عرضت فضائية “يورونيوز” مساء الثلاثاء عن إعصار ضرب جزيرة مايوت، التي تُعد من أفقر الأراضي الفرنسية في الخارج، وتقع شمال غرب مدغشقر، حيث يعيش فيها حوالي 350,000 نسمة في ظروف سكنية قاسية. 

يقطن العديد من السكان في أكواخ مصنوعة من الصفيح وهياكل غير مستقرة، والتي لم تستطع تحمل قوة الإعصار المداري "شيدو"، الذي اجتاز المنطقة بسرعة رياح تجاوزت 220 كم/ساعة.

ومايوت هي جزيرة تقع في المحيط الهندي تابعة لفرنسا، وهي جزء من أرخبيل جزر القمر تقع في الطرف الشمالي من القناة الفاصلة بين موزمبيق ومدغشقر.

أغلبية سكانها البالغ نحو 320901 من المسلمين، ورفضوا الاستقلال في الاستفتاء الذي أدى إلى استقلال الجزر الأخرى كدولة اتحادية.

بسبب إعصار"تشيدو".. ماكرون يُعلن حالة الحداد في فرنسا بسبب إعصار"تشيدو".. مصرع ١١ شخصا في جزيرة مايوت الفرنسية

الإعصار، الذي مر عبر جنوب شرق المحيط الهندي، تسبب في أضرار كبيرة في جزيرة مايوت، كما أثر أيضًا على جزر القمر ومدغشقر المجاورة، ووفقًا للمحافظ، يُعتبر "شيدو" الأسوأ في تاريخ الأرخبيل منذ 90 عامًا، مما يزيد من المخاوف بشأن الأضرار المحتملة والضحايا.

وتتجه العاصفة الآن نحو ساحل موزمبيق، مما يزيد من القلق بشأن تداعياتها في المنطقة.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية عن وفاة ما لا يقل عن 11 شخصًا في جزيرة مايوت الفرنسية نتيجة الظروف الجوية السيئة الناجمة عن إعصار "تشيدو" الذي ضرب المنطقة في المحيط الهندي.

ووفقًا لما ذكرته وكالة "روسيا اليوم"، أشارت الوزارة في بيان رسمي إلى صعوبة الحصول على إحصاءات دقيقة حول عدد القتلى والجرحى، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الوفيات بسبب سوء الأحوال الجوية.

من جهته، أفاد أحد المستشفيات في جزيرة مايوت بأن 9 أشخاص في حالة حرجة، بينما أصيب 246 آخرون.

ووفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الفرنسية، تعرضت أسطح المنازل في الجزيرة، التي يقدر عدد سكانها بحوالي 300 ألف نسمة وتقع على بعد نحو 800 كيلومتر من سواحل موزمبيق، للتلف.

وصف المسؤولون العاصفة بأنها الأقوى منذ قرن، حيث تُعتبر أسوأ إعصار يضرب الجزيرة، مما أدى إلى تدمير العديد من المباني وتدهور البنية التحتية في المنطقة.

وأفاد وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتيلو، بأن السلطات الفرنسية ستقوم بدراسة إمكانية توفير حلول إسكان مؤقتة للمتضررين، بالإضافة إلى إرسال تعزيزات من الدرك العسكري، مع التأكيد على ضرورة تلبية الاحتياجات الأساسية في الوقت الحالي.

وقد أرسل الجيش الفرنسي طائرة محملة بالإمدادات الإنسانية إلى الجزر، حيث تم تعبئته لمساعدة السكان المتضررين.

من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن متابعته الدقيقة للوضع في الجزيرة، بينما أشار محافظ مايوت، فرانسوا كزافييه بيوفيل، إلى أن الجزيرة تعرضت لأقوى إعصار منذ عام 1934، مؤكداً أن العديد من السكان فقدوا كل ما يملكون.

تجدر الإشارة إلى أن الإعصار المداري قد ضرب جنوب شرق المحيط الهندي، وأثر أيضاً على جزر القمر ومدغشقر.

كما وصل إعصار تشيدو الآن إلى موزمبيق في البر الرئيسي الإفريقي، حيث حذر مسؤولو الطوارئ من أن 2.5 مليون شخص قد يتعرضون للأذى في منطقتين شماليتين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مايوه الأراضي الفرنسية مدغشقر فی جزیرة مایوت المحیط الهندی

إقرأ أيضاً:

إعصار "تشيدو" يعمق معاناة موزمبيق في مواجهة العنف والجماعات المتطرفة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ضرب الإعصار المداري "تشيدو" سواحل شمال موزمبيق في 15 ديسمبر، مصحوبًا برياح عنيفة تراوحت سرعتها بين 120 و260 كيلومترًا في الساعة، مما أغرق محافظتي نامبولا وكابو ديلجادو بأمطار غزيرة ودمر المنازل والمدارس والبنية التحتية الحيوية. 

استمر الحصار لمدة ست ساعات، ليزيد من معاناة منطقة كانت أصلاً تعاني من عنف المتمردين من جماعة "أهل السنة والجماعة" التابعة لتنظيم داعش، التي نشطت في المنطقة منذ أكثر من سبع سنوات.

تسبب الإعصار في وفاة 120 شخصًا على الأقل حتى نهاية ديسمبر 2024، فيما وصفت المواطنة بينشا خوسيه نقيرة، من سكان بيمبا، في حديثها لوكالة "رويترز" اللحظات العصيبة قائلة: "ظننت أنني سأموت، كان الوضع مخيفًا للغاية، الأطفال حولي يبكون ويصرخون من الخوف، وشعروا أنهم سيفقدون حياتهم."

العنف يفاقم المعاناة: تهجير وتدمير

استمرت الهجمات التي شنها المتمردون طوال عام 2024، مما تسبب في تهجير عشرات الآلاف من المواطنين. 

وبحسب إيزادورا زوني، من وكالة الأمم المتحدة للاجئين، فإن المنطقة تضم ما يقرب من 300,000 مهجر، كثير منهم فروا من العنف فقط ليجدوا أنفسهم أمام أزمة جديدة نتيجة الإعصار. 

وقالت زوني لموقع أخبار الأمم المتحدة: "أُجبر هؤلاء على ترك كل شيء وراءهم، ليعيشوا في أزمة أخرى."

داعش والجماعات المتطرفة: استغلال العجز الحكومي

وبعد الإعصار، كان السؤال المطروح هو ما إذا كانت جماعة "أهل السنة والجماعة" ستستغل هذه الكارثة لصالحها.

ويُعرف عن الجماعات المتطرفة استغلالها لضعف الحكومات في الاستجابة للكوارث الطبيعية، وهو ما يراه الدكتور دانيال إيزنغا، الباحث في مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية، فرصة لإثبات شرعية الحكومات في عيون السكان. 

وقال إيزنغا: "استجابة الحكومة السريعة والشفافة للكوارث قد تساهم في كسب ثقة المجتمع المحلي وتعزيز التعاون في مكافحة التمرد".

داعش في موزمبيق: تصاعد العنف وتوسيع النشاط

بدأت جماعة "أهل السنة والجماعة" تعمل تحت راية "ولاية تنظيم داعش في وسط إفريقيا" منذ عام 2019، ومع الاعتراف الرسمي من داعش بتمرد موزمبيق في 2022، ارتفعت حوادث العنف بنسبة 29% مقارنة بالعام السابق.

 ورغم تراجع بعض الهجمات بعد تدخل قوات الأمن الرواندية ومجموعة تنمية الجنوب الإفريقي في 2021، فإن التوقعات تشير إلى تصاعد العنف في 2024، حيث من المتوقع أن تؤدي 250 حادثة عنف إلى مقتل 460 شخصًا في موزمبيق.

التمويل الدولي: جنوب إفريقيا ملاذ للإرهابيين

تستفيد جماعة "أهل السنة" من الدعم الخارجي، خصوصًا من شبكات إجرامية في جنوب إفريقيا، التي تُعد مركزًا رئيسيًا لتمويل تنظيم داعش في إفريقيا.

 وأوضح تقرير معهد هدسون في 2021 أن جماعة "أهل السنة" باتت تجد في جنوب إفريقيا طريقًا أسهل للتورط في النشاطات المسلحة مع داعش دون الحاجة إلى السفر إلى الشرق الأوسط.

 وأكد التقرير أن الأدلة تشير إلى أن أفرادًا في جنوب إفريقيا بدأوا في تقديم الدعم المادي لتمرد "أهل السنة والجماعة" بشكل جاد.

أمن موزمبيق في مهب الريح

يستمر العنف في شمال موزمبيق في التصاعد، ويبدو أن الأزمات الإنسانية والتطرف لا تزال تشكل تهديدًا كبيرًا لأمن المنطقة.

 واستجابة الحكومة للمشاكل الأمنية والكوارث الطبيعية تعتبر الآن اختبارًا حاسمًا لشرعيتها وثقة الشعب بها.

 وإذا استمرت الجماعات المتطرفة في الاستفادة من الظروف، فإن مستقبل موزمبيق قد يكون أكثر تعقيدًا وصعوبة.

مقالات مشابهة

  • لحظة هروب المجرم الذي اعتدي علي نجم بوليوود سيف علي خان ..فيديو
  • استشارية: الشخص الذي يتبنى دور الضحية يعاني من اضطرابات شخصية.. فيديو
  • طقس الجمعة.. رياح شديدة على أجزاء من المنطقة الشرقية
  • إعصار "تشيدو" يعمق معاناة موزمبيق في مواجهة العنف والجماعات المتطرفة
  • تسريب فيديو لواقعة طعن النجم الهندي سيف خان على يد شخص مجهول
  • لوموند: رياح سيئة تهبّ على العلاقات الفرنسية الجزائرية.. ويجب الحزم والهدوء
  • كيت ميدلتون ورحلتها مع السرطان.. أول زيارة علنية لها إلى المستشفى الذي عالجها.. فيديو
  • الحصيني: غدا بداية الشبط الذي يسمى في الخليج ببرد البطين .. فيديو
  • تعرف على الطبيب الفلسطيني الذي يتمسك بمهمته الإنسانية رغم ساقه المبتورة (فيديو)
  • رصد نمر عربي يركض بسرعة رهيبة بجبال صبح.. فيديو