منتدى مجمع البحوث الإسلامية للحوار يوصي بتعزيز الفكر المتوازن ومواجهة التحديات الفكرية
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
اختتم منتدى مجمع البحوث الإسلامية للحوار، ظهر اليوم، أعمالَه بعد مناقشة أربعة محاور رئيسة تناولت قضايا أساسيَّة تتعلق بالبناء الفكري والتصدي للتحديات الفكرية التي تواجه العقل المسلم في العصر الحديث، والذي عقد برعاية من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر، وإشراف الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وإشراف تنفيذي من الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.
وقد خلص المنتدى إلى عدَّة توصيات تُركّز على تعزيز أُسُس التفكير السليم، وترسيخ العَلاقة المتوازنة بين الدِّين والحياة المعاصرة بما يحقِّق التكامل بين الجوانب الروحية والمادية.
وأكَّد المشاركون في المنتدى ضرورةَ دَمْج مهارات التفكير النَّقدي والتحليل المنهجي في العمليَّة التعليميَّة، إلى جانب تنظيم ورش عمل وحلقات نقاشية تُسهم في تنمية الوعي الفكري لدى مختلِف شرائح المجتمع، مشدِّدين على أهمية إبراز دَور الدِّين في دَعْم مسيرة الحضارة الإنسانية ومواجهة قضايا العصر، من خلال إعداد دراسات علمية تُبيِّن التكامل بين الالتزام الدِّيني ومتطلبات التطوُّر المجتمعي.
وفي إطار التصدي للتحديات الفكرية الراهنة، أوصى المنتدى بتطوير برامج توعويَّة ومحتوى إعلامي هادف يُعزِّز الفكر المعتدل، ويحارب المفاهيم المغلوطة، إلى جانب دَعْم الأبحاث والدراسات الأكاديميَّة التي تُقدِّم حلولًا عمليَّة لهذه التحديات.
ودعا المشاركون إلى دَعْم دَور المؤسسات الدِّينية لتكون مناراتٍ فكريةً تُعزِّز قِيَم الوسطية والاعتدال، مع تأهيل الكوادر الدِّينية وتدريبهم على استخدام لغة عصريَّة تُخاطب احتياجات الأجيال الجديدة.
وشدَّد المنتدى على ضرورة تعزيز الشراكة بين المؤسَّسات الدِّينية والتعليميَّة؛ لضمان بناء منظومة فكريَّة متكاملة تُسهم في حماية المجتمع من الانحرافات الفِكريَّة، وتعزيز قِيَم الاعتدال والتوازن الفكري.
وفي ختام أعماله، دعا المنتدى إلى تكاتف الجهود بين جميع الجهات المعنيَّة؛ لترسيخ هذه التوصيات على أرض الواقع، بما يضمن بناء عقل مستنير قادر على مواجهة التحديات الفِكريَّة المعاصرة.
أمين البحوث الإسلامية: العقل البشري أصبح تقنيًا ويحتاج إلى برمجة مضادة للفيروساتوعلى صعيد اخر، ترأس الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، صباح اليوم، ورشة نقاشية تحت عنوان: (تحليل البنية المفاهيمية لمفهوم الإلحاد)، ضمن فعاليات الندوة الدولية الأولى التي تنظمها الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، بعنوان: (الفتوى وتحقيق الأمن الفكري)؛ بمناسبة اليوم العالمي للفتوى الذي يوافق 15 من ديسمبر من كل عام، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على دَور الفتوى في تعزيز الأمن الفكري، ومواجهة التحديات الفكرية المعاصرة، إضافة إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الإفتائية والعلمية على مستوى العالم، وصياغة رؤى ومقترحات لتطوير منهجية الإفتاء بما يتناسب مع التحديات المعاصرة.
وقال الأمين العام خلال كلمته بالورشة، إن معنى الإلحاد أي مال وعدل، وقد وردت في القران الكريم بهذا المعنى، مضيفًا أن الإلحاد أيضًا مذهب فلسفي يقوم على إنكار وجود الله سبحانه وتعالى؛ حيث نعاني من أزمة واقعية نعيشها تحتاج إلى تحديث العقل الإنساني الذي يتصدى لذلك أو يعالج هذه المعضلة ويتناغم مع مستوى الهجمة الإلحادية التي تخترق مستوى العقل البشري خصوصًا في ظل التقدم التقني الذي نعيشه.
أضاف الجندي أننا كما نحتاج في أجهزتنا الإلكترونية إلى برمجة مضادة للفيروسات أصبح العقل البشري الآن تقنيًا ويحتاج إلى برمجة مضادة للفيروسات ولا أجد فيروسا أشد فتكًا من الإلحاد لأنه يواجه هذه النزعة التي خلقها الله في الإنسان وهى الفطرة، مشيرًا إلى أننا نجد عددًا من الأسماء الإلحادية عبر المواقع الإلكترونية؛ ولذا لابد وأن نتحدث من واقع التجربة حيث يوجد العديد من الإصدارات العلمية التي تعالج أسباب الإلحاد، كما شهدت الورشة عدة مداخلات لعدد من الحضور المتخصصين في مجال الإلحاد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البحوث الإسلامية مجمع البحوث الإسلامية شيخ الأزهر الإمام الأكبر البحوث الإسلامیة العقل البشری ة التی ت
إقرأ أيضاً:
ماريا الهطالي: الفتوى ضرورة لتحقيق الأمن الفكري ومواجهة تحديات العصر الرقمي
أكدت الدكتورة ماريا الهطالي، الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن الفتوى الشرعية هي أداة أساسية لتحقيق الأمن الفكري في مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية المعاصرة، خاصة في عصر التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية، التي انعقدت تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي بمناسبة اليوم العالمي للإفتاء.
وأشارت الدكتورة الهطالي إلى أن التحولات الرقمية والانتشار السريع لمواقع التواصل الاجتماعي أوجدت تحديات غير مسبوقة، أبرزها "الإفتاء الافتراضي" و"السيولة الإفتائية" و"الصراع الإفتائي"، مما يجعل بناء الوعي الإفتائي ضرورة ملحّة.
وأوضحت أن غياب هذا الوعي قد يؤدي إلى استغلال الجماعات المتطرفة الفراغ الفكري لنشر أفكارها الهدامة.
وأضافت أن الأمن الفكري يتطلب تقديم إجابات شافية للأسئلة المعاصرة التي تشغل الأجيال الجديدة، مشددة على أن ذلك ليس مجرد خيار، بل واجب وطني وديني.
واستشهدت بحكمة من الشيخ سلطان بن محمد القاسمي: "العقول إذا جاعت أكلت عفونة الأفكار".
وخلال كلمتها، سلطت الضوء على تجربة دولة الإمارات في التعامل مع قضايا الإفتاء الشرعي، مشيرة إلى جهود مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي برئاسة الشيخ عبد الله بن بيه، خاصة في مواجهة الجماعات المتطرفة مثل جماعة الإخوان المسلمين، التي أصدر المجلس فتوى باعتبارها منظمة إرهابية.
كما أشادت بمبادرات المجلس لتعزيز التعايش، من خلال إجازة تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وتقديم إرشادات شرعية للتعامل مع جائحة كورونا.
وأكدت أن مواجهة تحديات الأمن الفكري تتطلب تكامل خمسة عناصر رئيسية: العدالة، التعليم، الإعلام، الانتماء للوطن، وتعزيز القيم الأخلاقية، مع دور محوري للفتوى في تشكيل الوعي المجتمعي وصيانة القيم والأخلاق.
واختتمت الدكتورة الهطالي كلمتها بدعوة المشاركين في الندوة للتعاون على وضع خطة شاملة لمواجهة التحديات الفكرية الراهنة، مؤكدة أن الفتوى ليست فقط أداة للحفاظ على استقرار المجتمعات، بل أيضًا وسيلة لتعزيز التعايش والارتقاء بالوعي المجتمعي.