الاستثمار في جودة التعليم ورؤية "عُمان 2040"
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
محمد بن رضا اللواتي
mohammed@alroya.net
رغم أن الجميع "مُتفِق"، إلا أن الجميع "لا يُحرك ساكنًا"!
هل ينطبق هذا المثال على حالة التعليم في بلادنا؟ ولماذا يربض قطار التعليم في محطته العتيقة ولا يمضي في رحلته نحو الجودة الشاملة؟ هل هناك مراجعة شاملة للأهداف التي تضعها الجهات المعنية بشأن التعليم في السلطنة ومُحاسبة دقيقة للإخفاقات وأسبابها؟
ذلك لأنَّه لم يعد هناك أدنى شك أنَّ الأهداف التي تُريد رؤية "عُمان 2040" بلوغها في شتى الحقول رهينة بحالة التعليم في السلطنة، وأن ركوده وعدم مواكبته للعصر سيجعل الرؤية قريبة من أفق الحُلم.
صدرت مُؤخرًا دراسة بعنوان "استراتيجية مقترحة للتحول إلى اقتصاد المعرفة في سلطنة عُمان" اقترحت مجموعة من المقترحات للنهوض بالعملية التعليمية وتحريك قطار التعليم الرابض في محطته. وتركز الدراسة على تحليل تجارب الدول التي سبقتنا في التحول إلى اقتصاد المعرفة بهدف استخلاص العوامل المشتركة التي ساهمت في نجاح تلك الدول، ومن ثم تقييم جاهزية سلطنة عُمان للتحول إلى اقتصاد المعرفة عبر تحليل الوضع الحالي ومقارنة المؤشرات الدولية الرئيسية بالعوامل الأساسية المطلوبة لهذا الانتقال.
وتُجمِع الدراسة على أن العنصرين الأكثر أهمية لتعزيز هذا التحول هما: تطوير منظومة التعليم بكل أركانها (المدرسي، الأكاديمي، والمهني)، والتغلب على التحديات الثقافية التي قد تُعيق هذا التغيير الجوهري. لهذا، تقترح الدراسة استراتيجية تدريجية للتحول إلى اقتصاد المعرفة، تتكون من مرحلتين رئيسيتين:
المرحلة الأولى (4 سنوات): تُركِّز على بناء قاعدة صلبة لاقتصاد المعرفة من خلال الاستثمار في رأس المال البشري، وتطوير منظومة التعليم، ومعالجة التحديات الثقافية.
المرحلة الثانية: تستهدف تطوير العوامل المساندة الأخرى، مثل تحسين البنية التحتية الرقمية، وزيادة الإنفاق على البحث والتطوير، وتعزيز ريادة الأعمال والابتكار.
ولتحقيق هذه الاستراتيجية، تُبرز الدراسة مجموعة من الإجراءات الاستراتيجية الضرورية لمُعالجة مشكلات التعليم في السلطنة. وتشمل هذه الإجراءات تحديد أولويات الإصلاح، وتقييم كل خطوة وفق معايير استراتيجية واضحة، وتفصيل المهام المطلوبة لكل إجراء، مع تحديد الجهات المسؤولة، والجداول الزمنية، والموارد اللازمة، إلى جانب آليات قياس النتائج المتوقعة بدقة وضمان تحقيقها.
وأنصح المهتمين بمراجعة الرابط التالي: (https://l.ead.me/Knowledge_based_economy).
لعلنا بدأنا نفهم سبب عجز قطار التعليم عن المضي في رحلة تطوير التعليم إلى يومنا هذا؛ لأن هذا الهدف لا يبدو أنه من أولوياتنا، وما يعكس ذلك هو الموازنة المتدنية التي خُصصت للهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، والتي تبلغ 1.7 مليون ريال عُماني فقط، وهي أقل الموازنات المُخصَّصة للإنفاق لأي مؤسسة حكومية على الإطلاق. وتُشير الدراسة إلى أن هذه الموازنة لن تكون كافية لتمكين الهيئة من أداء وظائفها الحيوية خلال السنوات العشر المقبلة.
لا شك أنَّ جودة التعليم ومواءمته مع المعايير العالمية يُعد شرطًا أساسيًا للنهوض بالعملية التعليمية، ويتيح مستقبلًا أن تتجه سلطنة عُمان نحو اقتصاد المعرفة. ومع تدني الحالة التعليمية، فإنَّ مثل هذه الأهداف ستظل بعيدة المنال، كما إن الأهداف التي أعلنت عنها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار من بناء نظام تعليمي مستقل ومتكامل ربما تبقى حبرًا على ورق، على الأقل خلال السنوات العشر المقبلة.
لقد تراجعت أعداد البعثات الخارجية إلى أدنى مستوياتها، وسط مبررات تتحدث عن التحديات المالية، في حين يفتقر عدد ليس بالقليل من مؤسسات التعليم العالي في السلطنة إلى المواءمة مع معايير الجودة العالمية. ومعنى هذا أن كل ذلك التكدس في تلك المؤسسات للخريجين مصيره تحصيل تعليم لا يستطيع أن يوفر المهارات المطلوبة في السوق المحلية فضلًا عن العالمية. فأين نحن ذاهبون؟
أهداف رؤية "عُمان 2040" مرتبطة بتطبيق نظام تعليمي أكاديمي ومهني واحترافي يتوافق مع معايير جودة التعليم العالمية، حتى يتمكن من المساهمة بنجاح في تحقيق مستوى جيد من الرفاه الاجتماعي بتحسين مستوى المعيشة وتعزيز التنمية الشاملة. كما إن الدراسة- المُشار إليها أعلاه- دقيقة في مدعاها أن العائد على الاستثمار في جودة التعليم سيكون كبيرًا حقًا؛ إذ يُسهم في بناء مجتمع متعلم ومؤهل لتحقيق التنمية الشاملة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محافظ الأقصر يدشن مشروع سفارة المعرفة بحضور مستشار رئيس الجمهورية.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
دشن المهندس عبدالمطلب عمارة، محافظ الأقصر، اليوم الخميس، سفارة المعرفة بمكتبة مصر العامة، وذلك بحضور اللواء أ.ح دكتور خالد فودة مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية، ورئيس اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي، والدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية.
الاحتفاليةحضر الاحتفالية كل من الدكتور هشام أبوزيد نائب محافظ الأقصر، والدكتور عبدالله عيسى الشريف مساعد مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية، والدكتور عادل زين رئيس جامعة طيبة التكنولوجية، ومحمد حسانى مدير عام مكتبة مصر العامة، ووكلاء الوزارات المعنية ولفيف من المدرسين الأكاديميين بجامعتى الأقصر وطيبة التكنولوجية، والمثقفين، والإعلاميين ونقباء النقابات وشباب الأقصر.
نشاط مبادرة ظواهر المجتمعية بالأقصروشهد حفل الافتتاح، عرض فيلم وثائقي حول نشاط مبادرة ظواهر المجتمعية بالأقصر، ودورها في رصد الظواهر الإيجابية، وكذا التصدى للظواهر السلبية للقضاء عليها.
محافظ الأقصر يشيد بالدور الذي تقدمه مكتبة مصر العامةوفي كلمته، رحب محافظ الأقصر بالحضور وأثنى على مشروع سفارة المعرفة، كما أشاد بدور مكتبة مصر العامة بالأقصر في تقديم خدمات ثقافية وفنية ودورات تدريبية مجانية في اللغات على أيدى متخصصين أجانب، والدور المميز الذى تلعبه قاعة المصريات المتفردة فى إثراء هذا العلم لدى الباحثين، وقاعة الكالتشوراما وعروضها الخيالية المميزة.
واختتم محافظ الأقصر، كلمته مشيرًا أن المحافظة تسعى نحو افتتاح فرع لمكتبة مصر العامة بكل مراكز ومدن محافظة الأقصر، وذلك بعد افتتاح فرع بمدينة طيبة الجديدة وقريبًا افتتاح فرع بمركز إسنا جنوب الأقصر.
وفي ختام الاحتفالية، تم توقيع بروتوكول تعاون بين مكتبة الاسكندرية وجامعة طيبة التكنولوجية، كما تم تبادل الدروع التذكارية.
IMG-20250417-WA0171 IMG-20250417-WA0172 IMG-20250417-WA0173 IMG-20250417-WA0174 IMG-20250417-WA0175 IMG-20250417-WA0176 IMG-20250417-WA0177 IMG-20250417-WA0178 IMG-20250417-WA0179 IMG-20250417-WA0180 IMG-20250417-WA0181 IMG-20250417-WA0182 IMG-20250417-WA0183 IMG-20250417-WA0184 IMG-20250417-WA0185 IMG-20250417-WA0186 IMG-20250417-WA0187 IMG-20250417-WA0188 IMG-20250417-WA0189 IMG-20250417-WA0190 IMG-20250417-WA0191 IMG-20250417-WA0192 IMG-20250417-WA0193 IMG-20250417-WA0194 IMG-20250417-WA0195 IMG-20250417-WA0196 IMG-20250417-WA0197 IMG-20250417-WA0198 IMG-20250417-WA0199