بدأت جامعة الدول العربية تترنح منذ البداء في ترنّح القومجية والقومجيون الذين هدموا المنظومة الإسلامية علي حساب الفكرة الطوباويّة القومجية التي أدخلت الشعوب العربية في دوامة الفقر والحروب والانقسامات السياسية والتخوين والتآمر والانقلابات والانهيارات الاقتصادية وأتساع الفجوة الاجتماعية وغياب العدالة الاجتماعية وسيطرة أصحاب الفكر القومجي الدين اختزلوا الدولة في أشخاصهم حتى أمروا شعوبهم بعبادتهم وتمجيدهم في صور يعرفها الشعب العربي من المحيط الي الخليج.

ذلك التمجيد والتأليه قاد أولئك التائهون الي الانفصام في شخصهم، حتى رَأَوُا في انفسهم انهم ظل الله في الأرض ولا احد يستطيع قيادة تلك الشعوب غيرهم او نسلهم. الامر الذي دفع الي ظهور فكرة توريث الحكم لاستكمال مسيرة القهر والاستبداد والشمولية. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فزادت جرعة سم التوريث من مفعول سم القومجية، الأمر الذي فتح باب الانقسامات السياسية وظهور بوادر المعارضة في صفوف المطبلين والمصفقين لتلك البوتقة والبطانة المحيطة التي شعرت بأنها لا تتعدى أداوت وخدم للسلطان وعائلته، وأن تلك الأفكار القومجية ما هي إلا مسكنات وضحك علي الذقون، أدركت تلك البطانة أن أولئك الحكام بهتفاتهم وشعاراتهم وسكراتهم وخطاباتهم الرنانة، ما هي إلا منومات للشعوب للاستمرار في السلطة والتسلط عليها.

انهار العراق وحزب البعث القومجي بعد ظهور فكرة التوريث بظهور الأبناء في المحافل السياسية والتدخل في الشأن العام واستخدام السلطة في غير محلها في خطوة نحو الجلوس علي كرسي الاب ولكن تلك الخطوات فتحت باب جهنم على النظام حتى سقط.

وانهار النظام المصري بعد أن سوق لفكرة التوريث وظهور جمال مبارك في محافل سياسية يتوسل الشعب ويستلطف السياسيين والفنانين ويتجول في احياء القاهرة في استعرض أنا سوف أحكمكم، الأمر الذّي خلّق فجوة في الحزب الوطنيّ، وانقسمت المعارضة وزاد عدد المعارضين تم سقط النظام.

في ليبيا بدأ النظام يترنح منذ 2005 عندما تم التلميح لفكرة التوريث التي تسببت في غضب الحرس القديم وكشر علي انيابه امام الحرس الجديد الذي يقوده سيف الإسلام متمثلاً في مشروع ليبيا الغد، وسقط ايضاً نتيجة لوعي الشعب وإدراكه لمشروع التوريث.

وفي تونس ايضاً تسلط الدكتاتور وسيطر وأطلق عنان عائلته حتى صارت هي الحاكمة الناهية الامر الذي خلق حالة من التململ وعدم الاستقرار وازدياد القبضة الامنية والاعتقالات حتى حانت الفرصة وسقط النظام .

وأخيراً سوريا أم القومجية ومعقل حزب البعث الذي أطاح بالمنظومة الإسلامية على يد الشامي السوري المسيحي ميشيل عفلق الذي وجد في نفسه كمسيحي عربي نقطه في بحر أمام المنظومة الإسلامية الأمر الذي دفعه بكل ذكاء إلى طرح فكرة القومية العربية لتحل محل المنظومة الإسلامية، والتي سرعان ما تلقفها العديد من الغافلين والمندفعين ليس حباً في العروبة وإنما وسيلة للسلطة والتسلط وبدلاً من أن تكون نعمة على شعوبهم صار سماً يقتلهم واحد تلو الآخر قتلاً سريرياً بطيئاً أكل الـخضر واليابس والمستفيد الوحيد منذ ذلك الوقت هي إسرائيل.

والآن نحن إلى أين؟ وعلى من الدور؟ وهل يتعظ الباقون؟

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تدين استهداف سد مروي

أدان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية استهداف منشآت مدنية حيوية في مدينة مروي وإلحاق الضرر البالغ بمحولات الكهرباء من سد مروي إلى الشبكة القومية التي تغذي عددا من الولايات السودانية بالطاقة الكهربائية في انتهاك جديد للقانون الدولي الانساني الذي يحظر استهداف البنية التحتية المدنية.

وأفادت المعلومات أن هجوم المسيرات علي محطة محولات الكهرباء لسد مروي تسبب في انقطاع الكهرباء عن مدن مروي والدبة، وعطبرة ودنقلا وأم درمان، ومناطق مختلفة في بورتسودان، وشللا شبه كامل في المدن المتضررة بما يهدد بتفاقم الأزمة المعيشية المترديه.

وأوضح المستشار جمال رشدي المتحدث باسم أمين عام جامعة الدول العربية أن التصميم على الإنتهاك الصارخ لمبادئ القوانين الدولية والقانون الدولي الإنساني في السودان وتدمير البنى التحتية السودانية وإستهداف المدنيين والمنشآت المدنية الحيوية في البلاد، يعقد المشهد السياسي ويبعد فرص السلام التي يبحث عنها الشعب السوداني المتضرر الأول من هذه الإنتهاكات.

وأكد رشدي علي الموقف الثابت للجامعة العربية نحو دعم الدولة السودانية ومؤسساتها القومية وبناها التحتية وحقوق الشعب السوداني بكافة أطيافه، مذكرا بضرورة الإلتزام الكامل بمقررات اتفاق جدة لوقف إطلاق النار الإنساني.

مقالات مشابهة

  • ليبيا ضمن أدنى المراتب عالميًا في مؤشر الانفتاح السياحي
  • عاجل.. جامعة الدول العربية: استهداف سد مروي انتهاك جديد لمبادئ القوانين الدولية
  • الجامعة العربية تدين استهداف سد مروي
  • سلطان بن أحمد: أنتم صناع الغد والأمل الذي تتطلع إليه أوطانكم
  • العربية لحقوق الإنسان: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو الاستحقاق الذي يفرضه القانون
  • حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة في الدول العربية اليوم 16-1-2025 |فيديو
  • حماس: ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الوسطاء
  • مهيرة عبدالعزيز: بعتبر نفسي جامعة الدول العربية.. فيديو
  • تحديات سورية مقبلة.. النظام الجديد يثير القلق بين الحوكمة الإسلامية والمعضلات الدستورية
  • ايهاب مطر يؤكد على أهمية إعادة ترميم العلاقات مع الدول العربية