قال رئيس منظمة حقوقية سورية مقرها الولايات المتحدة، إن هناك مقبرة جماعية خارج دمشق تحوي ما لا يقل عن 100 ألف جثة لأشخاص قتلتهم حكومة الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأضاف رئيس المنظمة السورية للطوارئ، معاذ مصطفى، في مقابلة هاتفية مع رويترز، أن الموقع في القطيفة على بعد 40 كيلومتراً شمال العاصمة السورية، وهو واحد من خمس مقابر جماعية حددها على مر السنين.



كل دقيقة من هذا التقرير الذي يتحدث عن "أكبر مقبرة جماعية" لسوريين قُتلوا بصمت في عهد الأسد، تحمل كماً كبيراً من المعلومات والحقائق المؤلمة.

تقرير قناة Channel4 البريطانية عن المقبرة الموجودة في القطيفة بريف دمشق مليء بدموع رجال شهدوا على دفن الجثامين.

من بين ما ذكره التقرير… pic.twitter.com/fx105mAS04 — Murad Kwatly (@MuradSyr) December 17, 2024
وبيّن مصطفى أن "مئة ألف هو التقدير الأكثر تحفظاً لعدد الجثث المدفونة في الموقع. إنه تقدير متحفظ للغاية وغير عادل تقريباً".


وأكد مصطفى أنه متأكد من وجود مقابر جماعية أكثر من المواقع الخمسة، وأن القتلى السوريين من بينهم مواطنون أمريكيون وبريطانيون وأجانب آخرون. فيما لم تتمكن رويترز من تأكيد مزاعم مصطفى.

نفى بشار الأسد مرارًا الاتهامات الموجهة لحكومته بشأن ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، واصفًا منتقديه بـ"المتطرفين".

بعد أيام من سقوط النظام الإرهابي تم الكشف عن أول مقبرة جماعية في موقع للمخابرات السورية تضم ١٠٠ ألف شهيد، يعني ١٠٠ الف عائلة، ١٠٠ ألف حكاية، ١٠٠ ألف جلدة، وبحر من الدماء. والقادم افظع، وسيكشف تباعا المزيد والمزيد من المعتقلات والمقابر في دمشق وحماة وشرق حلب وحمص ودير الزور وكل… pic.twitter.com/1swdIsKXvj — Siba Madwar صِبا مدور (@madwar_siba) December 17, 2024
صرّح مصطفى أن فرع المخابرات التابع للقوات الجوية السورية كان مسؤولًا عن نقل الجثث من المستشفيات العسكرية، حيث تُجمع بعد تعرضها للتعذيب حتى الموت، إلى مقرات فروع المخابرات المختلفة قبل إرسالها إلى مواقع المقابر الجماعية. 

وأضاف أن عملية النقل تمت أيضًا عبر مكتب الجنازات البلدي في دمشق، حيث شارك موظفوه في تفريغ الجثث من المقطورات المبردة التابعة للجرارات.


أوضح مصطفى أن فريقه تمكن من التواصل مع أشخاص عملوا في مواقع المقابر الجماعية، بعضهم فرّ من سوريا بمفرده والبعض الآخر ساعدتهم المجموعة على الهروب. 

وأضاف أن المجموعة أجرت مقابلات مع سائقي الجرافات الذين أُجبروا على حفر القبور، مشيرًا إلى أنهم كانوا يتلقون أوامر في كثير من الأحيان لسحق الجثث لتتسع لها القبور قبل تغطيتها بالتراب. 

وأعرب مصطفى عن قلقه بشأن عدم تأمين مواقع المقابر، مؤكدًا ضرورة الحفاظ عليها من أجل حماية الأدلة، تمهيدًا لأي تحقيقات مستقبلية.

مجزرة حي التضامن
وكشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش"٬ عن وجود مقبرة جماعية جنوب دمشق، مشيرة إلى أنها قد تكون مسرحًا لجريمة جماعية أو موقعًا لعمليات إعدام ميدانية. 
????#مطلوب_للعدالة ????
لا يجب ان يبقى #أمجد_يوسف على قيد الحياة بعد اليوم مهما بلغ الثمن
مج/زرة صارت بال2013 كشفت عنها صحيفة #الغارديان البريطانية راح ضحيتها 41 شاب سوري على يد الم/جرم أمجد اليوسف وهو ضابط في الأمن العسكري بمنطقة التضامن في #دمشق، بكل دم بارد يتم الاطفال وابكى… pic.twitter.com/zs2YZUn7Cy — ✍????المــصـــ ????ℓ ????????????????ℓ ـــــدر???????? (@Alm9drAlawall11) December 12, 2024
ووفقًا لتقرير المنظمة، يقع موقع المقبرة في "حي التضامن" جنوب دمشق، حيث عُثر على أعداد كبيرة من الرفات البشرية تعود إلى مجزرة حدثت في نيسان/ أبريل 2013، بالإضافة إلى بقايا متفرقة في مناطق مجاورة. 


ودعت المنظمة السلطات السورية الانتقالية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتأمين الأدلة المادية وحفظها في جميع أنحاء البلاد، بما يشمل مواقع المقابر الجماعية والسجلات والأرشيفات الحكومية. وشددت على أهمية هذه الأدلة في دعم المحاكمات الجنائية والإجراءات القانونية المستقبلية ضد مرتكبي الجرائم الدولية الخطيرة من أعضاء الحكومة السابقة.

وصرّحت الباحثة الأولى في قسم الشرق الأوسط لدى منظمة "هيومن رايتس ووتش" هبة زيادين، بأن هناك حاجة ماسة لجهود سورية ودولية عاجلة لتأمين المواقع المحتملة للجرائم الجماعية وحفظها. وقالت زيادين: "دون تدخل فوري ومنسق لاستخراج الجثث وإجراء تحقيقات جنائية، هناك خطر كبير يتمثل في ضياع أدلة أساسية للمساءلة". 

وأكدت قائلة: "يستحق أهالي الضحايا الذين قُتلوا بوحشية معرفة الحقيقة حول مصير أحبائهم. كما يستحق الضحايا تحقيق العدالة والمساءلة عما حدث لهم". 

وبحسب تقرير المنظمة، عثر باحثوها في الموقع على بقايا بشرية، شملت أسنانًا وجمجمة وفكًا وعظام يد وحوض، متناثرة على الأرض وفي أكياس جمعها السكان المحليون.


كما تم العثور على بقايا بشرية داخل المباني المجاورة لموقع المقبرة الجماعية، ما دفع الباحثين إلى استنتاج احتمال وقوع عمليات قتل أو دفن إضافية في نفس المنطقة.

أفاد سكان من حي التضامن جنوب دمشق أن عمليات الإعدام الميدانية كانت شائعة في المنطقة خلال سنوات النزاع. وفي مقابلات أجرتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" عام 2022، أبلغ السكان عما لا يقل عن 10 حوادث إعدام ميداني وقعت بين آب/ أغسطس 2012 وكانون الثاني/ يناير 2014، في مناطق التضامن، داريا، المعضمية، والمناطق المحيطة. 

وذكر أحد سكان التضامن، البالغ من العمر 24 عامًا، والذي عاش في الحي طوال فترة النزاع، أنه حتى عام 2020 كانت قوات "الدفاع الوطني"، وهي مجموعة شبه عسكرية موالية للحكومة السورية، تمنع السكان من الاقتراب من منطقة تقدّر مساحتها بكيلومتر مربع واحد، تضم موقع المقبرة الجماعية.

كشف أحد سكان حي التضامن لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" أنه أُجبر أواخر عام 2015 وأوائل 2016، وكان حينها فتى بعمر 15 عامًا، على العمل في المنطقة التي تضم المقبرة الجماعية، حيث كُلّف بحفر الأنفاق وانتشال الجثث من تحت الأنقاض وإلقائها في قبور جاهزة. وأوضح أن عناصر قوات "الدفاع الوطني" كانوا يطلقون النار بين أقدام العمال لترهيبهم. 


وفي شهادة أخرى، قال أحد سكان الحي إنه في 20 أيار/ مايو 2013، ذهبت والدته، البالغة من العمر 61 عامًا، برفقة شقيقته البالغة 27 عامًا، وابنته البالغة 12 عامًا، إلى منزلهم القريب من موقع المقبرة الجماعية لاستعادة بعض الممتلكات، لكنهن لم يعدن بعدها مطلقًا. وأفاد بأنه قدم وثائق رسمية إلى السلطات تُثبت اختفاءهن، لكنه لم يتلقَّ أي معلومات عن مصيرهن حتى الآن.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية مقبرة جماعية بشار سوريا التضامن سوريا بشار مقبرة جماعية التضامن المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقبرة الجماعیة هیومن رایتس ووتش مواقع المقابر مقبرة جماعیة مصطفى أن موقع ا

إقرأ أيضاً:

السلطات السورية تقبض على عناصر من فلول النظام في دمشق وريف حماة

أعلن وزارة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال السورية، الأربعاء، بدء حملة أمنية بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية لمطاردة "فلول" النظام المخلوع في العاصمة دمشق ومناطق في ريف محافظة حماة وسط البلاد.

وقالت الوزارة السورية في بيان عبر حسابها الرسمي على منصة "فيسبوك"، إن "إدارة الأمن العام تبدأ حملة أمنية لملاحقة رؤوس الإجرام في نظام الأسد المجرم، والعصابات التي قامت بسرقة أحد مستودعات السلاح التابعة للدولة السورية في منطقة مشروع دمر بالعاصمة دمشق".



وأضافت أنه جرى "إلقاء القبض على بعض عناصر من فلول النظام البائد والعصابة التي قامت بسرقة مستودع السلاح في منطقة مشروع دمر"، دون مزيد من التفاصيل.

وفي السياق، كشفت وكالة الأنباء السورية "سانا" نقلا عن المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية عن بدء حملة أمنية أخرى بهدف تمشيط بعض المناطق في ريف حماة.


وأوضح المكتب الإعلامي في الوزارة السورية أن العملية الأمنية بدأت عقب "محاولات متكررة ونداءات عديدة للمتوارين عن الأنظار من بقايا النظام المخلوع لتسليم السلاح والانصياع لأوامر القيادة العامة وإدارة العمليات العسكرية".

وأشار إلى أن "الحملة الأمنية استهدفت مناطق قمحانة وأرز وخطاب لتمشيطها وإعادة السلاح للجيش وقوات الأمن"، موضحا أنه  يجري العمل في الوقت ذاته "على مدينة حلفايا وباقي المدن التي يتخذها الخارجون عن القانون أوكارا لتنفيذ عمليات إرهابية ضد المواطنين وعناصر وزارة الداخلية".

يأتي ذلك بعد حملة موسعة شنتها السلطات السورية في منطقة جبلة بريف محافظة اللاذقية المطلة على البحر الأبيض المتوسط إثر قيام  عناصر من "فلول النظام" المخلوع بقتل وأسر عدد من عناصر من جهاز الأمن العام.


وكان ضابط سابق في قوات النظام يدعى بسام عيسى حسام الدين، بث فيديو يظهره في منطقة جبلة، بعد أسر عدد من عناصر الأمن العام، وقام بالتهديد بذبحهم بـ"السكين" في حال لم تنسحب الأجهزة الأمنية من المنطقة، قبل أن يعلن الأمن العام عن تفجير حسام الدين نفسه خلال الاشتباكات، واستعادة الأسرى.

وبحسب مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي، فإن "فلول ميليشيات الأسد تختبئ بين منازل المدنيين في منطقة جبلة ومحيطها، وتتخذ من الجبال والأودية منطلقا لعملياتها على قوات الأمن العام وإدارة العمليات العسكرية".

مقالات مشابهة

  • وزير الأسرى السابق عيسى قراقع: صفقة التبادل أكبر عملية إنقاذ جماعية للأسرى منذ عام 1985
  • الأردن تستأنف رحلاتها إلى العاصمة السورية دمشق
  • جمال سليمان من دمشق: المصلحة الوطنية السورية فوق كل اعتبار
  • رئيس الوزراء القطري يصل إلى العاصمة السورية دمشق
  • عاجل| رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري يصل إلى العاصمة السورية دمشق
  • الإبادة الجماعية والقتل خارج القانون في أرض المحنة وقلب الجزيرة .
  • الإدارة السورية ردا علي قسد: لن نقبل بوجود كتل عسكرية داخل الجيش الجديد
  • الإدارة السورية ردا على قسد: لن نقبل بوجود كتل عسكرية داخل الجيش الجديد
  • السلطات السورية تقبض على عناصر من فلول النظام في دمشق وريف حماة
  • انفجار قوي يهز أرجاء العاصمة السورية