الجزيرة:
2025-03-29@04:59:27 GMT

إحباط شعبي وخمول سياسي تونسي في الذكرى الـ14 للثورة

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

إحباط شعبي وخمول سياسي تونسي في الذكرى الـ14 للثورة

تونس– في الذكرى السنوية الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية غابت مظاهر الاحتفال الرسمي والتظاهر السلمي للقوى السياسية والمدنية، لتحل محلها حالة من الصمت المشوب بالإحباط، فيما أرجع سياسيون ذلك إلى سطوة نظام الحكم الحالي للرئيس قيس سعيد.

وبدت العاصمة تونس التي انتشر في كل زاوية منها عناصر الأمن في حالة صمت مطبق غير مسبوق، حيث خلت الشوارع من مظاهر التجمهر السياسي أو المسيرات الاحتجاجية ضد الرئيس قيس سعيد، في لحظة مفصلية يفترض أن تكون فرصة لاسترجاع ذكريات الثورة ومطالبة السلطة بتكريس الحرية.

وجاءت الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية التي انطلقت في 17 ديسمبر/كانون الأول عام 2010 في محافظة سيدي بوزيد لتتوج بسقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي في 14 يناير/كانون الثاني 2011، وسط مشهد سياسي واجتماعي متأزم، بسبب استمرار اعتقال معارضين للرئيس سعيد وتدهور الأوضاع المعيشية.

ويرى مراقبون أن حالة الركود في الشارع التونسي تعكس إحباطا عاما لدى التونسيين الذين أصبحوا منشغلين بمحاولات التأقلم مع واقع سياسي واقتصادي واجتماعي صعب، في ظل عودة الملاحقات القضائية والأمنية ضد المعارضين والنشطاء وكذلك تدهور المعيشة وارتفاع الأسعار والبطالة والفقر.

الرئيس قيس سعيد أثناء تقديمه لملف ترشحه في الانتخابات التي فاز بها مؤخرا (الجزيرة) ركود وإحباط

ويثير هذا الوضع تساؤلات حول أسباب غياب نشاط المعارضة التي تبقى الأنظار متجهة نحوها باعتبارها كانت تمثل صمام الأمان للثورة في السنوات الأخيرة. وهذا الخمول يسلّط الضوء على تراجع قدرة الأحزاب على تعبئة الشارع أو التأثير في المزاج العام، في ظل ما تصفه المعارضة بتصاعد القمع السياسي.

إعلان

حول هذا يقول القيادي في حزب التيار الديمقراطي هشام العجبوني للجزيرة نت إن الخمول السياسي هو نتيجة مباشرة لحالة الإحباط التي تمر بها القوى السياسية والمدنية، مشيرا إلى حصول انتكاسة لدى التونسيين أسهمت في تغييب ذكرى الثورة لديهم جراء تكريس الرئيس سعيد نظاما فرديا.

وبعد عامين من صعوده للحكم، اتخذ سعيد يوم 25 يوليو/تموز 2021 تدابير استثنائية أبرزها حل البرلمان السابق وإقالة حكومة هشام المشيشي وحل المجلس الأعلى للقضاء وإلغاء دستور 2014، ليقوم بعدها بسن دستور جديد حيث استبدل بالنظام البرلماني آخر رئاسيا منح فيه لنفسه صلاحيات واسعة.

وقوبلت تلك الإجراءات برفض واسع من أوساط المعارضة، لكنها لم تتمكن من حشد الشارع بسبب القبضة الأمنية التي تمنع أي تحرك معارض واسع النطاق. هذا فضلا عن سلسلة الملاحقات الأمنية والقضائية التي انتهت باعتقال عشرات المعارضين من مختلف التيارات والتوجهات الفكرية والسياسية.

ويرجع العجبوني غياب أي شكل من أشكال التظاهر السلمي لأحزاب المعارضة في ذكرى الثورة التونسية إلى عدم التنسيق فيما بينها بسبب المناخ الحالي الذي يتسم بالتخويف والترهيب والزج بكل نفس معارض وكل رأي حر في السجون في ظل القبضة الأمنية والقضائية للنظام.

ويقول "سعيد لم يكن يوما معارضا لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي أو مناضلا من أجل الديمقراطية، وكل ما قام به بعد الثورة هو فرض سياسة الأمر الواقع لإرساء حكم فردي زاد من عودة التونسيين لمربع الخوف"، معتقدا في المقابل أن الشعب التونسي سيرفض هذه الحالة ليسترجع حريته.

ويتابع "لقد علّمنا التاريخ أن الاستبداد مهما طال لا يمكن أن يدوم. وقد شاهدنا كيف انتهى النظام السوري بعد عقود من القمع والاستبداد، وهو درس يجب أن يستوعبه كل من يعتقد أن السلطة الفردية ستبقى دائمة".

العياشي الهمامي: الأحزاب السياسية عاجزة عن استيعاب ما حدث من انحراف للثورة (الجزيرة) انسداد سياسي

بدوره، يقول القيادي بحركة النهضة، بلقاسم حسن، للجزيرة نت، ردا على سؤال حول سبب هذا الفتور السياسي التونسي، إن تقهقر الحراك السياسي مرتبط بتعطل الانتقال الديمقراطي، معتبرا أن الوضع السياسي التونسي يشهد انسدادا في ظل غياب أي حوار وطني أو انفتاح على مطالب المعارضة.

إعلان

وأشار حسن إلى قيام أحزاب المعارضة، وخاصة حزبه، بتحركات عديدة آخرها يوم 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، المتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ76 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، للمطالبة بإطلاق سراح المساجين السياسيين وأغلبهم من حركة النهضة ومنهم زعيم الحزب راشد الغنوشي.

ولفت حسن إلى انكباب مكونات جبهة الخلاص الوطني المعارضة، التي تشكل حركة النهضة أحد أبرز أطرافها، على إعادة ترتيب أولوياتها الداخلية للخروج من حالة الركود، خاصة بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز فيها الرئيس سعيد بولاية ثانية من 5 سنوات.

من جهة أخرى، تحدث المحامي والناشط الحقوقي، العياشي الهمامي، عن حالة الإحباط واليأس التي تعيشها القوى السياسية والمدنية جراء القمع السياسي والملاحقات المستمرة في حق المعارضين والنشطاء والصحفيين، والتي لعبت دورا كبيرا في إضعاف الحراك السياسي وتجذير حالة من الخوف لدى التونسيين.

كما يضيف للجزيرة نت أن الأحزاب السياسية بقيت عاجزة عن استيعاب ما حدث من انحراف عن أهداف الثورة وضرب للحرية والديمقراطية في فترة حكم قيس سعيد، مشيرا إلى أنها تعيش حالة إحباط وارتباك ولم تنجح في تقديم تصورات بديلة لمقاومة نظام الحكم الفردي الذي جثم على البلاد.

ويرى أن سعيد قام بإلغاء الاحتفال بذكرى سقوط النظام الدكتاتوري للرئيس بن علي في 14 يناير/كانون الثاني مقابل اعتماد تاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2010 كتاريخ لاندلاع شرارة الثورة التونسية، لكنه لم يحرص حتى على الاحتفال الرسمي به، ما يعكس محاولة منه لكسر صورة الثورة في أذهان التونسيين، وفق رأي الهمامي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الثورة التونسیة قیس سعید

إقرأ أيضاً:

تقرير: إحباط في حماس بسبب مظاهرات غزة

تناول موقع "واللا" الإسرائيلي الاحتجاجات التي خرجت ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، ونقل تقييمات تفيد بأن تلك الاحتجاجات قد تتزايد خلال الأيام المقبلة. 

 

ويقول "واللا"  إن استخدام حماس للتجمعات السكانية الموجودة في قطاع غزة كمواقع لإطلاق الصواريخ، وهو أمر يستدعي رداً إسرائيلياً قاسياً، أثار انتقادات شديدة بين الجمهور الفلسطيني، وبعض نشطاء حماس تم رشقهم بالحجارة  من قبل المتظاهرين.

وذكر الموقع، أن التقديرات تشير إلى أن استخدام حماس للتجمعات السكانية هو ما أدى إلى اندلاع الاحتجاجات في بيت لاهيا، وهو ما تسبب في وصول الانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى الشوارع.

#حماس تهدد بمعاقبة المتظاهرين ضدها في #غزةhttps://t.co/rR3dSgL9YP

— 24.ae (@20fourMedia) March 27, 2025 إحباط لدى حماس

وبحسب تقديرات مصادر عسكرية، فإن الاحتجاجات في الشوارع قادتها عائلات أصيب أبناؤها في هجمات لقوات الاحتلال الإسرائيلي، ووفقاً للتقديرات، فإن كبار قادة الجناح العسكري لحركة حماس يشعرون بالإحباط بسبب عدم قدرتهم على تحقيق إنجازات في القتال ضد الجيش الإسرائيلي، وليس في مسار المفاوضات لإعادة إعمار قطاع غزة.

شاهد.. متظاهرون في غزة: "حماس بره" - موقع 24تظاهر المئات من سكان بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، اليوم الأربعاء، في مسيرات تدعو لوقف الحرب، وتطالب بخروج حركة حماس من قطاع غزة.

وأضاف الموقع، أنه في هذه المرحلة، فإن النقاط المحورية الثلاث للاحتجاجات خلال الليل هي بيت لاهيا وجباليا وخان يونس، وبحسب التقديرات في المؤسسة الأمنية بإسرائيل، فإن ما قد يسرع وتيرة الاحتجاجات بين الجمهور الفلسطيني هو توسع المرحلة البرية من الحرب.

تفاقم الأوضاع

وأوضح أن كل هذا قد يتفاقم بسبب الضغط الناجم عن وقف المساعدات وبنية تحتية مُدمرة، وتركه السكان  بلا مأوى، وبدون حل ينتهي بأعادة تأهيل غزة من جديد.

ونقل الموقع أن حماس ليست في عجلة من أمرها للرد على الأرض، لأنها تخشى من تصاعد الاحتجاجات، وبالإضافة إلى ذلك، تشير وسائل الإعلام في هذه المرحلة إلى أن تصرفات المعارضة في القطاع تلقى تشجيعاً  من السلطة الفلسطينية. 

وقال الموقع، إن نشطاء حماس حاولوا تفريق الاحتجاجات دون استخدام قوة كبيرة، ولكن دون جدوى، بل تم طردهم تحت رشق الحجارة بكثافة من قبل المتظاهرين، ولذلك، انسحبت قوات الأمن من الأماكن وسمحت باستمرار الاحتجاج، لافتاً إلى أنه في هذه الأثناء، تروج السلطة الفلسطينية لضرورة استبدال نظام حماس واستعادة السيطرة على قطاع غزة.

لليوم الثالث.. مظاهرات ضد #حماس في قطاع #غزةhttps://t.co/mlw9n3zygq

— 24.ae (@20fourMedia) March 27, 2025 مرحلة اختبار

وتقدر مصادر أمنية، أن الساعات الـ24 المقبلة ستكون "يوم اختبار" بناء على نطاق واستجابة الجمهور وحماس، وما إذا كانت الاحتجاجات ستتلاشى كما حدث في فبراير (شباط) 2024، أم أنها ستشكل تغييراً عميقاً في الشارع الفلسطيني والاحتجاجات على الأرض ضد حماس.

ونقل موقع عن مصدر أمني مطلع أن "الجهاز الأمني ​​لديه أدوات ضغط أخرى، ويترك  فرصة للعودة إلى المفاوضات بشأن الرهائن، رغم عدم إحراز أي تقدم".

مقالات مشابهة

  • عشية زيارة نائب الرئيس الأميركي... تحالف سياسي واسع في غرينلاند لمواجهة الضغوط الأمريكية
  • الرئيس اللبناني: لن نسمح بتكرار الحرب التي دمرت كل شيء في بلادنا
  • تقرير: إحباط في حماس بسبب مظاهرات غزة
  • احتجاز ومخدرات واغتصاب.. عقوبات مشددة في قضية طفل تونسي
  • هبطة العيد .. موروث شعبي يفتقد التطوير
  • الشيخوخة السياسية والانقلاب الداخلي.. مرحلة جديدة نحو تغيير النظام السياسي
  • مقتل شاعر شعبي برصاص مسلح في شبوة
  • أردوغان يكشف "مفاجأة".. من قدم الوثائق التي أدانت إمام أوغلو؟
  • مصدر سياسي: بوجود ترامب المعادلة السياسية في العراق ستتغير
  • قادمة من اليمن.. إحباط تهريب 65000 علبة من المخدرات