جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-25@06:21:30 GMT

الإدارة فن وأخلاق قبل أن تكون منصبًا

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

الإدارة فن وأخلاق قبل أن تكون منصبًا

 

راشد الفزاري

الإدارة ليست مجرد أدوار تنفيذية أو مناصب قيادية تتطلب اتخاذ قرارات يومية، بل هي فن وأخلاق تُظهر الجانب الإنساني في التعامل مع الأفراد والفرق. فهي التوازن الدقيق بين تحقيق الأهداف المؤسسية وبين بناء بيئة عمل صحية ومستدامة تحفّز الإبداع والتفاني لدى الموظفين.

في بعض المؤسسات تظهر علامات الإدارة المهترئة التي تفتقد للرؤية والقيادة الحقيقية، فمثلاً عندما تعتمد الإدارة على تدوير المسؤولين غير المؤهلين دون اعتبار لكفاءتهم، فإن ذلك يعرّض المؤسسة للتدهور المستمر، وتجد مثل هذه الإدارات تتعامل مع الموظفين بمنطق التجسس والتصيد، حيث يتم زرع "عيون خفية" بين العاملين لرصد حضورهم وغيابهم، أو نقل كلامهم للإدارة العليا، وهذا السلوك لا يعكس ضعفًا إداريًا فقط، بل يُدمّر الثقة بين أعضاء الفريق، ويدخل المؤسسة في دوامة من الصراعات الداخلية.

كما إن هذه الإدارات غالبًا ما تُغفل الاحتياجات الحقيقية للموظفين، سواء كانت الحوافز المعنوية أو المادية. ويتم اختيار المسؤولين بناءً على الولاءات الشخصية، بدلًا من الكفاءة والخبرة، والنتيجة موظفون يعانون من التهميش، ومؤسسة تفتقد الإنجاز، وقائد لا يثق إلا بنفسه، ولا يتقبل النقد أو النقاش البناء.

على الجانب الآخر، فإن الإدارة الناجحة تتسم بكونها بيئة شاملة ومشجعة، تهتم بالنتائج وتُقدّر الجهود، والقائد الناجح هو من يجيد بناء الثقة داخل فريق العمل، ويؤمن بمبدأ العمل الجماعي لتحقيق الأهداف المؤسسية، فهو ليس فقط مديرًا، بل قائدًا ملهمًا يدفع الموظفين للإبداع، ومن سمات الإدارة الناجحة الشفافية والصدق فالقائد الناجح يتواصل مع فريقه بوضوح، ويناقش الأفكار والقرارات دون تردد، بجانب التقدير والتحفيز ومكافأة الجهود المميزة والإشادة بالنجاحات تعزز روح الفريق، وتشجع الموظفين على تقديم الأفضل، كما ينبغي إلا ننسى أهمية الرعاية الإنسانية وهي فهم الاحتياجات النفسية للموظفين والتعامل معهم بتعاطف يخلق بيئة عمل صحية ومستقرة، كما إن ما نفقده اليوم في كثير من المؤسسات هو الاستماع والانفتاح، وهذا أمر لا ينطبق إلّا على القادة الحقيقيين الذين يستمعون لموظفيهم ويفهمون احتياجاتهم دون مقاطعة.

اليوم يجب أن يعي أي مسؤول بأن الإدارة ليست امتيازًا يُضاف إلى السجل المهني؛ بل هي مسؤولية كبيرة وتكليف يتطلب التفاني لتحقيق المصلحة العامة، والقائد الإداري الحقيقي هو من يدرك أن نجاح المؤسسة يعتمد بالدرجة الأولى على راحة موظفيها وتقدير جهودهم، ويجب أن تتبنى الإدارة فلسفة تحترم الإنسان وتُعلي من قيمته، فعندما يشعر الموظف بالتقدير والاحترام، فإنه يقدم أفضل ما لديه، في المقابل عندما يُستنزف الموظف دون مكافأة أو دعم، فإنه يفقد الدافع مما ينعكس سلبًا على المؤسسة بأكملها.

في الختام.. على جميع من وُضِعوا في أعلى سلم الموظفين أن يدركوا أن الإدارة هي مزيج من الذوق والأخلاق والإنسانية، وهي مفتاح النجاح لأي مؤسسة، والقادة الذين يتركون بصمتهم في مؤسساتهم هم أولئك الذين يدركون أن احترام الموظفين وتحفيزهم ليس مجرد واجب مهني بل رسالة إنسانية سامية، كما أن المؤسسات الناجحة لا تُبنى على الإنجازات فقط؛ بل على العلاقات الإنسانية المتينة التي تصنع بيئة عمل محفزة ومزدهرة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب تطلب من المحكمة الأمريكية العليا وقف حكم إعادة الموظفين المفصولين

طلبت الإدارة الأمريكية من المحكمة العليا اليوم الاثنين وقف حكمٍ يأمر بإعادة توظيف آلاف الموظفين الفيدراليين الذين سُرِّحوا من وظائفهم في عمليات تسريح جماعية تهدف إلى تقليص حجم الحكومة الفيدرالية بشكل كبير.

فصل الموظفين في أمريكا

ويجادل الاستئناف الطارئ بأن القاضي لا يستطيع إجبار السلطة التنفيذية على إعادة توظيف حوالي 16 ألف موظف مشمولين بالاختبار، حسب ما أوردته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.

زيلنسكي لـ تايم: ترامب وافق على تقديم أوكرانيا تنازلات دون مقابل من روسياإدارة ترامب تضغط لتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل

ودعت الادارة المحكمة ذات الأغلبية المحافظة إلى كبح جماح العدد المتزايد من القضاة الفيدراليين الذين أبطأوا أجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشاملة، على الأقل في الوقت الحالي، من خلال استنتاجها أن إدارته لم تلتزم بالقانون الفيدرالي.

صدر الأمر عن قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية ويليام ألسوب في سان فرانسيسكو، الذي وجد أن عمليات التسريح لم تلتزم بالقانون الفيدرالي، وطالب بإرسال عروض فورية لإعادة الموظفين إلى وظائفهم.

وتشمل الوكالات وزارات شؤون المحاربين القدامى، والزراعة، والدفاع، والطاقة، والداخلية، والخزانة.

بلومبرج: إدارة ترامب تواجه أكثر من 150 دعوى قضائية في شهرينرئيس وزراء كندا : ترامب يريد كسرنا حتى تتمكن أمريكا من امتلاكنا

صدر أمر التقييد المؤقت في دعوى قضائية رفعها تحالف من النقابات والمنظمات العمالية، في ظل سعي الإدارة الجمهورية لتقليص القوى العاملة الفيدرالية.

أعرب ألسوب عن إحباطه مما وصفه بمحاولة الحكومة تجاوز القوانين واللوائح التي تحكم تقليص القوى العاملة - وهو أمر مسموح به - من خلال فصل العمال تحت الاختبار الذين يفتقرون إلى الحماية ولا يمكنهم الاستئناف.

تُعدّ هذه القضية من بين دعاوى قضائية متعددة تطعن في عمليات الفصل الجماعي، كما أمر قاضٍ ثانٍ بإعادة توظيف آلاف العمال تحت الاختبار في اليوم نفسه.

مقالات مشابهة

  • هل ينجح حسن طارق في حل ملفات مؤسسة الوسيط لتحسين علاقة الإدارة بالمواطنين؟
  • إدارة ترامب تقدم طلباً للمحكمة العليا بشأن الموظفين المفصولين
  • إدارة ترامب تطلب من المحكمة الأمريكية العليا وقف حكم إعادة الموظفين المفصولين
  • كاساس عن مباراة العراق وفلسطين غداً: لن تكون سهلة
  • بعد موافقة النواب.. كيف يضمن مشروع قانون العمل حقوق الموظفين وأصحاب العمل؟
  • قرقاش: زيارة طحنون بن زايد الناجحة إلى أمريكا تعكس مصداقية الإمارات ونجاحها الاستراتيجي
  • مصدر: المالية العراقية باشرت بتوزيع رواتب الموظفين ولم تعلن ذلك رسمياً
  • طهران ترهن مفاوضاتها مع واشنطن بـتغير بعض الأمور وأن تكون غير مباشرة
  • المفتي: الفضاء الرقمي والذكاء الاصطناعي يجب أن تكون وسائل بناء لا هدم
  • الرئيس السيسي: لا تسامح مع أي انتهاك ضد المرأة.. وملتزمون بتوفير بيئة تحمي حقوقها