ما بعد الأسد: ايران قد تتجه الى تحالف عربي لاحتواء الفوضى الإقليمية
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
17 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: أفاد الباحث في قضايا الجزيرة العربية كامران كرمي في تقرير أن سقوط النظام السياسي لعائلة الأسد يمثل نقطة تحول محورية في الشرق الأوسط، مما يستدعي إعادة رسم الاصطفافات والتحالفات الإقليمية. ووفقًا لرؤية الكاتب، فإن مفهوم النظام السياسي في المنطقة يعتمد على التوازن بين الأطراف الفاعلة، وأن انهيار نظام ما يُترجم بتغيرات في توزيع القوى.
يرى كرمي أن النظام الجديد في المنطقة لا يمكن أن يتشكل دون حدوث تحول في النفوذ بين القوى الرئيسية مثل إيران، السعودية، الإمارات، تركيا، إسرائيل، ومصر. ويؤكد أن التغيرات الجوهرية تحدث حين تفقد إحدى هذه القوى جزءًا من نفوذها أو تتغير أولوياتها الاستراتيجية.
يحلل الكاتب سيناريو سقوط الأسد كعامل قد يُضعف الردع الإيراني، خاصة مع الضربات التي تلقتها حماس وحزب الله، ما قد يترك فراغًا تسعى القوى الإقليمية إلى ملئه. يشير إلى أن إيران ستحتاج إلى استراتيجيات جديدة لاستعادة الردع، لكنها لن تتمكن من الاعتماد على تحالفات سريعة في سوريا أو دعم مباشر لحلفائها، بل يتطلب الأمر رؤية طويلة الأمد.
على المدى القريب، يقترح كرمي أن تُفعّل إيران استراتيجيات سياسية ودبلوماسية تستند إلى قرارات أممية مثل القرار 2254 الذي يدعو إلى الحوار السوري-السوري، والانتخابات الحرة، وتشكيل حكومة وطنية. ويرى أن هذا النهج قد يمنح إيران فرصة للتقرب من المنظمات الدولية والإقليمية، لكنه يحذر من التحديات الداخلية، مثل تصاعد نفوذ الإسلاميين في سوريا.
يشير الكاتب إلى أن دولًا مثل مصر، الإمارات، والسعودية تعتبر الإخوان المسلمين تهديدًا وجوديًا لأنظمتها المستقرة، وهو ما يدفعها إلى اتخاذ مواقف حازمة بشأن مستقبل سوريا. ويرى أن انضمام إيران إلى هذه الدول في موقفها من الإخوان قد يشكل تحالفًا تكتيكيًا يعزز التوافق الإقليمي.
يختتم كرمي تحليله بالإشارة إلى أن تحالفًا بين إيران والسعودية والإمارات ومصر بشأن سوريا ما بعد الأسد قد يسهم في منع تصاعد تيارات تهدد استقرار المنطقة، مع فتح آفاق جديدة لإيران في سياستها الخارجية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
مسؤول عربي كبير يعلق على اعتراف الجامعة العربية بأحمد الشرع ممثلا لدولة سوريا
سوريا – أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، إنهم يرتبون لزيارة الأمين العام أحمد أبو الغيط إلى دمشق قريبا ولقاء قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع.
ووفق ما نقلته صحيفة “الوطن” السورية، قال حسام زكي إن الدول العربية ستتخذ ما تراه مناسبا بشأن تمثيل أحمد الشرع لدولة سوريا بالجامعة.
وصرح الأمين العام المساعد بأن إعادة فتح السفارات العربية في دمشق تطور إيجابي.
وأكد أن الإقليم العربي بحاجة إلى سوريا هادئة تسهم في استقرار المنطقة، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” السورية.
وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية قد أكد في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” أن وفدا من الجامعة سيزور سوريا الأسبوع المقبل.
وأفاد زكي بأن العمل جار على إعداد أجندة الزيارة التي سوف تتضمن عقد لقاءات مع أطراف سورية عدة إلى جانب الاجتماع مع الإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع.
وأشار إلى أن الجامعة العربية بدأت الإعداد للزيارة منذ مدة وتواصلت مع الإدارة الجديدة في سوريا لإتمامها بهدف “إعداد تقرير يقدم للأمين العام أحمد أبو الغيط، وللدول الأعضاء بشأن طبيعة التغيرات في سوريا”.
وأضاف: “رغم تواصل عدد من الدول العربية مع الإدارة الجديدة في دمشق، فإن هناك دولا أخرى من بين أعضاء الجامعة الـ22 لم تفعل ذلك بعد”.
وأوضح أن زيارة وفد الجامعة ستتيح نقل تصور لما يحدث في سوريا لتلك الدول التي ليست لديها القدرة أو الرغبة في التواصل مع دمشق حاليا، مع إتاحة الفرصة للإدارة الجديدة لعرض تصورها للفترة المقبلة.
وتأتي تصريحات الأمين العام المساعد عقب اجتماع وزراء خارجية وممثلي 17 دولة في الرياض، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، لدعم العملية الانتقالية السياسية في سوريا.
وأكدت الدول العربية والغربية خلال اجتماعها يوم الأحد في العاصمة السعودية الرياض، مواصلة دعمها للحكومة السورية الجديدة في مواجهة التحديات ما بعد نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وعقد هذا الاجتماع في وقت يسعى رئيس الإدارة الجديدة في دمشق أحمد الشرع، الذي سيطرت قواته مع فصائل معارضة مسلحة على دمشق في شهر ديسمبر 2024، إلى تخفيف العقوبات عن البلاد.
المصدر: RT + وسائل إعلام