جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-16@23:58:06 GMT

مُستقبلنا في العمل الحُر

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

مُستقبلنا في العمل الحُر

 

د. خالد بن علي الخوالدي

اهتمام ملحوظ من قبل الجهات المختصة للتشجيع على العمل الحر، وهذه الجهود التي تبذل متميزة حتى لو كانت مُتأخرة، ومن وجهة نظري أنَّ هذا الموضوع لأبد أن يكون له منهج يدرس في الصفوف من التاسع إلى الثاني عشر وذلك لأهميته البالغة، وهي ثقافة لأبد أن تترسخ في الأوساط المجتمعية؛ فالأعمال الحرة خاصة تلك الصغيرة والمتوسطة تعتمد عليها الكثير من الدول في تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية داخل كل دولة، فكلما كانت الأعمال الحرة نشطة كان الاقتصاد يقدم الكثير من الفرص، خاصة في مجال توفير فرص وظيفية.

وفي عصر يتسم بالتغيرات السريعة والتطور التكنولوجي، لأبد أن يصبح العمل الحر خيارًا جذابًا للكثير من الأفراد، خاصةً الشباب الذين يسعون إلى تطوير مهاراتهم، وتحقيق الاستقلال المالي، والمساهمة في الاقتصاد الوطني، وفي الحقيقة نؤكد أن الحكومة تؤدي دورًا محوريًا في تشجيع هذا النوع من العمل، مما يعكس أهمية العمل الحر كجزء من المنظومة الاقتصادية والتجارية.

وكما قلنا إنَّ العمل الحر يُعد وسيلة فعّالة لتحقيق الاستقلالية المالية، حيث يتيح للأفراد إدارة وقتهم ومشاريعهم بشكل يتناسب مع اهتماماتهم وقدراتهم، كما يسهم في تعزيز الابتكار والإبداع، حيث يتيح للأفراد فرصة تجربة أفكار جديدة وتحقيقها على أرض الواقع من جميع النواحي خاصة من الناحية الاقتصادية، إلى جانب دور العمل الحر في تنويع مصادر الدخل، مما يعزز من استقرار الاقتصاد الوطني ويقلل من الاعتماد على القطاعات التقليدية.

ومن المبادرات التي نلمسها بشكل واضح من قبل الجهات المختصة لتشجيع العمل الحر بطاقة ريادة والتي تسهل لرواد الأعمال الاستفادة من المزايا والتسهيلات المتاحة سواء على مستوى البنوك والدعم والقروض وتخفيف الرسوم؛ حيث توفر هذه البطاقة مجموعة من الخدمات، مثل التدريب، والاستشارات، والدعم المالي، مما يُسهِّل على الشباب بدء مشاريعهم الخاصة، كما تساهم بطاقة ريادة في تعزيز روح المبادرة والابتكار بين الشباب العُماني، وهذا سيقود إلى دعم رواد الأعمال وتوفير بيئة ملائمة لنمو الأعمال الحرة، والتي تعد جزءًا من رؤية "عُمان 2040"، التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التنوع الاقتصادي.

والعمل الحر خيار مثالي للعديد من الشباب العُماني؛ حيث يُتيح لهم فرصة تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.، كما يوفر لهم القدرة على العمل في مجالات متنوعة؛ مما يُساعدهم على اكتساب خبرات جديدة وتوسيع شبكة علاقاتهم، بالإضافة إلى ذلك يُمكن أن يكون العمل الحر مصدر دخل إضافي، مما يُسهم في تحسين مستوى المعيشة، وتنوع الأعمال الحرة التي يمكن أن يمارسها الشباب، بدءًا من التجارة الإلكترونية، والتسويق الرقمي، وصولًا إلى تقديم الخدمات الاستشارية والتصميم الجرافيكي، كما يمكن للشباب استغلال مهاراتهم في مجالات مثل البرمجة، والتصوير، والكتابة، مما يتيح لهم فرصة العمل في مجالات تتناسب مع اهتماماتهم ومهاراتهم.

وفي عصر التكنولوجيا، أصبح للدور الإلكتروني تأثير كبير على الأعمال الحرة حيث تتيح المنصات الإلكترونية للأفراد تسويق منتجاتهم وخدماتهم بشكل أوسع، مما يزيد من فرص النجاح، كما توفر هذه المنصات أدوات تحليلية تساعد رواد الأعمال على فهم احتياجات السوق وتوجيه جهودهم بشكل أفضل.

إنَّ العمل الحر يمثل فرصة حقيقية للشباب العُماني لتحقيق طموحاتهم والمساهمة في بناء اقتصاد قوي ومستدام من خلال دعم الحكومة وتوفير التسهيلات اللازمة، واستغلال الشباب لهذه الفرصة لبناء مستقبل مشرق لأنفسهم ولبلدهم، وكما هو معروف أن تعزيز ثقافة العمل الحر ليس مجرد خيار اقتصادي؛ بل هو استثمار في الأفراد والمجتمع ككل.

ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إتقان العمل في الإسلام.. رسالة شاملة للدنيا والآخرة

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه”. وأوضح أن هذا الحديث لا يقتصر على الأعمال الدنيوية مثل الهندسة، الطب، الزراعة، والميكانيكا، بل يشمل أيضًا الأعمال الأخروية كالعبادة والطاعات. 

ويُبرز الحديث أهمية الإتقان كمعيار أساسي في جميع الأعمال، سواء كانت دنيوية أو أخروية، مما يعكس رؤية الإسلام الشاملة للجودة والإبداع.

الجودة أولى من الكمية

أكد الشيخ خالد الجندي أن الحديث الشريف يضع الجودة فوق الكمية من حيث الأهمية، مشيرًا إلى قول ابن عباس رضي الله عنهما: "ليس العالم بكثرة علمه، إنما العالم من وعى آية من كتاب الله ثم عمل بها".

 هذه الحكمة تعزز الفكرة بأن القليل من الأعمال المتقنة والمخلصة يفوق الكثير من الأعمال التي تفتقر إلى الجودة.

الإحسان..معيار الجودة في العبادة

أشار الشيخ خالد إلى أن القرآن الكريم يعبر عن مفهوم الجودة بمصطلح "الإحسان"، الذي أوضحه جبريل عليه السلام في حديثه مع النبي صلى الله عليه وسلم: “الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”. وبيّن أن الإحسان يمثل أعلى درجات الإتقان في العبادة، حيث يعكس الحرص على أداء الأعمال بأعلى معايير الإخلاص والجودة.

 رسالة الإسلام للأمة

تابع الشيخ خالد حديثه بأن الإسلام يركز على جودة الطاعات لا كميتها، مستشهدًا بأن الإنسان سيسأل يوم القيامة عن جودة أعماله وطاعاته. فالعبادات المقبولة عند الله هي تلك التي تستوفي معايير الإتقان والجودة، مشددًا على أن الإسلام لا يفرق بين العمل الدنيوي والأخروي، فكلاهما يتطلب الالتزام بمبدأ الإتقان.

دعوة إلى الإصلاح والتنمية

واختتم الشيخ خالد الجندي بتأكيده على أن الإتقان في العمل هو رسالة للإصلاح والتنمية في جميع مجالات الحياة، وهو واجب شرعي ينعكس أثره على الفرد والمجتمع. فالإسلام يجعل من الإتقان سلوكًا حضاريًا ومطلبًا إيمانيًا، يساهم في بناء أمة قوية ومتقدمة.

مقالات مشابهة

  • المؤتمر: استثمار الجيل الجديد من رواد الأعمال يُمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة
  • أرحومة يبحث في القاهرة تدريب الشباب على ريادة الأعمال والأمن السيبراني
  • مفاوضات مكثفة بين الشباب والشراري
  • «شباب المنيا» تطلق فعاليات نادي العلوم للتعريف بريادة الأعمال والتسويق
  • وظائف خالية بوزارة الشباب والرياضة.. قدم الآن
  • الضرائب تحدد ضوابط محاسبة صناع المحتوي
  • «شباب المنيا» يطلق ندوة تثقيفية لتأهيل الشباب لسوق العمل الحر بديرمواس
  • الدبيبة يطلق مبادرة “1000 رائد لـ 1000 مشروع” لدعم ريادة الأعمال
  • إتقان العمل في الإسلام.. رسالة شاملة للدنيا والآخرة
  • خالد الجندي: الإسلام يحرص على جودة الطاعات مثل الأعمال الدنيوية