عثمان الشعيلي: الإصرار والعمل الجاد يحولان التحديات إلى نجاحات
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
في عالم الأعمال حيث تتشابك التحديات مع الفرص، تبرز قصص تُلهمنا وتدفعنا للمضي قدمًا، واحدة من هذه القصص هي قصة عثمان الشعيلي، مؤسس شركة "جسسكو" (GSSCO) الشركة الذهبية لخدمات الأمن والسلامة، التي تحولت من فكرة جريئة إلى علامة تجارية بارزة في مجال الأمن والسلامة.
وحول الشركة، قال: "تعمل الشركة في مجال خدمات الأمن والسلامة، وهي مرخصة من قبل الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف في سلطنة عمان، وتقدم خدمات متنوعة تشمل صيانة أنظمة مكافحة الحريق، وتركيب أنظمة الإنذار، وصيانة مطفآت الحريق، وحلولًا حديثة لتجنب تسرب الغاز، كما تخدم العديد من القطاعات الحكومية والخاصة والعسكرية، بالإضافة إلى قطاع النفط والمطارات، وتعمل أيضا على مشاريع تعاون دولية".
في عام 2023، وجد الشعيلي نفسه في أصعب مراحل حياته، كان قد خسر مشروعه السابق "فخر الأناقة للتجارة" بخسارة بلغت 45 ألف ريال عُماني، وعانى من فقدان وظيفته في عام 2020، وكأن هذه الصعوبات لم تكن كافية، تعرض للنصب والاحتيال، ثم فقد ابنه العزيز في عام 2022 بعد صراع مع المرض.
لكن هذه المحن لم تكسر إرادته، بل أشعلت فيه روح المثابرة والتحدي، وبفضل إصراره، قرر اتخاذ خطوة جريئة بشراء الشركة الذهبية لخدمات الأمن والسلامة، رغم أن هذا القرار بدا للبعض ضربا من الجنون.
بعد شراء هذه الشركة، بدأ الشعيلي رحلة التطوير والابتكار، كانت أولى خطواته تقديم خدمات جديدة وبناء شبكة علاقات قوية. وتحت قيادته، توسعت "جسسكو" لتصبح مرجعا رئيسيا في تقديم حلول الأمن والسلامة في سلطنة عمان، مرخصة من قبل الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف. وتقدم الشركة اليوم خدمات متنوعة تشمل: صيانة أنظمة مكافحة الحريق، وتركيب أنظمة الإنذار والكشف عن تسرب الغاز، وتوريد وصيانة مطفآت الحريق ومعدات الوقاية الشخصية، وتقديم تدريبات متخصصة على إجراءات الإخلاء والسلامة، وتطوير منصات السلامة المتنقلة.
ومن أبرز ابتكارات الشركة كانت "منصة السلامة المتنقلة" التي تقدم حلا مبتكرا لتعزيز الأمان في المواقع ذات المخاطر العالية، وقد صُممت هذه المنصة لتكون سهلة النقل وقابلة للتشغيل الفوري، مع مكونات متكاملة تشمل أجهزة إنذار الحريق وكاشفات تسرب الغاز، وتُعد هذه المنصة مثالية للمواقع المؤقتة مثل مواقع البناء، والفعاليات، والمناطق النائية. وقد حظيت المنصة بإشادة واسعة، حيث عكست التزام "جسسكو" بمعايير السلامة.
كما حققت "جسسكو" إنجازات ملموسة، من أبرزها تأهل ابتكاراتها في مهرجان الابتكار الذي نظمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وتوقيع عقود مع قطاعات حكومية وعسكرية ونفطية، وتطوير منصات السلامة المتنقلة التي لاقت قبولا واسعا، والعمل على ابتكار جديد يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في نظم الإطفاء.
لا يتوقف طموح عثمان الشعيلي عند هذا الحد، حيث يتطلع إلى التوسع في دول الخليج، وتطوير أنظمة أمان تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل المخاطر ومنع الكوارث، وإطلاق ابتكارات جديدة تعزز كفاءة نظم الإطفاء والسلامة.
ويرى الشعيلي أن قصته ليست مجرد قصة نجاح، بل درس في الصبر والتوكل والعمل الجاد. وقال: "مهما كانت التحديات كبيرة، يمكن للإرادة القوية والعمل المتواصل تحويل الأزمات إلى فرص نجاح عظيمة".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأمن والسلامة
إقرأ أيضاً:
مؤتمر «الدفاع الدولي 2025» يناقش الاضطرابات العالمية وأبرز التحديات
أبوظبي: عبد الرحمن سعيد و(وام)
تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، انطلقت أمس الأحد بقصر الإمارات في أبوظبي، فعاليات مؤتمر الدفاع الدولي 2025، المصاحب لمعرضي «آيدكس» و«نافدكس»، بمشاركة قادة وخبراء وشركات الدفاع والأمن من أنحاء العالم لمناقشة أبرز التحديات والفرص في هذا القطاع الاستراتيجي.
وافتتح محمد بن مبارك بن فاضل المزروعي، وزير الدولة لشؤون الدفاع فعاليات المؤتمر الذي أقيم تحت شعار «إعادة بلورة منظومة الدفاع.. الابتكار والتكامل والمرونة»، وتنظمه مجموعة «أدنيك» بالتعاون مع وزارة الدفاع ومجلس التوازن ومشاركة من القادة والمسؤولين ممثلي الجهات الدفاعية والأمنية والأكاديمية والشركات في المنطقة والعالم.
وأكد محمد بن مبارك فاضل المزروعي، وزير الدولة لشؤون الدفاع، أنه منذ عام 1993 تطور معرض «آيدكس» ليصبح من أبرز معارض الدفاع في العالم، ومنصة تجمع الدول وخبراء الصناعة والقادة العسكريين للحوار، وعرض أحدث التقنيات، وتعزيز الشركات من أجل عالم أكثر أمناً.وقال خلال كلمته الرئيسية في افتتاح مؤتمر الدفاع الدولي، أمس الأحد في قصر الإمارات بأبوظبي، إنه انطلاقاً من هذا الإرث من الضروري إدراك أن الأمن في العصر الحديث يتجاوز الدفاع التقليدي ليشمل مرونة سلاسل الإمداد ونزاهة المعلومات والتوظيف الاستراتيجي لقدرات الفضاء.وأضاف أنه في الإمارات لا ينفصل الأمن عن الازدهار، ولفت إلى أنه في عالم يمكن أن تؤدي فيه الاضطرابات العالمية إلى تعطيل سلاسل التوريد في لحظة لم يعد فيها الأمن مقتصراً على الحماية فقط، بل أصبح مرتبطاً بالجاهزية والقدرة على التكيف، موضحاً أن القدرة على استشراف المخاطر وتنويع شبكات الخدمات اللوجستية ودمج التقنيات المتقدمة هي العوامل التي ستضمن صمود الدول والصناعات في مواجهة التحديات.وأشار إلى أن هذا المؤتمر لا يكتفى بمناقشة هذه التحديات فحسب، بل يعمل على استكشاف مسارات جديدة لبناء سلاسل توريد آمنة ومستدامة تخدم قطاع الدفاع وتعزز الاستقرار العالميونوه محمد المزروعي، إلى أن الأمن لم يعد اليوم محصوراً في ساحة المعركة، ففي العصر الرقمي أصبحت المعلومات المضللة قوة لها القدرة على تشكيل التصورات والتأثير في النزاعات، وقال إن التحدي الذي نواجهه واضح وهو كيف نحمي سلامة المعلومات في زمن يمكن فيه التلاعب بالمعلومات والبيانات بضغطة زر.وشدد على أن الحل يكمن في الاستباقية في تعزيز الدفاعات الرقمية واستخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن التهديدات وتعزيز التعاون الدولي، وجميعها مجالات حليفنا الأقوى فيها هو الابتكار، وقال إن ما وراء حدود التقدم التكنولوجي يوجب علينا أن نستعد لجبهة جديدة سريعة التطور وهي مجال الفضاء، حيث ما كان في الماضي ميداناً للاستكشاف أصبح اليوم عنصراً أساسياً في الاتصالات والبنية التحتية الدفاعية والأمن العالمي.وشدد على أن السؤال هنا ليس ما إذا كان الفضاء سيؤثر على الأمن، بل كيف نضمن استخدامه بشكل مسؤول واستراتيجي لصالح الإنسانية، ولفت إلى أن دولة الإمارات دائماً في طليعة الدول الداعمة للاستكشاف السلمي والابتكار في الفضاء، ومن خلال الشراكات والبحث والاستثمار نحن ملتزمون بصياغة سياسات تحقق التوازن بين التقدم والأمن.وقال إننا وضعنا التكنولوجيا وتعزيز الابتكار وتطوير الشراكات في صميم رؤيتنا المستقبلية لعالم أكثر أماناً واستقراراً، مشيراً إلى أن معرضي «آيدكس ونافدكس» باتا محفزين للتعاون، ومنصتين للأفكار الرائدة، وفرصة لبناء شركات ستحدد مستقبل الأمن العالمي.وقال الدكتور ناصر حميد النعيمي، الأمين العام لمجلس التوازن: إن السنوات القليلة الماضية كشفت عن هشاشة سلاسل الإمداد العالمية ما يجعل الاضطرابات والنزاعات تؤثر على نظام الأمن العالمي والتي تؤثر بدورها على قطاعات الإنتاج بشكل كامل مشيراً إلى أن قطاع الصناعات الدفاعية لم تنأَ عن هذه الاضطرابات. وأضاف خلال كلمته في مؤتمر الدفاع الدولي 2025 الذي انطلق أمس الأحد في قصر الإمارات بأبوظبي: إن طرق التجارة تُعدّ شريان الحياة للوجستيات الدفاعية، حيث تضمن وصول المواد والمعدات الأساسية إلى حيث تكون الحاجة إليها في الوقت المناسب ومع ذلك فإن هذه الطرق تواجه اليوم ضغوطاً متزايدة بفعل الكوارث الطبيعية والاضطرابات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية والتي أظهرت قدرتها على شلّ سلاسل التوريد وتعطيل تدفق المكونات الأساسية وتأخير جداول الإنتاج.وقال: إن تعطّل سلاسل التوريد لا يقتصر على كونه مشكلة لوجستية بل هو تحدٍ استراتيجي، حيث إن التأخير في الشحنات يعني تأخير القدرات واختلال سلاسل التوريد يعني اختلال الجاهزية ومن هنا تبرز الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة التفكير في هذه السلاسل وإعادة بنائها بشكل مستدام ومرن لمواكبة احتياجات الحاضر والمستقبل.وأوضح أنه في عالمنا غير المستقر لم تعد المرونة خياراً بل ضرورة ويتطلب تحقيق هذه المرونة إيجاد توازن استراتيجي يجمع بين الإنتاج المحلي والشراكات الإقليمية والتعاون الدولي الوثيق، مضيفاً: إن هذا النهج المتكامل هو الذي يمنحنا القدرة على التعامل مع التعقيدات والتكيف مع التهديدات المتغيرة ودفع النمو المستدام في قطاع الدفاع.
ويناقش المؤتمر عبر ثلاث جلسات، الاضطرابات العالمية والاستعدادات الدفاعية، ومحاولات تخفيف حدة التهديدات التي تواجه سلاسل التوريد الضرورية، والمعلومات المضللة وعمليات التأثير وطرائق استخدام المعلومات سلاحاً في النزاعات المعاصرة وجلسة عن عالم الفضاء والتهديدات والفرص الناشئة عنها.
وركزت الجلسة الأولى التي حملت عنوان «الاضطرابات العالمية والاستعدادات الدفاعية.. تخفيف حدة التهديدات التي تواجه سلاسل التوريد الضرورية»، على سبل تعزيز مرونة سلاسل التوريد الضرورية للدفاع والأمن الوطني بالتعاون بين الحكومات والقطاعات المختلفة وأضاءت على الابتكارات التقنية التي تقدمها الشركات الناشئة ودورها في تعزيز متانة سلاسل التوريد.
وناقشت أهمية المؤتمر في تعزيز التعاون الدولي وابتكار حلول دفاعية تواكب التحديات العالمية واستعرضت التحديات غير المسبوقة التي تفرضها الاضطرابات العالمية، بما يشمل التوترات الجيوسياسية، والكوارث الطبيعية والهجمات السيبرانية والأوبئة.
وذكر الجنرال المتقاعد خلوصي أكار وزير الدفاع التركي السابق، أن سلاسل الإمداد أصبحت أكثر عرضة للخطر عالمياً، إذ يُعد التعاون الدولي أمراً بالغ الأهمية لحمايتها ويُمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والأتمتة، أن تعزز حماية سلاسل الإمداد والسرعة والابتكار وخفة الحركة ضرورية وعلينا الاستفادة من ابتكارات الشركات الخاصة وقدرتها على التكيف والتعاون.
فيما قال فاروق الزير، رئيس مجموعة الخدمات اللوجستية، مجموعة موانئ أبوظبي: إن التصدي السريع للتحديات يجعل من تجاوزها أسرع الطرق.
وأضاء البروفيسور مان موهان سودي، أستاذ العمليات وإدارة سلاسل الإمداد، في كلية بايز للأعمال على تهديدين ناشئين لسلاسل الإمداد العالمية، اعتراض سلاسل الإمداد واختراقها، مشيراً إلى تبني تكتيكات جيوسياسية حديثة.
وحذر من أنَّ اختطاف سلاسل الإمداد يتطور، كذلك حوادث مثل استهداف القراصنة الصوماليين للشحنات، التي يُمكن أن تعرض شبكات إمداد كاملة للخطر، فإذا سيطرت دولة واحدة على طرق تجارية رئيسة، قد يؤدي ذلك إلى نزاع.
وختم تيم كاهيل، رئيس قسم الصواريخ والنيران والتحكم، شركة لوكهيد مارتن بالقول: إن الاضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية تستقر تدريجياً، رغم أن التحديات ما زالت قائمة، ولا سيما في توريد المواد الحيوية مثل التيتانيوم، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعترف بضرورة إعادة هيكلة سلاسل الإمداد، لكن البيروقراطية تُبطئ التقدم والحل الرئيس هو التعاون الدولي لبناء سلاسل إمداد عالمية مرنة عن طريق الشراكات الاستراتيجية.
(وام)