اختتم منتدى مجمع البحوث الإسلامية للحوار، ظهر اليوم، أعمالَه بعد مناقشة أربعة محاور رئيسة تناولت قضايا أساسيَّة تتعلق بالبناء الفكري والتصدي للتحديات الفكرية التي تواجه العقل المسلم في العصر الحديث، والذي عقد برعاية من فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب - شيخ الأزهر، وإشراف د. محمد الضويني وكيل الأزهر، وإشراف تنفيذي من د.

محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.

خلص المنتدى إلى عدَّة توصيات تُركّز على تعزيز أُسُس التفكير السليم، وترسيخ العَلاقة المتوازنة بين الدِّين والحياة المعاصرة بما يحقِّق التكامل بين الجوانب الروحية والمادية.

وأكَّد المشاركون في المنتدى ضرورةَ دَمْج مهارات التفكير النَّقدي والتحليل المنهجي في العمليَّة التعليميَّة، إلى جانب تنظيم ورش عمل وحلقات نقاشية تُسهم في تنمية الوعي الفكري لدى مختلِف شرائح المجتمع، مشدِّدين على أهمية إبراز دَور الدِّين في دَعْم مسيرة الحضارة الإنسانية ومواجهة قضايا العصر، من خلال إعداد دراسات علمية تُبيِّن التكامل بين الالتزام الدِّيني ومتطلبات التطوُّر المجتمعي.

وفي إطار التصدي للتحديات الفكرية الراهنة، أوصى المنتدى بتطوير برامج توعويَّة ومحتوى إعلامي هادف يُعزِّز الفكر المعتدل، ويحارب المفاهيم المغلوطة، إلى جانب دَعْم الأبحاث والدراسات الأكاديميَّة التي تُقدِّم حلولًا عمليَّة لهذه التحديات.

ودعا المشاركون إلى دَعْم دَور المؤسسات الدِّينية لتكون مناراتٍ فكريةً تُعزِّز قِيَم الوسطية والاعتدال، مع تأهيل الكوادر الدِّينية وتدريبهم على استخدام لغة عصريَّة تُخاطب احتياجات الأجيال الجديدة.

وشدَّد المنتدى على ضرورة تعزيز الشراكة بين المؤسَّسات الدِّينية والتعليميَّة؛ لضمان بناء منظومة فكريَّة متكاملة تُسهم في حماية المجتمع من الانحرافات الفِكريَّة، وتعزيز قِيَم الاعتدال والتوازن الفكري.

وفي ختام أعماله، دعا المنتدى إلى تكاتف الجهود بين جميع الجهات المعنيَّة؛ لترسيخ هذه التوصيات على أرض الواقع، بما يضمن بناء عقل مستنير قادر على مواجهة التحديات الفِكريَّة المعاصرة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البحوث الإسلامية العصر الحديث البناء الفكري منتدى البحوث الإسلامية للحوار العقل المسلم المزيد

إقرأ أيضاً:

النيل للإعلام بالفيوم يناقش دور الخطاب الديني في تعزيز الأمن الفكري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم مركز النيل للإعلام بالفيوم التابع لقطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات ندوة، اليوم الأربعاء، بالتعاون مع مديرية أوقاف الفيوم تحت عنوان "الخطاب الديني وتعزيز الأمن الفكري" وذلك ضمن  حملة "اتحقق قبل ما تصدق" والتي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي، تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس القطاع، وذلك للتصدي للشائعات والحملات التي تستهدف زعزعة الأمن القومي وزعزعة الثقة في المؤسسات الوطنية والتشكيك في الإنجازات القومية والتي يتم  تنفيذها من خلال مراكز النيل والإعلام على مستوى الجمهورية. 

جاء ذلك بحضور الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، اللواء أسامة أبو الليل مساعد مدير أمن الفيوم  السابق، محمد هاشم مدير مركز النيل، حنان حمدي مدير البرامج بالمركز، الشيخ يحيى محمد مدير الدعوة بأوقاف الفيوم، الشيخ محمد خورشيد مدير إدارة أوقاف مركز الفيوم وبمشاركة عدد كبير من الأئمة والعاملين بأوقاف الفيوم.

بدأت الندوة بالتقديم لموضوع اللقاء بكلمة حنان حمدي والتي أكدت خلاها على أهمية الحملة الإعلامية التي ينفذها قطاع الإعلام الداخلي والتي تستهدف التصدي للشائعات والحملات تستهدف زعزعة  الأمن القومي في ظل التحديات الإقليمية والعالمية الراهنة التي تستوجب توحيد الجهود الداخلية وتعزيز التماسك المجتمعي لمواجهة تلك التحديات والتأكيد على ضرورة التحري وعدم تصديق كل ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وضرورة الحصول على المعلومة من مصادرها الرسمية الموثوقة، مؤكدة على دور رجال الدين في تصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز الأمن الفكري.

فيما أشار محمد هاشم إلى الدور الفاعل لقطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات في رفع الوعى والتثقيف لكافة شرائح المجتمع من خلال اللقاءات والندوات والحلقات النقاشية كأحد أهم الوسائل الاتصالية التي تقوم بها مراكز النيل والإعلام على مستوى الجمهورية مؤكدا على أهمية المرحلة الراهنة التي تستوجب من الجميع التصدي لحروب الشائعات التي تنال من وحدة وتماسك المجتمع وأثنى على على التعاون الفاعل بين مديرية أوقاف الفيوم ومركز النيل للإعلام في بناء الوعي لدى كافة شرائح المجتمع مؤكدا على الدور المؤثر لأئمة وخطباء المساجد. 

ومن جانبه أكد الدكتور محمود الشيمي على الدور الفاعل للأئمة والخطباء في المساجد في تصحيح المفاهيم المغلوطة ومناهضة كافة أشكال التطرف في الفكر والتأكيد على وسطية الإسلام، مشيرًا إلى أن قضية الشائعات حاربها الإسلام وحذر منها كما جاء في قوله سبحانه وتعالى "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"، وذلك لما للشائعات من اثار في أحداث الفتنة والوقيعة داخل المجتمعات مؤكدا على ضرورة التحري وعدم الانسياق وراء بعض الشائعات المغرضة التي تستهدف وحدة الصف. 

وأشار إلى أن الخطاب الديني من أهم القضايا في حياة المسلمين اليوم خاصة فى ظل الغزو الثقافي، ومظاهر الاختراق وبث الأفكار والمفاهيم المغلوطة عن الإسلام خاصة مع وجود ما يسمى بعصر السموات المفتوحة ووسائل الاتصال الحديثة عبر شبكات الإنترنت والذى أفرز المثير من الحملات المعادية التي تستهدف وحدة وتماسك الوطن وبث الكثير من الشائعات لخدمة هذا الغرض، لافتا إلى أن الخطاب الديني المعاصر يساهم في بناء الفكر والوعي ويسهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة ومناقشة القضايا الحياتية من منظور ديني وسطى، مؤكدًا على أن الدولة المصرية والقيادة السياسية تهتم  بتعزيز الفكر الوسطي ودعم المؤسسات الدينية في مواجهة التحديات الفكرية الراهنة تجنبا للانحراف والغلو والتشدد قائلًا: إن الأمن الفكري يعد منهجًا قويمًا يساعد الفرد على أن يصل لمرحلة الاعتدال في تناوله للقضايا التي يتعرض لها بشكلٍ فرديٍ أو جماعيٍ؛ لتصبح سلوكياته في مسارها الصحيح الذي يتسق مع نبل القيم المجتمعية.

وفي كلمته أكد اللواء أسامة أبو الليل أن مصر تواجه في المرحلة الراهنة الكثير من التحديات خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية المليئة بالصراعات والحروب، لافتًا أن الدولة المصرية و بفضل قيادتها الرشيدة هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي مازالت متماسكة بقوة شعبها ومؤسساتها الوطنية من الجيش والشرطة المدنية، لافتا إلى أن هذه المكانة وهذا الوضع يقلق الكثير من الأعداء والمتربصين لهذا الوطن.

وأكد أن الشائعات تعد أحد أهم الوسائل التى تستخدمها القوى المعادية لزعزعة الأمن والاستقرار وبث الفتن داخل المجتمع والتحريض على مؤسسات الدولة مشددا على ضرورة التماسك المجتمعي وعدم الانسياق وراء تلك الشائعات المغرضة، مؤكدا أن شوائب الفكر تؤدي بالضرورة إلى تهديد الأمن القومي والوطني للبلاد، وأشار إلى أن الدولة تعمل جاهدة لمحاربة والتصدي للشائعات من خلال توفير المعلومات والحقائق عبر المؤسسات الرسمية والموثوقة، لافتا إلى أن هناك معلومات أمنية وحساسة لا يمكن الإفصاح عنها وهذا لا يقلل من شأن فكرة الشفافية  وحرية تداول المعلومات وأكد على دور خطباء المساجد في تنمية الوعى والفكر.

وفى ختام اللقاء أوصى الحضور بضرورة تكثيف برامج التوعية وتضافر كافة الجهود الحكومية والأهلية لمحاربة الشائعات والحفاظ على وحدة المجتمع وتعزيز الأمن الفكري لدى الشباب. 

مقالات مشابهة

  • جدلية التغيير الفكري
  • «البحوث الإسلامية» يطلق مبادرة «معًا لمواجهة الإلحاد» لتحصين المجتمع بالوعي والفكر المستنير
  • أمين البحوث الإسلامية: الإلحاد تحدٍّ فكري يتطلَّب مواجهة علمية
  • لطيفة بنت محمد: المجتمع الإبداعي جزء من رصيد منطقتنا الفكري
  • المنتدي السادس للبحوث الزراعية يوصي بإنشاء معامل متطورة لإنتاج شتلات خالية من الفيروسات
  • "منتدى دافوس": هذا هو أكبر خطر على نمو اقتصاد العالم في 2025
  • النيل للإعلام بالفيوم يناقش دور الخطاب الديني في تعزيز الأمن الفكري
  • انطلاق فعاليات منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع
  • ترامب يشارك في منتدى دافوس وسط ترقب لسياساته
  • بعد أيام من تولي منصبه.. ترامب يشارك في منتدى دافوس عبر الفيديو