جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-17@15:24:33 GMT

مشاهد من رؤية "عُمان 2040"

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

مشاهد من رؤية 'عُمان 2040'

 

د. طارق عشيري **

من خلال وجودي علي مدار ثمانية أشهر في سلطنة عُمان ومن خلال اطلاعي علي الصحف والمواقع الإلكترونية خرجت بحصيلة وافرة عن رؤية السلطنة للعام 2040، سأستعرض جزءًا من ملامحها عبر هذا المقال.

تُعدُّ سلطنة عُمان نموذجًا فريدًا في المنطقة، حيث استطاعت أن تمزج بين التراث العريق والتقدم الاقتصادي الحديث.

وفي ظل التحولات العالمية، انتهجت عُمان مسارًا تنمويًا يعتمد على التنويع الاقتصادي والابتكار كأحد أعمدة التنمية المستدامة. ومع تبني رؤية عُمان 2040، أصبحت السلطنة تمثل قصة نجاح في تعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة، مستفيدةً من موقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية والبشرية؛ حيث الجهود التي تبذلها السلطنة لتحقيق التقدم الاقتصادي، والتحديات التي تواجهها، والآفاق الواعدة لمستقبل أكثر ازدهارًا.سلطنة عُمان والتقدم الاقتصادي المبني على المعرفة.

سلطنة عُمان تُعد من الدول التي تبنت رؤى طموحة لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، حيث تعتمد على الاقتصاد القائم على المعرفة كأحد المحاور الرئيسية لتحقيق التنويع الاقتصادي. تركز السلطنة على تطوير قطاعات التعليم، البحث العلمي، والابتكار لتعزيز دور المعرفة كمحرك أساسي للنمو.

ويعتمد التقدم الاقتصادي القائم على المعرفة في عُمان، على رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق اقتصاد متنوع ومستدام يستند على التقنيات الحديثة والمعرفة، مع التركيز على الابتكار وريادة الأعمال.

وأنشأت السلطنة العديد من الجامعات ومراكز البحوث، مثل جامعة السلطان قابوس، وعملت على تعزيز برامج الابتكار التي تدعم الاقتصاد الوطني. وتسعى السلطنة لتطوير البنية التحتية الرقمية، مما يُسهم في تحسين كفاءة الأعمال الحكومية والخاصة ويدعم الاقتصاد الرقمي. وتوفر عُمان برامج لدعم الشباب ورواد الأعمال من خلال تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتهيئة بيئة تشجع الابتكار. كما تعمل على تقليل الاعتماد على النفط من خلال تطوير قطاعات مثل السياحة، الخدمات اللوجستية، وتقنية المعلومات.

ورغم التقدم الكبير، تواجه السلطنة تحديات مثل التنافسية الإقليمية والعالمية، والحاجة لتطوير مهارات القوى العاملة الوطنية. ومع ذلك، توفر الموارد الطبيعية، والموقع الجغرافي المميز، والتوجه الحكومي الواضح فرصًا كبيرة للنمو.

والاقتصاد المبني على المعرفة يمثل مفتاحًا لمستقبل عُمان الاقتصادي، حيث يعكس قدرتها على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية الشاملة.

وتمثل رؤية "عُمان 2040" خارطة الطريق لتحقيق التحول الشامل في كافة القطاعات. تهدف الرؤية إلى تعزيز التعليم المتقدم، وتطوير الابتكار التكنولوجي، ودعم الصناعات المعرفية لتحقيق اقتصاد متنوع ومستدام.

وأخيرًا.. إن سلطنة عُمان تمثل نموذجًا طموحًا للتنمية الاقتصادية القائمة على المعرفة. ومن خلال الاستثمارات الكبيرة في التعليم، التكنولوجيا، والابتكار، تسير السلطنة بخطى واثقة نحو تحقيق رؤيتها "عُمان 2040". ومع استمرار التركيز على التحديات واستغلال الفرص، يُتوقع أن تصبح عُمان مركزًا إقليميًا للاقتصاد المعرفي في المستقبل القريب.

** أكاديمي سوداني

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان ومملكة البحرين.. علاقات حضارية راسخة

العلاقات العمانية - البحرينية هي علاقات ضاربة في جذور التاريخ وعند ذِكر حضارتَي مجان العمانية ودلمون البحرينية تقفز للذهن مسارات تلك العلاقات المميزة التي تتعدى العلاقات البروتوكولية بين الدول، حيث علاقات مسقط والمنامة تنطلق من روابط اجتماعية وأسرية وثقافية وفنية وتجارية على ضفاف الخليج العربي، كما أن علاقات البلدين والشعبين الشقيقين تعَد من العلاقات النموذجية التي تواصلت لقرون أساسها الاحترام والتقدير المتبادل والمحبة التي تجمع قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين.

وتأتي زيارة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين إلى سلطنة عمان وهي زيارة دولة ولقاؤه المثمر مع جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لتجسيد تلك الملحمة التاريخية من العلاقات الأخوية والتي ظلت ثابتة على مدى قرون منذ ظهور الحضارتين العريقتين وهما حضارتا مجان ودلمون واللتان كان لهما إسهام حضاري وإنساني وتجاري ليس فقط على صعيد المنطقة ولكن على صعيد الشرق العربي وشبه القارة الهندية حيث تجارة اللؤلؤ العريقة وتجارة التوابل من الهند والسفن التجارية التي تمخر عباب المحيط الهندي.

وعلى الصعيد العماني البحريني فإن المشهد الاجتماعي يظل هو الأقوى في ذاكرة الأجيال حيث إن التواصل الاجتماعي بين البلدين والشعبين الشقيقين يعَد من العوامل الأساسية التي نسجت ورسّخت تلك العلاقات التاريخية بين سلطنة عمان ومملكة البحرين، ومن هنا تأتي زيارة ملك البحرين الشقيقة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى بلده الثاني سلطنة عمان ولقاؤه الأخوي مع جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لتجسد وتعكس عمق الروابط الحضارية والاجتماعية والاقتصادية.

إن زيارة الدولة لملك مملكة البحرين الشقيقة تعَد على جانب من الأهمية من خلال لقاء قمة مسقط بين قائدي البلدين والوفود الرسمية من خلال عقد المزيد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم على صعيد الاستثمار والتعليم والتقنية والثقافة، حيث إن هناك فرصا واعدة لمجالات التعاون المختلفة والدخول في شراكات اقتصادية مهمة من خلال الاستراتيجية التي ينفذها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- منذ تسلمه مقاليد الحكم في البلاد في الحادي عشر من يناير ٢٠٢٠ وهو ترسيخ العلاقات الاقتصادية مع الدول الشقيقة والصديقة حيث جاءت الزيارات السلطانية الأخيرة لتعزز تلك الشراكات والتعاون الاقتصادي لتحقيق المصالح المشتركة. ومن هنا فإن مملكة البحرين تعَد من الدول الخليجية التي تسعى قيادتها إلى ترسيخ مثل تلك الشراكات وهذا يعطي مؤشرا إيجابيا بأن زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة سوف تحقق نتائج إيجابية من خلال تعزيز التعاون والشراكة الاقتصادية وفي مجال الاستثمار والمجالات الأخرى بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين.

إن العلاقات العمانية البحرينية هي علاقات تتجاوز العلاقات التقليدية حيث إن الروابط الحضارية والتاريخية التي تمت الإشارة لها تعطي زخما كبيرا لسمات حضارية وأخلاقية تميز الشعب العماني والشعب البحريني وهذا السلوك الإيجابي ينطلق من سمات حضارية تضرب بجذورها في التاريخ القديم والحديث، وعلى ضوء ذلك فإن الشعبين الشقيقين يتطلعان إلى مزيد من ترسيخ مصالح البلدين من خلال لقاء القيادتين والزيارات المتواصلة بين مسؤولي البلدين علاوة على ما تقوم به سفارتا البلدين من دفع للعلاقات وترسيخها في كل المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والإعلامية والاجتماعية، كما أن جمعية الصداقة العمانية البحرينية سجلت نشاطات جيدة خلال السنوات الأخيرة وهذا ملمح مهم من خلال العمل المجتمعي الذي يرسخ علاقات المجتمعات وتنشيط الحركة الفنية والتجارية والحضارية بين البلدين والشعبين الشقيقين.

إن المحادثات المهمة بين جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والوفود سوف تعزز مكانة تلك العلاقة الوثيقة وسوف تدفع بها إلى الأمام من خلال تعزيز آفاق التعاون المشترك في كل المجالات وأيضا التنسيق في كل ما يهم مصالح البلدين الشقيقين، خاصة وأن التاريخ وحضارتي البلدين يعززان أواصر المحبة، ويكرس النموذج العماني البحريني الذي يعَد من النماذج المشرّفة على صعيد العلاقات العربية العربية كما أن وجود سلطنة عمان ومملكة البحرين كأعضاء في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية يعزز من تلك المنظومة الحيوية والتي حققت انطلاقة لشراكات اقتصادية وتنسيق سياسي وتطور في المجالات المختلفة بين الدول الست في منطقة الخليج العربي. ومن هنا تأتي زيارة الدولة لملك مملكة البحرين الشقيقة لتضفي رونقا وتطورا مهما نحو انطلاقة في مجمل العلاقات العمانية البحرينية وعلى صعيد دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

نرحب بضيف جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في بلده الثاني سلطنة عمان، وإلى مزيد من تحقيق التعاون العماني البحريني، بما يعزز مسار تلك العلاقات التاريخية والحضارية بين البلدين والشعبين الشقيقين.

مقالات مشابهة

  • مكتبة الإسكندرية تُشارك في معرض القاهرة للكتاب 2025 بخصم 20% على إصدراتها
  • رغم الاحتفالات.. 5 مشاهد لا تنسى من حرب غزة خلال 15 شهرا (فيديو)
  • نصف الأردنيين يرون أن وضعهم الاقتصادي اسوأ من قبل
  • «محمد بن راشد للمعرفة» تشارك بمعرض القاهرة للكتاب
  • فوز بنك ظفار بجائزة "أفضل مزود للتمويل التجاري"
  • "المسرح البديل".. رؤية عيد عبدالحليم للمسرح العربي
  • مشاهد تمثيلية لتحقيق أرباح.. ضبط 6 متهمين زعموا ‏وقوع حالات خطف بالعبور ‏
  • "الفلك" يكشف موعد رؤية المذنب "أطلس" بالعين المجردة في سماء الإمارات
  • سلطنة عمان ومملكة البحرين.. علاقات حضارية راسخة
  • من قلعة نزوى لقصر العلم.. لقاء إعلامي يبرز ملامح تطور سلطنة عمان