في عصر التكنولوجيا المتسارعة، أصبح امتلاك الهواتف الذكية والاتصال بالإنترنت جزءًا من حياة الأطفال اليومية، حتى في سن مبكرة. ورغم ما تتيحه هذه الأجهزة من فرص التعلم والترفيه، فإنها قد تحمل مخاطر جسيمة تهدد الأطفال نفسيًا واجتماعيًا، خاصة مع تعرضهم لمحتوى غير ملائم وممارسات غير آمنة تتنافى مع القيم الأخلاقية.

ومن بين أبرز هذه المخاطر، بيئات افتراضية وتطبيقات تواصل شهيرة، تفتح أبوابًا خفية قد يستغلها الغرباء، مما يستدعي رقابة وتوعية مستمرة من الأهل.

فيما يلي، نستعرض مجموعة من التطبيقات التي ينبغي الحذر من تعامل الأطفال معها:

1- عالم "روبلوكس" الافتراضي

تُعد "روبلوكس" واحدة من أكثر الألعاب شهرة حول العالم، حيث تقدم بيئة افتراضية تفاعلية تجمع ملايين المستخدمين. تكمن مشكلة اللعبة في إمكانية تواصل الأطفال مع أشخاص بالغين غرباء، ما يعرضهم لخطر الاستدراج إلى منصات تواصل أخرى. كما أن بعض أقسام اللعبة تحتوي على محتوى خاص بالبالغين ومشاهد العنف والسرقة والقتل.

بسبب عدم فرض اللعبة قواعد صارمة على المحتوى، يقع على عاتق الآباء متابعة أنشطة أطفالهم وتوجيههم لكيفية الإبلاغ عن الرسائل المسيئة، بالإضافة إلى تحديد وقت معين للعب لتجنب الاستخدام المفرط.

إعلان

وكانت عدة دول اتخذت إجراءات ضد "روبلوكس" بسبب مخاوف تتعلق بمناسبة محتواها للأطفال؛ حيث حظرت تركيا الوصول إلى اللعبة في أغسطس/آب 2024، بعد تحقيق كشف عن إمكانية استخدامها في استغلال الأطفال.

كما حظرت الأردن وعمان والإمارات "روبلوكس" بسبب مخاوف من اللغة البذيئة وعمليات الاحتيال والاختراق إلى جانب المحتوى غير المناسب للصغار.

وفرضت بلجيكا وهولندا قيودًا على العناصر داخل اللعبة التي تعتمد على فرص عشوائية، بهدف حماية الأطفال من التعرض للمقامرة.

2- "تيك توك".. عالم غير آمن للأطفال

يُعتبر "تيك توك" تطبيقًا جذابًا لمقاطع الفيديو القصيرة، لكنه قد يتحول إلى أداة ضارة إذا لم يُستخدم بحذر. فمشاهدة المقاطع بشكل متسارع قد تؤدي إلى الإدمان، كما قد يدفع التطبيق الأطفال للمشاركة في تحديات خطيرة لجمع النقاط وتحقيق الأرباح المالية.

وأظهرت دراسة أجراها "مركز مكافحة الكراهية الرقمية" الأميركي، أن خوارزميات "تيك توك" قد توصي بمحتوى مؤذٍ. حيث أنشأ الباحثون حسابات وهمية لمراهقين في 3 دول، وبمجرد التفاعل مع مقاطع تتناول صورة الجسم أو اضطرابات الأكل، ظهرت توصيات بمقاطع مرتبطة بإيذاء النفس والانتحار.

وورد في التقرير أن المحتوى المرتبط بإيذاء النفس كان يُعرض بمعدل أعلى 12 مرة مقارنة بمقاطع الطعام غير الصحي.

وكانت عدة دول اتخذت إجراءات ضد "تيك توك"؛ ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أقر البرلمان الأسترالي قانونًا يحظر استخدام الأطفال دون سن 16 عامًا لوسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك "تيك توك"، بهدف حماية صحتهم النفسية والجسدية.

وفي أبريل/نيسان 2023، فرض مكتب مفوض المعلومات البريطاني غرامة قدرها 12.7 مليون جنيه إسترليني على "تيك توك" لسماحه للأطفال دون 13 عامًا باستخدام المنصة دون الحصول على موافقة الوالدين، وفشله في حماية بياناتهم الشخصية.

وفي سبتمبر/أيلول 2023، فرضت لجنة حماية البيانات الأيرلندية غرامة قدرها 345 مليون يورو على "تيك توك" بسبب انتهاكات تتعلق بخصوصية الأطفال، خاصة فيما يتعلق بالتحقق من العمر وإعدادات الخصوصية.

إعلان

أما إيطاليا، ففرضت في مارس/آذار 2024 غرامة قدرها 10 ملايين يورو لعدم حمايته الكافية للمستخدمين القُصّر من المحتوى الضار، مثل تحديات خطيرة تؤثر على سلامتهم.

3- "سناب شات" والرسائل المخفية

يُعد تطبيق سناب شات من التطبيقات غير الآمنة للأطفال، نظرًا لاحتوائه على ميزات تسهل استغلالهم. تتمثل أبرز المخاطر في ميزة "الرسائل المخفية" التي تختفي بعد إرسالها، مما يُصعّب تعقب حالات التحرش أو الإساءة.

كما أن خاصية "الإضافة السريعة" تُتيح للأطفال إضافة غرباء دون معرفتهم، إضافة إلى خاصية "تحديد الموقع الجغرافي" (سناب ماب) التي قد تعرّض الطفل للملاحقة الفعلية.

لكن في المقابل، يوفر التطبيق بعض ميزات الأمان لحماية الأطفال مثل "مركز العائلة"، الذي يمكّن الوالدين من ربط حساباتهم بحسابات أطفالهم لمعرفة قائمة أصدقائهم والأنشطة الأخيرة. كما توجد خاصية "وضع الشبح" لإخفاء موقع المستخدم، وميزة "تقييد الاتصال بالبالغين"، التي تمنع البالغين من إضافة الأطفال دون وجود أصدقاء مشتركين.

4- "كيك" وغياب أدوات الرقابة

يتيح تطبيق "كيك" للمستخدمين الدردشة مع الآخرين دون الكشف عن هوياتهم، مما جعله بيئة خصبة للتحرش والاستغلال. وقد ارتبط التطبيق بحالات عديدة من التعرض لمحتوى غير لائق، إضافة إلى استخدامه من قِبل المحتالين الذين يتنكرون بهويات مزيفة بهدف الحصول على المال أو المعلومات الشخصية.

ونظرًا لافتقاره لأدوات رقابة قوية تمنع السلوكيات غير القانونية، يُعتبر التطبيق خطرا على الأطفال والمراهقين، ما يتطلب توعية كبيرة بمخاطره لحمايتهم من الاستغلال.

عدة دول ومنظمات اتخذت إجراءات لحماية الأطفال من المخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام تطبيق "كيك"؛ إذ أقر البرلمان الأسترالي قانونًا يحظر استخدام الأطفال دون سن 16 عامًا لوسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك "كيك"، بهدف حماية صحتهم النفسية والجسدية.

إعلان

وواجه التطبيق حملة واسعة في الولايات المتحدة الأميركية بسبب استخدامه من قبل البالغين للتواصل مع القُصّر ومشاركة محتوى غير لائق. في عام 2015، بدأ التطبيق في استخدام تقنية "فوتو دي. إن. إيه." من مايكروسوفت للكشف التلقائي عن الصور غير اللائقة والإبلاغ عنها، في محاولة لتعزيز سلامة المستخدمين.

من جانبها، أصدرت منظمات معنية بسلامة الأطفال، مثل "إنترنت ماترز"، إرشادات تحذر من استخدام الأطفال لتطبيق "كيك" نظرًا للمخاطر المرتبطة به، بما في ذلك التعرض لمحتوى غير مناسب والتواصل مع غرباء.

5- "ويسبر" والمشاركة مع الغرباء

يشجع تطبيق "ويسبر" مستخدميه على مشاركة أسرارهم وتجاربهم الشخصية بشكل مجهول، مما يجعله مغريًا للأطفال والمراهقين. رغم أن التطبيق يوفر ميزة النشر المجهول، فإن البيانات الشخصية قد تكون عرضة للتسريب بسبب ثغرات أمنية.

كما يطلب التطبيق من المستخدمين مشاركة مواقعهم الجغرافية لاقتراح مجموعات أو أصدقاء في نفس النطاق، مما يزيد من مخاطر التحدث مع غرباء مجهولين. قد تدفع خاصية النشر المجهول الأطفال إلى الإفراط في مشاركة معلوماتهم الشخصية، دون إدراك العواقب المحتملة. وفي بعض الحالات، قد يتسبب التفاعل المستمر مع "الهمسات" في سلوك إدماني، حيث يقضي المستخدمون ساعات طويلة لمتابعة منشورات الآخرين.

وفي عام 2020، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن تسريب بيانات مستخدمي تطبيق "ويسبر"، بما في ذلك معلومات الموقع والاهتمامات الشخصية، مما أثار مخاوف بشأن خصوصية وأمان المستخدمين، خاصة الأطفال.

كما أصدرت منظمات مثل "سايبر سيفتي كوب" تحذيرات للآباء حول مخاطر استخدام الأطفال التطبيق، مشيرة إلى أن التطبيق يتيح مشاركة المحتوى بشكل مجهول، مما قد يؤدي إلى تعرض الأطفال لمحتوى غير لائق أو تواصل مع غرباء.

وأوصت منظمات مثل "سكرين تايم" و"سايفس" الآباء بمراقبة أنشطة أطفالهم عبر الإنترنت واستخدام تطبيقات الرقابة الأبوية لحمايتهم من التطبيقات التي تسمح بالمشاركة المجهولة، مثل "ويسبر"، نظرًا للمخاطر المرتبطة بها.

إعلان

أخيرا، في ظل تعدد المخاطر المرتبطة بتطبيقات الإنترنت، يبقى دور الأهل محوريًا في توعية أطفالهم بسبل الاستخدام الآمن.

ويجب على الوالدين متابعة التطبيقات التي يستخدمها أطفالهم، ووضع قيود زمنية للمراقبة، بالإضافة إلى استخدام ميزات الأمان المتاحة في كل تطبيق.

كما أن توجيه الأطفال لكيفية التبليغ عن المحتوى المسيء أو الأشخاص المشبوهين يعد خطوة أساسية لحمايتهم من المخاطر النفسية والاجتماعية المحتملة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات استخدام الأطفال لمحتوى غیر بما فی ذلک إضافة إلى تیک توک

إقرأ أيضاً:

اليابان تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية بكافة قطاعات الدولة المصرية

التقى الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، وفد شركة (BCG) Boston Consulting Group للاستشارات الإدارية وممثلي الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA)، يأتي ذلك في دعم جهود التعاون المصري الياباني لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية في مختلف القطاعات، لا سيما القطاع الصحي.

مدير الرعاية الصحية بالإسماعيلية يتفقد مراكز طب أسرة فايد شيخ الأزهر يوجه برعاية حالة الأم الملهمة «زينب الشربيني» وتوفير الرعاية الصحية

وقال الدكتور أحمد السبكي إن الاجتماع تناول سبل التعاون التقني والفني بين هيئة الرعاية الصحية وشركة BCG وجايكا لتفعيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، وأوضح أن الهيئة تمتلك قاعدة بيانات ضخمة تشمل أكثر من 6 ملايين ملف طبي إلكتروني و500 مليون صورة أشعة مؤرشفة، مما يعزز قدرتها على تحسين جودة الخدمات الصحية وتطوير منظومة الرعاية الصحية في مصر.

وأوضح السبكي أنه تم الاتفاق مبدئيًا على توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة الرعاية الصحية وشركة BCG لتحديد أولويات الهيئة والمشروعات ذات القيمة، بما يتماشى مع تطلعات منتفعي التأمين الصحي الشامل. وأكد البدء الفوري في تطويع تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم التخطيط الصحي، إدارة الأشعة، التطبيب عن بُعد، إدارة العمليات غير الطبية داخل المنشآت، والاكتشاف المبكر للأمراض.

وأكد السبكي أن الهيئة تمتلك بنية تحتية مؤهلة وثقافة رقمية متقدمة تمكنها من تفعيل تقنيات الذكاء الاصطناعي في منشآتها الصحية. وأضاف أن التوسع المرحلي لمنظومة التأمين الصحي الشامل بحلول عام 2030 سيشمل إنشاء 6000 وحدة ومركز لطب الأسرة و1000 مستشفى، مما سيمكن الهيئة من إدارة المنشآت الصحية بفعالية عالية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أن الهيئة بصدد تدشين أول مركز لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مصر وإفريقيا بمحافظة الإسماعيلية خلال العام الجاري. وسيتم تشغيل المركز على ثلاث مراحل أساسية تشمل الاستعانة بالخبراء والمبرمجين، ثم بناء القدرات البشرية اللازمة لتشغيل المركز، وصولًا إلى إنشاء مركز تميز للهيئة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي خلال خمس سنوات، ليكون منصة لعرض قصص النجاح الملهمة ونقل الخبرات.

وأضاف السبكي أن أنظمة إدارة المباني باستخدام الذكاء الاصطناعي حققت نتائج ملموسة بالفعل، حيث أسهمت في تخفيض تكاليف استخدام الطاقة بمجمع السويس الطبي بنسبة 25%، وأكد أن الهيئة تمتلك مخزونًا معلوماتيًا ضخمًا وبنية تحتية متطورة تجعلها مؤهلة لتفعيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي فورًا داخل منشآتها الصحية.

وثمّن رئيس هيئة الرعاية الصحية دور شركة BCG في دعم المشروعات الكبرى التي تتطلب نماذج أعمال مبتكرة وخططًا استراتيجية لتحقيق الأهداف المرجوة.

مشيدًا بدور الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) كشريك نجاح في تحديث النظام الصحي المصري، مؤكدًا أهمية استمرار التعاون مع جايكا لتوطين أحدث الخبرات الدولية في القطاع الصحي، باعتبار اليابان أحد أبرز شركاء التنمية في مصر.

من جانبهم، أكدوا وفد شركة BCG التزامهم الكامل بدعم خطط تحسين الأداء في مختلف القطاعات، لا سيما القطاع الصحي، من خلال تقديم استشارات وحلول مبتكرة تعزز الاستدامة وتحسن الخدمات.

فيما أعرب ممثلو جايكا عن سعادتهم بجودة تنفيذ المشروعات الصحية اليابانية في مصر، مشيدين بالطرق المبتكرة التي تم اعتمادها لتطوير النظام الصحي وتحقيق نقلة نوعية في جودة الخدمات المقدمة.

هذا، وشارك الاجتماع من هيئة الرعاية الصحية كل من الدكتور أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة، الدكتور مجدي بكر، مستشار رئيس الهيئة للشؤون الفنية، الدكتور محمود الشحات، مدير عام الإدارة العامة للمراجعة الداخلية، الدكتور مصطفى شعبان، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الصحية والعلاجية، الدكتور محمد سامي، مساعد المدير التنفيذي لشؤون التشغيل، الدكتورة مي مليجي، مدير عام الإدارة العامة لنظم المعلومات والتحول الرقمي، الدكتور شادي فرحات، رئيس وحدة التطوير والابتكار وريادة الأعمال، الدكتور مهند عاطف، مدير إدارة الدراسات والبحوث، الدكتورة هبة عبد العزيز، مدير إدارة الإحصاء والتقارير، الدكتورة مي أبو الفتوح، المشرف العام على الرقابة على سلامة المرضى.

فيما شارك في الاجتماع عدد من قيادات شركة BCG مصر، من بينهم فرانسيسكو بوذي وأدهم أبو زيد، مديري مكتب شركة BCG في مصر، وفريد عبد الرحمن، استشاري بالشركة، كما حضر الاجتماع عبر تقنية الزووم كل من أحمد عبد العظيم، مدير المشروع بـ BCG، وملك مصطفى، استشاري بالشركة، إلى جانب أحمد الجيزي، مسؤول برامج الصحة في الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا).
 


 

مقالات مشابهة

  • رئيس "تيك توك" يحضر حفل تنصيب ترامب بعد يوم من حظر التطبيق
  • أكثر من ستة آلاف خريج من دورات التعبئة العامة في الجامعات يدشنون التطبيق الميداني
  • اليابان تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية بكافة قطاعات الدولة المصرية
  • سبائك ذهب و4 ملايين جنيه.. كواليس سقوط عصابة تطبيقات المراهنات
  • الرئاسة الفلسطينية: ندعم جهود تطبيق مبدأ سيادة القانون والحفاظ على الأمن والأمان
  • حماس: لم نسلم ردنا على مسودة الاتفاق بسبب تأخر إسرائيل في تسليم الخرائط التي توضح المناطق التي ستنسحب منها
  • وفاة بلوجر شهيرة بعد خضوعها لعملية نحت
  • حكم ذبح الماشية التي يُخشى موتها .. فيديو
  • كيف يتم جمع بياناتك على الإنترنت.. تقرير يكشف عن ممارسات مشبوهة في تطبيقات شهيرة
  • كيف تمنع طفلك من استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي على الآيفون ..فيديو