جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-19@20:35:56 GMT

مُستقبلنا في العمل الحُر

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

مُستقبلنا في العمل الحُر

 

د. خالد بن علي الخوالدي

اهتمام ملحوظ من قبل الجهات المختصة للتشجيع على العمل الحر، وهذه الجهود التي تبذل متميزة حتى لو كانت مُتأخرة، ومن وجهة نظري أنَّ هذا الموضوع لأبد أن يكون له منهج يدرس في الصفوف من التاسع إلى الثاني عشر وذلك لأهميته البالغة، وهي ثقافة لأبد أن تترسخ في الأوساط المجتمعية؛ فالأعمال الحرة خاصة تلك الصغيرة والمتوسطة تعتمد عليها الكثير من الدول في تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية داخل كل دولة، فكلما كانت الأعمال الحرة نشطة كان الاقتصاد يقدم الكثير من الفرص، خاصة في مجال توفير فرص وظيفية.

وفي عصر يتسم بالتغيرات السريعة والتطور التكنولوجي، لأبد أن يصبح العمل الحر خيارًا جذابًا للكثير من الأفراد، خاصةً الشباب الذين يسعون إلى تطوير مهاراتهم، وتحقيق الاستقلال المالي، والمساهمة في الاقتصاد الوطني، وفي الحقيقة نؤكد أن الحكومة تؤدي دورًا محوريًا في تشجيع هذا النوع من العمل، مما يعكس أهمية العمل الحر كجزء من المنظومة الاقتصادية والتجارية.

وكما قلنا إنَّ العمل الحر يُعد وسيلة فعّالة لتحقيق الاستقلالية المالية، حيث يتيح للأفراد إدارة وقتهم ومشاريعهم بشكل يتناسب مع اهتماماتهم وقدراتهم، كما يسهم في تعزيز الابتكار والإبداع، حيث يتيح للأفراد فرصة تجربة أفكار جديدة وتحقيقها على أرض الواقع من جميع النواحي خاصة من الناحية الاقتصادية، إلى جانب دور العمل الحر في تنويع مصادر الدخل، مما يعزز من استقرار الاقتصاد الوطني ويقلل من الاعتماد على القطاعات التقليدية.

ومن المبادرات التي نلمسها بشكل واضح من قبل الجهات المختصة لتشجيع العمل الحر بطاقة ريادة والتي تسهل لرواد الأعمال الاستفادة من المزايا والتسهيلات المتاحة سواء على مستوى البنوك والدعم والقروض وتخفيف الرسوم؛ حيث توفر هذه البطاقة مجموعة من الخدمات، مثل التدريب، والاستشارات، والدعم المالي، مما يُسهِّل على الشباب بدء مشاريعهم الخاصة، كما تساهم بطاقة ريادة في تعزيز روح المبادرة والابتكار بين الشباب العُماني، وهذا سيقود إلى دعم رواد الأعمال وتوفير بيئة ملائمة لنمو الأعمال الحرة، والتي تعد جزءًا من رؤية "عُمان 2040"، التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التنوع الاقتصادي.

والعمل الحر خيار مثالي للعديد من الشباب العُماني؛ حيث يُتيح لهم فرصة تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.، كما يوفر لهم القدرة على العمل في مجالات متنوعة؛ مما يُساعدهم على اكتساب خبرات جديدة وتوسيع شبكة علاقاتهم، بالإضافة إلى ذلك يُمكن أن يكون العمل الحر مصدر دخل إضافي، مما يُسهم في تحسين مستوى المعيشة، وتنوع الأعمال الحرة التي يمكن أن يمارسها الشباب، بدءًا من التجارة الإلكترونية، والتسويق الرقمي، وصولًا إلى تقديم الخدمات الاستشارية والتصميم الجرافيكي، كما يمكن للشباب استغلال مهاراتهم في مجالات مثل البرمجة، والتصوير، والكتابة، مما يتيح لهم فرصة العمل في مجالات تتناسب مع اهتماماتهم ومهاراتهم.

وفي عصر التكنولوجيا، أصبح للدور الإلكتروني تأثير كبير على الأعمال الحرة حيث تتيح المنصات الإلكترونية للأفراد تسويق منتجاتهم وخدماتهم بشكل أوسع، مما يزيد من فرص النجاح، كما توفر هذه المنصات أدوات تحليلية تساعد رواد الأعمال على فهم احتياجات السوق وتوجيه جهودهم بشكل أفضل.

إنَّ العمل الحر يمثل فرصة حقيقية للشباب العُماني لتحقيق طموحاتهم والمساهمة في بناء اقتصاد قوي ومستدام من خلال دعم الحكومة وتوفير التسهيلات اللازمة، واستغلال الشباب لهذه الفرصة لبناء مستقبل مشرق لأنفسهم ولبلدهم، وكما هو معروف أن تعزيز ثقافة العمل الحر ليس مجرد خيار اقتصادي؛ بل هو استثمار في الأفراد والمجتمع ككل.

ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الكوادر التكنولوجية.. تأهيل 12 ألف شاب سنويا بتكلفة 3 مليارات جنيه

أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مبادرة «الرواد الرقميين» لتعزيز الكوادر التكنولوجية فى مصر، من خلال تمكين الشباب وتطوير مهاراتهم، حيث تمثل المبادرة خطوة مهمة نحو دعم التحول الرقمى وتمكين الأفراد والمؤسسات من استخدام التكنولوجيا بشكل مبتكر.

وتعمل المبادرة فى إطار رؤية مصر الرقمية التى تسعى لتحويل الاقتصاد المصرى إلى اقتصاد رقمى متقدّم، مما يسهم فى تحقيق التنمية المستدامة، حيث تؤكد المبادرة أن مصر فى طريقها لأن تصبح واحدة من أبرز الاقتصادات الرقمية فى المنطقة.

وشملت توجيهات القيادة السياسية تأهيل مجموعة من الشباب مجاناً عن طريق منح دراسية فى مختلف مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لمساعدتهم فى دخول سوق العمل فى هذا القطاع الواعد من خلال تقديم التدريب الفنى والعملى فى كبرى الشركات، وبناء المهارات الشخصية، بما فى ذلك اللغات.

وتتضمّن المبادرة عدة تخصّصات، أهمها الذكاء الاصطناعى، وعلوم البيانات، والأمن السيبرانى، وتطوير البرمجيات، والشبكات والبنية التحتية الرقمية، والفنون الرقمية، وتصميم الدوائر الإلكترونية وبناء النظم المدمجة.

ووجّهت القيادة السياسية بضرورة توسيع قاعدة المستفيدين من «الرواد الرقميون»، لتكون مفتوحة للتسجيل لكل المواطنين، من جميع المحافظات، ممن لديهم القدرة على تحصيل العلم والرغبة فى اتخاذ الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كمسار مهنى، بغض النظر عن الخلفية العملية والمؤهل العلمى، بهدف إحداث نقلة نوعية فى الكوادر المدربة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كمّاً وكيفاً، وتأهيل وتدريب الكوادر فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبرمجيات، لتصبح ركناً أساسياً فى عملية التحول إلى الرقمنة، وتعزيز الصادرات الرقمية كأحد محاور تنمية الاقتصاد الوطنى، مما يشمل تعزيز القدرات التنافسية لمصر فى هذا المجال، وجعلها واحدة من أبرز المقاصد العالمية لاستثمارات الشركات العاملة فى مجال تصدير الخدمات الرقمية، ومن بينها البرمجيات، فى ظل المزايا التنافسية التى تمتلكها مصر.

وقال د. مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، إن المبادرة ستعمل على تأهيل 12 ألف شاب سنوياً، والرئيس السيسى وجّه بالتركيز على تأهيل المزيد من الشباب فى القطاع الرقمى، موضحاً أن المبادرة ستُقدم حزمة من البرامج التدريبية المكثّفة للشباب بين 15 و32 عاماً، وستتنوع البرامج بين دبلوم متخصّص مدته من 4 إلى 9 أشهر، حتى الحصول على ماجستير مهنى أو علمى يصل إلى سنتين.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الهدف من البرنامج والمبادرة حصول الشباب على هذه الدورات المتخصّصة فى المجالات الجديدة، وتكون جميعها منحاً كاملة للشباب المصرى، وستتراوح تكلفتها فى العام بين 2.5 و3 مليارات جنيه، ووجّه الرئيس بأن يتحمّل التكلفة صندوق تحيا مصر مع وزارة الاتصالات.

وأضاف: «كل الشباب المشاركين فى هذا البرنامج سيتلقون منحاً كاملة تتضمّن الإقامة الكاملة فى دار إقامة هذه الدورات المكثّفة، وسيكون البرنامج مزيجاً بين الدراسة النظرية والأكاديمية التى يطلع من خلالها الطالب على أحدث المستجدات ويُنهى الدراسة بتطبيق عملى، بالتنسيق مع الشركات العاملة فى السوق المصرية، لتكون فرصة له للالتحاق فى نهاية الدورة بالعمل فى هذه الشركات»، منوهاً بأن هذا البرنامج سيتم إطلاقه فى نهاية الربع الثانى من هذا العام.

وقال د. عمرو طلعت، وزير الاتصالات، إن المبادرة تستهدف كل المواطنين ممن لديهم الرغبة فى الانضمام إلى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويحصل على مهنة فيه، ولا يُشترط فى المتقدّمين أن يكونوا خريجى كليات الهندسة وعلوم الحاسبات، وسيتم قبول كل الخريجين ومن لم يتخرج بعد فى الكلية، أو الشباب الحاصلين على الشهادات المتوسطة أو السيدات اللائى تخرجن منذ سنوات ولم يلتحقن بوظيفة.

وأضاف أن المبادرة ستكون مفتوحة للجميع، بشرط توافر الرغبة والإرادة لدى المتدرّب من أجل التعلم وتلقى العلم الذى يساعده فى دخول سوق العمل بالقطاع، والمبادرة مجانية بالكامل، وتتحمّل الحكومة كامل نفقاتها، وهو ما وجّه به الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال اجتماعه الأخير مع رئيس الوزراء، والدولة رصدت 3 مليارات جنيه لإعداد البنية التحتية وقواعد البيانات لإنجاح المبادرة فى عامها الأول.

وأوضح الوزير أنه يجرى العمل على تحديد أماكن التدريب وشكل وأنماط المتدرّبين، والوزارة ستكون مسئولة عن المناهج التدريبية والتخصّصات التى ستتم إتاحتها للتدريب، وسيكون المعيار الوحيد لهذه الدورات التدريبية هو التخصّصات الأكثر طلباً فى سوق العمل، كمجال البرمجيات والذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات.

وأشار «طلعت» إلى أن تخصّص البرمجيات به الكثير من المهن التى تحظى بنسب تعمّق مختلفة ضمن المبادرة، فى حين سيُقرّر المتدرّب التعمّق فى أى درجة بعد اختياره التخصّص الذى سيكون شغوفاً به، والدولة لديها الكثير من الموارد البشرية الغنية، وعدد ضخم من الشباب غير موجود فى الدول المحيطة بنا، وفى حال تم تدريب الموارد البشرية سيستطيعون الالتحاق بعمل فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنفيذ المشروعات داخل مصر، أو يُنفذ مشروعات وهو فى مصر بالخارج.

وأكد أن فترة التدريب فى الدورة تبدأ من 4 أشهر فقط وتصل حتى عامين كاملين يحصل خلالها المتدرّب على درجة الماجستير حال استكمال العامين، وتم التعاقد مع شركات متخصّصة، وسيكون الإشراف الكامل للمبادرة من وزارة الاتصالات، وبالشراكة مع الأكاديمية العسكرية، وسيتم فتح باب التقدّم للمبادرة قريباً، وستكون متاحة لكل من لديه الإرادة والرغبة فى العمل بالقطاع.

وأشار «طلعت» إلى أن تدريب الملتحقين فى المبادرة سيكون به شق عملى فنى فى كبرى الشركات وتدريبات لبناء المهارات الشخصية واللغات، وستمنح المبادرة للمتقدم تطوير قدراته الشخصية الخاصة، بخلاف مهارات أخرى خاصة بالعرض وتعلم اللغة الإنجليزية، موضّحاً أن المبادرة ستقوم بالتدريس للطلاب كل التخصّصات الأكثر طلباً فى سوق العمل كالبرمجيات أو الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات، وسيتسنى للمتدرّب أن يتعمّق فى التخصّص الذى سيكون شغوفاً به وسيتلقى المتدرب مستوى التعليم الخاص بما يتوافق وسوق العمل الدولية.

مقالات مشابهة

  • محافظ الإسماعيلية يسلم 10 عقود عمل لأبناء القنطرة غرب من ذوي الهمم
  • محافظ الإسماعيلية يسلم ١٠ عقود عمل لأبناء القنطرة غرب من ذوي الهمم
  • إيجيبس 2025 يكرم رواد الابتكار وريادة الأعمال
  • النيادي: تبادل الأفكار يسهم في إعداد جيل مبدع
  • الكوادر التكنولوجية.. تأهيل 12 ألف شاب سنويا بتكلفة 3 مليارات جنيه
  • قنا تضخ 2.6 مليون جنيه لتمويل مشروعات الشباب خلال يناير الماضي
  • وكيل شباب كفر الشيخ يكرم 25 فائزًا في المسابقة الفنية للرسم الحر | صور
  • ماجد كنبه يدخل الفترة الحرة والشباب أولوية
  • «التعليم العالي»: انطلاق برنامج إعداد قادة الشباب العربي في الابتكار وريادة الأعمال بجامعة الشارقة
  • التعليم العالي: انطلاق برنامج إعداد قادة الشباب العربي في الابتكار وريادة الأعمال بجامعة الشارقة