مُستقبلنا في العمل الحُر
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
د. خالد بن علي الخوالدي
اهتمام ملحوظ من قبل الجهات المختصة للتشجيع على العمل الحر، وهذه الجهود التي تبذل متميزة حتى لو كانت مُتأخرة، ومن وجهة نظري أنَّ هذا الموضوع لأبد أن يكون له منهج يدرس في الصفوف من التاسع إلى الثاني عشر وذلك لأهميته البالغة، وهي ثقافة لأبد أن تترسخ في الأوساط المجتمعية؛ فالأعمال الحرة خاصة تلك الصغيرة والمتوسطة تعتمد عليها الكثير من الدول في تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية داخل كل دولة، فكلما كانت الأعمال الحرة نشطة كان الاقتصاد يقدم الكثير من الفرص، خاصة في مجال توفير فرص وظيفية.
وفي عصر يتسم بالتغيرات السريعة والتطور التكنولوجي، لأبد أن يصبح العمل الحر خيارًا جذابًا للكثير من الأفراد، خاصةً الشباب الذين يسعون إلى تطوير مهاراتهم، وتحقيق الاستقلال المالي، والمساهمة في الاقتصاد الوطني، وفي الحقيقة نؤكد أن الحكومة تؤدي دورًا محوريًا في تشجيع هذا النوع من العمل، مما يعكس أهمية العمل الحر كجزء من المنظومة الاقتصادية والتجارية.
وكما قلنا إنَّ العمل الحر يُعد وسيلة فعّالة لتحقيق الاستقلالية المالية، حيث يتيح للأفراد إدارة وقتهم ومشاريعهم بشكل يتناسب مع اهتماماتهم وقدراتهم، كما يسهم في تعزيز الابتكار والإبداع، حيث يتيح للأفراد فرصة تجربة أفكار جديدة وتحقيقها على أرض الواقع من جميع النواحي خاصة من الناحية الاقتصادية، إلى جانب دور العمل الحر في تنويع مصادر الدخل، مما يعزز من استقرار الاقتصاد الوطني ويقلل من الاعتماد على القطاعات التقليدية.
ومن المبادرات التي نلمسها بشكل واضح من قبل الجهات المختصة لتشجيع العمل الحر بطاقة ريادة والتي تسهل لرواد الأعمال الاستفادة من المزايا والتسهيلات المتاحة سواء على مستوى البنوك والدعم والقروض وتخفيف الرسوم؛ حيث توفر هذه البطاقة مجموعة من الخدمات، مثل التدريب، والاستشارات، والدعم المالي، مما يُسهِّل على الشباب بدء مشاريعهم الخاصة، كما تساهم بطاقة ريادة في تعزيز روح المبادرة والابتكار بين الشباب العُماني، وهذا سيقود إلى دعم رواد الأعمال وتوفير بيئة ملائمة لنمو الأعمال الحرة، والتي تعد جزءًا من رؤية "عُمان 2040"، التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التنوع الاقتصادي.
والعمل الحر خيار مثالي للعديد من الشباب العُماني؛ حيث يُتيح لهم فرصة تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.، كما يوفر لهم القدرة على العمل في مجالات متنوعة؛ مما يُساعدهم على اكتساب خبرات جديدة وتوسيع شبكة علاقاتهم، بالإضافة إلى ذلك يُمكن أن يكون العمل الحر مصدر دخل إضافي، مما يُسهم في تحسين مستوى المعيشة، وتنوع الأعمال الحرة التي يمكن أن يمارسها الشباب، بدءًا من التجارة الإلكترونية، والتسويق الرقمي، وصولًا إلى تقديم الخدمات الاستشارية والتصميم الجرافيكي، كما يمكن للشباب استغلال مهاراتهم في مجالات مثل البرمجة، والتصوير، والكتابة، مما يتيح لهم فرصة العمل في مجالات تتناسب مع اهتماماتهم ومهاراتهم.
وفي عصر التكنولوجيا، أصبح للدور الإلكتروني تأثير كبير على الأعمال الحرة حيث تتيح المنصات الإلكترونية للأفراد تسويق منتجاتهم وخدماتهم بشكل أوسع، مما يزيد من فرص النجاح، كما توفر هذه المنصات أدوات تحليلية تساعد رواد الأعمال على فهم احتياجات السوق وتوجيه جهودهم بشكل أفضل.
إنَّ العمل الحر يمثل فرصة حقيقية للشباب العُماني لتحقيق طموحاتهم والمساهمة في بناء اقتصاد قوي ومستدام من خلال دعم الحكومة وتوفير التسهيلات اللازمة، واستغلال الشباب لهذه الفرصة لبناء مستقبل مشرق لأنفسهم ولبلدهم، وكما هو معروف أن تعزيز ثقافة العمل الحر ليس مجرد خيار اقتصادي؛ بل هو استثمار في الأفراد والمجتمع ككل.
ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«هيئة الشباب» تمنح المتطوعين مساحات لخدمة المجتمع في رمضان
(كونا) – أكد نائب مدير عام الهيئة العامة للشباب لقطاع الشباب بالتكليف وليد الأنصاري اليوم الاثنين ان الهيئة وتنفيذا لاستراتيجية العمل التطوعي تحرص على منح الشباب المتطوع مساحات لإبراز دورهم في خدمة المجتمع لا سيما في هذا الشهر الفضيل. وقال الأنصاري في كلمة بملتقى (مبدعون) الذي نظمته أكاديمية العمل التطوعي التابعة للهيئة بمسرح مركز شباب الدعية ان الهيئة وبالشراكة مع مركز العمل التطوعي بصدد إطلاق (المنصة الوطنية للعمل التطوعي) في ابريل المقبل لتسهيل عمل الفرق التطوعية مثمنا دعم وزير الاعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري ورئيسة المركز الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح في هذا الصدد. من جانبه أوضح رئيس فريق (أمير الإنسانية) التطوعي علي كرم لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الفريق قدم منذ بداية شهر رمضان المبارك نحو 3000 وجبة إفطار صائم يوميا في ثلاث نقاط توزيع في عدد من مناطق الكويت. وأشار كرم الى ان الفريق يعتزم اقامة أكبر حملة لإفطار الصائم الجمعة المقبل وتتضمن توزيع 20 ألف وجبة في مقر (سوق الجمعة). واضاف ان الفريق أقام حفل قرقيعان للأيتام بالتعاون مع وزارتي الشؤون الإسلامية والشؤون الاجتماعية والهيئة العامة للقصر وعدة جمعيات خيرية مشيدا بمبادرة هيئة (الشباب) بتكريم الفرق التطوعية خلال الملتقى. وكرم الملتقى الذي حضره نائب رئيس مركز العمل التطوعي خالد المير وعدد من ممثلي جهات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص الداعمة للتطوع رؤساء وأعضاء الفرق التطوعية (الاستجابة والإنقاذ – أمير الإنسانية – بصمة كويتي – بو جراح – كويتي صعب – كويت جنرال – انضموا للتحدي) وتم عرض مقاطع فيديو لإلقاء الضوء على أنشطة هذه الفرق في الشهر الفضيل. |