#الدموية في #نظام_بشار_الأسد: قراءة في ضوء علم النفس السياسي”

#هبة_عمران 

لطالما كان علم النفس السياسي أداة لفهم السلوكيات القمعية للأنظمة الدكتاتورية، ولا يمكن تجاوز شخصية بشار الأسد دون تحليلها ضمن هذا الإطار. فمنذ وصوله إلى السلطة، طبع الأسد نظامه بالدموية والعنف الممنهج، ما يثير تساؤلات حول العوامل النفسية والسياسية التي تغذي هذا السلوك.

الأسد: الشخصية السلطوية وآليات الدفاع النفسي

مقالات ذات صلة الدين و السلطة 2024/12/17

يظهر بشار الأسد كحاكم سلطوي، تتجذر في شخصيته ميول نرجسية واضحة. يحرص دائمًا على تصدير صورة الحاكم القوي الذي لا يتزعزع أمام الضغوط. لكن خلف هذه القشرة، يمكن رصد انعدام أمان داخلي مرتبط بعقدة الخوف من فقدان السيطرة، وهي سمة تتكرر في الشخصيات التي تصل إلى السلطة دون شرعية شعبية حقيقية.

وفقًا لعلم النفس السياسي، يميل القادة الذين يعانون من انعدام الثقة بالنفس إلى التعويض عن ذلك بالعنف المفرط لإخضاع الخصوم وبناء ولاء قائم على الخوف.

الدموية كوسيلة للبقاء في السلطة

يتجلى السلوك الدموي للأسد في السياسات التي تبناها خلال الثورة السورية، حيث اعتمد على القتل والتدمير كوسائل لإسكات المعارضة. هذا السلوك ليس مجرد استراتيجية سياسية باردة؛ بل هو انعكاس لتراكمات نفسية تتسم بالبارانويا والخوف المستمر من المؤامرات.

علم النفس السياسي يفسر هذا السلوك باعتباره وسيلة لحماية الذات من تهديدات حقيقية أو متخيلة، حيث يصبح العنف هو الحل الوحيد للتخلص من أي مقاومة محتملة.

الإرث الأسري وتأثير البيئة المحيطة

لا يمكن فهم شخصية الأسد دون الرجوع إلى إرث والده، حافظ الأسد، الذي أسس نظامًا قائمًا على الرعب والولاء الأعمى. بشار، الذي نشأ في هذا المناخ، تشرب أساليب الحكم القائمة على القوة المطلقة. هذه التنشئة انعكست في سلوكه، حيث يرى في القمع المفرط وسيلة “طبيعية” لضمان الاستقرار.

النتائج النفسية على المجتمع السوري

علم النفس السياسي لا يكتفي بتحليل شخصية الحاكم، بل يمتد إلى دراسة تأثير سلوكياته على شعبه. النظام الدموي للأسد خلق مجتمعًا مثقلًا بآثار الصدمة الجماعية، حيث يعيش السوريون في حالة من القلق المستمر، تفكك النسيج الاجتماعي، وتراكم الكراهية بين الطوائف.

خاتمة

من خلال قراءة دموية بشار الأسد في ضوء علم النفس السياسي، يتضح أن العنف الذي ينتهجه ليس مجرد أداة حكم، بل هو انعكاس لأزمة نفسية عميقة. سلوك الأسد يوضح كيف يمكن للجوانب النفسية لشخصية القائد أن تشكل مصير أمة بأكملها، محولة السلطة إلى مصدر رعب وعنف بدلًا من أن تكون أداة لخدمة الشعب.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: نظام بشار الأسد هبة عمران بشار الأسد

إقرأ أيضاً:

تحذير ألماني شديد اللهجة لأنصار بشار الأسد.. ماذا جاء فيه؟

أكدت وزيرتان في الحكومة الألمانية، إحالة أنصار نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، إلى القضاء، إذا فروا إلى ألمانيا.
وقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك: سنحاسب جميع رجال النظام على جرائمهم المروعة بكل ما يسمح به القانون من شدة".محاسبة نظام بشار الأسدوذكرت وزيرة الداخلية نانسي فيزر للصحيفة نفسها "إن حاول رجال نظام الأسد المروع الفرار إلى ألمانيا، عليهم أن يعلموا أنه ليس هناك عمليًا أي دولة تلاحق جرائمهم بالشدة التي تلاحقها بها ألمانيا".
أخبار متعلقة صور| هكذا يبدو سجن صيدنايا المرعب بعد سقوط نظام الأسدالصحف الأمريكية والبريطانية تبرز انهيار حكم الأسد8 ديسمبر.. جوجل يوثق نهاية حكم بشار الأسدوأضافت "كل من كان ضالعًا في فظاعات ليس بمأمن من الملاحقات هنا".
ودعت "بيربوك" إلى أن "تعمل السلطات الأمنية الدولية وأجهزة الاستخبارات معا بشكل وثيق إلى أقصى حد ممكن".نظام بشار الأسدوسبق أن دانت ألمانيا قضائيًا عددا من مسؤولي حكومة الأسد، عملا بمبدأ الاختصاص الدولي، الذي يسمح بإجراء محاكمة أيا كان مكان ارتكاب الجرائم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } سجن صيدنايا حيث ألوان التعذيب المميتة - أ ف ب
وحكم القضاء الألماني في يناير 2022 بالسجن مدى الحياة على الضابط السابق في المخابرات السورية، أنور رسلان لإدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وكان مسؤولًا عن مقتل 27 معتقلًا، وتعذيب أربعة آلاف آخرين على الأقل في معتقل سرّي للنظام في دمشق بين 2011 و2012.السجن مدى الحياةوبعد عام في فبراير 2023 في برلين، حكم بالسجن مدى الحياة على عنصر في مليشيا موالية للنظام السوري أوقف في ألمانيا في 2021، بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
كما يحاكم حاليًا في فرانكفورت الطبيب العسكري السوري علاء موسى، لاتهامه بالتعذيب والقتل وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، في مستشفيات عسكرية سورية.
وتؤوي ألمانيا أكبر جالية سورية في أوروبا بعد استقبالها حوالى مليون نازح ولاجئ فارين من هذا البلد جراء الحرب.
كما لاحقت السلطات الألمانية أفرادًا لم يكونوا أعضاء في حكومة الأسد لارتكابهم جرائم في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011.

مقالات مشابهة

  • بشار الأسد يصدر بيانه الأول بعد خلعه من السلطة وفراره إلى موسكو
  • الاحتلال يفجّر مستودعا عسكريا كبيرا غرب سوريا
  • بشار الأسد: لم أغادر سوريا بشكل مخطط
  • جورج وسوف يعلق لأول مرة على سقوط نظام بشار الأسد
  • ملف الإسلاميين إلى واجهة الاهتمام السياسي
  • تحذير ألماني شديد اللهجة لأنصار بشار الأسد.. ماذا جاء فيه؟
  • ما فعله الطغيان بالعمران
  • جورج وسوف في أول تعليق بعد سقوط الأسد
  • أول تعليق من جورج وسوف بعد سقوط نظام الأسد