حماس: نهش الكلاب جثامين الشهداء يكشف وحشية الاحتلال
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن صور الكلاب الضالة وهي تنهش جثامين شهداء فلسطينيين أمام أعين جنود إسرائيليين تكشف "مستوى الوحشية وحجم السادية والإجرام واللاإنسانية في سلوك جيش الاحتلال وقيادته الفاشية".
وذكرت الحركة -في بيان اليوم الثلاثاء- أن "ما عرضته قناة الجزيرة من صور مروعة لكلاب ضالة تنهش جثامين الشهداء في شوارع محافظة شمال قطاع غزة تحت سيطرة ومراقبة الجنود الصهاينة، وفي ظل منع جيش الاحتلال لطواقم الإسعاف والدفاع المدني من الدخول لانتشال الشهداء والجرحى منذ بدء حملة التطهير العرقي وعمليات التهجير القسري الإجرامية في شمال القطاع، يكشف مستوى الإبادة الوحشية التي ترتكب في القطاع، ويؤكد حجم السادية والإجرام واللاإنسانية التي تملّكت سلوك هذا الجيش الإرهابي وقيادته الفاشية".
وأشارت إلى مواصلة الجيش الإسرائيلي استهدافه المتكرر والمتعمد مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا، ومرافقه من خزانات مياه ووقود ومحطات أكسجين، في إطار سياسة الاستهداف الممنهج لكافة المرافق والمستشفيات وسبل الحياة في شمال القطاع.
واعتبرت الحركة ذلك "جرائم حرب تحدث أمام سمع وبصر العالم دون أن يحرّك ساكنا لإيقافها"، وفق البيان.
إعلانوتابعت أن "هذه الجرائم المروعة المستمرة، وما يخرج من صور وتفاصيل للمجزرة الحاصلة في شمال قطاع غزة ينبغي أن تحرّك ما تبقى من ضمير عالمي، للانتصار لقيم الإنسانية ووقف هذه الإبادة والعمل لتحريك قوافل إغاثة وإسعاف وإنقاذ دولية والدخول إلى شمال قطاع غزة، وفرض حماية المدنيين الأبرياء، وتوثيق هذه الجرائم لمحاسبة مرتكبيها من مجرمي الحرب الصهاينة".
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي اجتاح الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة، ويقول الفلسطينيون إن تل أبيب ترغب في احتلال المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة بعد تهجيرهم منها تحت وطأة قصف دموي ومنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
ويتواصل القصف الإسرائيلي على مختلف مناطق قطاع غزة بالتزامن مع استمرار عمليات النسف والتفجير للمنازل والأحياء السكنية.
وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات شمال قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ماذا يريد الاحتلال من الاغتيالات الممنهجة لقادة حماس في غزة؟
غزة– قبل انقضاء 24 ساعة على اغتيالها عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صلاح البردويل، بقصف خيمته التي كان ينزح فيها بمنطقة المواصي غربي مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي زميله في المكتب السياسي القيادي إسماعيل برهوم.
واستهدفت طائرة حربية إسرائيلية، الليلة الماضية، برهوم بينما كان يتلقى العلاج في "مجمع ناصر الطبي" بالمدينة. وبحسب مصادر طبية وعائلية وتنظيمية فإنه كان قد أصيب بجروح خطرة في غارة جوية إسرائيلية استهدفته بمدينة رفح في الليلة الأولى من استئناف الاحتلال الحرب على غزة، فجر الثلاثاء الماضي.
وأسفرت عملية اغتيال برهوم عن استشهاده على الفور، برفقة قريبه الفتى إبراهيم برهوم. وكان أيضا يتلقى العلاج من جروح سابقة، علاوة على إصابة 8 آخرين من الجرحى والمرضى المنوّمين في قسم الجراحة بالمستشفى، الذي دمرته الغارة وخرج عن الخدمة كليا.
ومنذ عودتها العنيفة للحرب على قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال سلسلة من عمليات الاغتيال استهدفت أركان العمل الحكومي والإداري والأمني، وقادة سياسيين في حركة حماس.
حلقة في سلسلة اغتيالات
ولد إسماعيل برهوم، ويكنى بأبي محمد، في مدينة رفح بستينيات القرن الماضي، وعرف عنه تدينه منذ نعومة أظفاره، ويعتبر من الرعيل الأول لحركة حماس منذ تأسيسها إبان الانتفاضة الأولى عام 1987.
إعلانتدرج برهوم في أوساط حركة حماس حتى انتخب في مارس/آذار 2021 عضوا في مكتبها السياسي داخل القطاع.
وتقول أوساط محلية إن برهوم سليل عائلة كبيرة في مدينة رفح توجد في شطري المدينة الفلسطيني والمصري، قدّمت على مدار سنوات طويلة الكثير من الشهداء والجرحى والأسرى، وعرف عنه أنه من رواد العمل الخيري ورجال الإصلاح المجتمعي بالمدينة.
ونعت حركة حماس برهوم، وقالت إنه "كان من رموز العمل الإسلامي والدعوي وأحد أعمدة الحركة في قطاع غزة، ومثالًا في الثبات والعطاء والتجرد، أمضى حياته في خدمة شعبه ودينه وقضيته، وكان وفيّا لفلسطين ومقدساتها، صادق الانتماء، حاضرا في ميادين الدعوة والعمل المجتمعي والإنساني".
واعتبرت حماس في بيان أن "استهداف القائد برهوم وهو يتلقى العلاج داخل أحد أقسام المستشفى، جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الإرهابي الحافل باستباحة المقدسات والأرواح والمرافق الصحية، وتؤكد من جديد استخفافه بكل الأعراف والمواثيق الدولية، ومضيّه في سياسة القتل الممنهج بحق شعبنا وقياداته".
وقال مدير عام مجمع ناصر الطبي الدكتور عاطف الحوت للجزيرة نت، إن برهوم كان في "قسم الجراحة للرجال" بصفته جريحا يتلقى العلاج من جروح أصيب بها قبل بضعة أيام.
وأضاف "نعمل وفق ضوابط أخلاقية ومهنية وإنسانية، ونعالج كل من يصل المستشفى، سواء صديق أو عدو، ولا نسأل من يحتاج الخدمة الطبية عن ديانته أو هويته، أو الجهة التي ينتمي إليها".
وشدد الحوت على أن لا شيء يبرر جريمة استهداف مستشفى، وقتل جريح أو مريض يتلقى العلاج، علاوة على إصابة جرحى ومرضى وعاملين بالمستشفى، وتدمير قسم الجراحة وإخراجه عن الخدمة كليا، واصفا هذا الاستهداف بأنه "جريمة يندى لها الجبين وتخالف كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية".
إعلانوهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض بها مجمع ناصر الطبي للاستهداف الإسرائيلي المباشر، وكانت قوات الاحتلال قصفت "مبنى التحرير" الخاص بالأطفال والولادة، وأدى ذلك إلى استشهاد طفلة، وتبعه حصار المجمع واقتحامه وتدميره إبان الاجتياح الواسع لمدينة خان يونس في ديسمبر/كانون الأول 2023 واستمر 4 أشهر.
وهذا المجمع يضم 3 مستشفيات تخصصية، وهو الأكبر في القطاع بعد مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، وأحد 3 مستشفيات لا تزال تعمل في جنوب القطاع، فيما أخرج الاحتلال 25 مستشفى عن الخدمة منذ اندلاع الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الأخلاق والأديان والقوانين حفظت حقّ العلاج للجريح والأسير -وإن كان مقاتلاً-، إلا إسرائيل، تعتبر نفسها بلطجياً أزعراً فوق كل هذا، وتقصف المستشفيات وتجتاحها بلا حرمات، بتبرير وبلا تبرير، وكان آخرها اغتيال الشهيد إسماعيل برهوم وهو على سرير العمليات في مستشفى ناصر، خلال علاجه من… pic.twitter.com/TOlxkDJAY2
— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) March 23, 2025
"بهدف الفوضى"يضع مدير عام مكتب الإعلام الحكومي الدكتور إسماعيل الثوابتة عمليات اغتيال أركان العمل الحكومي والإداري والأمني، والقيادات السياسية كذلك، في سياق مساعي الاحتلال لتغييبهم عن إدارة الشأن العام، وإضعاف المنظومة الحاكمة، بهدف شل المؤسسات المدنية والخدمية، وإرباك منظومة الحكم.
وقال الثوابتة للجزيرة نت إن الاحتلال يريد خلق فراغ إداري وأمني، عبر هذه الاغتيالات وتعطيل المؤسسات الحكومية وإضعاف قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، مما قد يؤدي إلى فوضى إدارية وأمنية.
وبرأي الثوابتة، فإن الهدف الكبير للاحتلال هو زعزعة الاستقرار وإضعاف قدرة الأجهزة الأمنية على ضبط الجبهة الداخلية، وإثارة الفوضى وإرباك المجتمع من خلال استهداف المسؤولين، حيث يسعى الاحتلال إلى إفقاد المواطنين الثقة بالمؤسسات الحكومية وإحداث اضطرابات تؤدي إلى زعزعة استقرار الجبهة الداخلية.
إعلانبيد أن الثوابتة يشدد على قدرة منظومة الحكم في القطاع على إفشال مساعي الاحتلال وأهدافه، وسد الفراغ والمحافظة على الاستقرار الإداري والأمني، من خلال تفعيل منظومة القيادة البديلة وإسناد مهام القادة الشهداء لمسؤولين آخرين لشَغل الأماكن القيادية وضمان استمرارية العمل الحكومي بسلاسة، وضمان استمرارية تقديم الخدمة للمواطنين.
مخططات اليوم التاليويعتقد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي، أن دولة الاحتلال تهدف من وراء "عمليات القتل خارج إطار القانون" واغتيال أركان العمل الحكومي والإداري والقيادات السياسية إلى إحداث فراغ وفوضى.
ويقول إن هذه العمليات تصب "في إطار اليوم التالي الذي ترغب به إسرائيل"، عبر جعل قطاع غزة منطقة غير صالحة للحياة، وطاردة للسكان، من خلال تدمير سبل ومقومات الحياة كافة، وهذا يتطلب أيضا إحداث فوضى عبر اغتيال قيادات العمل الحكومي والتنظيمي والسياسي وإسقاط الحكومة التي تديرها حركة حماس، وتدمير قدرتها الإدارية والأمنية على ضبط الأوضاع داخل القطاع.
ولمواجهة مخطط الفوضى والتهجير، يرى عبد العاطي ضرورة العمل سريعا على تشكيل لجنة إسناد مجتمعية في إطار توافق وطني لضبط الأوضاع في القطاع وتعزيز السلم الأهلي وسبل دعم صمود الغزيين على أرضهم، وقطع الطريق على مخططات الاحتلال، والتي يعمل عليها من خلال الاغتيالات وبالتزامن مع تشكيل هيئة لإدارة تهجير الغزّيين.
أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس الذين استشهدوا بعد طوفان الأقصى.
حماس اكثر الحركات الإسلامية التي تقدمت شهداء من قادتها عبر التاريخ الحديث pic.twitter.com/wcUWMv1tFi
— الرادع المغربي ???????????????????? (@Rd_fas1) March 23, 2025
للضغط على حماسوبرأي مدير "مركز مسارات للدراسات السياسية" هاني المصري، فإن تصفية القيادات السياسية والعسكرية لحماس يأتي في سياق استهداف المفاصل الرئيسية المسؤولة عن إدارة الشأن العام، وتصميم اسرائيل على تحقيق أهدافها بالقضاء على الحركة في قطاع غزة.
إعلانويقول المصري للجزيرة نت إنه "لا يمكن لأي تنظيم أن لا يتأثر بهذه الضربات، لكن في الوقت نفسه، لا يمكن لإسرائيل القضاء على حركة مثل حماس".
غير أن المحلل المعروف يعتقد أن الاغتيالات الأخيرة جاءت بعد استغلال إسرائيل فترة التهدئة بعد اتفاق وقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني الماضي، "كنافذة لجمع معلومات استخباراتية"، لا سيّما بعد ظهور قيادات من الحركة علنا في القطاع، "وربما التراخي في تحركاتها والحفاظ على أمنها"، مما أدى الى تسهيل الوصول إلى عدد منهم.
وفي سياق الضغط العسكري الذي تشنّه إسرائيل بدعم أميركي على قطاع غزة، والذي تركز مؤخرا على استهداف قيادات سياسية وحكومية، تحت عنوان "مطالبة حماس بالاستسلام"، قال المصري إن وجود حماس ضرورة ومصلحة وطنية كوجود كل فصائل العمل الوطني طالما استمر الاحتلال، "وعلى الفلسطينيين جميعا رفض مطلب استسلام حماس".
لكنه دعا الحركة إلى دراسة الواقع ومراجعة التجربة، والعمل من أجل تشكيل حكومة وفاق وطني تتولى المهام والمسؤولية في قطاع غزة "كضرورة لحماية الشعب والمقاومة معا".