في سوريا، ومن المرجح أن تظل كذلك في المستقبل المنظور. لكن مصادر بلوماسية تقول إنه في حين تبنت القاهرة نهج الانتظار والترقب في التعامل مع حكم هيئة تحرير الشام في دمشق، فإن القاهرة “حددت معايير أي تعامل مستقبلي بشكل لا لبس فيه”.
ويضيفون أن القاهرة وجهت لدمشق مجموعة واضحة من المطالب قبل وأثناء مشاركة وزير الخارجية بدر عبد العاطي في القمة الوزارية العربية الغربية بشأن سوريا التي استضافتها الرياض الأحد.
وقال أحد المصادر إن المعايير الأولى هي أن تمتنع هيئة تحرير الشام بشكل نشط عن استضافة أي شخص قد يُنظر إليه في مصر على أنه معادٍ للنظام المصري.
وقال عبد العاطي خلال مشاركته في اجتماع الرياض الوزاري الذي حضره وزير الخارجية السوري الجديد أسعد الشيباني ووزراء خارجية عدد من الدول العربية والغربية والأمناء العامين للمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية إن على سوريا أن تمتنع بشكل قاطع عن استضافة الإرهابيين، وأضاف أن على الدول الإقليمية والدولية المعنية مساعدة سوريا في جهود مكافحة الإرهاب.
وبحسب مصادر دبلوماسية تحدثت بعد تصريحات عبد العاطي في الرياض، فإن الإرهابي في القاموس المصري يشمل كل من ينضم إلى تنظيم مصنف إرهابياً في أي من الدول الحاضرة في اجتماع الرياض.
وتقول المصادر ذاتها إن تصريح عبد العاطي أرسل رسالة واضحة مفادها أن مصر لن تكتفي بأي تنصل من جانب هيئة تحرير الشام.
وفي الشهر الماضي، تلقت مصر تأكيدات من النظام الجديد في سوريا، بأنه على الرغم من ظهور أحد معارضي النظام المصري في صورة مع زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، فإن النظام السوري الجديد ليس لديه أي نية للانخراط في أنشطة معادية لمصر.
أما المعيار الثاني، كما تقول المصادر، فهو أن تمتنع الحكومة الجديدة في دمشق عن الترويج للجماعات الإسلامية بأي شكل من الأشكال. ويضيفون أن الجماعات الإسلامية، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، تشكل خطاً أحمر بالنسبة للقاهرة. ولن تقبل القاهرة ظهور شخصيات من جماعة الإخوان المسلمين على القنوات التلفزيونية السورية أو عقد اجتماعات في سوريا.
أما المعيار الثالث فهو أن تمتنع هيئة تحرير الشام عن دعم الجماعات المسلحة في المنطقة، بما في ذلك حماس في غزة. وعلى حد تعبير أحد المصادر: “لا ترى مصر أي سبب لمحاولة دفع الفصائل الفلسطينية إلى القيام بأي تحرك قد يعقد الوضع المدمر بالفعل في غزة تحت راية المقاومة”.
وقال المصدر ذاته إن التصريحات التي أدلى بها قيادات في هيئة تحرير الشام والتي تشير إلى أن النظام السوري الجديد ليس لديه أي خطط للدخول في مواجهة مع إسرائيل التي وسعت احتلالها العسكري للأراضي السورية منذ الإطاحة ببشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول، لا تعني الوعد بعدم تشجيع حماس “على القيام بتحركات غير محسوبة”.
وبحسب المصادر الدبلوماسية ذاتها، فإن هذه “إجراءات وقائية” تهدف إلى حماية المصالح الاستراتيجية الوطنية والإقليمية لمصر.
ورفضت المصادر الدبلوماسية، التي تحدثت بشكل مستقل، القول ما إذا كانت إشارة عبد العاطي إلى هيئة تحرير الشام في مقابلة تلفزيونية أجريت مؤخرا مع قناة العربية الفضائية المملوكة للسعودية، باعتبارها “النظام الفعلي في سوريا” تشير إلى تحفظات ملموسة بشأن النظام السياسي الجديد في سوريا من جانب القاهرة، على الرغم من أن أحد المصادر الثلاثة قال إن البيان كان يهدف إلى عكس “القلق المصري بشأن الطريقة التي حدث بها تغيير النظام في سوريا”، مضيفا أن الموقف يتفق مع رفض القاهرة منذ فترة طويلة لتغيير النظام على أيدي الجماعات المسلحة.
وإلى جانب هذه المعايير الأمنية، قالت المصادر إن مصر “ستتعامل بشكل متحفظ مع النظام الجديد في سوريا” استناداً إلى التقارير الأمنية حول المواقف التي تتخذها دمشق. وأضافت المصادر أن عوامل أخرى ستحدد وتيرة وتقدم التعامل المصري، تشمل موقف هيئة تحرير الشام من الجيش السوري والخيارات الدبلوماسية السورية.
كما ستراقب القاهرة عن كثب موقف النظام تجاه حقوق الأقليات الدينية والسياسية، وما إذا كان ينتهج نهجا سياسيا شاملا أم يتبنى خطا طائفيا.
وتشير المصادر ذاتها إلى أن مصر تعمل بنشاط مع فاعلين سياسيين سوريين مهمين، بما في ذلك بعض من كانوا أعضاء في المعارضة المدنية. كما تعمل مصر مع فاعلين إقليميين معنيين في تقييم التطورات في سوريا وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي، وخاصة في غزة حيث تعمل مصر بجد مع قطر والولايات المتحدة، وبدرجة أقل الاتحاد الأوروبي، لبدء وقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وتسببت في خسائر إنسانية هائلة.
ولكن المصادر اتفقت على أن العامل الأكثر حسماً في تحديد ما إذا كانت مصر ستمضي قدماً مع النظام السوري الجديد يتعلق بخياراتها عندما يتعلق الأمر بالإسلام السياسي. ويشيرون إلى أن مصر تتمتع بعلاقة وثيقة مع زعيم القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان وبعض كبار مساعديه العسكريين، على الرغم من خلفيتهم الإسلامية، وهو ما يشير إلى أن القاهرة تمارس التمييز الدقيق.
وبحسب مصدر أمني مصري سابق، فإن القاهرة لا تضع كل الإسلاميين في خانة واحدة، و”هناك فرق بين الإسلامي الذي يلتزم بمؤسسات الدولة، مثل القوات المسلحة الوطنية، والإسلامي الذي كان له ارتباط سابق بجماعات متطرفة مثل القاعدة”.
وقال المصدر الأمني إن “من الواضح” أن النظام الحالي في سوريا “ليس ما كانت مصر تأمله لسوريا، ولكن في نهاية المطاف نحن نحترم خيارات السوريين ــ بشرط أن نتحدث عن خيار يحظى بموافقة الغالبية العظمى من الشعب السوري”.
وقال المصدر نفسه إنه لا يكفي أن يرسل القادة الجدد لسوريا رسائل مطمئنة، بل المهم “هو كيف سيتصرف النظام الجديد اليوم وغدا”.
وفي الوقت الحالي، كما قال المصدر الأمني السابق، يبدو أن القادة الجدد في سوريا يريدون التركيز على الجبهة الداخلية والتعاون مع العواصم التي يمكن أن تقدم لهم يد المساعدة، وخاصة أنقرة والرياض.
وفي بيانها الختامي، تعهدت قمة الرياض بشأن سوريا بمساعدة سوريا على المضي قدماً في إعادة الإعمار وبناء القدرات والمؤسسات وبناء عملية سياسية شاملة.
المصدر: الأهرام ويكلي Tags: أسعد الشيبانيبدر عبد العاطيمصر وسوريا