أنور الراشدي: الجودة والموثوقية أساس التنافس في سوق تأجير وصيانة معدات البناء
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
في زاوية صغيرة بمنطقة الموالح في ولاية السيب، بدأت حكاية أنور سالم بن راشد الراشدي مع حلمه البسيط: توفير معدات البناء التي تُسهل حياة المقاولين والعاملين في قطاع البناء. لم يكن يملك الكثير سوى إيمان عميق بأن العمل الجاد والإصرار يمكن أن يحول أي حلم إلى واقع ملموس. واليوم، أصبحت شركة "أنور سالم راشد الراشدي للتجارة" اسما يُشار إليه بالبنان في قطاع بيع وتأجير وصيانة معدات البناء والآلات التجارية والصناعية.
في عام 2002، وفي ظل إمكانيات بسيطة، أطلق الراشدي مؤسسته التي كانت بمثابة نقطة البداية لرحلة طويلة مليئة بالتحديات. وقال الراشدي: "لم يكن الطريق سهلا، كانت البداية صعبة جدا، لكنني كنت مؤمنا بأن تحويل الأزمات إلى فرص هو مفتاح النجاح، فقد تعلمنا من التحديات واكتسبنا الخبرة التي وضعتنا اليوم في مقدمة السوق". وأضاف: البداية كانت من فرع صغير في الموالح، لكن مع مرور الوقت، توسعت الشركة وافتتحت فرعا آخر في ولاية مطرح، ومع الطفرة العمرانية التي شهدتها سلطنة عمان، كان لا بد من التوسع لتلبية الطلب المتزايد، فتم افتتاح فروع أخرى في عدد من ولايات سلطنة عمان.
لم تكن المنافسة مع الشركات الوافدة في مجال تأجير وصيانة معدات البناء أمرا سهلا، لكن الراشدي وجد في هذه التحديات فرصة لاكتشاف السوق بشكل أعمق وبناء استراتيجيات تُميز مؤسسته. وقال: "ندرة وجود العمانيين في هذا المجال جعلتنا نحرص على تقديم خدمات بجودة استثنائية تُثبت قدرتنا على المنافسة".
تتميز الشركة بتقديم مجموعة متكاملة من الخدمات تشمل تأجير معدات البناء بمختلف أنواعها وأحجامها، وصيانة وتصليح المعدات والآلات المعقدة، وتوفير قطع الغيار. كما أنشأت معرضا كبيرا في المعبيلة الصناعية في ولاية السيب لبيع المعدات والآلات وقطع الغيار، مما جعله وجهة مثالية للمقاولين والمكاتب الاستشارية. من أهم المحطات التي صنعت اسم الشركة في السوق مشاركتها في معرض أكتوبر العمراني وتأهلها إلى المراكز النهائية، إضافة إلى توقيع عقود مهمة مع مطورين عقاريين لتوريد وتأجير معدات البناء، كما اختيرت الشركة للمشاركة مع الوفد العماني التجاري في معرض بمدينة ليني في الصين، مما عزز حضورها الدولي.
يؤمن الراشدي أن النجاح ليس محطة بل رحلة مستمرة، ويطمح إلى توسيع أعماله لتشمل جميع أنحاء سلطنة عمان ودول الخليج، مع التركيز على مشاريع مدينة السلطان هيثم التي يرى فيها فرصة للمساهمة في بناء مستقبل سلطنة عمان. وقال الراشدي: "ما يميز المؤسسة هو الالتزام بقيمها التي تضع العميل في المقام الأول؛ فالخدمة الممتازة قبل المادة هي شعارنا، ونحن نؤمن بأهمية دعم السوق المحلي ومحاربة الاحتكار، فهذه القيم جعلتنا نكسب ثقة الزبائن ونستمر في تحقيق النجاح".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: معدات البناء سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
إطلاق مشروع إعادة توطين «الريم1» في مقشن ضمن جهود الاستدامة البيئية
أطلقت هيئة البيئة مشروعًا بيئيًا مبتكرًا بعنوان «الريم1» لإعادة توطين غزال الريم «الغزال الرملي» إلى بيئته الطبيعية في ولاية مقشن بمحافظة ظفار، ويُعد هذا المشروع الأول من نوعه خارج نطاق المحميات الطبيعية في سلطنة عمان، حيث تم إطلاق 54 رأسًا من غزلان الريم في براري مقشن، ضمن مساحة تمتد إلى 75 كيلومترًا مربعًا. وقد تم تزويد الغزلان بأجهزة تعقب عبر الأقمار الاصطناعية باستخدام تقنيات GPS لمتابعة تحركاتها بعد إطلاقها لضمان مراقبتها بشكل دقيق.
تمت عملية الإطلاق تحت رعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد، محافظ ظفار، وبحضور معالي الدكتور هلال بن علي السبتي، وزير الصحة، وسعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري، رئيس هيئة البيئة، وسعادة الشيخ أحمد بن مسلم جداد الكثيري، محافظ الوسطى،.
وأكد سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري أن المشروع يهدف إلى تعزيز الجهود الوطنية لإعادة تأهيل البيئات الطبيعية، والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، ويعد خطوة مهمة نحو الحفاظ على التوازن البيئي كجزء من التنمية المستدامة في سلطنة عمان. كما أضاف أن المشروع يساهم في استعادة بعض الرموز التاريخية والثقافية، ويشجع السياحة البيئية في المنطقة، مما يعزز من تصنيف سلطنة عمان في المؤشرات البيئية العالمية ويحقق «رؤية عمان 2040» في حماية البيئة واستدامة مواردها الطبيعية.
وأشار سعادته إلى أن مشروع «الريم1» يأتي بعد سلسلة من النجاحات في إعادة إكثار وتوطين الأنواع البرية مثل المها العربية وغزال الريم، من خلال محميات طبيعية مثل محمية المها العربية، ومشاريع مماثلة في مناطق مختلفة من سلطنة عمان، حيث تم رصد قطعان حيوانات البرية التي تم إطلاقها، مما يعكس نجاح هذه البرامج البيئية.
من جانبه أوضح المهندس سليمان بن ناصر الأخزمي، مدير عام صون الطبيعة بهيئة البيئة، أنه تم تشكيل فريق متخصص من الكوادر البيئية الوطنية، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمعات المحلية لضمان نجاح المشروع. كما تم استخدام التقنيات الحديثة، مثل أجهزة التعقب عبر الأقمار الاصطناعية، لتتبع حركة الغزلان وضمان سلامتها. كما أكد على استمرارية المتابعة الميدانية من قبل فرق المراقبة البيئية لضمان حماية القطيع.
اشتمل برنامج حفل الإطلاق على عرض فيلم وثائقي يسلط الضوء على التنوع الأحيائي في سلطنة عمان وجهود إعادة توطين الحيوانات البرية، مع تسليط الضوء على مراحل إطلاق غزال الريم ومشروع «الريم1». كما تم تقديم عرض مرئي حول المراحل المستقبلية للمشروع في مناطق أخرى من سلطنة عمان.
في ختام الحفل تم تكريم الجهات المشاركة في تنفيذ المشروع، ثم قام الحضور بجولة في الركن المصاحب للفعالية الذي تضمن معلومات عن نجاحات سابقة في إكثار وتوطين المها العربية وغزال الريم، وعرض نماذج من جماجم الحيوانات وأجهزة التعقب المستخدمة في مراقبتها.
وتم إطلاق الغزلان في البرية بحضور المشاركين، مما يعكس التزام سلطنة عمان بالحفاظ على التنوع البيئي وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للسياحة البيئية المستدامة.
غزال الريم الذي يعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض وفقًا للقائمة الحمراء، يعد من الحيوانات الصحراوية التي تعيش في البيئات القاحلة. مشروع «الريم1» يمثل خطوة مهمة في إعادة هذا النوع إلى موائله الطبيعية بعد انقراضه من مناطق مثل رمال الربع الخالي في 2007.
يُعد هذا المشروع إضافة مهمة لجهود سلطنة عمان في مجال حماية الحياة البرية، ويعكس التزامها بتنمية مستدامة تعزز التوازن البيئي وتساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.