صُنَّاع الثقافة القرائية في البيئة المدرسية
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
منير بن محفوظ القاسمي **
في عصر المعرفة والتسارع التكنولوجي الذي يطال كافة مجالات الحياة، يبرز المتخصصون كقادة في مجالاتهم، يتولون زمام المسؤولية للنهوض بتخصصاتهم ومواكبة التحديثات والتطورات المستمرة، هؤلاء المتخصصون يسعون لتطوير أنفسهم من خلال الدراسات العليا وبرامج التدريب المهني، لتكوين هوية مهنية مبتكرة ومؤهلة لصناعة التحول في وظائفهم.
ويجسد أخصائيّ مصادر التعلم نموذجًا واضحًا لهذه الرؤية، فهو ليس مجرد مسؤول عن عمليات تنظيمية وإدارية وفنية بمركز مصادر التعلم فقط، بل صانع ثقافة قرائية وتكنولوجية تسهم في تعزيز البيئة التعليمية ويتضح أثرها في صناعة المواهب على المستويين القرائي والتكنولوجي، هذا الدور المحوري يفرض عليه إتقان مهارات متقدمة تمكنه من قيادة عملية التحول الرقمي في التعليم، وتطوير المهارات القرائية والبحثية لدى الطلبة والمعلمين على حد سواء.
كما إن دور أخصائي مصادر التعلم يمتد ليشمل إتاحة بيئات تعليمية محفزة تساعد الطلبة على التعلم التجريبي، وبناء ثقافة رقمية تسهم في تطوير مهارات الطلبة وتعزيز مفهوم الإبداع والإبتكار من خلال نشر هذه الثقافة بشكل منهجي يدمج بين التكنولوجيا الحديثة والمصادر التعليمية المتوفرة بمركز مصادر التعلم، مما يوفر فرصًا تفاعلية تُمكن الطلبة من تطبيق معارفهم بطريقة عملية وتفاعلية .
وفي ظل التحولات السريعة في التكنولوجيا اليوم خاصة مع ما نشاهده ونلمسه حاليا من عجائب في أحدث تطبيقات وبرامج الذكاء الإصطناعي، يواجه أخصائي مصادر التعلم تحديات تتطلب منه مواكبة التقنيات الحديثة ودمجها بفعالية في العملية التعليمية، كما تقع على عاتقه مسؤولية تعزيز حب القراءة لدى الطلبة، خاصة في ظل تراجع الإقبال على الكتب الورقية أمام الشاشات الرقمية.
ويبدو أن مركز مصادر التعلم سيواصل لعب دور أكبر في صناعة الثقافة القرائية والتكنولوجية في البيئة التعليمية، لذا وجب علينا لزاما أن نجعله المرفق الأساسي الذي يدفع نحو بناء جيل قادر على الإبحار في عوالم المعرفة، مستندًا إلى أسس قرائية وتكنولوجية متينة.
إنَّ نجاح هذا الدور يتطلب دعمًا مستمرًا من المؤسسات التعليمية، عبر توفير فرص التدريب والتطوير لأخصائيي مصادر التعلم، وضمان توافر أحدث الأدوات والمصادر الداعمة لهذا التحول الرقمي ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو قدرة الأخصائي نفسه على الابتكار والإبداع، ليكون حقًا صانع ثقافة تعلّم قرائية وتكنولوجية عصريّة داخل المجتمع المدرسي.
** مشرف أول مصادر التعلم بوزارة التربية والتعليم
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أنشطة متنوعة .. الثقافة تواصل أسبوع حياة كريمة بالمنيا
واصلت وزارة الثقافة، اليوم الأحد، فعاليات الأسبوع الثقافي، بقرى حياة كريمة بمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة حيث تأتي مع بدء تكثيف الفعاليات بمحافظة المنيا عاصمة الثقافة المصرية.
وشهدت مدرسة كوم المحرص الإعدادية اليوم الثاني للفعاليات، بحضور أحمد يسري، مدير عام ثقافة الشباب والعمال والمشرف التنفيذي للأسبوع، والمخرج محمد صابر، مدير عام الإدارة العامة لرعاية المواهب، ورحاب توفيق، مدير عام ثقافة المنيا، وإحسان كامل، مدير قصر ثقافة أبو قرقاص، وتضمنت مجموعة مميزة من الورش الثقافية والفنية والحرفية لأبناء المنيا، قدمها نخبة من المبدعين والمدربين.
الورش قدمتها إدارات ثقافة المرأة والقرية والشباب والعمال، واستكملت فعاليات ورشة "الديكوباج"، تدريب الفنانة الشيماء مصطفى، من أبناء محافظة المنيا، بتعليم المشاركين من الطلاب، فنيات الحرفة للوصول للتصميم النهائي، وفي ورشة "الموزاييك" للمدربة فاطمة الزهراء محمد، قامت بمتابعة تعريف المتدربين، طرق اللصق وتوظيف الألوان الخاصة بالسيراميك، مع المزيج لتصميم أشكال فنية مبدعه، كما أوضحت ورشة "الأركت" للفنان أيمن السعدني، طرق عمل المنمنمات دون كسر الخشب.
وفي ورشة الحلي للمدربة شيرين محمد، قامت بتدريب المشاركين من الطلاب، على طرق متنوعة، لتنسيق الأحجار مع القطع المعدنية النحاسية، لتصنيع عقد بتقنية الحلي، واستكملت المدربة فتحية محمد، في ورشة "الخوص الشعبي"، تدريب المشاركين على الحرفة وتصميماتها بخامات متنوعة، أما ورشة "الخوص التراثي" للمدربة سلوى صابر، فواصلت تدريب المشاركين على كيفية، تصنيع تشكيلات من الخوص، باستخدام السعف وقش الأرز، وأختتمت ورش الأشغال اليدوية والتراثية، بورشة "فن الخرز" تدريب حنان محمد، بتدريب المشاركين من الطلاب، على تسجيل الخرز بالقماش من خلال الخياطة واللصق، وكيفية عمل الشكل النهائي للحقيبة.
فعاليات متنوعة
وتواصلت فعاليات اليوم الثاني للبرنامج، والذى تقيمه الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي، وفرع ثقافة المنيا، بتنظيم معرض لأحدث كتب من إصدارات هيئة قصور الثقافة، بإشراف الإدارة العامة للمكتبات، وتم توزيع مجموعة من الكتب والمجلات على الأطفال والمشاركين بالفعاليات من أبناء القرية، أعقبه فقره للمواهب من أبناء القرية، بدأت بفقرة الإنشاد، للموهوب إبراهيم عبدالله وأنشودة "قمر سيدنا النبي"، تلاه فاصل غنائى للموهوب محمد صالح، وأغنية "قالوا إيه علينا".
وشهدت الفعاليات لقاء توعويا بعنوان "تمكين المرأة" تحدثت خلاله ألفت فتحي، من المجلس القومي للمرأة، حول الزواج المبكر، وأضراره على الفرد والمجتمع، كما تطرقت للأخطار الصحية والنفسية، لختان الإناث، واختتمت اللقاء بتعريف الحضور بأهمية مكافحة ظاهرة التسرب التعليمي للفتيات، تلاه لقاء حوارى عن "أضرار المخدرات على الشباب" أكد خلاله أسامة أبو النجا، بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، ضرورة مجابهة المخدرات بكل السبل باعتبارها العدو الأول للشباب، أعقبه حوار توعوي عن أهميه المياه، وضرورة ترشيدها، وأزمة المياه التي تواجهها البلاد، تلاه فقرة ألعاب تفاعلية لتوعية الأطفال بأهمية الحفاظ على المياه وترشيدها، بإشراف الشركة القابضة للمياه والصرف الصحي بالمنيا.
واختتمت الفعاليات، بعرض للأراجوز بعنوان "حب الوطن" لفرقة مسرح عرائس قصر ثقافة المنيا، تلاها عرض فنى لفرقة المنيا للفنون الشعبية، قدمت خلالها باقة من الاستعراضات التراثية، منها استعراض "الصيادين" ونال تفاعل الحضور.
يقام البرنامج بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، وتستمر فعاليات البرنامج، حتى 19 ديسمبر الحالي.